التأمل و الحكمة من وجهة نظر الحكيم المتنور بوذا
التأمل و الحكمة من وجهة نظر الحكيم المتنور بوذا
و كلماته الأخيرة التي قالها قبل وفاته بدقائق
تقديم وليد غانم
((( التأمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــل )))
إعتبر بوذا أن التأمل ساعة في الصباح و ساعة في المساء لا أهمية له فلا يمكن أن يكون التأمل أمر منفصل عن حياتنا نكرس له ربع ساعة أو ساعة من الوقت بل يجب أن يصبح جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية كالتنفس والتأمل على رأي بوذا مبني على المشاهدة لأن رؤية الأشياء هي الأساس في طريق التعرف إليها
(( من خلال المشاهدة ))
التي جعلها ثلاث مراحل
المرحلة الأولى : تبدأ برؤية الجسد أو التعرف على حركات الجسد
(( راقب حركات جسدك بوعي و صمت ))
المرحلة الثانية : بعد أن تسهل مراقبة حركات جسدك تبدأ مرحلة مراقبة أفكارك و الأفكار عند بوذا هي موجات إلكترونية إشعاعية رقيقة و دقيقة وفي الوقت ذاته هي مادية كالجسد إنها كالهواء غير مرئية .
المطلوب عدم إصدار الأحكام على أفكاركم هذا ألأمر يفسد تأملكم ويمنعكم من البقاء منعزلين عما هو حولكم .
عليكم مراقبة أفكاركم دون التفكير أو التقييم أو التقدير أفكاركم كالغيوم في السماء فلا يمكن القول تلك غيمة بيضاء تمثل الحب و الحكمة و تلك غيمة سوداء تمثل الحقد و الشر دعها تعبر ذهنك دون الحكم عليها
(( كونو كالمرآة التي تعكس الصورة دون أن تصدر أحكاماً ))
و هذا هو سر التأمل
المرحلة الثالثة : وهي مراقبة المشاعر و الأحاسيس و المزاج و هي الإنتقال من مراقبة الأفكار إلى مراقبة القلب بنفس الشروط لا تقييم ولا إصدار الأحكام فحينما تشعرون بالحزن يتملككم هذا الشعور وكذلك الغضب فلا نتسائل عن سبب الحزن أو الغضب ولا تحاول التعرف إلى أي مدى أنت حزين أو إلى أي درجة أنت غاضب لأن الحزن يأتي و يختفي وكذلك الفرح فكن مراقب لأحاسيسك ومشاعرك فقط فهكذا تسيطر عليها ولا تعود عبداً لها ومتى توصلت إلى مراقبة الجسد والفكر و القلب تكون تحضر نفسك لتلقي هدية الوجود
(( تحقيق الذات أو التنور الفكري ))
((( الحكمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــة )))
الحكمة : تأتي من الحدث وهي نابعة من القلب و تتراكم فيه
أما المعرفة : فهي ناتج ثقافي تأتي من العقل و تتراكم فيه
اما الحكمة كما قال عنها الحكيم المتنور بوذا
ففي أحد الأيام أرسل بوذا تلميذه أناندا إلى النهر لإحضار الماء فذهب أناندا إلى النهر ولكنه عاد بعد فترة من الزمن فارغ اليدين ولم يحضر الماء فسأله بوذا لماذا لم يحضر الماء فقال له : أن هناك حصاناً قطع النهر فعكر بذلك صفو المياه فيه وعندها حاول أناندا أن يقوم بتنقية المياه بيديه لأن الحصان عندما مر بالنهر عكر صفو مياهه فأصبحت المياه موحلة وعكرة للغاية.
وإستمر أناندا بمحاولته لتصفية المياه بيديه محاولاً أن يرقد المياه حتى ينفصل الوحل عنها إلا أنه شعر بأن الوقت يمضي دون جدوى فمحاولاته بائت بالفشل فعاد على بوذا خائباً
وعندما شرح الأمر لبوذا طلب منه بوذا أن يعود إلى النهر من جديد وقال له إذهب و أحضر الماء فمياه النهر عادت إلى صفوها و نقائها
ذهب أناندا إلى النهر ووجد مياهه صافية نقية كما قال له بوذا فوجئ بذلك و عندما عاد إلى بوذا وسأله عن حقيقة الأمر فقال له بوذا وهو الحكمة من هذه القصة
(( الحكمة ))
كلما حاولت القضاء على الأفكار العفنة الميتة تطفو على السطح و تجعلك حزيناً حيناً و متشائماً حيناً آخر وهذا يمنعك من وصول حالة الا فكر
(( راقب ما يجري دون تدخل ))
لذا عليك الإنتظار و الترقب إذا عملية التأمل هي إزالة كل شيء و حتى إزالة نفسك حتى لا يبقى شيء حولك وستجد الحرية داخل ذلك الصمت المطلق
قال بوذا : عندما تصبح راغباً بإعطاء جارك البغيض تكون قد تحررت من عدائك للبشرية فالعطاء عمل الحر وعليك تقبل الناس كما هم لا تتوقع منهم أن يتصرفوا كالآلهة .
ومن نظرت إليهم كآلهة سيفقدون إحترامك ويصبحون بالنسبة إليك بلا كرامة وهذا منافٍ لمبدأ الرحمة . لأن الرحمة هي الحب و الحب هو العطاء دون مقابل
وهنا أحببت أن أضيف حكمة مشابهة للمتنور شوانغ زو
وهو المتنور النادر الوجود
قال شوانغ زو :
كل شيء يتحرك من تلقاء ذاته فلماذا تزعج نفسك إذاً . دع الحياة تجري على سجيتها ومن ثم ستجد نفسك تجري مع الحياة
كل شيء جيد طالما لا نتوقع شيء وأن الحياة لا نهاية لها بينما صبرنا محدود جداً
((( كلماته الآخــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــيرة )))
وهنا الكلمات الأخيرة التي قالها الحكيم المتنور بوذا قبل وفاته ويذكر بأن بوذا بعد أن قالها طلب من تلامذته الذين كانوا بجواره أن يتركوه لوحده و عندما عادوا إليه وجدوه قد فارق الحياة
كلماته الأخيرة
قال بوذا : كن نوراً لنفسك ولا تتبع الآخرين .
لا تقلد أحداً . لأن التقليد والتبعية يولدان العناء . لقد ولدت مع إمكانية ذكاء خارقة . ولدت مع نور في داخلك فاصغي لصوت الصمت و السكون ذلك الصوت الداخلي سيقودك ولا يمكن لأحد آخر أن يوجهك ولا أن يصبح مثلك الأعلى لأنك فريد و إستثنائي .
لم و لن يخلق إنسان مثلك تماماً وهنا يكمن مجدك و عظمتك بأنه من المستحيل إستبدالك و بأنك نفسك ولست شخصاً ىخر فالأنسان الذي يتبع الآخرين يصبح ذائفاً و مسيرأ فبإمكانه أن يكون قديساًُ بنظر الآخرين ولكنه في العمق ليس سوى غبي تافه كما يمكن أن يتمتع بشخصية محترمة لكن ذلك سطحي و خارجي إنفضه قليلاً و ستفاجئ أنه شخص مختلف كلياً من الداخل تماماً على عكس ما هو عليه من الخارج
في النهاية أتمنى عدم النشر في أي منتدى أو أي موقع آخر إلا في حال تم النشر مع وضع رابط الموضوع الأصلي في
منتديات رمال طرطوس الذهبية
مصادر الموضوع : متنوع المصادر
|
|
المفضلات