- الخيوط المستخدمة في المسبحة

تتنوع الخيوط المستخدمة من حيث مادتها وطريقة صنعها أو غلظها ودقتها . ولعل أفضلها ما كان متينا عند الاستخدام المستمر ومناسبا لثقوب الحبات .
وفي العصور القديمة صنعت الخيوط من الكتان أو (الحرير) الابريسم أو جلود الحيوانات و مصارينها الدقيقة المعاملة بصورة خاصة ، أو الأسلاك المعدنية المختلفة والسلاسل الدقيقة . أما في عالم اليوم فقد تنوعت مصادر واشكال وانواع الخيوط كالقطنية والكتانية والحريرية أو خيوط النايلون الحديثة والمجدولة بنعومة فائقة ، وكالسلاسل المعدنية أو المجدولة من الذهب والفضة وغيرها .
ومن جملة مجموعة الخيوط المتينة والتي تمتاز بديمومتها وصلاحيتها ومقاومتها الشديدة لفترة طويلة تجاه الرطوبة والماء والاحتكاك المستمر لحبات المسبحة ، هي الخيوط الإيرانية المجدولة من شعيرات الحرير والقطن و(الابريسم) بشكل دقيق مما يجعلها تدوم لفترات طويلة جدا مقارنة بباقي الخيوط من جهة ، وبسبب مرونتها المناسبة وبالتالي فإنها تضمن في أغلب الأحوال ، عدم تكسر الحبات عند تحريك قطعها بصورة شديدة ، بواسطة يد المسبح من جهة أخرى .
وقد يلجأ بعض الناس إلى استخدام خيط النايلون غير المجدول (سلك نايلون) مما يؤدي ذلك أحيانا إلى تقطعه أو إتلافه لثقوب حبات المسابح الثمينة كالكهرب ، وضياع أو نقصان حباتها عند انفراط الحبات .
ومن الخيوط المستخدمة هذا اليوم هنالك خيوط حديثة مبرومة تماما (مؤلفة من شعيرات النايلون) ومجدولة ، وهي الأفضل وحيث تتوافر في الأسواق وعند الباعة ويطلق عليها عامة الناس بالعراق بخيوط (البراشوت) ، وهي الخيوط التي تستخدم في صناعة شباك الصيد أيضا . والواقع أن استخدام الخيوط الرديئة أو القطنية أو الخيوط القليلة المتانة أو التي تتأثر بالاستخدام اليومي للمسابح ذات الحبات التي أصلها الأحجار الصلدة ، فإن ذلك يؤدي وخلال فترة وجيزة ، إلى تقطّع وتناثر الحبات مما يساعد على فقدانها أو تهشمها ، وتكون الخسارة كبيرة إذا كانت مادة المسبحة غالية الثمن أو قديمة أو أن صاحبها يكن لها تقدير معنوي خاص ، حيث يصعب في أكثر الأحوال الحصول على التعويض المناسب .
إن بعض الدول المصنعة للمسابح الفاخرة في منطقة الشرق الأقصى يغيب عن بالهم أحيانا أن المسبحة تستخدم لأوقات طويلة ، وهم يصدرونها بخيوط رديئة مما يقتضي في كثير من الأحيان تبديل تلك الخيوط ، بل ويمكننا القول أنه حتى بالنسبة للخيوط الجيدة فإنه يتوجب على المسبّح أن يبدلها خلال فترات زمنية معقولة ، خصوصا إذا لاحظ اتساخها الشديد أو رائحتها غير المريحة ، حيث أن الاستخدام اليومي المستمر بسبب ظروف التعرّق وحالة يد الإنسان المستخدمة يؤدي إلى تلف الخيوط .
وتكون خيوط المسابح أحيانا من السلاسل الذهبية والفضية أو المعدنية الأخرى ، غير أننا ، وعلى الرغم من جمالها لا ننصح باستعمالها ، وخاصة عند الاستخدام المكثف ، لأنها تتقطع في أغلب الأحيان ، وعلى الأخص في المسابح ذات الخام من النوعية الحجرية من ناحية ، ومن ناحية أخرى فإنها تتلف الثقوب وتوسعها أو تجعلها منحرفة الاتجاه .