النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: قصة أهل الكهف

  1. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 02-04-2016 الساعة : 09:23 AM رقم #1

    افتراضي قصة أهل الكهف



    مراقب


    الصورة الرمزية كارم المحمدى

    • بيانات كارم المحمدى
      رقم العضوية : 6107
      عضو منذ : Feb 2012
      المشاركات : 1,861
      بمعدل : 0.42 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 31
      التقييم : Array



  2. قصة أهل الكهف:


    كان أمر أصحاب الكهف في أيام ملوك الطوائف، بين عيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام. وأما قصتهم فيقال، لما ولي أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب رضي الله عنه الخلافة، أتاه قوم من أحبار اليهود فقالوا: يا عمر! أنت ولي الأمر بعد محمد صلى الله عليه وسلم، وإنا نريد أن نسألك عن خصال، إن اخبرتنا بها علمنا ان الإسلام حقّ وان محمدا كان نبيا، وإن لم تخبرنا علمنا أن الإسلام باطل وأن محمدا لم يكن نبيا. فقال عمر: سلوا عما بدا لكم! قالوا: أخبرنا عن أقفال السماوات ما هي؟ وعن مفاتيح السماوات ما هي؟ وأخبرنا عن قبر سار بصاحبه ما هو؟ وأخبرنا عن من أنذر قومه لا هو من الجن ولا هو من الإنس؟ وأخبرنا عن خمسة أشياء مشوا على وجه الأرض ولم يخلقوا في الأرحام؟ وأخبرنا ما يقول الدراج في صراخه؟ وما يقول الديك في صياحه؟ وما يقول الفرس في صهيله؟ وما يقول الضفدع في نقيقه؟ وما يقول الحمار في نهيقه؟ وما يقول القنبر في صفيره؟ فنكس عمر رأسه في الأرض ثم قال: لاعيب بعمر إذا سئل عما لا يعلم أن يقول لا أعلم، وأن يسأل عما لا يعلم. فوثبت اليهود وقالوا: نشهد أن محمدا لم يكن نبيا وأن الإسلام باطل، فوثب سلمان الفارسي وقال لليهود: قفوا قليلا !. ثم توجه نحو علي كرم الله وجهه حتى دخل عليه فقال: يا أبا الحسن: أغث الإسلام! فقال: وما ذاك؟ فأخبره الخبر، فأ قبل يرفل في بردة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما نظر إليه عمر وثب قائما فاعتنقه وقال: يا أبا الحسن! أنت لكل معضله وشدة تدعى! فدعا علي كرم الله وجهه اليهود فقال: سلوا عما بدا لكم؟ فإن النبي صلى الله عليه وسلم علمني ألف باب من العلم، فتشعب لي من كل باب ألف باب، فسألوه عنها. فقال علي كرم الله وجهه: إن لي عليكم شريطة، إذا أخبرتكم كما في توراتكم، دخلتم في ديننا وآمنتم، فقالوا: نعم! فقال: سلوا عن خصلة، خصلة. قالوا: أخبرنا عن أقفال السماوات ما هي؟ قال: أقفال السماوات الشرك بالله، لأن العبد والأمة إذا كانا مشركين لم يرتفع لهما عمل. قالوا: أخبرنا عن مفاتيح السماوات ما هي؟ قال: شهادة ألا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فجعل بعضهم ينظر إلى بعض ويقولون: صدق الفتى! قالوا: فأخبرنا بقبر سار بصاحبه؟ فقال: ذلك الحوت الذي التقم يونس ابن متى فسار به في البحار السبعة. قالوا: أخبرنا عمن انذر قومه لا هو من الجن ولا من الإنس؟ قال: هي نملة سليمان ابن دأوود (قالت يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون) قالوا: فأخبرنا عن خمسة مشوا في الأرض ولم يخلقوا في الأرحام؟ قال: ذلكم آدم وحواء وناقة صالح وكبش إبراهيم وعصا موسى. قالوا: فأخبرنا ما يقول الدراج في صراخه؟ قال: يقول الرحمن على العرش استوى. قالوا: أخبرنا ما يقول الديك في صياحه؟ قال: يقول اذكروا الله يا غافلون. قالوا: أخبرنا ما يقول الفرس في صهيله؟ قال: يقول إذا مشى المؤمنون إلى الكافرين للجهاد، اللهم انصر عبادك المؤمنين على الكافرين، فقالوا: فأخبرنا ما يقول الحمار في نهيقه؟ قال: يقول لعن الله العشار، وينهق في أعين الشياطين قالوا: فأخبرنا ما يقول الضفدع في نقيقه؟ قال: يقول سبحان ربي المعبود المسبح في لجج البحار. قالوا: فأخبرنا ما يقول القنبر في صفيره؟ فقال: يقول اللهم العن مبغضي محمد وآل محمد.
    وكان اليهود ثلاثة أحبار. قال اثنان منهم: نشهد ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. ووثب الحبر الثالث فقال: يا علي! لقد وقع في قلوب أصحابي ما وقع من الإيمان والتصديق، وقد بقي خصلة واحدة أسألك عنها. فقال: سل عما بدا لك؟ فقال: أخبرني عن قوم في أول الزمان ماتوا ثلاثمائة وتسع سنين ثم أحياهم الله؟ فما كان من قصتهم؟ قال علي رضي الله عنه: يا يهودي! هؤلاء أصحاب الكهف، وقد انزل الله على نبينا قرآنا فيه قصتهم، وإن شئت قرأت عليك قصتهم. قال: ما أكثر ما قد سمعنا قراءتكم، إن كنت عالما فاخبرني بأسمائهم وأسماء آبائهم واسم مدينتهم واسم ملكهم واسم كلبهم واسم جبلهم واسم كهفهم وقصتهم من أولها إلى آخرها؟. فاحتبى علي كرم الله وجهه لبردة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: يا أخ العرب! حدثني حبيبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه كان بأرض رومية مدينة يقال لها "أفسوس" ويقال: هي "طرسوس" وكان اسمها في الجاهلية "أنسوس"، فلما جاء الإسلام، سموها "طرسوس". قال: وكان لهم ملك صالح فمات ملكهم، وأنتشر امرهم، فسمع بهم ملك من ملوك فارس يقال له "دقيانوس" وكان جبارا كافرا، فأقبل في عساكره هتى دخل "أفسوس" فاتخذها دار ملكه وبنى فيها قصرا فوثب اليهودي وقال:إن كنت عالما فصف لي هذا القصر ومجالسه؟ فقال: يا أخا اليهود! بني فيها قصرا من الرخام طوله فرسخ في عرض فرسخ، واتخذ فيه أربعة آلاف اسطوانة من الذهب وألف قنديل من الذهب، لها سلاسل من اللجين تسرج في كل ليلة بالأدهان الطيبة، واتخذ لشرقي المجلس مائة وثمانين كوة، ولغربيه كذلك، وكانت الشمس من حين تطلع إلى حين تغيب، تدور في المجلس كيفما دارت، واتخذ فيه سريرا من الذهب، طوله ثمانون ذراعا في عرض أربعين ذراعا مرصعا بالجوهر، ونصب عن يمين السرير ثمانين كرسي من الذهب فأجلس عليها بطارقته، واتخذ ثمانين كرسيا من الذهب عن يساره فأجلس عليها هراقلته، ثم جلس هو على السرير، ووضع التاج على رأسه. فوثب اليهودي وقال: يا علي! إن كنت عالما فاخبرني مما كان تاجه؟ فقال: يا أخا اليهود، كان تاجه من الذهب السبيك، له تسعة أركان، على كل ركن لؤلؤة، تضيء كما يضيء المصباح في الليلة الظلماء، واتخذ خمسين غلأما من ابناء البطارقة فمنطقهم بمناطق من الديباج الأحمر، وسرولهم بسرأويل القز الأخضر، وتوجهم ودملجهم وخلخلهم وأعطاهم عمد الذهب وأقامهم على رأسه، واصطنع ستة غلمة من أولاد العلماء وجعلهم وزراءه، فما يقطع امرا دونهم، وأقام منهم ثلاثة عن يمينه وثلاثة عن يساره. فوثب اليهودي وقال: يا علي! إن كنت صادقا فقل لي ما كانت اسماء الستة؟ فقال علي كرم الله وجهه: حدثني حبيبي محمد صلى الله عليه وسلم أن الذين كانوا عن يمينه أسماؤهم: "تمليخا" و"مكسلمينا" و"محسلمينا". وأما الذين كانوا على يساره: "فمرطليوس" و"كشطوس" و"سادنيوس" . وكان يستشيرهم في جميع اموره، وكان إذا جلس كل يوم في صحن داره واجتمع الناس عنده دخل من باب الدار ثلاثة غلمة، في يد أحدهم جام من الذهب مملوء من المسك وفي يد الثاني جام من الفضة مملوء من ماء الورد وعلى يد الثالث طائر، فيصيح به، فيطير الطائر حتى يقع في جام ماء الورد فيتمرغ فيه، فينشف ما فيه بريشه وجناحيه ثم يصيح به الثاني فيقع في جام المسك فيتمرغ فيه فينشف ما فيه بريشه وجناحيه، ثم يصيح به الثالث فيطير فيقع على تاج الملك فينفض ريشه وجناحيه على رأس الملك بما فيه من المسك وماء الورد. فمكث الملك في ملكه ثلاثين سنة من غير ان يصيبه صداع ولا وجع ولا حمى ولا لعاب ولا بصاق ولا مخاط، فلما رأى ذلك من نفسه عتا وطغى وتجبر واستعصى وادعى الربوبية من دون الله تعالى، ودعا إليه وجوه قومه، فكل من اجابه اعطاه وحبه وكساه وخلع عليه، ومن لم يجبه ويتابعه، قتله، فأجابوه بأجمعهم، فأقاموا في ملكه زمانا يعبدونه من دون الله تعالى. فبينما هو ذات يوم جالس في عيد له على سريره، والتاج على رأسه، إذ أتى بعض بطارقته فأخبره أن عساكر الفرس قد غشيته يريدون قتله، فاغتم لذلك غما شديدا حتى سقط التاج عن رأسه وسقط هو عن سريره. فنظر أحد فتيته الثلاثة الذين كانوا عن يمينه إلى ذلك وكان عاقلا يقال له "تمليخا" فتفكر وتذكر في نفسه وقال: لو كان "دقيانوس" هذا إلها كما يزعم لما حزن، ولما كان ينام ولما كان يبول ويتغوط، وليست هذه الأفعال من صفات الإله. وكان الفتية الستّة يكونون كل يوم عند واحد منهم، وكان ذلك اليوم نوبة "تمليخا" فاجتمعوا عنده فأكلوا وشربوا ولم يأكل "تمليخا" ولم يشرب، فقالوا: يا تمليخا ما لك لا تأكل ولا تشرب؟ فقال: يا إخوتي! وقع في قلبي شيء منعني عن الطعام والشراب والمنام، فقالوا: وما هو يا تمليخا؟ فقال: أطلت فكري في هذه السماء، فقلت: من رفعها سقفا محفوظا؟ بلا علاقة من فوقها ولا دعامة من تحتها؟ ومن أجرى فيها شمسها وقمرها ومن زينها بالنجوم؟ ثم أطلت فكري في هذه الأرض من سطحها على ظهر اليم الزاخر؟ ومن حبسها وربطها بالجبال الرواسي لئلا تميد؟ ثم اطلت فكري في نفسي، فقلت: من أخرجني جنينا من بطن أمي؟ ومن غذاني ورباني؟ إن لهذا صانعا ومدبرا سوى "دقيانوس" الملك! فانكب الفتية على رجليه يقبلونهما وقالوا: يا تمليخا! لقد وقع في قلوابنا ما وقع في قلبك! فأشر علينا! فقال: يا إخوتي ما أجد لي ولكم حيلة إلا الهرب من هذا الجبار إلى ملك السماوات والأرض. فقالوا: الرأي ما رأيت! . فوثب تمليخا، فابتاع تمرا بثلاثة دراهم وصرها في ردائه، وركبوا خيولهم وخرجوا.
    فلما ساروا قدر ثلاثة أميال من المدينة قال لهم تمليخا: يا إخوتاه! قد ذهب عنا ملك الدنيا وزال عنا امره، فانزلوا عن خيولكم وامشوا على ارجلكم لعل الله يجعل لكم من امركم فرجا ومخرجا. فنزلوا عن خيولهم ومشوا على أرجلهم سبعة فراسخ، حتى صارت أرجلهم تقطر دما، لأنهم لم يعتادوا المشي على اقدامهم. فاستقبلهم رجل راع فقالوا: أيها الراعي! أعندك شربة ماء أو لابن؟ فقال: عندي ما تحبون، ولكن أرى وجوهكم وجوه الملوك، وما اظنكم غلا هرابا، فأخبروني بقصتكم. فقالوا: يا هذا! إنا دخلنا في دين لا يحل لنا الكذب، أفينجينا الصدق؟ قال: نعم! فأخبروه بقصتهم. فانكب الراعي على أرجلهم يقبلها ويقول: قد وقع في قلبي ما وقع في قلوبكم، فقفوا لي هنا حتى أرد الأغنام على أربابها وأعود إليكم. فوقفوا له، فردّها وأقبل يسعى. فتبعه كلب له فوثب اليهودي قائما، وقال: يا علي! إن كنت عالما فأخبرني ما كان لون الكلب؟ وإسمه؟ فقال: يا أخا اليهود! حدثني حبيبي محمد صلى الله عليه وسلم ان الكلب كان أبلق بسواد، وكان اسمه "قطمير". فلما نظر الفتية إلى الكلب قال بعضهم لبعض: إنا نخاف ان يفضحنا هذا الكلب بنبيحه، قالحوا عليه طردا بالحجارة. فلما نظر إليهم الكلب وقد ألحوا عليه بالحجارة والطرد، وقف على رجليه وتمطّى وقال بلسان طلق: يا قوم! لم تطردوني وأنا أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، دعوني احرسكم من عدوكم! وأتقرب بذلك إلى الله سبحانه وتعالى، فتركوه ومضوا. فصعد بهم الراعي جبلا، وانحط بهم على كهف. فوثب اليهودي وقال: يا علي! ما اسم ذلك الجبل؟ وما اسم الكهف؟ . قال أمير المؤمنين: يا أخا اليهود! اسم الجبل "ناجلوس" واسم الكهف "الوصيد"، وقيل "خيرم". كان بفناء الكهف أشجار مثمرة وعين غزيرة، فأكلوا من الثمار وشربوا من الماء وجنهم الليل، فأووا إلى الكهف، وربض الكلب على باب الكهف ومدّ يديه عليه، وامر الله ملك الموت بقبض أرواحهم ووكل الله تعالى بكل رجل منهم ملكين يقلبانه من ذات اليمين إلى ذات الشمال ومن ذات الشمال إلى ذات اليمين. كانوا يقلّبون لئلاّ تأكل الأرض لحومهم.
    وأوحى الله تعالى إلى الشمس فكانت تزاور عن كهفهم ذات اليمين إذا طلعت، وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال. فلما رجع الملك "دقيانوس" من عيده سأل عن الفتية فقيل له: إنهم اتخذوا إلها غيرك. وخرجوا هاربين منك. فركب في ثمانين الف فارس وجعل يقفو آثارهم حتى صعد الجبل، وشارف الكهف، فنظر إليهم مضطجعين فظن انهم نيام. فقال لأصحابه: لو أردت ان أعاقبهم بشيء، ما عاقبتهم بأكثر ما عاقبوا به أنفسهم، فاتوني بالبنائين، فأوتي بهم فردمّوا عليهم باب الكهف بالجبص والحجارة، ثم قال لصحابه: قولوا لهم يقولوا لإلههم الذي في السماء إن كانوا صادقين، يخرجهم من هذا الموضع. فمكثوا ثلاثمائة وتسع سنين فنفخ الله فيهم الروح، وهموا من رقدتهم لما بزغت الشمس، فقال بعضهم لبعض: لقد غفلنا هذه الليلة عن عبادة الله تعالى، قوموا بنا إلى العين. فإذا بالعين قد غارت والأشجار قد جفت. فقال بعضهم لبعض: إنا من امرنا هذا لفي عجب، مثل هذه العين قد غارت في ليلة واحدة؟ ومثل هذه الأشجار قد جفت في ليلة واحدة؟ قالقى الله عليهم الجوع، فقالوا: أيكم يذهب بورقكم هذه إلى المدينة فليأتنا منها بطعام، ولينظر ألا يكون من الطعام الذي يعجن بشحم الخنازير. وذلك قوله تعالى: (فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة فلينظر أيها أزكى طعأما) أي أحل وأجود وأطيب. فقال لهم تمليخا: يا إخوتي لا يأتيكم أحد بالطعام غيري! ولكن أيها الراعي، ادفع إلي ثيابك وخذ ثيابي. فلبس ثياب الراعي ومرّ. وكان يمر بمواضع لا يعرفها وطريق ينكرها، حتى أتى باب المدينة، فإذا عليه علم اخضر مكتوب عليه: "لا إله إلا الله، عيسى روح الله" صلى الله على نبينا وعليه وسلم. فطفق الفتى ينظر إليه ويمسح عينيه ويقول: أراني نائما؟ فلما طال عليه ذلك، دخل المدينة، فمر بأقوام يقرءون الإنجيل واستقبله أقوام لا يعرفهم حتى أنتهى إلى السوق، فإذا هو بخباز، فقال له: يا خباز! ما اسم مدينتكم هذه؟ قال: "أفسوس" قال: وما اسم ملككم؟ قال:عبد الرحمن! قال تمليخا: إن كنت صادقا فإن امري عجيب، ادفع إلي بهذه الدراهم طعأما، وكانت دراهم ذلك الزمان الأول ثقالا كبارا، فعجب الخباز من تلك الدراهم. فوثب اليهودي وقال: يا علي! إن كنت عالما فاخبرني كم كان وزن الدرهم منها. فقال: يا أخا اليهود، أخبرني حبيبي محمد صلى الله عليه وسلم، أن وزن كل درهم منها عشرة دراهم، وثلثا درهم. فقال له الخباز: يا هذا! إنك قد أصبت كنزا فاعطني بعضه، وإلا ذهبت بك إلى الملك فقال تمليخا: ما أصبت كنزا وإنما هذا من ثمن تمر بعته بثلاثة دراهم منذ ثلاثة أيام، وقد خرجت من هذه المدينة وهم يعبدون "دقيانوس" الملك. فغضب الخباز وقال: ألا ترض إن أصبت كنزا أن تعطبني بعضه، حتى تذكر رجلا جبارا كان يدعي الربوبية قد مات منذ ثلاثمائة سنة وتسخر بي. ثم أمسكه واجتمع الناس . ثم إنهم اتوا به على الملك، وكان عاقلا عادلا، فقال لهم: ما قصة هذا الفتى؟ قالوا أصاب كنزا! فقال له الملك: لا تخف! فإن نبينا عيسى عليه السلام أمرنا ألا نأخذ من الكنوز إلا خمسها، فادفع إلي خمس هذا الكنز، وامض سالما. فقال: أيها الملك، تثبت في أمري، ما أصبت كنزا، وإنما انا من اهل هذه المدينة. فقال له: أنت من اهلها؟ قال: نعم! قال: أفتعرف فيها أحدا ؟ قال: نعم! قال: فسمّ لنا أحدا، فسمّى له نحوا من ألف رجل، فلم يعرفوا منهم رجلا واحدا. قالوا: يا هذا! ما نعرف هذه الأسماء وليست هي من أسماء اهل زماننا، ولكن هل لك في هذه المدينة دار؟ فقال: نعم أيها الملك. فابعث معي أحدا! فبعث معه الملك جماعة حتى أتى بهم دارا، أرفع دار في المدينة! وقال:هذه داري، ثم قرع الباب، فخرج لهم شيخ كبير قد استرخى حاجباه من الكبر على عبنيه، وهو فزع مرعوب مذعور، فقال: أيها الناس ما بالكم؟ فقال له رسول الملك: إن هذا الغلام يزعم ان هذه الدار داره. فغضب الشيخ والتفت إلى تمليخا وتبينه وقال له: ما سمك؟ قال: تمليخا ابن فلسطين، فقال الشيخ: أعد علي؟ فأعاد عليه. فانكب الشيخ على يديه ورجليه يقبلهما وقال:هذا جدي ورب الكعبة! وهو أحد الفتية الذين هربوا من "دقيانوس" الملك الجبار، إلى جبار السماوات والأرض. ولقد كان عيسى عليه السلام أخبرنا بقصتهم، وانهم سيحيون، فأنهى ذلك إلى الملك. فركب الملك واتى إليهم وحضرهم. فلما رأى الملك تمليخا نزل الملك عن فرسه وحمل تمليخا على عاتقه فجعل الناس يقبلون يديه ورجليه ويقولون له: يا تمليخا ما فعل بأصحابك فأخبرهم أنهم في الكهف. وكانت المدينة قد وليها رجلان ملك مسلم وملك نصراني، فركبا في أصحابهما وأخذا تمليخا، فلما صاروا قريبا من الكهف قال لهم تمليخا: يا قوم إني أخاف أن إخوتي يحسون بوقع حوافر الخيل والدواب وصلصلة اللجم والسلاح، فيظنون أن دقيانوس قد غشيهم فيموتون جميعا، فقفوا قليليلا حتى أدخل إليهم فأخبرهم. فوقف الناس ودخل عليهم تمليخا فوثب إليه الفتية واعتنقوه وقالوا الحمد لله الذي نجاك من دقيانوس، فقال: دعوني منكم ومن دقيانوس( كم لبثتم قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم، قال: بل لبثتم ثلاثمائة وتسع سنين) وقد مات دقيانوس وانقرض قرن بعد قرن، وآمن أهل المدينة بالله العظيم، وقد جاءوكم فقالوا: يا تمليخا نريد أن تصيرنا فتنة للعالمين؟ قال: فماذا تريدون؟ قالوا ارفع يديك ونرفع أيدينا، فرفعوا أيديهم وقالوا: اللهم بحق ما أريتنا من العجائب في أنفسنا إلا قبضت أرواحنا ولم يطلع علينا أحد، فأمر الله ملك الموت فقبض أرواحهم وطمس الله باب الكهف، وأقبل الملكان يطوفان حول الكهف سبعة أيام فلا يجدان له بابا ولا منفذا ولا مسلكا، فأيقنا حينئذ بلطف صنع الله الكريم، وأن أحوالهم كانت عبرة أراهم الله إياها. فقال الملك المسلم:على ديني ماتوا، أنا ابني على باب الكهف مسجدا، وقال الملك النصراني: بل ماتوا على ديني فأنا ابني على باب الكهف ديرا، فاقتتل الملكان، فغلب الملك المسلم الملك النصراني فبنى على باب الكهف مسجدا. فذلك قوله تعالى: (قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا) وذلك يا يهودي ما كان من قصتهم. ثم قال علي كرم الله وجهه لليهودي: سألتك بالله يا يهودي! أوافق هذا ما في توراتكم؟ فقال اليهودي: ما زدت حرفا ولا نقصت حرفا يا أبا الحسن! لا تسمني يهوديا فإني أشهد الا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، وإنك اعلم هذه الأمة.

    كارم المحمدى غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  3. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 02-04-2016 الساعة : 11:16 AM رقم #2
    كاتب الموضوع : كارم المحمدى


    شاملى ذهبى


    الصورة الرمزية شقيق

    • بيانات شقيق
      رقم العضوية : 193
      عضو منذ : Sep 2008
      المشاركات : 621
      بمعدل : 0.11 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 22
      التقييم : Array


  4. مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

    شقيق غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  5. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 02-04-2016 الساعة : 11:36 AM رقم #3
    كاتب الموضوع : كارم المحمدى


    شاملى ماسى


    الصورة الرمزية قدرى العلى

    • بيانات قدرى العلى
      رقم العضوية : 6165
      عضو منذ : Mar 2012
      المشاركات : 1,101
      بمعدل : 0.25 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 24
      التقييم : Array


  6. شكرا وبارك الله فيكم

    قدرى العلى غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  7. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 02-04-2016 الساعة : 12:10 PM رقم #4
    كاتب الموضوع : كارم المحمدى


    شاملى ماسى


    الصورة الرمزية نجوان

    • بيانات نجوان
      رقم العضوية : 104
      عضو منذ : Jul 2008
      المشاركات : 1,257
      بمعدل : 0.22 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 28
      التقييم : Array


  8. شكرا وبارك الله فيكم على الموضوع الطيب

    نجوان غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  9. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 02-04-2016 الساعة : 12:53 PM رقم #5
    كاتب الموضوع : كارم المحمدى


    شاملى ماسى


    الصورة الرمزية عهود المالكى

    • بيانات عهود المالكى
      رقم العضوية : 32083
      عضو منذ : Sep 2015
      المشاركات : 3,682
      بمعدل : 1.16 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 45
      التقييم : Array


  10. شكرا وبارك الله فيكم على المواضيع القيمة

    عهود المالكى غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  11. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 02-04-2016 الساعة : 08:27 PM رقم #6
    كاتب الموضوع : كارم المحمدى


    شاملى ماسى


    الصورة الرمزية خلود العنزى

    • بيانات خلود العنزى
      رقم العضوية : 31921
      عضو منذ : Jun 2015
      المشاركات : 3,718
      بمعدل : 1.15 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 46
      التقييم : Array


  12. مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

    خلود العنزى غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  13. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 02-04-2016 الساعة : 09:34 PM رقم #7
    كاتب الموضوع : كارم المحمدى


    شاملى ذهبى


    الصورة الرمزية محمد مشعل

    • بيانات محمد مشعل
      رقم العضوية : 203
      عضو منذ : Sep 2008
      المشاركات : 907
      بمعدل : 0.16 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 25
      التقييم : Array


  14. شكرا على الطرح العطر بارك الله فيكم

    محمد مشعل غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس



معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك