مقدمة عامة عن المسبحة - السُبحة



( السُبحة )




يسود الاعتقاد عن المسبحة هو ان المسلمين الأوائل قد أخذوها من بلاد الهند، فبينما استعمل المسلمون الحصى لأغراض التسبيح،

وكانت الهند قبل ذلك بعشرات القرون قد عرفت المسبحة، وقد اخذ المسلمون هذه العادة عنهم مع شيء من الاختلاف والتطور، فثمة فرق

واضح أولا بين التسبيح للصنم وبين ذكر الخالق العظيم الله جل وعلا، ثم تصرفوا في العدد فكان زوجياً لدى الوثنية ويبلغ عدد حبات المسبحة

32 خرزة بينما أصبح فردياً لدى المسلمين، وأصبحت مع الأيام دالة طبيعية من دالات المجتمع، فكانت لعامة الناس سبحهم ولأثرياء القوم

وموسريهم أنواعها الغالية التي تقدم بمنـزلة هدايا تتبادلها النخب الغنية في المال أو الجاه الاجتماعي أو السياسي.


المسبحة – السُّبحة



يتبين لنا نحن موقع يا بيروت ولبعض الناس مدى تشعب واختلاط موضوع المسبحة وصنعتها مع العديد من المواضيع الأخرى كالتراث الفني

واللغة والمعتقدات الشعبية والأساطير والزينة وغيرها.



ناهيك عن التعدد الكبير في الجوانب التقنية والمواصفات الفيزيائية والكيماوية للمواد المستعملة في المسبحة . فضلا عن ارتباطها الوثيق

بالنواحي الدينية والاجتماعية والحضارية


ولا ريب أن المسبحة استخدمت لأسباب معينة ، وأنتجت وصنّعت من عشرات المواد ، وأصاب التغير شكلها على ضوء الضرورات الدينية

والاجتماعية ، أو حسب المادة التي أُنتجت منها.


فبعض المسابح قديم وبعضها حديث ، ومنها النفيس ومنها الرخيص ، كما لكل نوع منها راغبوه أو رافضوه ، وعلى هذا الأساس فقد أحسسنا

بمدى أهمية تقديم نبذة ولو مختصرة عن المسبحة باعتبارها عنصرا هاما من الفنون التطبيقية الإسلامية.



كما وجدنا بعد البحث والتقصي شحة واضحة في المصادر التي تشير إلى المسبحة (تكاد تكون معدومة) ، خصوصا في أنواعها وأنواع المواد

والخامات الأولية المستعملة منها.



ورغم شيوع استعمالها في كافة أرجاء العالم فالمكتبة العربية والأجنبية تنقصها هذه المعلومات التي يُفترض أن تُجمع في مرجع واحد شامل

خدمة للباحثين في هذا الأمر.


ومن أقوى الدوافع للكتابة عن المسبحة هو حرصنا الشديد للإرث الفني في التراث العربي الإنساني ، القديم منه والمستحدث وخوفنا من إهمال

توثيقه أو زواله وتشويهه . كما أن المسبحة ترتبط ارتباطا وثيقا بالأرقام والعد والحساب ، وهو ما يتوجب على موقع الأرقام التعرض له.

وقد حاولنا معالجة الموضوع بشكل شمولي وأحياتا نكتفي برؤوس المواضيع وعدم الخوض في التفاصيل ، أولا : لعدم التطويل ، وثانيا :

ننتظر من المهتمين المبادرة لإشباع رغبات الباحثين.


ونتقدم بالشكر والتقدير لموقع الأرقام ولصاحبي كتاب (المسبحة تراث وصنعة) وهما: الأستاذان الجليلان "محمد الراشد" و "إحسان فتحي" ،

فهو الكتاب الذي استطعنا العثور عليه بعد جهود مضنية.












منقووووول للافادة