الصنف الثاني عشر

البادزهر الحيواني Bezoar

وهو حجر خفيف هش‏.‏






وأصل تكونه في الحيوان المعروف بالأيل بتخوم الصين وإن هذا الحيوان هناك يأكل الحيات قد اعتاد ذلك غذاء له فيحدث عن ذلك وجود هذا الحجر منه على ما سيأتي بيانه وقد اختلف الناس في أي موضع يكون من هذا الحيوان فقيل‏:‏ إنه يتكون في مآقي عينيه من الدموع التي تسقط من عينيه عند أكل الحيات ويتربى الحجر حتى يكبر فيحتك فيسقط عنه وقيل‏:‏ يكون في قلبه فيصاد لأجله ويذبح ويستخرج منه وقيل‏:‏ في مرارته‏.‏

قال أرسطاطاليس‏:‏ وله ألوان كثيرة منها‏:‏ الأصفر والأغبر المشرب بالحمرة والمشرب بالبياض‏.‏

وأعظم ما يوجد منه من مثقال إلى ثلاثة مثاقيل‏.‏

وأجوده‏:‏ الخالص الأصفر الخفيف الهش ويستدل على خلوصه بكونه ذا طبقات رقاق متراكبة كما في اللؤلؤ وبه نقط خفية سود وأن يكون أبيض المحك مر المذاق‏.‏

قال التيفاشي‏:‏ وكثيراً ما يغش فتصنع حجارة صغار مطبقة من أشياء مجموعة تشبه شكل البادزهر الحيواني ولكنها تتميز عن البادزهر الحقيقي بأن المصنوع أغبر كمد اللون ساذج غير منقط والبادزهر الحقيقي الخالص‏:‏ أصفر أو اغبر بصفرة فيه نقط صغار كالنمش وطبقاته أرق من طبقات المصنوع بكثير وهو أحسن من المصنوع وأهش ومحكه أبيض‏.‏

ومن خاصته في نفسه‏:‏ ن احتكاكه بالأجسام الخشنة يخشنه ويغير لونه وسائر صفاته حتى لا يكاد يعرف‏.‏

وقد ذكر التيفاشي‏:‏ أنه كان معه حجر منه فجعله مع ذهب في كيس وسافر به فاحتك بالذهب فتغير لونه ونقص وزنه حتى ظن أنه غير عليه وأنه ربطه بعد ذلك في خرقة ومن منافعه‏:‏ دفع السموم القاتلة وغير القاتلة حارة كانت أو باردة من حيوان كانت أو من نبات وأنه ينفع من عض الهوام ونهشها ولدغها وليس في جميع الأحجار ما يقوم مقامه في دفع السموم‏.‏

قد قيل‏:‏ إن معنى لفظ بادزهر‏:‏ النافي للسم فإذا شرب منه المسموم من ثلاث شعيرات إلى اثنتي عشرة شعيرة مسحوقة أو مسحولة أو محكوكة على المبرد بزيت الزيتون أو بالماء أخرج السم من جسده بالعرق وخلصه من الموت‏.‏

وإذا سحق وذر على موضع النهشة جذب السم إلى خارج وأبطل فعله‏.‏

قال ابن جمع‏:‏ وإن حك منه على مسن في كل يوم وزن نصف دانق وسقيته الصحيح على طريق الاستعداد والاحتياط قاوم السموم القتالة ولم تخش له غائلة ولا إثارة خلط‏.‏

ومن تختم منه بوزن اثنتي عشرة شعيرة في فص خاتم ثم وضع ذلك الفص على موضع اللدغة من العقارب وسائر الهوام ذوات السموم نفع منها نفعاً بيناً وإن وضع على فم الملدوغ أو من سقي سماً نفعه‏.‏