بسم الله الرحمن الرحيم

من خطب الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي

إن كتاب الله سبحانه وتعالى يفيض بالقوانين والسنن التي يأخذ الله عز وجل بها عباده في هذه الحياة الدنيا‏،‏ ولكن من أهم هذه النواميس والسنن أو القوانين التي يفيض بها كتاب الله سبحانه وتعالى قانونان اثنان ينبغي على المسلمين أن يتبينوهما في كل عصر‏.‏

القانون الأول‏:‏ ذاك الذي يقضي بأن كل من سعى في هذه الحياة الدنيا ابتغاء الوصول إلى غاية من الغايات الدنيوية أو الأخروية‏،‏ وبذل في سبيل ذلك جهده‏،‏ وعرق في سبيل ذلك ولم يتوانَ‏؛‏ فإن الله عز وجل قضى بأن يوصله إلى غايته‏،‏ ويحقق له أمنيته‏،‏ أياً كان هذا الإنسان‏،‏ وأياً كانت هذه الأمة‏.‏ هذا هو القانون الأول‏،‏ والقرآن يعبر عنه بصراحة ووضوح إذ يقول الله عز وجل‏:‏ {كُلاًّ نُمِدُّ هَؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطاءِ رَبِّكَ وَما كانَ عَطاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً} [الإسراء‏:‏ 17‏/‏20]‏.‏

القانون الثاني الذي ألزم الله عز وجل به ذاته العلية بالنسبة لعباده في هذه الحياة الدنيا‏:‏ أن كل من أصغى إلى بيان الله‏،‏ واصطبغ بصبغة العبودية لله‏،‏ ونفذ الأوامر التي أمره الله عز وجل بها‏،‏ فإن الله سبحانه وتعالى سيحقق ـ له فرداً كان أو أمة ـ أعلى درجات السعادة الدنيوية‏،‏ قفزاً فوق الجهود التي يبذلها الآخرون‏،‏ قفزاً فوق العَرَقِ الذي يبذله الآخرون‏،‏ وفي ذلك يقول الله عز وجل‏:‏ {مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً} [النحل‏:‏ 16‏/‏97] ويقول في بيان هذه الحقيقة أو هذا القانون أيضاً‏:‏ {وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظّالِمِينَ ‏،‏ وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ} [إبراهيم‏:‏ 14‏/‏13ـ14] ثم قال وهذا هو نص القانون‏:‏ {ذَلِكَ لِمَنْ خافَ مَقامِي وَخافَ وَعِيدِ} [إبراهيم‏:‏ 14‏/‏14]‏.‏

هما قانونان يجب على المسلمين في كل عصر أن يتبينوهما‏،‏ وإذا تبين المسلمون ذلك فلن تكون هنالك غشاوات من جهل أو انتقادات‏.‏ لماذا تزدهر حياة الغربيين حضارياً ومدنياً وعلمياً‏؟‏ لأن الله قال‏:‏ {كُلاًّ نُمِدُّ هَؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطاءِ رَبِّكَ وَما كانَ عَطاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً} [الإسراء‏:‏ 17‏/‏20] كل من سلك مسالك السعي إلى غاية‏،‏ وبذل في سبيل ذلك الجهد ولم يتوان‏،‏ فإن قانون الباري عز وجل فيما يتعلق بتسخير الكون للإنسان يقضي أن ينال هذا الإنسان مطلبه‏،‏ وأن يصل إلى غايته‏.‏

والقانون الثاني أيضاً واقع‏،‏ ويتمثل هذا القانون الثاني في أمة كانت مثال البداوة ومثال الجهل ومثال التشتت والتفرّق‏،‏ هي أولئك العرب الذين كانوا يعيشون في الجزيرة العربية على هامش التاريخ‏،‏ انقادوا لأوامر الله‏،‏ واصطبغوا بصبغة العبودية لله عز وجل‏،‏ وصَدَقوا مع الله عز وجل في تنفيذ أوامره‏،‏ فقفز الله بهم قفزاً إلى أعلى درجات القوة الحضارية والسمو العلمي والمكانة الباسقة‏.‏

هؤلاء الغربيون وصلوا إلى ما ابتغوه بجهودهم‏،‏ بأفكارهم‏،‏ بطاقاتهم‏،‏ صدق عليهم القانون الأول‏.‏ وهؤلاء العرب إنما اتجهوا إلى الله‏،‏ ومدوا أيدي الاصطلاح مع الله‏،‏ وخضعوا لأوامر الله عز وجل‏،‏ فدفعهم الله دفعاً دون أن يسلكوا تلك الوسيلة التي سلكها أولئك الآخرون من أصحاب الحضارات الذين كانوا يعيشون ويناكبون العرب في ذلك العصر‏.‏ قفز الله بهم قفزاً إلى الغايات‏.‏

ماهي إلا سنوات قليلة وإذا بالعرب الذين كانوا مثال الجهل يصبحون مضرب المثل بالعلم‏،‏ وإذا بأولئك الذين كانوا مضرب المثل في التشتت أصبحوا مضرب المثل في الوحدة‏،‏ أولئك الذين كانوا مضرب المثل في البداوة والتخلف إذا بهم أصبحوا مضرب المثل في الحضارة‏،‏ دون أن يسلكوا إلى ذلك الطريق الدنيوي الذي سلكه الرومان أو اليونان أو الفرس أو الذي سلكه الغربيون اليوم‏.‏ لأن الله حقق فيهم قانونه الثاني {ذَلِكَ لِمَنْ خافَ مَقامِي وَخافَ وَعِيد} [إبراهيم‏:‏ 14‏/‏14]‏.‏

ما السبب في أهمية معرفة هذين القانونين أيها الإخوة‏؟‏ بل أهمهما هو القانون الثاني‏؟‏ هو أن نعلم أن العرب إنما ازدهرت حياتهم حضارياً‏،‏ علمياً‏،‏ ثقافياً‏،‏ من حيث القوة بواسطة هذا الدين‏،‏ ولم تزدهر فيهم هذه المظاهر بواسطة سلوكات دنيوية‏،‏ وجهود علمية بذلها المسلمون كما بذلها اليونان‏،‏ كما بذلها الرومان‏،‏ كما بذلها الفرس‏،‏ كما بذلها الغرب اليوم‏.‏ ولذلك فإنهم قفزوا قفزاً من أقصى أودية التخلف بكل أنواعه إلى أعلى درجة الوجود الحضاري بكل أنواعه‏.‏

ما الذي نفهمه من هذا‏؟‏ ما النتيجة‏؟‏ النتيجة هي أن هؤلاء العرب الذين تبوّءوا هذه المراكز لا بعرق جبين‏،‏ ولا بجهود دنيوية علمية بذلوها‏،‏ وإنما بسَوْق ساقهم الله إلى هذه المراكز عندما أخلصوا دينهم لله‏،‏ وعندما اصطلحوا مع الله‏،‏ وعندما اصطبغوا حقاً بصبغة العبودية لله عز وجل‏،‏ ما المعنى المنطقي الذي ينبغي أن ندركه‏؟‏ المعنى المنطقي هو أن هؤلاء العرب عندما يجدون أنفسهم وقد تبوءوا هذه المراكز العالية‏،‏ وأشرق الوجود الحضاري في حياتهم‏،‏ عندما ينتشون ويطربون ويفرحون بهذا‏،‏ وينسون السُّلَّمَ الذي ارتقى بهم قفزاً إلى هذا المستوى‏،‏ ثم يخلعون ربقة هذا الدين الذي هو سرُّ سموهم إلى هذه المكانة‏،‏ فما النتيجة التي يقتضيها هذا القانون‏؟‏ النتيجة هي أن يعود هؤلاء الناس إلى الواقع الذي كانوا فيه‏،‏ ذلك لأنهم لم يتبوّءوا الحضارة بجهود علمية مارسوها سنوات طويلة‏،‏ كما فعل الآخرون‏،‏ لم يتبوءوا مراكز الغنى بجهود صناعات أقاموها‏،‏ وفلسفات اعتمدوا عليها‏،‏ واختراعات ابتدعوها‏،‏ ومارسوا في ذلك جهوداً استطالت مدة من الزمن‏.‏ لا‏،‏ لا‏،‏ وإنما بواسطة سُلّم ارتقوا درجاته هو هذا الدين‏،‏ فإذا نسوا هذا السُّلَّم وركلوه بأقدامهم لأنهم وجدوا أنفسهم في مركز السمو والعلو‏،‏ فإن القانون يقول لهم‏:‏ إذن فارجعوا إلى ما كنتم عليه‏.‏ ولابد عندئذ للعرب وقد خلعوا ربقة هذا الشرف الذي شرفهم الله عز وجل به‏،‏ لابد أن يعودوا إلى ماكانوا عليه‏.‏

أما الآخرون منهم لم يصلوا إلى مستواهم الحضاري بواسطة الدين‏،‏ لم يصلوا إلى مستوياتهم العلمية بواسطة العبودية لله‏،‏ وصلوا بواسطة العَرَق الذي بذلوه‏،‏ بواسطة جهودهم الدنيوية التي بذلوها‏،‏ والقانون الأول يقول‏:‏ {كُلاًّ نُمِدُّ هَؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطاءِ رَبِّكَ وَما كانَ عَطاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً} [الإسراء‏:‏ 17‏/‏20] ولكن العرب إذا ما رجعوا‏،‏ وإذا ما تركوا الشرف الذي بوّأهم هذا المركز‏،‏ فالقانون الرياضي والحقيقة العلمية تقتضي أن يعودوا إلى ماقد كانوا عليه بالأمس‏،‏ لأن الذي رفعهم هو هذا الدين وحده‏.‏

وإن من أول من أدرك هذه الحقيقة وفلسفها وبينها ابن خلدون في مقدمته‏،‏ وذلك في الفصل الذي عقده وجعل عنوانه‏:‏ ‏(‏‏(‏فصل أن العرب لايمكن أن يتبوءوا حضارة إلا بواسطة الدين الذي شرّفَهم الله به‏)‏‏)‏‏.‏ وهذا المعنى أيها الإخوة هو الذي لاحظه‏،‏ وأشرق في رأسه سيدنا عمر رضي الله عنه‏،‏ وذلك عندما جاء إلى مشارف بلاد الشام وهو مُصِرٌّ على أن يرتدي مرقعته ذات الاثنتي عشرة رقعة‏،‏ وجاء من عاتَبَهُ سراً فقال له‏:‏ ‏(‏‏(‏أوه يا أبا عبيدة‏،‏ لو غيرك قالها‏،‏ نحن قوم أعزنا الله بالإسلام‏،‏ فمهما طلبنا العز بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله‏)‏‏)‏‏.‏ أي ينبغي لهؤلاء الأباطرة‏،‏ ولهؤلاء الزعماء في بلاد الشام‏،‏ أن يعلموا أننا لم نصل إلى شأوهم‏،‏ ولم نتغلب حضارياً عليهم بالجهود التي بذلوها‏،‏ بمثل الوسائل الدنيوية التي أتقنوها‏،‏ لا‏،‏ نحن كنا متخلفين عنهم‏،‏ إنما وصلنا إلى شأوهم بل تجاوزناهم بتعرفنا على الله‏؛‏ باصطباغنا بدينه‏،‏ باصطلاحنا معه‏،‏ لذلك فليعلموا‏،‏ هكذا نحن من حيث الدنيا‏،‏ نحن لا نزال كما كنا في أوضاعنا السابقة‏،‏ لكي يتبين للعالم كله أن الفضل ليس عائداً إلى عَرَقِ جبين‏،‏ ليس عائداً إلى فلسفات درسناها‏،‏ إلى معاهد أقمناها‏،‏ إلى جامعات درّسنا ودرسنا فيها‏،‏ لا‏.‏ المسألة عائدة إلى انتشال الله لنا عندما اصطلحنا معه‏،‏ ومددنا أيدينا إليه‏،‏ لنكون عبيداً بالسلوك والاختيار‏،‏ كما قد خلقنا عبيداً له بالقهر والاضطرار‏.‏

أيها الإخوة‏!‏ أرأيتم ـ وأنا أضرب المثل‏،‏ ولله المثل الأعلى ـ إلى قرية كل من فيها متخلفون‏،‏ كل من فيها فقراء مدقعون متشاكسون‏،‏ وأقبل إليهم ملك من الملوك ذو بسطة واسعة‏،‏ وذو قدرة لاتتناهى‏،‏ ونظر إليهم فعطف عليهم‏،‏ ولما شعروا بعطف هذا الملك أقبلوا جميعاً إليه وبايعوه وأعلنوا الولاء له‏،‏ فأعطاهم من ذات يده ما أعطى‏،‏ وأكرمهم من قدراته بما قد أكرمهم به‏،‏ ورعاهم رعاية خاصة بكل ما يملك‏.‏ وإذا بأهل هذه القرية مابين عشية وضحاها ينتقلون من أقصى درجات الفقر إلى الغنى‏،‏ يتحولون من أقصى درجات التخلف إلى التقدم‏،‏ وإذا بهم من خلال عناية ذلك الملك لهم يصبحون متآلفين متوادين‏،‏ تصوروا أن أهل هذه القرية بعد حين تطوف هذه النشوة برؤوسهم‏،‏ ويرون أنهم قد أصبحوا بين الأمم أمة تذكر‏،‏ وأصبح لهم شأن وأي شأن‏،‏ نسوا اليد التي انتشلتهم‏،‏ نسوا أنهم لم يرتقوا إلى هذه السدة كما ارتقى غيرهم بدرجات العلم والجهاد وبذل العرق ونحو ذلك‏،‏ فتنكروا لذلك الملك‏،‏ تنكروا ليده البيضاء‏،‏ أعرضوا عنه‏،‏ ما النتيجة المنطقية التي سينتهي إليها حال أهل هذه القرية‏؟‏ النتيجة المنطقية أن يستلب منهم هذا الملك تلك المِيَز التي متعهم بها‏،‏ وأن يقول لهم‏:‏ إذن مادمتم لستم بحاجة إلي‏،‏ فارجعوا إلى ماقد كنتم فيه‏،‏ وليتفضل عليكم من كان من الممكن أن يتفضل عليكم‏.‏ ولم يكن يوجد من يتفضل عليهم آنذاك غيره‏،‏ لابد أن يعودوا إلى ماقد كانوا عليه‏،‏ ليس لهم رصيد من عمل استقلالي يعتمدون عليه‏،‏ ليس لهم رصيد من قدرات تقنية علمية يعتمدون عليها‏،‏ رصيدهم يد ذلك الملك‏،‏ فلما تنكروا له تنكر لهم‏،‏ ولما انفصلت هذه الصلة بطبيعة الحال عادوا إلى ماكانوا عليه‏.‏

هذا هو واقعنا نحن العرب اليوم‏،‏ مهما حاولنا أن نقلد الأمم الأخرى في تقنياتها‏،‏ في قدراتها‏،‏ مهما حاولنا أن نتسكع على درب الوصول إلى العلوم‏،‏ إلى الحضارة‏،‏ إلى المدنية‏،‏ إلى القدرات الاقتصادية‏،‏ غير ذلك‏؛‏ لن نصل إلى ذلك‏،‏ لأن هذه الأمة لم ترتق في تاريخها الغابر الأغر إلا بواسطة الدين‏،‏ وعندما تتنكر اليوم للدين لابد أن تعود القهقرى إلى ماكانت عليه‏،‏ كانت المثل الذي يضرب في التفرق‏،‏ عُدنا اليوم إلى المثل الذي يضرب اليوم في التفرق‏.‏ كانت المثل الذي يضرب في سوء الأخلاق‏،‏ أجل عدنا اليوم إلى هذا المثل ذاته‏.‏ كانت المثل الذي يضرب في الفقر رغم أن أراضيهم كانت منذ ذلك العصر مليئة بالثروات والمدخرات‏،‏ عدنا إلى ذلك الوقت‏،‏ تلك هي سنة رب العالمين أيها الإخوة في حقنا {وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً} [الأحزاب‏:‏ 33‏/‏62]‏.‏

ألا ليت أن إخوة لنا من حولنا عن قرب أو عن بُعد يعلمون هذا القانون‏،‏ يدركون معنى قول الله سبحانه وتعالى‏:‏ {كُلاًّ نُمِدُّ هَؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطاءِ رَبِّكَ وَما كانَ عَطاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً} [الإسراء‏:‏ 17‏/‏20] يدركون قول الله سبحانه وتعالى‏:‏ {إِنّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهادُ} [غافر‏:‏ 40‏/‏51] ليت أنهم يقفون وقفة تدبر أمام الكلمة الخالدة لعمر‏:‏ ‏(‏‏(‏نحن قوم أعزنا الله بالإسلام‏،‏ فمهما طلبنا العز بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله‏)‏‏)‏‏.‏

على هؤلاء الذين يتباهون اليوم بتاريخهم الأغر وينتشون‏،‏ فإذا ذُكِّروا بالدين سخروا‏،‏ إذا ذكّروا بكتاب الله أعرضوا‏،‏ إذا ذكّروا بشرعة الله عز وجل تساموا‏،‏ ليت أن هؤلاء يذكرون ماضي هذه الأمة قبل أن يشرق في حياتها هذا الدين الأغر‏،‏ لكي يعلموا أنهم عندما يخلعون ربقة هذا الدين الذي هو مصدر عزهم‏،‏ لابد أن يعودوا إلى أودية الذل التي كانوا يتطوحون فيها‏.‏

رزق الله شيخنا الفاضل الرحمة والعمر المديد واعلى الجنان بصحبة نبى الرحمن محمد صلى الله عليه وسلم