قادة من أهم دعاة اللاعنف في التاريخ الحديث
10 قادة من أهم دعاة اللاعنف في التاريخ الحديث |
في غمرة الحروب و الدماء التي تعيشها معظم بلدان العالم الثالث و على رأسها الوطن العربي، و بالرغم من مشاهد القتل و الدم التي نراها بكثرة باسم القائد و باسم الرب، ربما يكون من المفيد استعراض الشخصيات الأكثر سلماً في التاريخ الحديث. هؤلاء كان لهم أتباع، وكانوا يتمتعون بالقوة و التأثير بين جماهيرهم، و لكن ببساطة، فلسفتهم في الحياة كانت لا تعتمد على الحرب كوسيلة لتحقيق السعادة و الرفاه لبلادهم و لأتباعهم. تلك الفسلفة شائكة جداً و يمكن أن يكون منتقدوها أكثر من داعميها بسبب مانراه من الظلم و الفوضى الرهيبة في الشرق الأوسط عموماً، و في العالم العربي خصوصاً منذ بداية القرن العشرين، ولكن مع ذلك، ربما يكون من المفيد استرجاع نضال هؤلاء و استعراض ما حققوه بقوة السلام و مقارنته مع ما تم تحقيقه بقوة السلاح. أيهما ياترى أبقى و أكثر استمرارً و أقل ضرراً ؟ سؤال برسم الثوار و الحكّام في كل مكان من العالم ؟
غاندي
أيقونة اللاعنف العالمية، الذي لاتزال فلسفته في المقاومة من خلال العصيان المدني واحدة من أهم الفلسفات في الصراعات السياسية في العالم.
ولد في عام 1869، في بوربندر، غرب الهند. درس القانون في لندن، وفي عام 1893 ذهب إلى جنوب أفريقيا حيث قضى 20 عاما في معارضة التشريعات التمييزية ضد الهنود. في عام 1914، عاد غاندي إلى الهند، وبدأ يدعوا لحركة الحكم الذاتي، وأصبح زعيم المؤتمر الوطني الهندي الذي عمل لتحقيق الاستقلال. كان هدف المؤتمر مساعدة المزارعين والعمال الفقراء احتجاجا على الضرائب و التمييز. وسعى جاهدا للتخفيف من الفقر، وتحرير النساء ووضع حد للتمييز الطبقي الذي كان منتشرا بشكل كبير في الهند آنذاك.
بعد حملة العصيان المدني المشهورة بين عامي (1919-1922) أودع السجن بتهمة التآمر حيث قضى ثلاث سنوات. في عام 1930، قاد رحلة مسير 320 كم إلى البحر لجمع الملح في تحدٍ رمزي لاحتكار الحكومة لتلك الصناعة. بعد خروجه من السجن عام (1931) حضر مؤتمر المائدة المستديرة في لندن حول الإصلاح الدستوري الهندي. في عام 1946 تم التفاوض مع بعثة مجلس الوزراء على الهيكل الدستوري الجديد للهند. بعد الاستقلال (1947)، حاول وقف الصراع بين الهندوس والمسلمين في ولاية البنغال، وهي سياسة أدت إلى اغتياله في دلهي، على يد ناتهورام جودسي، وهو متعصب هندوسي.
حتى بعد وفاته، فإن أفكار و مبادئ غاندي في الالتزام بنبذ العنف، والعصيان المدني، و اعتقاده في العيش البسيط ( كصنع ملابسه الخاصة، وتناول نظام غذائي نباتي، واستخدام الصوم لتنقية النفس) تعد حتى الآن من أرقى وسائل الاحتجاج والعصيان المدني التي يتم تدريسها في العديد من الجامعات حول العالم.
ولد نيلسون مانديلا في قرية صغيرة جنوب أفريقيا من زعيم محلي لزوجته الثالثة. كان أول شخص في عائلته يتلقى التعليم الغربي، كانت ديموقراطية حكم القبائل الإفريقية مصدر إلهام له ليدرس القانون في سن مبكرة . أصبح مانديلا بعد جهد كبير محامياً في جوهانسبرج ( عاصمة جنوب افريقبا) ،و تفرغ للدفاع عن السود ضد معاملة الحكومة غير عادلة على نحو متزايد، و كذلك فقد كان شخصية رئيسية في المؤتمر الوطني الأفريقي، وهو الحزب السياسي الذي سعى إلى توحيد جميع الأفارقة واستعادة حقوقهم وحريتهم.
شارك في المقاطعة والاحتجاجات المنظمة، و ساهم بتعبئة الشعب ضد الحكومة، و التي بدورها اتهمته بالخيانة وحرمته من المشاركة في الأحزاب السياسية، و ألغت اسمه من نقابه المحامين، و أخيراً حكمت عليه بالسجن مدى الحياة. جلب سجن مانديلا الانتباه الدولي إلى المظالم العرقية من حكومة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، مما أثار قضيه تحريره في جميع أنحاء العالم تحت شعار “الحرية لنيلسون مانديلا” ، الشعار الذي كان يرافق معظم المؤتمرات و الفعاليات التي تتحدث عن حرية الانسان.
مانديلا ظل سجيناً 27 عاماً. إطلاق سراحه تم في عام 1990، في سن ال 72. نال جائزة نوبل للسلام عام 1993 وانتخب أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا في عام 1994. على الرغم من تقاعده من الحياة السياسية في عام 1999 فإن صوته بقي مؤثراً على بلاده وعلى العالم بأسره، حيث لعب دوراً مهماً في قضايا محاربة الإيدز، و الفقر و النضال لحقوق الإنسان، آخر إنجازاته كانت تأثيره من أجل استضافة بلاده لكأس العالم لكرة القدم عام 2010.
توفي نيلسون مانديلا عام 2013 بعد أن كان مصدر الإلهام الأكبر لأعظم قادة و مفكري و سياسيّ العالم لأنه مثال ساطع على قوة روح الإنسان وعلى المثابرة في مواجهة الشدائد، للسعي من أجل الحرية.
انور السادات
بحثت كثيراُ بين القادة العرب في التاريخ الحديث، و بالرغم من أن ما وقع عليه اختياري ضمن معاييري الخاصة قد يكون محط جدل، إلا أنني وجدت الرئيس الراحل أنور السادات هو أكثر من يستحق لقب رجل السلام بين القادة العرب في القرن الماضي. بالرغم مما تعلمناه و قرأناه عن حياة السادات كأطفال،و بالرغم من التحيز الذي تم فيه التعامل مع تاريخ الرئيس، إلا أن الوقائع تقول أنه أنهى حرب بلاده مع الدول الأخرى، و حقن دماء جنوده و حاول جاهداُ أن يحسن من اقتصاد بلاده التي كان يعرف مسبقاً أن الحرب كانت لتزيدها سوءاً و فقراً. و سواء اعترفنا بذلك أم لا، فهو الرئيس العربي الوحيد الحاصل على جائزة نوبل للسلام. من أهم ما قرأتة عنه قوله ” لايمكن لأي شعب أن يتمتع بالسعادة إذا كانت على حساب الآخرين” جملة يحتاج لامتثالها جميع قادة العالم، قادة الدول القوية قبل الضعيفة.
ولد عام 1918 و تلقى تعليمه الديني و حفظ القرآن صبياً. كان من أكثر الناس عداء للاحتلال الانكليزي لبلاده و لتواطئ القصر الملكي معه، تم اعتقاله مرتين، و خلال اعتقاله الثاني علّم نفسه اللغتين الانكليزية و الفرنسية. بعد خروجه من السجن كان من أهم الناشطين في حركة الضباط الأحرار التي أدت إلى إنهاء الملكية عام 1952. بعد وفاة عبد الناصر أصبح السادات رئيساً لمصر. علاقته مع الاتحاد السوفيتي والدول الصديقة له (مثل سوريا) يشوبها كثيراً من الأخذ و الرد الذي لايمكن الحديث عنه هنا. بعد حرب أوكتوبر مع إسرائيل اتخذ قرارً شجاعاُ بانهاء القتال فيما ظن أنه لمصلحة بلده و شعبه. القرار الذي شكل له الكثير من الأعداء القوميين و الإسلاميين مما أدى لاغتياله لاحقاً على أيديهم. له مؤلفات عديدة و فلسفة مميزة في الحياة و القيادة و السياسة، أعتقد من خلال رأيي الشخصي أنها ناتجة من الخلفية التي نشأ فيها و التي كانت خليط من أفكار إسلامية و قومية و شيوعية و ناصرية، لدرجة يصعب معها تصنيف السادات في أي واحد منها.
مارتن لوثر كنغ
ولد مارتن لوثر كنغ في 15 كانون الثاني 1929، في منزل عائلته في اتلانتا، جورجيا. وهو زعيم حركة الحقوق المدنية في أمريكا والتي جرت تفاعلاتها بين عامي 1950 وحتى اغتياله عام 1968. حاصل على البكالوريوس في علوم اللاهوت، و على الدكتوراه في الفلسفة من جامعة بوسطن. مبادئ مارتن كانت الترويج لوسائل غير عنيفة لتحقيق الإصلاح والحصول على الحقوق المدنية للأمريكيين السود. حصل على جائزة نوبل للسلام عام 1964 .
خلال دراسة قام بها عن الفلسفات الجديدة في عصره أعجب بأفكار المهاتما غاندي في الاحتجاج الاجتماعي اللاعنفي. في رحلة إلى الهند في عام 1959، التقى مع أتباع غاندي وخاض العديد من النقاشات معهم جعلته يصبح أكثر اقتناعاً من أي وقت مضى بأن المقاومة اللاعنفية للسلاح هي الأكثر فعالية من بين الوسائل المتاحة للشعب المظلوم في نضالهم من أجل الحرية.
بصفته كان قساً في الكنيسة المعمدانية في ولاية ألاباما فقد دعى السود إلى مقاطعة الحافلات العامة على خلفية حادثة Montgomery الشهيرة التي قام بها رجل أبيض بإهانه سيدة سوداء لعدم إعطائه مقعدها في الباص. تم القبض عليه مع تسعين آخرين وتم توجيه الاتهام لهم بالتآمر لعرقلة العمل العام. اكتسبت هذه القضية تأييداً جماهيرياً واسعاً و جعلت حملة مقاطعة الحافلات تتوسع حتى تشمل معظم أنحاء الولاية مما جعل مارتن بطلاً قومياً.
في عام 1963 أرسل مارتن رسالة من السجن ألهمت الحركة الوطنية المتزايدة للمطالبة بالحقوق المدنية، توسعت الحركة و طالبت باللإلغاء الكامل لمظاهر التفرقة العنصرية في كل تفاصيل الحياة العامة . في عام 1964 قاد مارتن مسيرة مشهورة في واشنطن و ألقى فيها خطابه المشهور I have a dream الذي أسس فيه بالإضافة لنشاطاته اللاعنفية الأخرى مبادئ قوانين المساواة وعدم التمييز العنصري في الولايات المتحدة الأمريكية .
في عام 1968 تم اغتياله على شرفة منزله، كان في في عمر 39 فقط.
الدالاي لاما
هو القائد الديني والسياسي الأعلى للبوذيين التبتيين . دالاي لاما تعني المعلم،أو محيط الحكمة، فهي ليست الاسم الفعلي للشخص، وإنما لقبه، أما الشخص الفعلي الذي سنتكلم عنه فهو الدالاي لاما الرابع عشر : Tenzin Gyatso .
ولد Tenzin Gyatso عام 1935 لعائلة من المزارعين، و في عمر السنتين تم تعيينه كخليفة للدالاي لاما الثالث عشر ( بسبب الاعتقاد بأن روح الدالايلما الثالث عشر ستتقمص في روحه بعد موته).
بعد احتلال الصين للتيبت قاد غايتسو مقاومة الشعب التيبتي لما سموه احتلال الصين لبلادهم، و قد اضطر إلى مغادرة الصين إلى الهند على قدميه خوفاً من اعتقاله و عندما وصل الهند حصل على اللجوء السياسي و هناك تبعه مئات الآلاف من أتباعه.
تتلخص أفكاره بالمقاومة اللاعنفية و بالترويج السلمي لقضيه شعبهه، و بسبب تلك الأفكار فقد استطاع الترويج لقضيه شعبه في المحافل الدولية حيث حصل على قرارات من الأمم المتحدة تدعوا لاحترام الشعب التيبتي، و كذلك قام باللقاء مع العديد من القادة السياسيين و الدينيين حول العالم.
حصل على جائزة نوبل للسلام عام 1989، وبالرغم من ذلك ظلت نظرة الصين له على أنه قائد لحركة تمرد انفصالية. خاض العديد من المفاوضات مع الحكومة الصينية من أجل أن يحصل على الحكم الذاتي، و التي ماتزال قائمة حتى الآن.
10 قادة من أهم دعاة اللاعنف في التاريخ الحديث
جودت سعيد
غاندي العرب، داعي اللاعنف الإسلامي، مفكر سوري شركسي معاصر، ولد عام 1931 في الجولان السوري، وهو يعد رائد النضال اللاعنفي لمواجهة الظلم و تحرير عقل الإنسان قبل جسده. يتمحور فكر الشيخ حول قضايا التسامح والاعتدال واللاعنف، وهو ما عبر عنه في أغلب مؤلفاته وأطروحاته الإسلامية حتى غدا يمثل تياراً خاصاً من تيارات الفكر الإسلاميّ الرافض للعنف والتطرّف في ظلّ صعود حركات التطرّف والتكفير التي بدأت تجتاح العالم الإسلاميّ في النصف الثاني من القرن الماضي.
أتم تعليمه الابتدائي في مدينة القنيطرة ثم أرسله والده إلى الأزهر حيث أتم المرحلة الثانوية و حصل على الإجازة في اللغة العربية. تعرف في مصر على المفكر الجزائري المعروف مالك بن نبي، كان الملهم الأول له كتاب مالك بن نبي ( شروط النهضة) الذي يرفض فيه استخدام العنف أو السلاح لحكم الانسان، و تأثر كذلك بأفكار محمد إقبال.
عاد إلى سورية لتأدية الخدمة العسكرية، و أثناء تواجده في صفوف الجيش حصلت واقعة الانفصال بين سوريا و مصر حيث أعلن رفضه و معارضته المشاركة في أي عمل عسكري مما دفع القادة المسؤولين إلى حجزه في الإقامة الجبرية . بعد انهاء خدمته العسكرية عمل مدرساً في ثانويات دمشق و تم اعتقاله عدة مرات بسبب نشاطه الفكري، وفي نهاية الستينات تم صدور قار بصرفه عن عمله نهائياً. آخر الاعتقالات التي تعرض لها كانت عام 2000، حيث يقال أنه كان المواطن السوري الوحيد الذي وضع كلمة لا على بطاقته الانتخابية عند انتخابه بشار الأسد رئيساً لسوريا عام 2000 خلفاً لوالده.
أصدر كتابه الاول ” مذهب اين آدم الأول : مشكلة العنف في العالم الإسلامي”، الذي كان يعد أول محاولة في التاريخ المعاصر لصياغة مفهوم إسلامي لاعنفي معاصر ، وكان الرد الأكثر تطوراً و جذريةً على كتابات سيد قطب التي شكلت الأساس الفكري لحركات العنف الإسلامي.
بعد حرب 1973، تم تحرير مدينة القنيطرة وبعض من قرى الجولان السوري المحتل، وكانت من ضمن القرى المحررة قرية بئرعجم. فقرر العودة والاستقرار هناك وإعادة ترميم المنزل مع عائلته ووالده وإخوته، عاش هناك و عمل في الزراعة و تربية النحل و ظل يمارس نشاطه حتى بدأت الأحداث السورية عام 2011، حيث تعرض للكثير من المضايقات من طرفي النزاع في سوريا، فهو لم يخفي رغبته بتغيير النظام الحاكم بطريقة سلمية، و هذا لم يعجب كلا طرفي النزاع في سورية. غادر إلى تركيا و مايزال موجوداً فيها حتى الآن.
من أهم أفكاره أن اللاعنف هو مفهوم جذري في الإسلام، و أن الجهاد فرض على المسلمين من أجل رفع الإكراه عن غير المسلمين، و ليس لإكراههم على الإسلام أو لحكمهم، و هو يفسر الجهاد بالجهاد الفكري و يراه كافيا و يغني عن القوة، و يرى أن الجهاد بمعنى الحرب العسكرية قد انتهى و لايمارسه إلا الجهلة أو الذين يستغلون جهل الجاهلين، و يستشهد دائما بتجربة توحد الاتحاد الأوربي و بنجاح اليابان و تفوقها بدون جيش.
خان عبد الغفار خان
Khan_Abdul_Ghaffar_Khan
زعيم سياسي وروحي معروف بالمقاومة اللاعنفية التي عارض من خلالها الاحتلال البريطاني للهند خلال السنوات الأخيرة من حكم الإمبراطورية في شبه القارة الهندية. ولد لأسرة مسلمة في عام 1890 في مقاطعه في الحدود الشمالية الغربية للهند، و توفي عام 1988 في باكستان، يعرف احيانا باسم باشا خان .
بعد وفاة زوجته الأولى عام 1915 بسبب وباء الأنفلونزا قرر أن يبذل نفسه من أجل تنظيم و توعية الناس في منطقته، و من أجل ذلك قام بزيارات لمعظم المناطق الحدودية في الهند حتى بات يعرف بلقب باشا خان أو ملك الملوك.
مع مرور الوقت بات هدف عبد الغفار خان جعل الهند دولة علمانية، موحدة، مستقلة ، يعيش فيها الهندوس و المسلمون بسلام. ولتحقيق هذه الغاية أسس عام 1920 جماعة “خدام الله” المعروفة باسم “القمصان الحمر” . قامت جماعة “خدام الله” على الإيمان بقوة كامنة في فكرة المقاومة اللاعنفية المستوحاة من التعاليم الإسلامية، جندت المنظمة أكثر من مئة ألف عضو و تحولت إلى أسطورة في المعارضة و الموت على أيدي الشرطة و الجيش الانكليزي، و استطاعت أن تحقق بعض المكاسب السياسية.
عبد الغفار بطل حقوق المرأة واللاعنف. وأصبح بطلاً في مجتمع يسوده العنف. متمسكاً برؤاه التحررية بإيمان حازم وشجاعة واضحة هيأت له احتراماً عظيماً. لم يفقد طوال حياته ثقته في الوسائل اللاعنفية للنضال أو في انسجام الإسلام مع اللا عنف .أمضى أكثر من ثلاثين سنة من حياته بالسجن بسبب رفضه التقسيم بين الهند و باكستان.
10 قادة من أهم دعاة اللاعنف في التاريخ الحديث
مالكوم ليتل،
Malcom x
اسمه الحقيقي مالكوم ليتل، أفريقي أمريكي، ولد في ولاية ميشغن عام 1925 و تم اغتياله عام 1965 في نيويورك. داعية اسلامي و من أشهر المدافعين عن الحقوق المدنية للأمريكين السود. قتل والده و عمه على يد البيض في حادث عنصري عندما كان صغيرا، و أودعت أمه مشفى الأمراض العقلية. في سن العشرين أودع السجن بتهمة سطو مسلح، و خلال سجنه اعتنق الإسلام ووجد في تعاليمه الطريقة الوحيدة لتحرير السود من العبودية. بعد خروه من الإسلام انتمى لجماعة “أمة الإسلام” و غير اسمه إلى مالك الشباز،و تدريجيا أصبح الوجه الرسمي للحركة بسبب الكاريزما التي يتمتع بها، كانت الحركة عنصرية لصالح السود و تدعو لكره البيض و توجيه اللوم لهم في كل مشاكل السود. بدأت أفكاره تتغير عندما ذهب إلى السعودية لأداء الحج، و بعدها زار العديد من البلاد العربية كمصر و السودان و عندما عاد لأمريكا أعلن إسلامه من جديد، و بدأ يدعو إلى اللاعنف و إلى المساواة بين جميع البشر على أساس الحقوق الانسانية . يعتبر مع مارتن لوثر كينغ من وضع الأساس لحركة المساواة و عدم التمييز العنصري في أمريكا.
سيزار تشافيز
czar chavez
أيقونة التاريخ الأمريكي اللاتيني، و غاندي أمريكا. إذا أردنا أن نُعرف باختصار عن سيزار تشافيز فيمكننا القول بأنه البطل القومي للمزارعين الأمريكيين. وكما أن أمريكا شهدت الحركة الشهيرة ضد التمييز العنصري في ستينات القرن الماضي بقيادة لوثركينغ، فإنها كانت قد شهدت أيضاً حركة مشابهة لانتزاع حقوق العمال و المزارعين بقيادة سيزار.
ولد سيزار في ولاية أريزونا في فترة تعرف بأمريكا بفترة الكساد الكبير عام 1927 ، عاني طفولة صعبة و اضطر لترك المدرسة في الصف السابع بسبب اضطرره للعمل مع عائلته التي خسرت المزرعة التي تعمل فيها . في عام 1955 بدأ النضال لتحصيل حقوق العمال الذين يعيشون معه في نفس القرية و امتدت نشاطاته و الاحتجاجات التي نظمها لتشمل معظم ولايات أمريكا الجنوبية. اشتهر سيزار بنضاله في الدفاع عن حقوق المزارعين القادمين إلى الولايات المتحدة من أمريكا اللاتينية و الذين كانوا في معظمهم مهاجرين يبحثون عن لقمة العيش. قاوم القوانين المجحفة التي كانت سائدة و قاد المسيرات و الاحتجاجات المدنية التي انتهت بتأسيس اتحاد نقابات العمال في كاليفورنيا و إعطائهم كامل حقوقهم. ليس هذا فقط، بل تم اعتبار سيزار بطل قومي، حيث يتم الاحتفال السنوي بذكرى ميلاده في كاليفورنيا و تكساس و كولورادو، وهو يوم عطلة رسمية، و يحمل حوالي 25 شارعاً و 46 مدرسةً اسمه موزعة بين الولايات والمتحدة و المكسيك و بقية دولة أمريكا اللاتينية، توفي عام 1993 جوعاً بسبب إضرابه عن الطعام !
كونسيبسيون بيكيتو
ترددت قليلاً قبل أن أدرج اسم هذه السيدة ضمن العشرة الأهم من دعاة الاحتجاج اللاعنفي في التاريخ الحديث وذلك لقلة أو لانعدام التاثير الذي أحدثه احتجاجها من جهة، و لعدم وجود أتباع كثر لها من جهة أخرى، و هو ما يتعارض مع المعايير التي اعتمدتها في الاختيار. السبب الذي دفعني للكتابة عنها هو الإصرار و التصميم الذي تمتعت به، و الذي ربما لم يتمتع به أي من القادة المذكورين أعلاه.
كونسيبشن حالياً تحمل لقب صاحبة أطول احتجاج مستمر من قبل شخص واحد في التاريخ. في خيمتها القابعة على بعد أمتار قليلة من البيت الأبيض في واشنطن ابتدأت احتجاجها على البرنامج الأمريكي لتطوير الأسلحة النووية في آب من عام 1981، قبل ثلاثة أشهر من تاريخ مولدي. و مازالت مستمرة في ذالك على مدار الساعة منذ ذلك التاريخ. هي أيقونة من أيقونات واشنطن و خيمتها معلم لابد وأن يزوره السياح الذين يزورون البيت الأبيض نظراً لوجودها مباشرةً أمام حديقته الأمامية.
يأتي الناشطون يتبادلون معها الحديث و يسألونها عن موقفها في قضايا مختلفة. تقضي وقتها بين خيمتها التي تسمى White House Peace Vigil و بين مقر منظمة صغيرة غير ربحية أسستها لتكون كما تقول “سفارة الناس”، يأتي إليها النشطاء من مختلف أنحاء العالم ليتشاركوا خبرتهم و آرائهم حول القضايا التي يحتجون عليها حول العالم.
|
|
المفضلات