صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 24

الموضوع: قصة بلوقيا"

  1. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 02-04-2016 الساعة : 09:41 AM رقم #1

    افتراضي قصة بلوقيا"



    مراقب


    الصورة الرمزية كارم المحمدى

    • بيانات كارم المحمدى
      رقم العضوية : 6107
      عضو منذ : Feb 2012
      المشاركات : 1,861
      بمعدل : 0.42 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 31
      التقييم : Array



  2. قصة بلوقيا":


    كان في بني إسرائيل رجل يقال له أوشيا، وكان من علمائهم، كان كثير المال وإماما لبني إسرائيل.عرف نعت النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأمته في التوراة، فخبأه وكتمه عن قومه، وكان له ابن يقال له بلوقيا، خليفة أبيه في بني إسرائيل. وكان ذلك بعد سليمان عليه السلام فلما مات والده أوشيا، بقي بلوقيا والإمامة والقضاء في يده. فتش يوما خزائن والده فوجد فيها تابوتا من حديد مقفلا، فسأل الخزنة عن ذلك فقالوا: لا ندري. فاحتال على القفل حتى فكه، فإذا فيه صندوق من خشب الساج، ففكه فإذا فيه أوراق فيها نعت النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأمته، مختومة بالمسك، ففكها وقرأ ما فيها على بني إسرائيل، ثم إنه قال: الويل لك يا أبت من الله فيما كتبت وكتمت من الحق عن بني إسرائيل ! فرده إلى أهله. فقال بنو إسرائيل: يا بلوقيا ! لولا أنك إمامنا وكبيرنا لنبشنا قبره وأخرجناه منه وأحرقناه بالنار! فقال: يا قوم ! لا ضير، إنما تبع حظ نفسه وخسر دينه ودنياه،، فالحقوا نعت النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأمته، فالحقوها بالتوراة. وكانت أم بلوقيا من الأحياء، فاستأذنها في الخروج إلى بلاد الشام، وكانوا يومئذ ببلاد مصر فقالت له: وما تصنع بالشام؟ فقال: أسأل عن محمد وأمته، فلعل الله تعالى أن يرزقني الدخول في دينهم فأذنت له، فتوجه إلى بلاد الشام. فبينما هو يسير، إذ أنتهى إلى جزيرة من جزائر البحر، فإذا هو بحيات كأمثال الإبل عظاما، وفي الطول ما شاء الله ! وهن يقلن:لا إإله إلا الله محمد رسول الله، فلما رأينه قلن له: أيها الخلق المخلوق من أنت؟ وما اسمك؟. فقال: اسمي بلوقيا، وأنا من بني إسرائيل. فقلن: وما إسرائيل؟ قال: من ولد آدم ! فقلن: سمعنا بإسم آدم ولم نسمع بإسم إسرائيل. فقال لهن بلوقيا: من أنتن ؟ فقلن: نحن من حيات جهنم، ونحن نعذب الكفار فيها يوم القيامة. قال بلوقيا: وما تصنعن هنا ؟ وكيف تعرفن محمدا ؟ فقلن: إن جهنم تفور وتزفر في كل سنة مرتين، فتلقينا إلى هاهنا، ثم نعود إليها. فشدة الحر من حرها في الصيف وشدة البرد من بردها في الشتاء، وليس في جهنم درك من دركاتها ولا باب من أبوابها ولا سرادقا من سرادقاتها إلا وقد كتب الله عليه، لا إله إلا الله محمد رسول الله، من أجل ذلك عرفنا محمدا صلى الله عليه وسلم. قال بلوقيا: أيتها الحيات ! هل في جهنم مثلكن أو اكبر منكن؟ فقلن: إن في جهنم حيات تدخل إحداهن في أنف إحداهن وتخرج من فيها، ولا نشعر بها لعظمها. فسلم عليهن بلوقيا، ومضى، حتى أتى جزيرة أخرى، فإذا هو بحيات كأمثال الجذوع والسواري، وعلى متن إحداهن حية صغيرة صفراء، كلما مشت اجتمعت الحيات حولها، فإذا نفخت صرن تحت الأرض خوفا منها. فلما رآها ورأته قالت له: أيها
    االخلق المخلوق ! من أنت وما اسمك؟ قلل: إسمي بلوقيا وأنا من بني إسرائيل من ولد إبراهيم الخليل، فأخبربني أيتها الحية من أنت؟ قالت: أنا موكلة بالحيات، وإسمي"تمليخا"، ولولا أني موكلة بهن، لقتلن بني آدم كلهم في يوم واحد، ولكني إذا صفرت صفرة واحدة، وسمعن صوتي، دخلن تحت الأرض. ولكن يا بلوقيا إن لقيت محمدا صلى الله عليه وسلم، فاقرئه مني السلام! ثم مضى بلوقيا إلى بلاد الشام فأتى بيت المقدس، وكان بها حبر من أحبارهم يسمى "عفان الخير" فأتاه فسلم عليه، فقال له: يا بلوقيا ! ليس هذا زمن محمد ولا زمن أمته، بينك وبينه قرون وسنون، ثم قال عفان الخير: أرني موضع الحية التي إسمها "تمليخا"، فإن قدرت أن أصيدها، رجوت أن أنال معك ملكا عظيما، وأنت تحيا حياة طيبة إلى أن يبعث الله تعالى محمدا صلى الله عليه وسلم، فتدخل في دينه.
    فمن حرص بلوقيا على الدخول في دين محمد صلى الله عليه وسلم، قال: أنا أوريك المكان ! فقام عفان، وأخذ تابوتا من حديد، وعمل فيه قدحين من فضة، في أحدهما خمر وفي الآخر لبن. ثم سارا جميعا حتى أنتهيا إلى موضع الحية، ففتحا باب التابوت وتنحيا، فجاءت الحية تبغي الرائحة، فدخلت التابوت فشربت اللبن والخمر، فسكرت ونامت، فقام عفان ودب إلى التابوت دبيبا خفيفا، فأغلق عليها باب التابوت وحصنه وحملاه معهما ومرا جميعا. فكانا لا يمران بشجرة ولا نبت، إلا كلمهما بإذن الله تعالى، ولما مرا بشجرة يقال لها "القرمل" قالت: ياعفان ! من يأخذني ويقطعني ويدقني ويعصر مائي ودهني ويطلي به قدميه، فإنه يخوض البحار السبعة، فلا تبتل قدماه ولا يغرق. فقال عفان: إياك له طلبت ! ثم إنه قطع تلك الشجرة فدقها وعصر ماءها وأخرج دهنها وجعله في كوز، ثم خلى عن الحية فطارت بين السماء والأرض وهي تقول: يا ابني آدم ! ما أجرأكم على ربكم ! ولن تصلوا إلى ما تريدون. وسار عفان وبلوقيا إلى البحر، فطليا أقدامهما، ثم دخلا فيه ومشيا في الماء، كأنهما يمشيان على الأرض حتى قطعا البحر الأول ثم الثاني، فإذا هما بجبل في وسط البحر، ليس بعال ولا متدان، ترابه كالمسك، عليه غمام أبيض وفيه كهف، وفي الكهف سرير من ذهب، وعلى السرير شاب مستلق على قفاه، ذو فروة، واضع يده اليمنى على صدره والشمال على بطنه، كالنائم وليس ابنائم، وهو ميت، وعلى رأسه تنين وخاتمه بالشمال، وكان هذا سليمان ابن دأوود عليهما السلام، وكان ملكه في خاتمه، وكان خاتمه من ذهب، وفصه من ياقوت أحمر مربع، مكتوب عليه أربعة أسطر، في كل سطرإسم الله الأعظم، وكان عند عفان علم من الكتاب، فقال بلوقيا: من هذا الميت يا عفان؟ فقال: هذا سليمان ابن دأوود ! نريد أن نأخذ خاتمه ونملك ملكه ونرجوا الحياة إلى أن يبعث الله محمد صلى الله عليه وسلم. فقال بلوقيا: أليس قد سأل ربه؟ فقال[IMG]http://illi***.com/fa/i/smiles/icon_sad.gif[/IMG]رب هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي) فأعطاه إياه على ما سأل، ولا ينال أحد ملك سليمان إلى يوم القيامة لدعائه. فقال عفان: يا بلوقيا، اسكت! إن الله معنا، ومعنا إسم الله الأعظم، ولكن أنت يا بلوقيا اقرأ التوراة ! فتقدم عفان لينزع الخاتم من أصبعه، فقال التنين: ما أجرأك على ربك ! إن غلبتنا باسم الله تعالى، فنحن نغلبك بقدرة الله تعالى. فكلما نفخ التنين ذكر بلوقيا إسم الله تعالى، فلم تعمل نفخات التنين فيهما شيئا، ودنا عفان من السرير لينزع الخاتم من أصبعه، فاشتغل بلوقيا بالنظر إلى نزول جبريل عليه السلام من السماء، فلما نزل صاح بهما صيحة ارتجت الأرض والجبال وتزلزلت منها فاختلطت مياه البحار، وهاجت والتطمت، حتى صار كل ماء عذب مالحا من شدة صيحته. وسقط عفان على وجهه، وسقط بلوقيا على وجه ونفخ التنين، فخرج من بطنه شعلة، كأنها البرق الخاطف واحترق عفان. وعادت نفخته في البحر، فما مرت النفخة بشيء إلا أحرقته، ولا بماء إلا سخنته وأغلته.
    وإن بلوقيا، لما رأى العذاب، ذكر إسم الله الأعظم، فلم ينله مكروه، ثم تراءى جبريل عليه السلام في صورة رجل فقال له: يا ابن آدم ! ما أجرأك على الله ! فقال له بلوقيا:من أنت يرحمك الله؟ فقال له:أنا جبريل! أمين رب العالمين. فقال بلوقيا: يا جبريل ! إنما خرجت حبا لمحمد صلى الله عليه وسلم ودينه، ولم أقصد الخطأ ولم اتعمّده. قال: فبذلك نجوت ! ثم صعد جبريل عليه السلام إلى السماء، ومضى بلوقيا بعد أن طلى قدميه بذلك الدهن، فضل الطريق الذي جاء منه، وأخذ في طريق أخرى. فسار ومضى ستة أبحر ووقع في السابع، فإذا هو بجزيرة من ذهب، حشيشها الورس والزعفران وأشجارها الزيتون والنخل والرمان. فقال بلوقيا: ما أشبه هذا المكان بالجنة على ما وصفت، فدنا من بعض الشجر فتناول من ثمرها فقالت الشجرة: يا خاطىء يا ابن الخاطىء لا تأخذ مني شيئا، فبقي متعجبا ! وإذا بجوار الشجرة قوم يتراكضون وبأيديهم سيوف مسلولة، وهم يتناوشون بعضهم بعضا بالضرب والطعن. فلما رأوا بلوقيا أحاطوا به وأحدقوا من ورائه وهموا به سوءا، فذكر إسم الله الأعظم فتعجبوا منه وهابوه وأغمدوا سيوفهم وقالوا جميعهم: لا إله إلا الله محمد رسول الله، ثم قالوا له من أنت يا عبد الله ؟ فقال: أنا من بني آدم، فقالوا ما اسمك ؟ قال: اسمي بلوقيا وأنا من بني إسرائيل فقالوا: نعرف آدم ولا نعرف إسرائيل، فما الذي أوقعك إلينا ؟ فقال: إني خرجت في طلب نبي يسمى محمدا صلى الله عليه وسلم، وإني قد ضللت الطريق الذي أردته، ورأيت من الأهوال كذا وكذا، فقالوا: يا بلوقيا ! نحن من الجن المؤمنين، ونحن مع ملائكة الله في السماء ثم نزلنا إلى الأرض وقتلنا كفرة الجن، ونحن هاهنا مقيمون نغزوهم ونجاهدهم إلى يوم القيامة، ولسنا نموت إلى يوم القيامة، وأنت تصير معنا. فقال بلوقيا لملك الجن وكان إسمه "صخرا": يا صخر! أخبرني عن خلق الجن كيف كانوا ؟ قال: لما خلق الله تعالى جهنم، خلق لها سبعة أبواب، وسبعة ألسنة، وخلق منها خلقين: خلقا في سمائه سماه "جبليت" وخلقا في أرضه سماه "تمليت".
    فأما "جبليت" فإنه خلق في صورة أسد، و"تمليت" في صورة ذئب، وجعل الأسد ذكرا والذئب أنثى، وجعل طول كل واحد منهما مسيرة خمس مائة عام. وجعل ذنب الذئب بمنزلة ذنب العقرب. وذنب الأسد بمنزلة ذنب الحية، وأمرهما أن ينتفضا في النار أنتفاضة فسقط من ذنب الذئب عقرب، ومن ذنب الأ سد حية،
    فحيات جهنم وعقاربها من ذلك. ثم أمرهما الله تعالى أن يتزاوجا، فحملت الذئب من الأسد فولدت سبع بنين وسبع بنات، فأوحى الله إليهم أن يزوجوا البنين من البنات، كما أمر آدم، فستة من البنين أطاعوا وواحد لم يطع ولم يتزوج، فلعنه أبوه وهوإبليس، وكان إسمه "الحارث" وكنيته أبو مرة. فهذا أول خلق الجان يا بلوقيا، وإن دوابنا لا تثبت مع الإنس، ولكني أجلل فرسي وأبرقعه حتى لا يعرف من راكبه، وأركب عليه على إسم الله تعالى فإذا أنتهيت إلى أقصى أعمالي على ساحل بحر كذا وكذا فإذا أنت بشيخ وشاب ومشايخ معهما، فإنك ستلقاهما هناك، فادفع الفرس إليهما وامش في حفظ الله راشدا. فركب بلوقيا على ذلك الفرس حتى أنتهى إليهم فسلم على الشيخ والشاب ونزل عن الفرس ودفعها إليهما، وكان قد فصل من عند ملك الجن عند غداة وبلغ إليهما نصف النهار، فقالا له يا بلوقيا: منذ كم فارقت الملك؟ قال: فارقته من غدوة قالا: ما أسرع ما جئت قد أتعبت فرسنا فقال بلوقيا: ما مددت إليه يدا ولا حركت عليه رجلا ولم أركضه ركضا قالا بلى ولكن فرسنا أحس بك وبمنزلتك وثقلك فطار ما بين السماء والأرض ليريح نفسه منك، فكم تراه جاب بك ؟ قال: خمس فراسخ أو أكثر قالا: بل جاب بك في هذه المدة مسيرة مائة وعشرين سنة، وكان يطير بك بين السماء والأرض حول الدنيا دون توقف وأنت لا تعلم. ثم حلوا عن الفرس السرج واللجام والبرقع، فإذا العرق يقطر ويسيل من كل شعرة منه، وله جناحان انقضا وتكسرا من كثرة الطيران والدوران والإعياء والإكلال، قال بلوقيا: هذا والله لعجيب فقالا: عجائب الله لا تنقضي ثم سلم عليهما. فمضى فركب اليم، فبينما هو يسير إذ رأى ملكا إحدى يديه بالمشرق والأخرى بالمغرب وهو يقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله، فسلم عليه بلوقيا فقال له الملك: من أنت أيها الخلق المخلوق؟ قال: أنا بلوقيا، وأنا من بني إسرائيل من ولد آدم، ثم قال له بلوقيا: أيها الملم ما اسمك ؟ قال: إسمي يوحاييل، وأنا ملك موكل بظلمة الليل وضوء النهار قال: فما بال يديك مبسوطتين ؟ قال: في يدي اليمنى ضوء النهار، وفي اليد اليسرى ظلمة الليل، ولو سبق النهار الليل لأضاءت السموات والأرض ولم يكن الليل أبدا، ولو سبقت الظلمة النور لأظلمت السموات والأرض ولم يكن ضوء أبدا، وبين يدي لوح معلق فيه سطران: سطر أبيض وسطر أسود، فإذا رأيت السواد ينقص نقصت الظلمة، وإذا رأيت السواد يزداد زادت الظلمة، وإذا رأيت السطر الأبيض يزداد زادت النهار، وإذا أنتقص نقصت، فلذلك الليل في الشتاء أطول من النهار، والنهار أقصر.وفي الصيف النهار أطول والليل أقصر.ثم سلم بلوقيا ومضى فإذا هو بملك آخر قائم يده اليمنى في السماء ويده اليسرى في الأرض وقدمه تحت الثرى وهو يقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله، فسلم عليه بلوقيا، فقال له الملك: من أنت وما اسمك ؟ قال: إسمي بلوقيا، وأنا من بني إسرائيل، وإسرائيل من ولد آدم، ثم قال بلوقيا: أيها الملك ما إسمك ؟ قال: مخاييل، قال: فما بالي أرى يمينك في السماء وشمالك في الماء ؟ قال: أحبس الريح بيميني والماء بشمالي، ولو رفعت شمالي عن الماء لزخرت البحار كلها في ساعة واحدة وتلاطمت بإذن الله وأغرقت الدنيا ومن عليها، ويدي اليمنى في الهواء أحبس الريح عن ولد آدم، لأن في السماء ريحا تسمى "الهائمة"، ولو أرسلتها لنسفت من في السماء ومن في الأرض.
    فسلم بلوقيا ومضى، فإذا هو بأربعة من الملائكة، أحدهم رأسه كرأس الثور، والآخر رأسه كرأس النسر، والثالث رأسه كرأس الأسد، والرابع رأسه كرأس الإنسان. فأما الملك الذي رأسه كرأس الثور فإنه يقول: اللهم ارحم البهائم ولا تعذبها، وارفع عنها برد الشتاء وحر الصيف، واجعل في قلوب بني آدم لها الرأفة والرحمة، كي لا يكيدهن ولا يكلفوهن فوق طاقتهن، واجعلني من أهل شفاعة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة. وأما الذي رأسه كرأس النسر فيقول: اللهم ارحم الطيور وارفع عنها برد الشتاء وحر الصيف، واجعلني من أهل شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة. وأما الذي رأسه كرأس الأسد فيقول: اللهم ارحم السباع ولا تعذبها، وارفع عنها حر الصيف وبرد الشتاء، واجعلني من أهل شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة.وأما الذي رأسه كرأس الإنسان فإنه يقول: لآ أله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، اللهم ارحم المسلمين ولا تعذبهم، وادفع عنهم النار، واجعلني من أهل شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة. ومضى بلوقيا حتى أنتهى إلى جبل قاف، فإذا هو بملك قائم على جبل قاف، وإن جبل قاف محيط بالدنيا من ياقوتة خضراء، وذلك قوله تعالى: (ق والقرآن المجيد). فسلم بلوقيا على الملك فقال له الملك: من أنت ؟ قال: أنا بلوقيا وأنا من بني إسرائيل من ولد آدم، فقال له الملك: وأين تريد ؟ قال: خرجت في طلب نبي من العرب، يقال له محمد، ولست أرى أثره، ولا أدري بأي بلاد أنا، فقال له الملك: لا إله إلا الله محمد رسول الله، قد أمرنا بالصلاة على محمد. فقال بلوقيا: أيها الملك، ما اسمك ؟ قال: إسمي "حزقيائيل". قال: وما تصنع هاهنا قال: أنا أمين الله على جبل قاف. وفي يده وتر، مرة يعقده ومرة يحله، وعروق الأرض كلها مشدودة إليه، والوتر في كفه قال: فإذا أراد الله أن يضيق على عباده، امرني أن أمد الوتر وأعقده، وأوثق عروق الأرض فتضيق الدنيا على العباد. وإذا أراد الله أن يوسع عليهم، أمرني أن أرخي الوتر، فأفتق عروق الأرض فتتسع االأرض على العباد.وإذا أراد الله أن يخوف قوما، أمرني أن أحرك عروق تلك الأرض. فمن أجل ذلك موضع يهتز وموضع لا يهتز، وموضع يتزلزل وموضع لا يتزلزل. قال بلوقيا: أيها الملك، ما وراء قاف؟ قال: وراء قاف أربعون دنيا غير الدنيا التي جئت منها، في كل دنيا أربع مائة ألف باب، في كل باب أربع مائة ألف ضعف، مثل الدنيا التي جأت منها، وليست فيها ظلمة بل كلها نور،أرضها ذهب عليها حجب من نور، وسكانها الملائكة، لا يعرفون آدم ولا إبليس ولا جهنم، وهم يقولون: لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، بذلك الهموا، ولذلك خلقوا، وبه أمروا إلى يوم القيامة، قال بلوقيا: فما وراءهم أيها الملك؟ قال: حجب ووراء الحجب علم الله وقدرته، قال بلوقيا: أخبرني أيها الملك، على أي شيء هذا الجبل؟ قال: بين قرني ثور واسمه "بهموت"، وهو أبيض، رأسه بالمشرق، ومؤخره بالمغرب، بين قرنيه مسيرة ثلاثين ألف سنة، وهو ساجد لربه تعالى على صخرة بيضاء، قال بلوقيا: أيها الملك، كم الأرضون وكم البحار؟ قال: الأرضون سبع والبحار سبع، قال: فجهنم أين هي؟ قال: تحت الأرض السابعة، فسلم عليه بلوقيا ومضى حتى أنتهى إلى حجاب طرفه في السماء وأسفله في الماء، عليه باب مقفل، وعلى القفل خاتم من نور، وعلى الباب ملكان. أحدهما رأسه كرأس الثور والآخر رأسه كرأس الكبش وبدنه كبدن الثور، وهما يقولان: لا إله إلا الله محمد رسول الله، فسلم عليهما بلوقيا، فردا عليه السلام، وقالا له: أيها الخلق المخلوق ممن أنت وما اسمك؟ قال: إسمي بلوقيا وأنا من بني إسرائيل من ولد آدم، فقالا: لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذه أسماء ما عرفناها، قال: كيف تعرفون محمدا وما تعرفون آدم؟ ومحمد من نسله؟ فقالا: هكذا خلقنا وبهذا أمرنا، ولم نسمع بإسم آدم وإسرائيل، فقال بلوقيا: افتحوا لي الباب حتى أجوز، فقالا: لا نحسن فتحه! وإن لله ملكا في السماء إسمه جبريل، عسى أن يقدر على فتحه، فدعا بلوقيا ربه ! فأمر الله تعالى جبريل فنزل إليه وفتح له، ثم قال له: يا ابن آدم ما أجرأك على الله ! ثم جاز بلوقيا حتى أنتهى إلى بحرين، بحر مالح وبحر عذب، فرأى بينهما حاجزا وفي البحر المالح جبلا من ذهب، وفي البحر العذب جبلا من فضة، وبينهما ملك على صورة النملة، ومعه ملائكة على تلك الصورة، فسلم عليهم بلوقيا فردوا عليه السلام، وقالوا: من أنت؟ فأخبرهم بقصته، ثم قال لهم بلوقيا: من أنتم؟ قالوا: نحن أمناء الله على هذين البحرين لا يلتقيان ولا يبغيان، فقال لهم بلوقيا: ما هذا الجبل الأحمر؟ قالوا: هذا كنز الله في الأرض، فكل ذهب يظهر في الأرض من هذا الجبل الأحمر، وكل ماء في الدنيا من ماء عذب أو مالح، إنما هو من ماء هذين البحرين، وماؤهما إنما يجيء من تحت العرش، من قبل أن يخلق الله الملائكة، والجبل الأبيض من فضة وهو كنز الله، وكل فضة في الدنيا ومعدن من فضة، فمن عروق هذا الجبل. ثم سلم بلوقيا ومضى حتى أنتهى إلى بحر عظيم، فإذا هو بحيتان كبيرة عظيمة قد اجتمعت، وحوت عظيم يقضي بين الحيتان، فلما نظر إلى بلوقيا قال: لا إله إلا الله محمد رسول الله. فسلم عليه بلوقيا، فرد عليه السلام، ثم قال له: من أنت؟ فأخبره بحاله، وإنه خرج يطلب النبي صلى الله عليه وسلم. قال له:يا بلوقيا، إن لقيت محمد فاقرأه مني السلام، فقال بلوقيا: نعم!إن شاء الله تعالى، ثم إنه قال: أيتها الحيتان إني جائع عطشان، وماء هذا البحر مالح، وما أجد ما آكل وما أشرب.فقال الحوت الأعظم:يا بلوقيا: سأطعمك طعأما إذا أكلته تسير أربعين سنة لا تعيا ولا تنام ولا تجوع ولا تعطش، فأطعمه ذلك الحوت قرصا أبيض فأكله ومضى حتى بلغ العمران. ومن قبل أن يبلغه رآى شابا يجري على الماء كانه البدر، فقال له بلوقيا: من أنت؟ فقال: سل الذي خلفي. فسار بلوقيا يوما وليلة، فإذا هو بآخر يمر على الماء، ضوؤه كضوء القمر، فقال له بلوقيا: من أنت؟ قال: سل الذي خلفي! فسار بلوقيا يوما وليلة فإذا هو بثالث كأنه القمر يلوح في آخر الشمس. فقال له بلوقيا: أنشدك الله ! ألا ما وقفت لي؟ فوقف وقال لبلوقيا: لماذا تستحلفني؟ قال: خشيت أن تفوتني كما صدر من أصحابك الماضين. ثم قال له: من كان الأول؟ قال: إسرافيل، صاحب الصور، والثاني: ميكائيل، صاحب المطر وأرزاق العباد، والثالث: جبريل أمين الله تعالى، فقال له بلوقيا: فماذا تصنعون في هذا اليم؟ قال: حية من حيات البحر قد آذت سكانه، فدعوا عليها، فاستجاب الله دعاءهم، وإنا أمرنا أن نسوقها إلى جهنم ليعذب الله بها الكفار يوم القيامة. قال بلوقيا: كم طولها وكم عرضها؟ قال طولها مسيرة ثلاثين سنة، وعرضها مسيرة عشرين سنة. فقال بلوقيا: أيكون في جهنم مثل هذه الحية أو اكبر منها؟ قال: نعم! إن في جهنم من الحيات ما تدخل هذه الحية في انف إحداهن ولا تشعر بها، وتخرج من فيها ولا تشعر بها من عظم خلقها، فسلم بلوقيا ومضى إلى جزيرة أخرى، فإذا هو بغلام أبيض أمرد، بين قبرين، فسلم عليه وقال له:يا شاب من أنت وما اسمك؟ قال: إسمي "صالح"، قال: فما هذان القبران؟ قال:أحدهما قبر أبي والآخر قبر أمي، وكانا صالحين فماتا هنا ! وأنا عند قبرهما حتى أموت.فسلم عليه بلوقيا ومضى حتى أنتهى إلى جزيرة أخرى، فإذا هو بشجرة عظيمة عليها طائر واقف رأسه من ذهب وعيناه من ياقوت ومنقاره من لؤلؤ ويداه من زعفران وقوائمه من زمرد، وإذا مائدة موضوعة تحت الشجرة وعليها طعام وحوت مشوي. فسلم عليه بلوقيا فرد الطائر عليه السلام. فقال له بلوقيا: من أنت أيها الطائر؟ قال: أنا من طيور الجنة، وأن الله تعالى قد بعثني إلى آدم بهذه المائدة لما أهبط من الجنة، وإني كنت معه حين لقي حواء وأباح الله له الأكل. وأنا هاهنا منذ ذلك الوقت، فكل غريب وعابر سبيل من عباد الله الصالحين يمر بها يأكل منها. وأنا أمين الله عليها إلى يوم القيامة، فقال بلوقيا: ولا تتغير؟ ولا تنقص؟ فقال:طعام الجنة لا يتغير ولا ينقص! .قال بلوقيا: أفآكل منها؟ قال: كل !، فأكل حاجته، ثم قال له: أيها الطائر، وهل معك أحد؟ فقال: معي أبو العباس، يأتبني أحيانا. فقال:ومن أبو العباس؟ قال: الخضر عليه السلام. فلما ذكر الخضر إذا به أقبل وعليه ثياب بيض، فما خطا خطوة إلا نبت الحشيش تحت قدميه، فسلم على بلوقيا وسأله عن حاله. فقال بلوقيا: طالت غيبتي وأريد الرجوع إلى أمي، فقال الخضر: بينك وبين أمك مسيرة خمس مائة عام، فأنا أردك إليها في مسيرة خمس مائة شهر. فقال الطائر: إن كان بينك وبينها مسيرة خمس مائة سنة، فأنا أردك إليها في مسيرة خمس مائة يوم، فقال الخضر عليه السلام: أنا أردك إليها في ساعة واحدة، ثم قال: اغمض عبنيك! فغمضها، ثم قال: افتح عبنيك! ففتحها، فإذا هو جالس عند أمه، فسألها: من جاء بي إليك؟ قالت: طير أبيض يطير بك بين السماء والأرض فوضعك قدامي. ثم أن بلوقيا حدث بني إسرائيل بما رأى من العجائب والأخبار، فأثبتوها وكتبوها في سيرهم إلى يومنا هذا.

    كارم المحمدى غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  3. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 02-04-2016 الساعة : 11:16 AM رقم #2
    كاتب الموضوع : كارم المحمدى


    شاملى ذهبى


    الصورة الرمزية شقيق

    • بيانات شقيق
      رقم العضوية : 193
      عضو منذ : Sep 2008
      المشاركات : 621
      بمعدل : 0.11 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 22
      التقييم : Array


  4. مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

    شقيق غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  5. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 02-04-2016 الساعة : 11:37 AM رقم #3
    كاتب الموضوع : كارم المحمدى


    شاملى ماسى


    الصورة الرمزية قدرى العلى

    • بيانات قدرى العلى
      رقم العضوية : 6165
      عضو منذ : Mar 2012
      المشاركات : 1,101
      بمعدل : 0.25 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 24
      التقييم : Array


  6. شكرا وبارك الله فيكم

    قدرى العلى غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  7. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 02-04-2016 الساعة : 12:11 PM رقم #4
    كاتب الموضوع : كارم المحمدى


    شاملى ماسى


    الصورة الرمزية نجوان

    • بيانات نجوان
      رقم العضوية : 104
      عضو منذ : Jul 2008
      المشاركات : 1,257
      بمعدل : 0.22 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 28
      التقييم : Array


  8. شكرا وبارك الله فيكم على الموضوع الطيب

    نجوان غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  9. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 02-04-2016 الساعة : 12:48 PM رقم #5
    كاتب الموضوع : كارم المحمدى


    شاملى ماسى


    الصورة الرمزية عهود المالكى

    • بيانات عهود المالكى
      رقم العضوية : 32083
      عضو منذ : Sep 2015
      المشاركات : 3,682
      بمعدل : 1.16 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 45
      التقييم : Array


  10. شكرا وبارك الله فيكم على المواضيع القيمة

    عهود المالكى غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  11. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 02-04-2016 الساعة : 08:28 PM رقم #6
    كاتب الموضوع : كارم المحمدى


    شاملى ماسى


    الصورة الرمزية خلود العنزى

    • بيانات خلود العنزى
      رقم العضوية : 31921
      عضو منذ : Jun 2015
      المشاركات : 3,718
      بمعدل : 1.15 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 46
      التقييم : Array


  12. مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

    خلود العنزى غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  13. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 02-04-2016 الساعة : 09:35 PM رقم #7
    كاتب الموضوع : كارم المحمدى


    شاملى ذهبى


    الصورة الرمزية محمد مشعل

    • بيانات محمد مشعل
      رقم العضوية : 203
      عضو منذ : Sep 2008
      المشاركات : 907
      بمعدل : 0.16 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 25
      التقييم : Array


  14. شكرا على الطرح العطر بارك الله فيكم

    محمد مشعل غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  15. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 09-04-2016 الساعة : 10:16 PM رقم #8
    كاتب الموضوع : كارم المحمدى


    مشرفة


    الصورة الرمزية عيون المها

    • بيانات عيون المها
      رقم العضوية : 31896
      عضو منذ : May 2015
      المشاركات : 1,459
      بمعدل : 0.45 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 23
      التقييم : Array


  16. بارك الله فيكم وعليكم...

    يمكنك مشاهدة توقيعي بالنقر على زر التوقيع

    عيون المها غير متواجد حالياً
    • توقيع عيون المها

  17. رد مع اقتباس
  18. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 23-01-2019 الساعة : 01:30 PM رقم #9
    كاتب الموضوع : كارم المحمدى


    شاملى ذهبى


    • بيانات يسرى عاكف
      رقم العضوية : 12065
      عضو منذ : Sep 2012
      المشاركات : 805
      بمعدل : 0.19 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 20
      التقييم : Array


  19. بارك الله فيكـــــــــم وعليكــــــــــــم

    يسرى عاكف غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  20. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 24-01-2019 الساعة : 12:59 PM رقم #10
    كاتب الموضوع : كارم المحمدى


    شاملى ذهبى


    الصورة الرمزية هدى راضى

    • بيانات هدى راضى
      رقم العضوية : 6657
      عضو منذ : May 2012
      المشاركات : 964
      بمعدل : 0.22 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 21
      التقييم : Array


  21. تسلم شكرا

    هدى راضى غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس



معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك