في مدينة كربلاء المقدسة تصطف مئات الأحجار الكريمة بألوانها الزاهية الواحدة تلو الأخرى وهي تشكل أثارة وأعجاب بالنسبة للزائرين العرب والأجانب، فهي تستعمل كأداة للشفاء والتداوي وإبعاد الحسد ويتختم بها البعض ليس للزينة فقط بل لأعتقادهم إنها تجلب الرزق أو تستعمل للمحبة أو تبركاً بمكان تكونها وتقرباً لله تعالى بالتسبيح له.

وفي رحلتنا الميدانية للتعرف عن كثب عن أسرار هذه الأحجار وكراماتها ألتقينا ببعض الباعة المتجولين وبعض أصحاب المحال الخاص ببيعها، وكان حديثنا الأول مع السيد حسن الموسوي وهو أحد الباعة المتجولين في شارع أبي الفضل العباس (عليه السلام).

• ماهي الأحجار الكريمة ؟ الأحجار الكريمة بطبيعتها هي مواد معدنية معظمها يتكون من السيليكا، تدخل في صناعتها الكثير من المواد عدا الذهب والفضة، وقد عُرفت الأحجار الكريمة منذ عصور قديمة فهناك قطع من الأحجار تعود إلى حضارات إندثرت منذ آلاف السنين كأحجار حضارات مابين النهرين وقطع الأحجار التي تعود إلى العصور الفرعونية وغيرها كثيراً من الحضارات.

• ماهي أصناف الأحجار الكريمة ؟ وما أشهرها ؟ الأحجار الكريمة على أصناف عدة منها جبلية ومنها برية وأخرى بحرية، الجبلية مثل العقيق والياقوت أما البرية مثل الدُر والعقيق الأرضي السليماني، أما البحرية مثل المرجان واللؤلؤ، وهناك صنف نباتي بحري مثل اليُسر، أما أشهر هذه الأصناف هو العقيق اليماني الذي يوجد بـ (72) نوع.




بعدها أتجهنا لأحد المحال الخاص ببيع الأحجار الكريمة وتحدثنا مع صاحبه السيد محمد صاحب ليجيبنا على بعض الأسئلة.

• لماذا سميت بالأحجار الكريمة ؟ عُرفت الأحجار الكريمة قبل خلق البشرية، إذ خلق الله سبحانه وتعالى الأرض والسماء في ستة أيام، وإن أول جبل سجد لله تعالى وشهد (أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له) هو جبل اليماني، لذا تكريماً لها سميت بالأحجار الكريمة وقد كرمت على غيرها من الأحجار وكرمت بعضها على بعض، ونحن كمسلمين بشكل خاص أصبح للأحجار الكريمة قيمة عندنا لأننا نعتقد إنها أكتسبت كرامتها من الأحاديث النبوية الشريفة وأحاديث الأئمة الأطهار (عليهم السلام).

• كيف يتم الكتابة والنقش على الأحجار ؟ كانت الكتابة والنقوش على الأحجار سابقاً بأداة تدعى بـ (الشفرة)، وكانت الكتابة آنذاك بأسطر قليلة ولمدة زمنية طويلة بعض الشئ، ولكن العلم في تطور والحمد لله فقد دخل تطور الصناعة على بعض أدواتنا وتم إختراع (البريمة) التي نستخدمها اليوم في كتابتنا ونقوشنا على الأحجار. بعدها حدثنا صاحب أحد محال بيع الأحجار الكريمة في سوق الحجارة ويدعى الحاج ميثم علوان رداً على أسئلتنا.

• مَنْ أكثر السواح إنتقاءاً لهذه الأحجار الكريمة ؟ تعتبر مدينة كربلاء من المدن المقدسة والسياحية في نفس الوقت والتي يرتادها ملايين السواح من مختلف بقاع العالم علاوةً على زوارها من المدن الإسلامية، وإن أكثر السواح الذين يرتادون لشراء وإنتقاء هذه الأحجار الكريمة هم من دول الخليج وإيران ولبنان والهند وباكستان وحتى دول الغرب، لأن مدينة كربلاء زاخرة بتراثها ومعالمها وتاريخها المشرف الذي أستمدته من سيد الشهداء الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام).

• ماهي أستعمالات الأحجار الكريمة ؟ تستعمل الأحجار الكريمة على أختلاف أنواعها وأصنافها لمختلف الأغراض منها ما يستعمل للزينة مثل اللؤلؤ والمرجان ومنها ما يتختم به مثل العقيق بأنواعه والفيروزي وغيره، وتستعمل بعض الأحجار الكريمة في جلب الرزق وضد الحسد وطرد الشياطين ويستعمل البعض الآخر منها للمحبة والكراهية والعدو لأعتقاد بعض الناس بها، أما ما يستعمل كأداةٍ للشفاء فمنها حجر الملكايت الذي يفيد لأمراض الكلية وحجر الياقوت الذي يفيد لتوسيع شرايين الجسم وتخفيف ضغط الدم على القلب كذلك حجر الفيروزي الذي يفيد الدورة الدموية وخفقان القلب، أما حجر اللازورد فيفيد لأرتفاع درجات الحرارة. تبقى الأحجار الكريمة التي أرتبط رونقها وجمالها بحكاية أو عُرف أو معتقد ديني أستقر في حياة الكربلائيين عالم واسع يتميز بالجمال والإبداع والثراء لما لها من قيمة تجارية عالية نظراً لطبيعتها أو لمعانها أو شفافيتها.