النتائج 1 إلى 8 من 8
  1. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 02-04-2016 الساعة : 09:32 AM رقم #1

    افتراضي خلق الشمس والقمر وصفة سيرهما وبدء أمرهما ومعادهما



    مراقب


    الصورة الرمزية كارم المحمدى

    • بيانات كارم المحمدى
      رقم العضوية : 6107
      عضو منذ : Feb 2012
      المشاركات : 1,861
      بمعدل : 0.42 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 31
      التقييم : Array


  2. خلق الشمس والقمر وصفة سيرهما وبدء أمرهما ومعادهما:



    عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: بينما هو جالس ذات يوم من الأيام، إذ أتاه رجل فقال: يا ابن عباس! إني سمعت العجب من كعب الأحبار، يذكر في الشمس والقمر، وكان ابن عباس متكئا، فاحتفز، ثم قال: وماذا قال؟ قال: زعم كعب الأحبار أنه يجاء بالشمس والقمر يوم القيامة كانهما ثوران عقيران فيقذفان في النار، قال عكرمة:فطارت من ابن عباس شظية ووقعت اخرى غضبا، ثم قال: كذب كعب الأحبار! قالها ثلاثا، بل هذه يهودية، يريد إدخالها في الإسلام، والله تعالى أكرم وأجل من أن يعذب أهل طاعته، الم تر إلى قوله تعالى: (وسخر لكم الشمس والقمر دائبين) يعني دأبهما في طاعته تعالى. فما أجرأ كعب الأحبار على الله تعالى وأعظم فريته على هذين العبدين المطيعابن العابدين لله، فقال ألا أحدثكم بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الشمس والقمر، وبدء خلقهما ومصير أمرهما؟ قال:"إن رسول الله سئل عن ذلك فقال: "عن الله تعالى لما أتقن خلقه إحكأما ولم يبق إلا آدم خلق شمسين من نور عرشه، فأما ما كان من سابق علم الله تعالى أن يدعها شمسا، فإنه خلقها مثل الدنبا من مشارقها ومغاربها، وأما ما كان من سابق علم الله أن يطمسها ويحولها قمرا، فإنه خلقها دون الشمس في العظم، ولكن إنما يرى صغرها من شدة ارتفاع السماء وبعدها عن الأرض، فلو ترك الله تعالى الشمس كما كان في بدء الأمر لم يعرف الليل من النهار ولا النهار من الليل، ولا يدري الأجير متى يعمل ولا متى يأخذ أجرته، ولا يدري الصائم إلى متى يصوم وإلى متى يفطر، ولا تدري المرأة كيف تعتد، ولا يدري المسلمون متى وقت صلاتهم ومتى وقت حجهم، ولا يدري المدينون متى يحل دينهم، ولا يدري الناس متى يزرعون ومتى يسكنون راحة لأبدانهم، وكان الله أنظر لعباده وأرحم بهم، فأرسل جبريل عليه السلام فأمر جناحه على وجه القمر، وهو يومئذ مثل الشمس ثلاث مرات فطمس عنه الضوء وبقي فيه النور، فذلك قوله تعالى: (وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة) قالسواد الذي في جوف القمر مثل الخطوط فيه إنما هو أثر المحو. ثم خلق الله تعالى الشمس من من ضوء نوره، ثم خلق الله تعالىالشمس عجلة فيها ثلاثمائة وستين عروة، ووكل بالشمس وعجلتها ثلاثمائة وستين ملكا من الملائكة من أهل سماء الدنيا، قد تعلق كل منهم بعروة من تلك العرا، وخلق الله تعالى مشارق ومغارب في أقطار الأرض وكنفي السماء ثمانين ومائة عين في المشرق من طينة سوداء وثمانين ومائة عين في المغرب مثل ذلك من طينة سوداء يفور غليانها كغليان القدر إذا اشتد غليانها وذلك قوله تعالى: (وجدها تغرب في عين حمئة) ومعنى حمئة سوداء من طين، فكل يوم وليلة لها مطلع جديد ومغرب جديد، ما بين أولهما مطلعا وأولها مغربا أطول ما يكون النهار في الصيف، وآخرها مطلعا مشرقا ومغربا أقصر ما يكون النهار في الشتاء، فذلك قوله تعالى: (رب المشرقين ورب المغربين) يعني آخرها ههنا وأولها ههنا، وترك ما بين ذلك من المشارق والمغارب، ثم جمعها بعد ذلك فقال تعالى: (رب المشارق والمغارب) فذلك عدة العيون تلك العيون كلها. ثم خلق الله تعالى بحرا دون سماء الدنيا بمقدار ثلاثة فراسخ، فهو موج مكفوف قائم في الهواء بإذن الله تعالى لا يقطر منه قطرة، والنجوم كلها ساكنة قي ذلك البحر، وهو جار في سرعة السهم وانطلاقه، فهو في الهواء مستو كأنه جبل ممدود ما بين المشرق والمغرب، وتجري الشمس والقمر والخنس في سرعة دوران الرحى من أهوال يوم القيامة وزلالها في ذلك البحر، فذلك قوله تعالى: (كل في فلك يسبحون) والفلك في دوران العجلة في لجة غمرة ماء ذلك البحر، والذي نفس محمد بيده لو بدت الشمس من دون ذلك البحر لأحرقت كل شيء على وجه الأرض حتى الصخور والحجارة، ولو بدا القمر من دون ذلك البحر لافتتن به أهل الأرض حتى يعبدونه من دون الله تعالى إلا ما شاء الله أن يعصمه من أوليائه وأهل طاعته" "قصص الأنبياء"_ أبي إسحق النيسابوري.
    قال ابن عباس رضي الله عنه: قال علي ابن أبي طالب رضي الله عنه: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، ذكرت مجرى الخنس مع الشمس والقمر، وقد أقسم الله تعالى بالخنس في القرآن، مثل ما كان ذكرك اليوم، فما الخنس؟ فقال عليه الصلاة والسلام:يا علي! هن الكواكب الخمسة: البرجيس"المشتري" وزحل، وعطارد، وبهرام، والزهرة، فهذه الكواكب الخمسة الطالعات، الجاريات مع الشمس والقمر في الفلك، وأما سائر الكواكب فكلها معلقات في السماء، كتعليق القناديل في المساجد، وهي تدور مع السماء دورانا بالتسبيح والتقديس والصلاة لله تعالى. ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: وإن أحببتم أن تستبينوا ذلك، فانظروا دوران الفلك مرة من هاهنا، ومرة من هاهنا، وإن لم تستبينوا الفلك، قالمجرة وبياضها، مرة من هاهنا ومرة من هاهنا، فذلك دوران الشمس والقمر ودوران الكواكب معا كلها، سوى هذه الخمسة، ودورانها اليوم، كما ترون، فذلك صلاتها. ودورانها يوم القيامة في سرعة دوران الرحى، من أهوال يوم القيامة، فذلك قوله تعالى: (يوم تمور السماء مورا) يعني، تدور دورانا، (وتسير الجبال سيرا). فإذا طلعت الشمس فإنها تطلع من بعض تلك العيون على عجلتها ومعها ثلاث مائة وستون ملكا، ناشري أجنحتهم، يجرونها في الفلك بالتسبيح والتقديس لله تعالى على قدر ساعات النهار، والقمر كذلك على قدر ساعات الليل، ما بين الطول والقصر في الشتاء كان ذلك أو في الصيف أو ما بينهما من الخريف والربيع، فإذا أحب الله أن يبتلي القمر والشمس، ويرى العباد آية من الآيات، يستعتبهم رجوعا عن معاصيه وإقبالا على طاعته، تحركت الشمس على العجلة، وقال مرة: خرت الشمس عن العجلة، فتقع في غمر ماء ذلك البحر، وهو الفلك، فإذا أراد الله تعالى أن يعظم تلك الآية، ليشتد خوف العباد، وقعت الشمس كلها، فلا يبقى على العجلة شيء منها، فذلك حين يظلم النهار وتبدو النجوم، وذلك هو المنتهى من كسوفها، فإذا أراد الله أن يجعل آية دون آية، وقع النصف منها أو الثلث أو الثلتان في الماء، ويبقى سائر ذلك على العجلة، وهو كسوف دون كسوف، ابتلاء الشمس والقمر، وذلك تخويف للعباد واستعتاب من الله تعالى، فأي ذلك كان، صارت الملائكة الموكلة بعجلتها فرقتين، فرقة يقبلون على الشمس فيجرونها نحو العجلة، والفرقة الأخرى، تقبل إلى العجلة فتجرها إلى الشمس، وهم في ذلك، يقودونها في الفلك على مقادير ساعات النهار أو ساعات الليل، ليلا كان أو نهارا، لكي لا يزيد في طولها شيء، وقد ألهمهم الله تعالى علم ذلك، وجعل لهم تلك القوة، قالذي ترون من خروج الشمس والقمر، بعد السوف قليلا، قليلا من ذلك السواد الذي يعلوه، فهو من غمر ماء ذلك البحر، فإذا أخرجوها كلها، اجتمعت الملائكة كلهم، فاحتملوها حتى يضعوها على العجلة، وذلك حين تنجلي للعالم، حتى يحمدوا الله تعالى على ما قواهم لذلك، ويتعلقون بعرا العجلة حتى يجروها، بإذن الله تعالى في لجة ذلك البحر، حتى إذا بلغوا بها المغرب، أدخلوها من بعض تلك العيون، فتسقط من أفق السماء في العين، ثم قال صلى الله عليه وسلم: عجبت من خلق الله وما بين من القدرة فيما لم يخلق أعجب منه، ومن ذلك قول جبريل عليه السلام لسارة: أتعجبين من أمر الله . وذلك أن الله تعالى خلق مدينتين إحداهما بالمشرق والأخرى بالمغرب، على كل مدينة منهما عشرة آلاف باب، ما بين كل باب إلى الآخر، مسيرة فرسخ، فأهل المدينة التي بالمشرق، من بقايا عاد، من نسل مؤمنيهم الذين كانوا آمنوا بهود عليه السلام، وإسمها بالسريانية"برقيشا" وبالعبرانية "جابلق" وإسم المدينة التي بالمغرب بالسريانية "برجيسا" وبالعبرانية "جاير سانيوت"، على كل باب من هاتين المدينتين كل يوم عشرة آلاف رجل في الحراسة، عليهم السلاح ومعهم الكراع، لا تنوبهم تلك الحراسة بعد ذلك اليوم إلى يوم ينفخ في الصور. والذي نفس محمد بيده، لولا كثرة هؤلاء القوم وضجيج أصواتهم، لسمع أهل الدنيا وقع هذه الشمس حين تطلع وحين تغرب. ومن ورائهم ثلاث أمم لا يعلم عددهم إلا الله تعالى، وهم: "منشك" و"تارس" و"تأويل"، ومن ورائهم يأجوج ومأجوج، وإن جبريل عليه السلام انطلق بي إليهم ليلة أسري بي إلى السماء، فدعوت يأجوج ومأجوج إلى الله تعالى وإلى دينه وعبادته، فأبوا أن يجيبوني، فهم في النار مع من عصى الله من ولد آدم وولد إبليس، ثم انطلق بي إلى هتين المدينتين، فدعوتهم إلى الله تعالى وإلى دينه وعبادته، فأجابوا وأنابوا، فهم إخواننا في الدين، من أحسن منهم فهو مع المحسنين ومن أساء فهم مع المشركين، ثم انطلق بي إلى الأمم الثلات، فدعوتهم إلى دين الله وعبادته فأبوا علي، وكفروا بالله وكذبوا برسله، فهم مع يأجوج ومأجوج وسائر من عصى الله تعالى في النار. فإذا ما غربت الشمس، رفع بها إلى السماء السابعة في سرعة طيران الملائكة، وتحبس نحو العرش، فتستأذن من أين تؤمر بالطلوع، من مغربها أم من مطلعها، وتكسى ضوءا، وإن كان القمر، فنورا على قدر ساعات الليل والنهار، ثم ينطلق بها إلى ما بين السماء السابعة وما بين أسفل درجات الجنان في سرعة طيران الملائكة، فتنحدر حيال المشرق من سماء إلى سماء، فإذا وصلت إلى هذه السماء، فذلك حين ينفجر الفجر عن الصبح، فإذا انحدرت من بعض تلك النواحي، فذلك يضيء الصبح، فإذا وصلت إلى هذا الوجه من السماء، فذلك حين يضيء النهار، فتلك مطالعها ومغاربها، ما بين أولها عينا إلى آخرها عينا، في الطلوع والغروب، فذلك تمام ستة أشهر، ثم إذا رجعت كذلك من عين إلى عين في الطلوع والغروب إلى آخرها عينا، فذلك تمام السنة، فعدة أيامها ولياليها ثلاثمائة وستون ليلة. وخلق الله تعالى عند المشرق حجابا من الظلمة، فوضعه على البحر السابع، مقدار عدة الليالي في الدنيا منذ خلقها الله تعالى إلى يوم تنصرف، فإذا كان عند غروب الشمس، أقبل ملك من الملائكة الذين قد وكلوا بالليل، فيقبض قبضة من ظلمة ذلك الحجاب، ثم يستقبل المغرب، فلا تزال تلك الظلمة تخرج من خلال أصابعه، قليلا، قليلا، وهو يراعي الشفق، فإذا غاب الشفق، أرسل الظلمة جميعا، ثم ينشر جناحيه فيبلغان أقطار الأرض وكنفي السماء، ويجوزان ما شاء الله خارجا في الهواء، فيسوق ظلمة الليل بجناحيه، بالتسبيح والتقديس، حتى يبلغ المغرب على قدر ساعات الليل، فإذا بلغ المغرب، أسفر الصبح من المشرق، فضم جناحيه، ثم يضم الظلمة كلها إلى بعض فيقبضها بكفيه، ثم يقبض عليها بكف واحد نحو قبضته، التي تنأولها من الحجاب بالمشرق، ثم يضعها عند المغرب على البحر السابع، فمن هناك ظلمة الليل، إذا ما نقل ذلك الحجاب إلى المشرق وإلى المغرب، فإذا نفخ في الصور، انقضت أيام الدنيا، فنور النهار من ضوء الشمس، وظلمة الليل من قبل ذلك الحجاب. فلا تزال الشمس والقمر كذلك من مطلعهما إلى مغربهما إلى ارتفاعهما إلى السماء السابعة، إلى محبسهما تحت العرش، حتى يأتي الوقت الذي وقته الله تعالى لتوبة العباد، وتكثر المعاصي في الأرض، ويذهب المعروف ولا يأمر به أحد، ويفشو المنكر فلا ينهى عنه أحد، فإذا فعلوا ذلك، حبست الشمس مقدار ليلة تحت العرش، وكلما سجدت واستأذنت ربها من أين تطلع، فلا يؤذن لها، ولا يرد لها جواب، حتى يوافيها القمر، فيسجد معها، ويستأذن من أين يطلع فلا يؤذن لهما، حتى يحبسا مقدار ثلاث ليال للشمس وليلتين للقمر، فلا يعرف طول تلك الليلة إلا المتهجدون في الأرض، وهم يومئذ عصابة قليلة في الأرض، في كل بلد من بلاد المسلمين، في هوان بين الناس وذلة في أنفسهم، فينام أحدهم تلك الليلة مقدار ما كان ينام قبلها من الليل، ثم يقوم فيتوضأ ويدخل مصلاه فيصلي ورده، ولا يصبح نحو ما كان يصبح كل ليلة قبل ذلك، فينكر ذلك ويخرج فينظر إلى السماء، فإذا هو بالليل مكانه، والنجوم قد استدارت في السماء، وسارت في أماكنها من أول الليل، فينكر ذلك، ويظن بها الظنون، ويقول: ءأخففت قراءتي أم قصرت صلاتي؟ أم قمت قبل حبني؟، قال : ثم يقوم فيعود إلى مصلاه، فيصلي نحو صلاته، ثم ينظر فلا يرى الصبح، فيخرج أيضا فإذا هو بالليل مكانه، فيزيده ذلك إنكارا ويخالطه الخوف ويظن في ذلك الظنون من السوء ثم يقول: لعلي قصرت صلاتي أو خففت قراءتي أو قمت في أول الليل، ثم يعود وهو وجل، خائف، مشفق لما يتوقع من هول تلك الليلة، فيقوم فيصلي أيضا مثل ورده كل ليلة قبل ذلك، ثم ينظر فلا يرى الصبح، فيخرج الثالثة، فينظر إلى السماء، فإذا هو بالنجوم قد استدارت مع السماء فسارت في أماكنها أول الليل، فيشفق عند ذلك شفقة المؤمن العارف بما كان يحذر، فيلحقه الخوف وتلحقه الندامة، ثم ينادي بعضهم بعضا، وهو قبل ذلك كانوا يتعارفون ويتواصلون، فيجتمع المتهجدون من اهل كل بلدة في تلك الليلة في مسجد من مساجدهم، يجأرون إلى الله تعالى بالبكاء والصراخ بقية تك الليلة، فإذا ما تم لهما مقدار ثلاث ليال، أرسل الله جبريل عليه السلام إليهما، فيقول لهما: إن الله تعالى يأمركما أن ترجعا إلى مغربكما، فتطلعا منه، إنه لا ضوء لكما عندنا ولا نور، فيبكيان عند ذلك وجلا من الله تعالى، وخوف يوم القيامة، بكاء يسمعه أهل السبع سماوات ومن دونها وأهل سرادقات العرش ومن فوقها، فيبكون جميعا لبكائهما، لما خالطهم من خوف الموت، وخوف يوم القيامة، فترجع الشمس والقمر فيطلعان من مغربهما. قال: فبينما المتهجدون يبكون ويتضرعون إلى الله تعالى، والغافلون في غفلتهم، إذ نادى مناد: ألا إن الشمس والقمر قد طلعا من مغاربهما، فينظر الناس، فإذا هم بهما أسودان، لا ضوء للشمس ولا نور للقمر، مثلهما في كسوفهما قبل ذلك، فذالك قوله تعالى: (وجمع الشمس والقمر) وقوله تعالى: (إذا الشمس كورت) فيرتفعان كذلك مثل البعيرين القرنين، ينازع كل واحد منهما صاحبه استباقا، ويتصارخ اهل الدنيان وتذهر الأمهات عن أولادها، والأحبة عن ثمرات فؤادها، فتشتغل كل نفس بما كسبت، فأما الصالحون والأبرار، فإنه ينفعهم بكاؤهم يومئذ ويكتب لهم ذلك عبادة. وأما الفاسقون والفجار فلا ينفعهم، ويكتب عليهم حسرة، فإذا ما بلغ الشمس والقمر سرة السماء، وهي منتصفها، جاءهما جبريل عليه السلام، فيأخذ بقرونهما ويردهما إلى المغرب، فلا يغربهما من مغاربهما من تلك العيون، ولكن يغربهما من باب التوبة. فقال عمر:بأبي أنت وأمي يا رسول الله، ما باب التوبة؟ فقال: يا عمر! خلق الله تعالى باب للتوبة خلف المغرب، له مصراعان من ذهب مكللان بالدر والجوهر، ما بين المصراع إلى المصراع أربعون سنة للراكب المسرع، فذلك الباب مفتوح منذ خلق الله تعالى الدنيا إلى صبيحة تلك الليلة عند طلوع الشمس والقمر من مغربهما، ولم يتب عبدا من عباد الله توبة نصوحا منذ خلق الدنيا إلى ذلك اليوم، إلا ولجت تلك التوبة من ذلك الباب، ثم ترفع إلى الله تعالى. فقال معاذ ابن جبل: بأبي أنت يا رسول الله! وما التوبة النصوح؟ قال: أن يندم العبد على الذنب الذي أصاب، فيعتذر إلى الله تعالى ثم لا يعود إليه، كما لا يعود اللابن إلى الضرع، قال: فيقربهما جبريل عليه السلام من ذلك الباب ثم يرد المصراعين، ثم يلتئم ما بينهما فيصير كأنه لم يكن فيما بينهما صدع قط، وإذا أغلق باب التوبة لم يقبل للعبد بعد ذلك توبة ولا تنفعه حسنة يعملها في الإسلام إلا من كان قبل ذلك محسنا، فإنه يجري عليه ما كان يجري عليه قبل ذلك اليوم، فذلك قوله تعالى: (يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن أمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا) فقال أبي ابن كعب: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، فكيف بالشمس والقمر بعد ذلك وكيف بالناس والدنيا؟ فقال يا أبي: إن الشمس والقمر يكسيان النور والضوء بعد ذلك ثم يطلعان ويغربان كما كانا قبل ذلك، وأما الناس فإنهم ما رأوا من فظاعة تلك الآية وعظمتها يلحون على الدنيا ويجرون فيها الأنهار ويغرسون فيها الأشجار ويابنون فيها الابنيان، وأما الدنيا فلو نتج للرجل منهم فيها مهر لم يركبه حتى تقوم الساعة من لدن طلوع الشمس من مغربها إلى أن ينفخ في الصور. فقال حذيفة جعلني الله فداك يا رسول الله فكيف بهم عند النفخ في الصور؟ قال: يا حذيفة والذي نفسي بيده لينفخن في الصور ولتقومن الساعة والرجل قد لاط حوضه فلا يشرع فيه الماء، ولتقومن الساعة وقد أخذ لابن لقحته من تحتها فلا يشربه، ولتقومن الساعة والثوب بين الرجلين فلا ينشرانه ولا يطويانه ولا يبيعانه، ولتقومن الساعة والرجل قد رفع لقمته إلى فيه فلا يطعمها، ثم تلا هذه الآية(ولتأتينهم بغتة وهم لا يشعرون) فإذا قامت الساعة قضى الله تعالى بين أهل الدارين وميز بين الفريقين أهل الجنة والنار، وقبل أن يدخلوهما يدعوا الله تعالى بالشمس والقمر، فيجاء بهما أسودين لا نور لهما مكدرين قد وقعا في الزلازل والبلايا وفرلئصهما ترعد من هول يوم القيامة وهول ذلك اليوم، ومن مخافة الرحمن تعالى، فإذا كانا حذاء العرش خرا ساجدين لله تعاى ويقولان: يا إلهنا قد علمت طاعتنا لك ودابنا في طاعتك وسرعتنا للمضي في أمرك أيام الدنيا فلا تعذابنا بعبادة المشركين إيانا، فقد علمت أنا لم ندعوهم إلى عبادتنا ولم نذهل من عبادتك، فيقول الله تعالى: "صدقتما إني قضيت على نفسي أن أبدىء وأعيد، إني أعيدكما إلي كما بدأتكما فارجعا إلى ماخلقتكما منه" فيقولان: "ربنا مما خلقتنا؟" فيقول: "خلقتمكما من نور عرشي فارجعا إليه" فيلمع من كل منهما برقة تكاد تخطف الأبصار نورا فيختلطان بنورالعرش، فذلك قوله تعالى: (يبدىء ويعيد) قال عكرمة: فقمت مع النفر الذين حدثوا عن كعب ما حدثوا به من أمر الشمس والقمر حتى أتيناه، فأخبرناه بغضب ابن عباس وما وجده من حديثه، وبما حدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهما مما بين مبدئهما إلى معادهما فقال كعب الأحبار: إني حدثت عن كتاب دارس منسوخ قد تدأولته الأيدي، وابن عباس حدث عن كتاب حديث العهد بالرحمن جل جلاله ناسخ للكتب، وعن سيد الأنبياء والمرسلين خير البشر، ثم قام فمشى إلى ابن عباس فقال: بلغني ما كان من وجدك من حديثي وما حدثت به من كتاب الله تعالى ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ألا وإني أستغفر الله من ذلك مع إني لم أتقوله من تلقاء نفسي، ولكن حدثت عن كتب دارس، فلا أرى ما كان فيه من تبديل الكفار واليهود، وأنت حدثت ما حدثت عن كتاب حديث العهد بالرحمن، ناسخ الكتب، وعن سيد المرسلين وأنا أحب أن تحدثني بما حدثت به أصحابك من حديث الشمس والقمر، فأحفظ عنك الحديث. فإذا حدثت بشيء من أمر الشمس والقمر فيما بعد هذا اليوم، كان هذا الحديث الذي تحدثني به مكان حديثي الأول. قال عكرمة: فوالله لقد أعاد عليه ابن عباس الحديث، وإني لأستقرئه في قلبي بابا، بابا. فما زاد شيئا ولا نقص شيئا ولا قدم ولا أخر، فزادني في ذلك في ابن عباس، رغبة، ولحديثه حفظا، والله أعلم!.

    كارم المحمدى غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  3. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 02-04-2016 الساعة : 11:16 AM رقم #2
    كاتب الموضوع : كارم المحمدى


    شاملى ذهبى


    الصورة الرمزية شقيق

    • بيانات شقيق
      رقم العضوية : 193
      عضو منذ : Sep 2008
      المشاركات : 621
      بمعدل : 0.11 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 22
      التقييم : Array


  4. مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

    شقيق غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  5. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 02-04-2016 الساعة : 11:36 AM رقم #3
    كاتب الموضوع : كارم المحمدى


    شاملى ماسى


    الصورة الرمزية قدرى العلى

    • بيانات قدرى العلى
      رقم العضوية : 6165
      عضو منذ : Mar 2012
      المشاركات : 1,101
      بمعدل : 0.25 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 24
      التقييم : Array


  6. شكرا وبارك الله فيكم

    قدرى العلى غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  7. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 02-04-2016 الساعة : 12:10 PM رقم #4
    كاتب الموضوع : كارم المحمدى


    شاملى ماسى


    الصورة الرمزية نجوان

    • بيانات نجوان
      رقم العضوية : 104
      عضو منذ : Jul 2008
      المشاركات : 1,257
      بمعدل : 0.22 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 28
      التقييم : Array


  8. شكرا وبارك الله فيكم على الموضوع الطيب

    نجوان غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  9. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 02-04-2016 الساعة : 12:53 PM رقم #5
    كاتب الموضوع : كارم المحمدى


    شاملى ماسى


    الصورة الرمزية عهود المالكى

    • بيانات عهود المالكى
      رقم العضوية : 32083
      عضو منذ : Sep 2015
      المشاركات : 3,682
      بمعدل : 1.16 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 45
      التقييم : Array


  10. شكرا وبارك الله فيكم على المواضيع القيمة

    عهود المالكى غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  11. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 02-04-2016 الساعة : 08:28 PM رقم #6
    كاتب الموضوع : كارم المحمدى


    شاملى ماسى


    الصورة الرمزية خلود العنزى

    • بيانات خلود العنزى
      رقم العضوية : 31921
      عضو منذ : Jun 2015
      المشاركات : 3,718
      بمعدل : 1.15 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 46
      التقييم : Array


  12. مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

    خلود العنزى غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  13. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 02-04-2016 الساعة : 09:35 PM رقم #7
    كاتب الموضوع : كارم المحمدى


    شاملى ذهبى


    الصورة الرمزية محمد مشعل

    • بيانات محمد مشعل
      رقم العضوية : 203
      عضو منذ : Sep 2008
      المشاركات : 907
      بمعدل : 0.16 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 25
      التقييم : Array


  14. شكرا على الطرح العطر بارك الله فيكم

    محمد مشعل غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  15. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 09-04-2016 الساعة : 10:15 PM رقم #8
    كاتب الموضوع : كارم المحمدى


    مشرفة


    الصورة الرمزية عيون المها

    • بيانات عيون المها
      رقم العضوية : 31896
      عضو منذ : May 2015
      المشاركات : 1,459
      بمعدل : 0.45 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 23
      التقييم : Array


  16. بارك الله فيكم ونفع بكم...

    يمكنك مشاهدة توقيعي بالنقر على زر التوقيع

    عيون المها غير متواجد حالياً
    • توقيع عيون المها

  17. رد مع اقتباس



معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك