6/ التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم والأولياء الكرام...
من الحجج الدامغة في جواز التوسل بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم حياً ومنتقلاً ما رواه البيهقي بإسناد صحيح، وكذلك ما ذكره الحافظ ابن كثير في كتابه [البداية والنهاية] عن أبي صالح عن مالك الداري قال: (أصاب الناس قحط في زمن عمر بن الخطاب فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله استسق ﻷمتك فإنهم قد هلكوا..
فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فقال: أئت عمر فأقرئه مني السﻼم وأخبرهم أنهم مسقون وقل له: عليك بالكيس الكيس..
فأتى الرجل فأخبر عمر فقال: يا رب ما آلو إﻻ ما عجزت عنه)..
وروى الحافظ الدارمي في مسنده؛ باب ما أكرم الله تعالى نبيه بعد موته قال: (قحط أهل المدينة قحطاً شديداً فشكوا إلى عائشة، فقالت: انظروا إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فاجعلو منه كواً إلى السماء حتى ﻻ يكون بينه وبين السماء سقف..
قال: ففعلوا فمطرنا مطراً حتى نبت العشب وسمنت اﻹبل حتى تفتقت من الشحم فسمي عام الفتق)..
إن شيخ الإنكار المدعى بالألباني علق سلم بصحة إسناد رواية الرجل الذي أتى إلى القبر المعظم على صاحبه أفضل الصلاة والسلام، ولكنه علق على الرواية قائلاً: (وﻷن ما فعله هذا الرجل منكر ووسيلة إلى الشرك)..
الرجل أتى أمير المؤمنين سيدنا عمر رضي الله عنه وأقره سيدنا عمر على فعله، أفيا ترى أمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقر الرجل على الشرك ؟! حاشاه من هذا !..
وهل لنا أن نتعلم من الصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين ديننا، أم ننظر في أعمالهم ونحكم عليها وفق أهوائنا كما يفعل هؤﻻء المنكرين ؟! أعاذنا الله من ذلك..
فالخير في اﻹتباع والشر في اﻹبتداع...
يتبع..
المفضلات