صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 11
  1. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 13-07-2016 الساعة : 09:56 PM رقم #1

    افتراضي قصص تاريخية عن سلفنا الصالح : عثمان بن عفان



    شاملى ماسى


    الصورة الرمزية زرقاء اليمامة

    • بيانات زرقاء اليمامة
      رقم العضوية : 31918
      عضو منذ : Jun 2015
      المشاركات : 1,005
      بمعدل : 0.31 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 19
      التقييم : Array


  2. الصحابي الجليل

    عثمان بن عفان

    ثالث الخلفاء الراشدين،


    الولادة

    576م تقريبًا، سنة 47 ق.هـ
    الطائف[1] أو مكة[2]، شبه الجزيرة العربية
    الوفاة 656م، الموافق 35 هـ
    المدينة المنورة، الحجاز، شبه الجزيرة العربية
    جهز جيش العسرة، بشره النبي بالجنة، ووعده بالشهادة،
    ومات وهو راض عنه، تزوج من ابنتي رسول الله،
    واستشهد وهو يقرأ القرآن

    ذريته أبناؤه

    عبد الله: ولد قبل الهجرة بعامين، وأمه رقية بنت رسول الله محمد، مات في السنة الرابعة للهجرة، وكان عمره ست سنوات.
    عبد الله الأصغر: أمه فاختة بنت غزوان.
    عمرو: وأمه أم عمرو بنت جندب، توفي سنة ثمانين للهجرة.
    خالد: وأمه أم عمرو بنت جندب.
    أبان: وأمه أم عمرو بنت جندب كان إمامًا في الفقه يكنى أبا سعيد، تولى إمارة المدينة سبع سنين في عهد عبد الملك بن مروان، توفي سنة 105 هـ.
    عمر: وأمه أم عمرو بنت جندب.
    الوليد: وأمه فاطمة بنت الوليد بن عبد شمس بن المغيرة المخزومية.
    سعيد: وأمه فاطمة بنت الوليد المخزومية، تولى أمر خراسان عام 56 هـ، في عهد معاوية بن أبي سفيان.
    عبد الملك: وأمه أم البنين بنت عينية بن حصن، ومات صغيرًا.

    بناته

    هن سبع بنات من خمس زوجات، منهن:

    مريم: وأمها أم عمرو بنت جندب.
    أم سعيد: وأمها فاطمة بنت الوليد بن عبد شمس المخزومية.
    عائشة: وأمها رملة بنت شيبة بن ربيعة.
    مريم: وأمها نائلة بنت الفرافصة.
    أم البنين: وأمها أم ولد.



    زوجات عثمان وذريته

    كان لدى عثمان بن عفان ثمان زوجات، أنجبن له ستة عشر من الأولاد، تسعة منهم ذكور وسبع إناث.
    زوجاته
    قبل إسلامه

    أم عمرو بنت جندب الدوسية، أنجبت منه:
    عمرو وخالد وأبان وعمر ومريم.
    فاطمة بنت الوليد المخزومية القرشية،
    أنجبت منه:
    الوليد وسعيد وأم سعيد. عمرو كان أكبر أبناء عثمان وفي فترة ما قبل الإسلام كان يعرف عثمان بأبي عمرو.

    بعد إسلامه

    رقية بنت محمد الهاشمية القرشية ابنة الرسول محمد، وقد أنجبت له:
    عبد الله بن عثمان، ولكنه توفي مبكراً، وكان عثمان يسمى بأبي عبد الله بعد إسلامه.
    أم كلثوم بنت محمد الهاشمية القرشية ثاني بنات الرسول،
    ولم تنجب لعثمان، تزوجها بعد وفاة رقية.
    فاختة بنت غزوان بن جابر المازنية، تزوجها بعد وفاة أم كلثوم، أنجبت له
    عبد الله بن عثمان الأصغر، وقد توفي صغير السن.
    أم البنين بنت عُيينة بن حصن بن حذيفة الفزارية الغطفانية، تزوجها بعد وفاة أم كلثوم، أنجبت له
    عبد الملك بن عثمان، وقد مات صغيراً.
    رملة بنت شيبة بن ربيعة العبشمية القرشية، أنجبت له
    عائشة وأم أبان وأم عمرو بنت عثمان.
    نائلة بنت الفرافصة بن الأحوص الكلبية، أنجبت له:
    ابنته مريم كما قال ابن الجوزي وابن سعد، وقال آخرون أن مريم ليست ابنتها. قال ابن الجوزي: ومريم أمها نائلة بنت الفرافصة.


    عثمان بن عفان الأموي القرشي
    ثالث الخلفاء الراشدين،

    وأحد العشرة المبشرين بالجنة،
    ومن السابقين إلى الإسلام.

    يكنى ذا النورين لأنه تزوج اثنتين من بنات نبي الإسلام محمد،
    حيث تزوج من رقية ثم بعد وفاتها تزوج من أم كلثوم.

    كان عثمان أول مهاجر إلى أرض الحبشة لحفظ الإسلام ثم تبعه سائر المهاجرين إلى أرض الحبشة.
    ثم هاجر الهجرة الثانية إلى المدينة المنورة.

    وكان رسول اللَّه يثق به ويحبه ويكرمه لحيائه وأخلاقه وحسن عشرته وما كان يبذله من المال لنصرة المسلمين والذين آمنوا بالله،
    وبشّره بالجنة كأبي بكر وعمر وعلي وبقية العشرة، وأخبره بأنه سيموت شهيداً.

    بويع عثمان بالخلافة بعد الشورى التي تمت بعد وفاة عمر بن الخطاب سنة 23 هـ (644 م)،
    وقد استمرت خلافته نحو اثني عشر عاماً.
    تم في عهده جمع القرآن وعمل توسعة للمسجد الحرام وكذلك المسجد النبوي،
    وفتحت في عهده عدد من البلدان وتوسعت الدولة الإسلامية،
    فمن البلدان التي فتحت في أيام خلافته أرمينية وخراسان وكرمان وسجستان وإفريقية وقبرص.
    وقد أنشأ أول أسطول بحري إسلامي لحماية الشواطئ الإسلامية من هجمات البيزنطيين.

    في النصف الثاني من خلافة عثمان التي استمرت لمدة اثنتي عشرة سنة، ظهرت أحداث الفتنة التي أدت إلى استشهاده.
    وكان ذلك في يوم الجمعة الموافق 18 من شهر ذي الحجة سنة 35 هـ، وعمره اثنتان وثمانون سنة،
    ودفن في البقيع بالمدينة المنورة.



    توليه الخلافة

    الفقه العمري في الاستخلاف

    استمر اهتمام عمر بن الخطاب بوحدة الأمة ومستقبلها حتى اللحظات الأخيرة من حياته،
    وقد استطاع أن يبتكر طريقة جديدة لم يسبق إليها في اختيار الخليفة الجديد، وذلك عن طريق جعل الشورى في عدد محصور، وقد حصر ستة من الصحابة كلهم يصلحون لتولي الأمر ولو أنهم يتفاوتون، وحدد لهم طريقة الانتخاب ومدته، وعدد الأصوات الكافية لانتخاب الخليفة وحدد الحكم في المجلس،
    والمرجح إن تعادلت الأصوات، وأمر مجموعة من الجنود لمراقبة سير الانتخابات في المجلس،
    وعقاب من يخالف أمر الجماعة، ومنع الفوضى بحيث لا يسمحون لأحد يدخل أو يسمع ما يدور في المجلس.
    وقد تضمن المجلس ستة أشخاص، وهم علي بن أبي طالب، وعثمان بن عفان، وعبد الرحمن بن عوف،
    وسعد بن أبي وقاص،
    والزبير بن العوام، وطلحة بن عبيد الله. حيث أمرهم أن يجتمعوا في بيت أحدهم ويتشاوروا وفيهم
    عبد الله بن عمر يحضر معهم مشيرا فقط وليس له من الأمر شيء،
    ويصلي بالناس أثناء التشاور صهيب الرومي، وقال له:
    «أنت أمير الصلاة في هذه الأيام الثلاثة» حتى لا يولي إمامةَ الصلاة أحدا من الستة فيصبح هذا ترشيحاً من عمر له بالخلافة.
    وأمر المقداد بن الأسود وأبا طلحة الأنصاري أن يرقبا سير الانتخابات.
    وقد حدد عمر الفترة بثلاثة أيام، فقال لهم: «لا يأتي اليوم الرابع إلا وعليكم أمير».
    وكان قد أوصى عبد الله بن عمر بأن يحضر معهم في المجلس وأن ليس له من الأمر شيء،
    ولكن قال لهم: ف«إن رضي ثلاثة رجلا منهم وثلاثة رجلا منهم فحكموا عبد الله بن عمر،
    فأي الفريقين حكم له فليختاروا رجلاً منهم، فإن لم يرضوا بحكم عبد الله بن عمر فكونوا مع الذين فيهم عبد الرحمن بن عوف»،
    ووصف عبد الرحمن بن عوف بأنه مسدد رشيد، فقال عنه: «ونعم ذو الرأي عبد الرحمن بن عوف،
    مسدد رشيد، له من الله حافظ، فاسمعوا منه».
    طلب عمر أبا طلحة الأنصاري وقال له: «يا أبا طلحة، إن الله أعز الإسلام بكم،
    فاختر خمسين رجلا من الأنصار فاستحث هؤلاء الرهط حتى يختاروا رجلا منهم».
    وقال للمقداد بن الأسود: «إذا وضعتموني في حفرتي، فاجمع هؤلاء الرهط في بيت حتى يختاروا رجلا منهم».
    وكانت من فوائد قصة الشورى، جواز تولية المفضول مع وجود الأفضل،
    لأن عمر جعل الشورى في ستة أشخاص مع علمه أن بعضهم كان أفضل من بعض.
    عرف عمر أن الشورى لن تكون بين الستة فقط، وإنما ستكون في أخذ رأي الناس في المدينة فيمن يتولى الخلافة؛
    حيث جعل لهم أمد ثلاثة أيام فيمكنهم من المشاورة والمناظرة لتقع ولاية من يتولى بعده عن اتفاق.
    وقد أناط عمر بأهل الشورى وحدهم اختيار الخليفة من بينهم.


    وصية عمر للخليفة الذي بعده

    أوصى عمر الخليفة الذي سيخلفه في قيادة الأمة بوصية قال فيها:
    «أوصيك بتقوى الله وحده لا شريك له، وأوصيك بالمهاجرين الأولين خيرا؛ أن تعرف لهم سابقتهم،
    وأوصيك بالأنصار خيرا، فاقبل من محسنهم وتجاوز عن مسيئهم. وأوصيك بأهل الأمصار خيرا، فإنهم ردء العدو، وجباة الفيء،
    لا تحمل منهم إلا عن فضل منهم،
    وأوصيك بأهل البادية خيرا، فإنهم أصل العرب، ومادة الإسلام، أن تأخذ من حواشي أموالهم فترد على فقرائهم. وأوصيك بأهل الذمة خيرا؛
    أن تقاتل من وراءهم، ولا تكلفهم فوق طاقتهم، إذا أدوا ما عليهم للمؤمنين طوعا
    أو عن يد وهم صاغرون. وأوصيك بتقوى الله والحذر منه، ومخافة مقته أن يطلع منك على ريبة، وأوصيك أن تخشى الله في الناس ولا تخشى الناس في الله،
    وأوصيك بالعدل في الرعية، والتفرغ لحوائجهم وثغورك، ولا تؤثر غنيهم على فقيرهم؛
    فإن في ذلك -بإذن الله- سلامة لقلبك وحطًّا لوزرك، وخيرا في عاقبة أمرك حتى تفضي في ذلك إلى من يعرف سريرتك ويحول بينك وبين قلبك،
    وآمرك أن تشتد في أمر الله وفي حدوده ومعاصيه على قريب الناس وبعيدهم،
    ثم لا تأخذك في أحد الرأفة حتى تنتهك منه مثل جرمه، واجعل الناس عندك سواء،
    لا تبالِ على مَنْ وجب الحق، ولا تأخذك في الله لومة لائم،
    وإياك والمحاباة فيما ولاك الله مما أفاء على المؤمنين فتجور وتظلم وتحرم نفسك من ذلك ما قد وسعه الله عليك،
    وقد أصبحت بمنزلة من منازل الدنيا والآخرة، فإن اقترفت لدنياك عدلا وعفة عما بسط لك اقترفت به إيمانا ورضوانا،
    غلبك الهوى اقترفت به غضب الله. وأوصيك ألا ترخص لنفسك ولا لغيرك في ظلم أهل الذمة،
    وقد أوصيتك وخصصتك ونصحتك،
    فابتغ بذلك وجه الله والدار الآخرة، واخترت من دلالتك ما كنت دالا عليه نفسي وولدي،
    فإن عملت بالذي وعظتك، وانتهيت إلى الذي أمرتك أخذت منه نصيبا وافرا وحظا وافيا،
    وإن لم تقبل ذلك ولم يهمك، ولم تترك معاظم الأمور عند الذي يرضى به الله عنك،
    يكن ذلك بك انتقاصا، ورأيك فيه مدخولا؛ لأن الأهواء مشتركة،
    ورأس الخطيئة إبليس داع إلى كل مهلكة، وقد أضل القرون السالفة قبلك فأوردهم النار وبئس المورود،
    وبئس الثمن أن يكون حظ امرئ موالاة لعدو الله الداعي إلى معاصيه. ثم اركب الحق،
    وخض إليه الغمرات، وكن واعظا لنفسك. وأناشدك الله إلا ترحمت على جماعة المسلمين،
    كبيرهم، ورحمت صغيرهم، ووقرت عالمهم، ولا تضر بهم فيذلوا، ولا تستأثر عليهم بالفيء فتغضبهم،
    ولا تحرمهم عطاياهم عند محلها فتفقرهم، ولا تجمِّرهم في البعوث فينقطع نسلهم،
    ولا تجعل المال دولة بين الأغنياء منهم،
    ولا تغلق بابك دونهم فيأكل قويهم ضعيفهم،
    هذه وصيتي إليك، وأشهد الله عليك وأقرأ عليك السلام.»
    الشورى
    رسم فارسي يُظهر مُبايعة المُسلمين لعُثمان بن عفَّان في المسجد، وقد مُحي وجهه احترامًا.

    بعد الانتهاء من دفن عمر بن الخطاب ذهب رهط الشورى وأعضاء مجلس الدولة الأعلى إلى الاجتماع في بيت عائشة بنت أبي بكر،
    وقيل إنهم اجتمعوا في بيت فاطمة بنت قيس الفهرية أخت الضحاك بن قيس، ليقضوا في الأمر،
    وقد تكلم القوم وبسطوا آراءهم واهتدوا إلى كلمة سواء رضيها الخاصة والكافة من المسلمين.

    عندما اجتمع أهل الشورى قال لهم عبد الرحمن بن عوف: «اجعلوا أمركم إلى ثلاثة منكم»،
    فقال الزبير: «جعلت أمري إلى علي»، وقال طلحة: «جعلت أمري إلى عثمان»، وقال سعد:
    «جعلت أمري إلى عبد الرحمن بن عوف»، وأصبح المرشحون الثلاثة علي بن أبي طالب، وعثمان بن عفان،
    وعبد الرحمن بن عوف، فقال عبد الرحمن: «أيكما تبرأ من هذا الأمر فنجعله إليه والله عليه والإسلام لينظرن أفضلهم في نفسه»
    فأسكت الشيخين، فقال عبد الرحمن بن عوف:
    «أفتجعلونه إليَّ والله على أن لا آلو عن أفضلكما»، قالا: «نعم».
    بدأ عبد الرحمن بن عوف اتصالاته ومشاوراته فور انتهاء اجتماع المرشحين الستة صباح يوم الأحد،
    واستمرت مشاوراته واتصالاته ثلاثة أيام كاملة،
    حتى فجر يوم الأربعاء الرابع من محرم وهو موعد انتهاء المهلة التي حددها لهم عمر،
    وبدأ عبد الرحمن بعلي بن أبي طالب فقال له: «إن لم أبايعك فأشر عليَّ، فمن ترشح للخلافة؟ قال علي: عثمان بن عفان»،
    وذهب عبد الرحمن إلى عثمان وقال له: «إن لم أبايعك، فمن ترشح للخلافة؟ فقال عثمان: علي بن أبي طالب».
    وذهب ابن عوف بعد ذلك إلى الصحابة الآخرين واستشارهم،
    وكان يشاور كل من يلقاه في المدينة من كبار الصحابة وأشرافهم،
    ومن أمراء الأجناد، ومن يأتي للمدينة، وشملت مشاورته النساء في خدورهن،
    وقد أبدين رأيهن،
    شملت الصبيان والعبيد في المدينة، وكانت نتيجة مشاورات عبد الرحمن بن عوف أن معظم المسلمين كانوا يشيرون بعثمان بن عفان،
    ومنهم من كان يشير بعلي بن أبي طالب. وفي منتصف ليلة الأربعاء،
    ذهب عبد الرحمن بن عوف إلى بيت ابن أخته: المسور بن مخرمة، فطرق البيت، فوجد المسور نائما،
    فضرب الباب حتى استيقظ فقال:
    «أراك نائما فوالله ما اكتحلت هذه الليلة بكبير نوم، انطلق فادع الزبير وسعداً،
    فدعوتهما له، فشاورهما ثم دعاني فقال: ادع لي علياً فدعوته فناجاه حتى ابهارَّ (انتصف) الليل ثم قام علي من عنده،
    ثم قال: ادع لي عثمان فدعوته فناجاه حتى فرق بينهما المؤذن بالصبح.

    وبعد صلاة صبح يوم البيعة (اليوم الأخير من شهر ذي الحجة 23هـ/ 6 نوفمبر 644م) وكان صهيب الرومي الإمام إذ أقبل عبد الرحمن بن عوف،
    وقد اعتم بالعمامة التي عممه بها رسول الله،
    وكان قد اجتمع رجال الشورى عند المنبر، أرسل إلى من كان حاضرا من المهاجرين والأنصار وأمراء الأجناد منهم
    معاوية أمير الشام، وعمير بن سعد أمير حمص، وعمرو بن العاص أمير مصر،
    وكانوا وافوا تلك الحجة مع عمر وصاحبوه إلى المدينة.

    وما يروى عند أهل السنة فقد جاء في البخاري:
    «فلما صلى للناس الصبح واجتمع أولئك الرهط عند المنبر فأرسل إلى كل حاضر من المهاجرين والأنصار،
    وأرسل إلى أمراء الأجناد وكانوا وافوا تلك الحجة مع عمر، فلما اجتمعوا تشهد عبد الرحمن ثم قال: «أما بعد،
    يا علي إني قد نظرت في أمر الناس فلم أراهم يعدلون بعثمان، فلا تجعلن على نفسك سبيلاً»، فقال عبد الرحمن مخاطباً عثمان: «أبايعك على سنة الله ورسوله والخليفتين من بعده»، فبايعه عبد الرحمن وبايعه الناس المهاجرون والأنصار وأمراء الأجناد والمسلمون.


    وجاء في رواية أن علي بن أبي طالب هو أول من بايع بعد عبد الرحمن بن عوف.

    أما الشيعة فهم يرون بأن الصحابة حابوا في أمر المسلمين،
    وأن علي بن أبي طالب لم يرض بأن يقوم عبد الرحمن بن عوف باختيار الخليفة،
    فقد ورد عند أبي مخنف وهشام الكلبي عن أبيه وأحمد الجوهري أن عمر جعل ترجيح الكفتين إذا تساوتا بعبد الرحمن بن عوف،
    وأن علياً أحس بأن الخلافة ذهبت منه لأن عبد الرحمن سيقدم عثمان للمصاهرة التي بينهما.
    كما أشارت رواية أبي مخنف إلى وقوع مشادة بين بني هاشم وبني أمية أثناء المبايعة.
    ومن الأقوال التي نسبت لعلي،
    قال ابن كثير: وما يذكره كثير من المؤرخين كابن جرير وغيره عن رجال لا يعرفون أن علياً قال لعبد الرحمن: «خدعتني،
    وإنك إنما وليته لأنه صهرك وليشاورك كل يوم في شأنه،
    وأنه تلكأ حتى قال عبد الرحمن بن عوف:
    ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾
    إدارة الدولة
    الشؤون المالية
    نقود فارسية من الطراز الذي كان شائعًا أثناء خلافة عمر وعثمان.
    على هذه النقود صورة آخر أكاسرة الإمبراطورية الفارسية الساسانية، وقد تم إضافة نقش البسملة عليها.

    لما تولى عثمان الخلافة لم يغير من سياسة عمر المالية،
    وإن كان قد سمح للمسلمين باقتناء الثروات وتشييد القصور وامتلاك المساحات الكبيرة من الأراضي،
    فقد كان عهده عهد رخاء على المسلمين. كما أنه وجه كتاباً إلى الولاة وكتابا آخر إلى عمال الخراج،
    وأذاع كتاباً على العامة، وكانت عناصر السياسة المالية العامة التي أعلنها الخليفة قد قامت على الأسس العامة التالية:

    تطبيق سياسة مالية عامة إسلامية.
    عدم إخلال الجباية بالرعاية.
    أخذ ما على المسلمين بالحق لبيت مال المسلمين.
    إعطاء المسلمين ما لهم من بيت مال المسلمين.
    أخذ ما على أهل الذمة لبيت مال المسلمين بالحق، وإعطاؤهم ما لهم، وعدم ظلمهم.
    تخلق عمال الخراج بالأمانة والوفاء.
    تفادي أية انحرافات مالية يسفر عنها تكامل النعم لدى العامة.

    الولاية والولايات

    حينما تولى عثمان الخلافة في بداية سنة 24 هـ، أقر الولاة الذين قد تم تعيينهم من قِبل عمر بن الخطاب في ولاياتهم عاماً كاملاً،
    بعد ذلك أبقى البعض وعزل آخرين، وعمل على التعيين في هذه الأمصار حسب الحاجة وذلك بعد الأخذ بمشورة الصحابة. في عهده قام بضم بعض الولايات إلى بعضها لما يراه في مصلحة المسلمين، فقد ضم البحرين إلى البصرة، كما ضم بعض ولايات الشام إلى بعضها الآخر نتيجة لوفاة بعض الولاة أو طلب البعض منهم الإعفاء من العمل. وقد كان دائم النصح لولاته بالعدل والرحمة بين الناس، كما أنه حدد لهم معالم السياسة التي يجب أن يعملوا بها،
    من إعطاء الحقوق للمسلمين ومطالبتهم بما عليهم من واجبات وإعطاء أهل الذمة حقوقهم ومطالبتهم بما عليهم من واجبات،
    وبالوفاء حتى مع الأعداء، وأن لا يكون همهم جباية المال.
    كان يكتب إلى عماله ببعض التعليمات في الأمور المستجدة التي تتعلق بإدارتهم للولايات،
    إضافة إلى كتبه للعامة والتي كان يصدر فيها تعليمات محددة يلتزم بها الجميع،
    ومن ذلك إلزامه الناس في الولايات بالمصاحف التي كتبت في المدينة على ملأ من الصحابة.[
    كان حريصاً على أن يتنافس الأمراء فيما بينهم في الجهاد وفتح بلدان جديدة.
    كان يشترط أحياناً بعض الشروط على الولاة ليضمن أن تصرفهم في صالح المسلمين.

    وقد كان من الولاة الذين تم تعييهم على ولايات الدولة الإسلامية:
    الولايات في عهد عثمان بن عفان القضاء

    عندما تولى عثمان الخلافة كان على قضاء المدينة علي بن أبي طالب،
    وزيد بن ثابت،
    والسائب بن يزيد.
    ويذكر البعض أن عثمان لم يترك للقضاة الاستقلال بالفصل في القضايا،
    كما كان الحال في عهد عمر،
    بل كان ينظر في الخصومات بنفسه،
    ويستشير هؤلاء وغيرهم من الصحابة فيما يحكم به،
    فإن وافق رأيهم رأيَه أمضاه، وإن لم يوافق رأيهم رأيه نظر في الأمر بعد ذلك.
    وهذا يعني أن عثمان قد أعفى القضاة الثلاثة في المدينة من ولاية القضاء وأبقاهم مستشارين له في كل شجار يرفع إليه مع استشارة آخرين،
    ويرى بعضهم أنه لم يثبت نص صريح يفيد الإعفاء، ولكنه تحمل عنهم النظر في كثير من القضايا الكبيرة مع استشارتهم فيها.

    تذكر بعض الكتب أن من مآثر ذي النورين اتخاذه داراً للقضاء،
    وقد جاء ذلك في رواية رواها ابن عساكر عن أبي صالح مولى العباس قال:
    أرسلني العباس إلى عثمان أدعوه فأتيته في دار القضاء إلى آخر الحديث،
    فإذا صح فيكون عثمان هو أول من اتخذ دارا للقضاء في الإسلام، لأن من سبقه كان يتخذ المسجد كمكان للقضاء.
    وكان قد ترك أحكاماً فقهية في مجال القصاص والجنايات والحدود والتعزير والعبادات والمعاملات.

    أشهر القضاة في خلافة عثمان

    زيد بن ثابت - المدينة.
    أبو الدرداء الأنصاري - دمشق.
    كعب بن سور الأزدي - البصرة.
    أبو موسى الأشعري - البصرة، (بالإضافة إلى ولايته).
    شريح القاضي - الكوفة.
    يعلى بن أمية - اليمن.
    ثمامة - صنعاء.
    عثمان بن قيس بن أبي العاص - مصر.

    جمع القرآن

    جمع القرآن مصحف عثمان

    نسخة من المُصحف طاعنة في القِدم مكتوبة بالخط الكوفي يُعتقد أنَّها تعود لعهد عُثمان بن عفَّان.

    في عهده انتشر الإسلام في بلاد كبيرة وتفرق الصحابة مما أدى إلى ظهور قراءات متعددة وانتشرت لهجات مختلفة فكان الخوف من اختلاف كتابة القرآن وتغير لهجته،
    فجمع عثمان المسلمين على لغة قريش أي لهجة قريش وهي لهجة العرب.

    عن أنس بن مالك: «أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق،
    فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة، فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين،
    أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى،
    فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك،
    فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت، وعبد الله بن الزبير،
    وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف،
    وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش،
    فإنما نزل بلسانهم، ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف، رد عثمان الصحف إلى حفصة، فأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا،
    وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق».

    جمع عثمان المهاجرين والأنصار وشاورهم في الأمر، وفيهم عدد من أعلام وعلماء الصحابة،
    وفي طليعتهم علي بن أبي طالب. وعرض عثمان هذه المسألة وناقشهم فيها فأجابوه إلى رأيه،
    وظهر للناس في أرجاء الأرض ما انعقد عليه إجماعهم،
    فلم يعرف يومئذ لهم مخالف.
    مصحف عثمان أو المصحف الإمام، أقدم المصاحف الباقية.

    قال ابن التين: «الفرق بين جمع أبي بكر وجمع عثمان أن جمع أبي بكر كان لخشيته أن يذهب شيء من القرآن بذهاب حملته.
    لأنه لم يكن مجموعا في موضع واحد، فجمعه في صحائف مرتبًا لآيات سوره على ما وقفهم عليه النبي.
    عثمان كان لما كثر الاختلاف في وجوه القراءة حتى قرؤوه بلغاتهم على اتساع اللغات،
    فأدى ذلك إلى تخطئة بعضهم البعض، فخشى من تفاقم الأمر في ذلك فنسخ تلك الصحف في مصحف واحد مرتبًا لسوره،
    واقتصر في سائر اللغات على لغة قريش محتجاً بأنه نزل بلغتهم، وإن كان قد وسع في قراءاته بلغة غيرهم،
    دفعاً للحرج والمشقة في ابتداء الأمر،
    فرأى أن الحاجة قد انتهت، فاقتصر على لغة واحدة».

    لما فرغ عثمان من جمع المصاحف أرسل إلى كل أفق بمصحف، وأمرهم أن يحرقوا كل مصحف يخالف المصحف الذي أرسله إلى الآفاق،
    وقد اختلفوا في عدد المصاحف التي فرقها في الأمصار، فقيل: إنها أربعة وهو الذي اتفق عليه أكثر العلماء،
    وقيل إنها خمسة، وقيل إنها ستة، وقيل إنها سبعة،
    وقيل إنها ثمانية. وأما كونها ثمانية،
    فإن الثامن كان لعثمان يقرأ فيه،
    وهو الذي قتل وهو بين يديه.


    الفتوحات في عهد عثمان بن عفان

    الدولة الإسلامية في ذروة اتساعها خلال عهد عثمان.

    في خلافة عثمان فتحت العديد من البلدان وتوسعت الدولة الإسلامية،
    فتحت في أيام خلافته أرمينية وخراسان وكرمان وسجستان وإفريقية وقبرص.
    وقد أنشأ أول أسطول بحري إسلامي لحماية الشواطئ الإسلامية من هجمات البيزنطيين.
    بعد مقتل عمر بن الخطاب تشجع أعداء الإسلام وخصوصا في بلاد الفرس والروم إلى العمل على استرداد السيطرة في تلك البلاد،
    فبدأ يزدجرد ملك الفرس يخطط في العاصمة التي يقيم فيها وهي مدينة فرغنة عاصمة سمرقند،
    وأما زعماء الروم فقد تركوا بلاد الشام وانتقلوا إلى القسطنطينية العاصمة البيزنطية، وبدؤوا في البحث عن الوسائل التي تمكنهم من استرداد ملكهم. وكانوا قد تحصنوا بالإسكندرية في عهد عمر بن الخطاب، فطلب عمرو بن العاص منه أن يأذن بفتحها، وكانت معززة بتحصينات كثيرة وكانت المجانيق فوق أسوارها،
    وكان هرقل قد عزم أن يباشر القتال بنفسه ولا يتخلف أحد من الروم؛
    لأن الإسكندرية هي معقلهم الأخير.
    وفي عصر عثمان تجمع الروم في الإسكندرية، ونقضوا الصلح واستعانوا بقوة الروم البحرية.

    كانت المعسكرات في عهد عثمان تتوزع في عواصم الأقطار الكبرى، فمعسكر العراق مركزه الكوفة والبصرة،
    ومعسكر الشام في دمشق، ومعسكر مصر مركزه الفسطاط، وكانت هذه المعسكرات تقوم بحماية الدولة الإسلامية كما تعمل على مواصلة الفتوحات، ونشر الإسلام.

    الفتوحات في المشرق

    فتوحات أهل الكوفة

    كانت مغازي أهل الكوفة الري وأذربيجان، وكان يرابط بها عشرة آلاف مقاتل؛ ستة آلاف بأذربيجان، وأربعة آلاف بالري،
    وكان جيش الكوفة العامل أربعين ألف مقاتل، يغزو كل عام منهم عشرة آلاف. ولما أخلص عثمان الكوفة للوليد بن عقبة انتفض أهل أذربيجان،
    فمنعوا ما كانوا قد صالحوا عليه حذيفة بن اليمان أيام عمر، وثاروا على واليهم عقبة بن فرقد، فأمر عثمان الوليد أن يغزوهم،
    فأسرع إليه أهل أذربيجان طالبين الصلح على ما كانوا صالحوا عليه حذيفة، فأجابهم الوليد وأخذ طاعتهم،
    وبث فيمن حولهم السرايا وشن عليهم الغارات، فبعث عبد الله بن شبيل الأحمسي في أربعة آلاف إلى أهل موقان والببر الطيلسان،
    فأصاب من أموالهم وغنم وسبي، ولكنهم تحرزوا منه فلم يفلّ حدَّهم،
    ثم جهز سليمان الباهلي في اثني عشر ألفا إلى أرمينية فأخضعها وعاد منها مليء اليدين بالغنائم،
    وانصرف الوليد بعد ذلك عائداً إلى الكوفة.
    ولكن أهل أذربيجان تمردوا أكثر من مرة، فكتب الأشعث بن قيس والي أذربيجان إلى الوليد بن عقبة فأمده بجيش من أهل الكوفة،
    وتتبع الأشعث الثائرين وهزمهم هزيمة منكرة، فطلبوا الصلح فصالحهم على صلحهم الأول،
    وخاف الأشعث أن يعيدوا الكَرَّة فوضع حامية من العرب وجعل لهم عطايا وسجلهم في الديوان، وأمرهم بدعوة الناس إلى الإسلام.
    ولما تولى أمرهم سعيد بن العاص عاد أهل أذربيجان وتمردوا على الوالي الجديد،
    فبعث إليه جرير بن عبد الله البجلي فهزمهم وقتل رئيسهم، ثم استقرت الأمور بعد أن أسلم أكثر شعبها وتعلموا القرآن الكريم.
    وأما الري فقد صدر أمر الخليفة عثمان إلى أبي موسى الأشعري وفي وقت ولايته على الكوفة، وأمره بتوجيه جيش إليها لتمردها،
    فأرسل إليها قريظة بن كعب الأنصاري فأعاد فتحها.

    عندما انتهى الوليد بن عقبة من مهمته في أذربيجان وعاد إلى الموصل جاءه أمر من الخليفة عثمان نصه:
    «أما بعد، فإن معاوية بن أبي سفيان كتب إليَّ يخبرني أن الروم قد أجلبت (تجمعت للحرب) على المسلمين بجموع عظيمة،
    وقد رأيت أن يمدهم إخوانهم من أهل الكوفة، فإذا أتاك كتابي هذا
    فابعث رجلا ممن ترضى نجدته وبأسه وشجاعته وإسلامه في ثمانية آلاف أو تسعة آلاف أو عشرة آلاف إليهم من المكان الذي يأتيك فيه رسولي، والسلام»

    فقام الوليد في الناس، فخطب فيهم حتى خرج ثمانية آلاف رجل من أهل الكوفة، فمضوا حتى دخلوا وأهل الشام إلى أرض الروم،
    وعلى جند أهل الشام حبيب بن مسلمة بن خالد الفهري، وعلى جند أهل الكوفة سلمان بن ربيعة الباهلي،
    فشنوا الغارات على أرض الروم، فأصاب الناس ما شاؤوا من سبي،
    وملؤوا أيديهم من المغنم، وافتتحوا بها حصونا كثيرة.
    غزوة سعيد بن العاص طبرستان
    عملة طبرستانية من القرنين السابع والثامن الميلاديين.

    ذهب سعيد بن العاص من الكوفة غازياً سنة 30 هـ يريد خراسان ومعه حذيفة بن اليمان وناس من أصحاب رسول الله،
    ومعه الحسن والحسين، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن الزبير،
    وخرج عبد الله بن عامر من البصرة يريد خراسان،
    فسبق سعيداً ونزل أبرشهر، وبلغ نزوله أبرشهر سعيداً،
    فنزل سعيد قوميس، وهي صلح، صالحهم حذيفة بعد نهاوند، فأتى جرجان فصالحوه على مائتي ألف،
    ثم أتى طميسة، وهي كلها من طبرستان جرجان، وهي مدينة على ساحل البحر، وهي في تخوم جرجان،
    فقاتله أهلها حتى صلى صلاة الخوف، فقال لحذيفة: كيف صلى رسول الله؟
    فأخبره فصلى بها سعيد صلاة الخوف وهم يقتتلون، وضرب يومئذ سعيد رجلاً من المشركين على حبل عاتقه
    ، فخرج السيف من تحت مرفقه، وحاصرهم،
    فسألوا الأمان فأعطاهم على ألا يقتل منهم رجلاً واحداً، ففتحوا الحصن، فقتلهم جميعا إلا رجلاً واحداً،
    وحوى ما كان في الحصن، فأصاب رجل من بني نهد سفطاً عليه قفل، فظن فيه جواهر، وبلغ سعيداً،
    فبعث إلى النهدي فأتاه بالسفط فكسروا قفله، فوجدوا فيه سفطاً ففتحوه فإذا فيه خرقة صفراء وفيها أيران: كميت وورد.

    فتوحات عبد الله بن عامر

    منارة مسجد عثمان بن عفان في كوخرد، إيران.

    في سنة 31 هـ وصل عبد الله بن عامر إلى خراسان ففتح أبرشهر وطوس وبيورد ونسا حتى بلغ سرخس،
    وقام بمصالحة أهل مرو. وقد جاء في رواية بأنه فتح فارس ورجع إلى البصرة، واستعمل على إصطخر شريك بن الأعور الحارثي،
    فبنى شريك مسجد إصطخر، فدخل على ابن عامر رجل من بني تميم فقال له: «إن عدوك منك هارب،
    وهو لك هائب، والبلاد واسعة، فسِرْ فإن الله ناصرك ومعز دينه»، فتجهز ابن عامر، وأمر الناس بالمسير،
    واستخلف على البصرة زياداً، وسار إلى كرمان، ثم أخذ إلى خراسان؛ قيل أنه أخذ طريق أصبهان،
    ثم سار إلى خراسان، واستعمل على كرمان مجاشع بن مسعود السلمي، وأخذ ابن عامر على مفازة وابَر،
    وهي ثمانون فرسخاً، ثم سار إلى الطَّبَسين يريد أبرشهر (نيسابور)، وعلى مقدمته الأحنف بن قيس، فأخذ إلى قُهستان،
    وخرج إلى أبرشهر فلقيه الهياطلة، فقاتلهم الأحنف فهزمهم،
    ثم أتى ابن عامر نيسابور.
    وفي رواية أن ابن عامر نزل على أبرشهر فغلب على نصفها ولكنه لم يقدر أن يصل إلى مرو،
    فصالح كناري، فأعطاه ابنه أبا الصلت ابن كناري وابن أخيه سليمًا رهنًا. ووجه عبد الله بن خازم إلى هراة،
    وحاتم بن النعمان إلى مرو، وأخذ ابن عامر ابني كناري،
    فصار إلى النعمان بن الأفقم النصري فأعتقهما،
    وفتح ابن عامر ما حول مدينة أبرشهر، كطوس وبيورد، ونسا وحمران، حتى وصل إلى سرخس،
    وسرح ابن عامر الأسود بن كلثوم العدوي إلى ببهق وهو من أبرشهر، بينها وبين أبرشهر ستة عشر فرسخاً، ففتحها وقتل الأسود بن كلثوم،
    وكان فاضلاً في دينه، وكان من أصحاب عامر بن عبد الله العنبري. وكان عامر يقول بعدما أخرج من البصرة:
    «ما آسى من العراق على شيء إلا على ظماء الهواجر،
    وتجاوب المؤذنين، وإخوان مثل الأسود بن كلثوم».
    واستطاع ابن عامر أن يتغلب على نيسابور، وخرج إلى سرخس، فأرسل إلى أهل مرو يطلب الصلح، فبعث إليهم حاتم بن النعمان الباهلي
    فصالح براز مرزبان مرو على ألفي ألف ومائتي ألف.

    الفتوحات في الشام

    فتوحات حبيب بن مسلمة الفهري

    بعد أن قام الروم على المسلمين أول خلافة عثمان،
    وكتب عثمان إلى الوليد بن عقبة بالكوفة أن يمد إخوانه بالشام، فأمدهم بثمانية آلاف عليهم سلمان ابن ربيعة الباهلي،
    فانتصر المسلمون. وكان الروم والترك قد تجمعوا لملاقاة المسلمين الذين غزوا أرمينية،
    وكان على المسلمين حبيب بن مسلمة، فرأى أن يباغت قائدهم الموريان ليلاً، فسمعته امرأته أم عبد الله بنت يزيد الكلبية،
    فقالت: «فأين موعدك؟» قال: «سرادق الموريان أو الجنة».
    ثم باغتهم فغلبهم، وأتى سرادق الموريان فوجد أن امرأته قد سبقته إليه.
    وواصل حبيب جهاده وانتصاراته المتوالية في أراضي أرمينية وأذربيجان،
    ففتحها. لقد كان حبيب بن مسلمة الفهري من أبرز القادة الذين حاربوا في أرمينية البيزنطية.
    كما غزا ما يلى ثغور الجزيرة العراقية من أرض الروم فافتتح عدة حصون هناك، مثل شمشاط وملطية وغيرهما،
    وفي سنة 25 هـ غزا معاوية الروم فبلغ عمورية فوجد الحصون التي بين أنطاكية وطرسوس خالية،
    فجعل عندها جماعة من أهل الشام والجزيرة، وواصل قائده قيس بن الحر العبسي الغزو في الصيف التالي،
    ولما انتهى هدم بعض الحصون القريبة من أنطاكية كي لا يستفيد منها الروم.
    الغزو البحري

    تعود فكرة الغزو البحري إلى عهد عمر بن الخطاب حين ألحّ معاوية بن أبي سفيان على عمر في غزو البحر،
    ويصف له قرب الروم من حمص ويقول: «إن قرية من قرى حمص يسمع أهلها نباح كلابهم وصياح دجاجهم»،
    ففكر عمر في ذلك، فكتب إلى عمرو بن العاص: «صف لي البحر وراكبه، فإن نفسي تنازعني إليه
    فكتب إليه عمرو: «إني رأيت خلقا كبيرا يركبه خلق صغير، إن ركن خرق القلب، وإن تحرك أزاغ العقول،
    يزداد فيه اليقين قلة، والشك كثرة، هم كدود على عود، إن مال غرق، وإن نجا برق»، فلما قرأ عمر بن الخطاب ذلك، كتب إلى معاوية:
    «لا والذي بعث محمداً بالحق، لا أحمل فيه مسلماً أبداً، وتالله لمسلم أحب إليَّ مما حوت الروم، فإياك أن تعرض لي،
    وقد تقدمت إليك، وقد علمت ما لقى العلاء مني، ولم أتقدم إليه في ذلك».
    ولكن معاوية طرح الأمر ثانية بعد تولي عثمان الخلافة، فرد عليه عثمان قائلا:
    «إني قد شهدت ما رد عليك عمر حين استأذنته في غزو البحر»،
    ثم كتب إليه معاوية مرة أخرى يهون عليه ركوب البحر إلى قبرص فكتب إليه:
    «فإن ركبت معك امرأتك فاركبه مأذونا وإلا فلا».
    واشترط عليه الخليفة عثمان بقوله: «لا تنتخب الناس ولا تقرع بينهم، خيرهم فمن اختار الغزو طائعا فاحمله وأعنه».
    فلما قرأ معاوية ذلك، كتب لأهل السواحل يأمرهم بإصلاح المراكب وتقريبها إلى ساحل حصن عكا،
    حيث رممه ليكون ركوب المسلمين منه إلى قبرص.
    غزوة قبرص
    عكا كانت مكان انطلاق الأسطول البحري المتجه لغزو قبرص سنة 28 هـ.

    بعد نهاية شتاء سنة 28 هـ الموافق 649 م، أعد معاوية المراكب اللازمة لحمل الجيش،
    واتخذ ميناء عكا مكاناً للإنطلاق، وكانت المراكب كثيرة وحمل معه زوجته فاختة بنت قرظة، كذلك حمل عبادة بن الصامت امرأته أم حرام بنت ملحان
    معه في تلك الغزوة. ورغم أن معاوية لم يجبر الناس على الخروج، فقد خرج معه جيش كبير.
    وسار المسلمون من الشام وركبوا من ميناء عكا متوجهين إلى قبرص، ونزلوا إلى الساحل، تقدمت أم حرام لتركب دابتها،
    فنفرت الدابة وألقت أم حرام على الأرض فاندقت عنقها فماتت.ودفنت هناك، وعرف قبرها بقبر المرأة الصالحة.
    واجتمع معاوية بأصحابه وكان فيهم أبو أيوب الأنصاري، وأبو الدرداء، وأبو ذر الغفاري، وعبادة بن الصامت،
    بن الأسقع، وعبد الله بن بشر المازني، وشداد بن أوس بن ثابت، والمقداد بن الأسود، وكعب الحبر بن ماتع
    وجبير بن نفير الحضرمي،وتشاوروا فيما بينهم وأرسلوا إلى أهل قبرص يخبرونهم أنهم لم يغزوهم للاستيلاء على
    ،ولكن أرادوا دعوتهم للإسلام ثم تأمين حدود الدولة الإسلامية بالشام؛ وذلك لأن البيزنطيين كانوا يتخذون
    من قبرص محطة يستريحون فيها إذا غزوا ويتموَّنون منها إذا قل زادهم، فكانت بلداً مهمة لإخضاعها تحت سيطرة المسلمين،
    ولكن سكان الجزيرة لم يستسلموا، بل تحصنوا في العاصمة ولم يخرجوا لمواجهة المسلمين.

    تقدم المسلمون إلى قسطنطينا عاصمة قبرص وحاصروها، وما هي إلا ساعات حتى طلب الناس الصلح،
    وأجابهم المسلمون لذلك، وقدموا شروطًا للمسلمين،
    كما اشترط عليهم المسلمون شروطاً. أما شرط أهل قبرص كانت في طلبهم ألا يشترط عليهم المسلمون شروطا تورطهم مع الروم؛
    لأنه ليست لهم قدرة بهم، وأما شروط المسلمين فكانت، ألا يدافع المسلمون عن الجزيرة إذا هاجم سكانها محاربون،
    وأن يدلوا المسلمين على تحركات عدوهم من الروم، وأن يدفعوا للمسلمين سبعة آلاف ومائتي دينار في كل عام،
    وألا يساعدوا الروم إذا حاولوا غزو بلاد المسلمين، وألا يطلعوهم على أسرارهم.


    الفتوحات في الجبهة المصرية

    ردع التمرد في الإسكندرية

    عندما خرجت الإسكندرية من سيطرت الروم، عملوا على تحريض من بالإسكندرية من الروم على التمرد والخروج على سلطان المسلمين،
    وصادف هذا التحريض رغبة عند سكانها فاستجابوا للدعوة،
    وكتبوا إلى قسطنطين بن هرقل يخبرونه بقلة عدد المسلمين ويصفون له ما يعيش فيه الروم بالإسكندرية من الذل والهوان.
    وكان عثمان قد عزل عمرو بن العاص عن مصر، وولى مكانه عبد الله بن سعد بن أبي السرح،
    وفي أثناء ذلك وصل منويل الخصي قائد قوات الروم إلى الإسكندرية، ومعه قوات يحملهم في ثلاثمائة مركب مشحونة بالسلاح والعتاد.علم أهل مصر
    بأن قوات الروم قد وصلت إلى الإسكندرية، فكتبوا إلى عثمان يطلبون إعادة عمرو بن العاص ليواجههم،
    فاستجاب الخليفة لطلب المصريين، وأبقى ابن العاص أميراً على مصر،ونهب منويل وجيشه الإسكندرية،
    ومن ثم خرج منويل بجيشه من الإسكندرية يقصد مصر السفلى دون أن يخرج إليهم عمرو أو يقاومهم أحد،
    وتخوف بعض أصحابه، أما عمرو فقد رأى أن يتركهم يقصدونه، وحدد عمرو سياسته هذه بقوله: «دعهم يسيروا إليَّ،
    فإنهم يصيبون من مروا به، فيخزي بعضهم ببعض». وأمعن الروم في إفسادهم ونهبهم وسلبهم،
    وضج المصريون من فعالهم، وأخذوا يتطلعون إلى من يخلصهم منهم.
    حاصر عمرو بن العاص جيش الروم في الإسكندرية فنصب عليها المجانيق فضرب أسوار المدينة حتى تمت السيطرة عليها فدخل المسلمون.

    وصل منويل إلى نقيوس، واستعد عمرو للقائه، تقابل الجيشان عند حصن نقيوس على شاطئ نهر النيل،
    في أثناء المعركة أصاب فرسه سهم فقتله، فترجل عمرو وانضم إلى صفوف المشاة، ورآه المسلمون فأقبلوا على الحرب.
    وخرج المصريون بعد أن رأوا هزيمة الروم يصلحون للمسلمين ما أفسده العدو الهارب من الطرق، ويقيمون لهم ما دمره من الجسور،
    وأظهر المصريون فرحتهم بانتصار المسلمين على العدو الذي انتهك حرماتهم واعتدى على أموالهم وممتلكاتهم، وقدموا للمسلمين ما ينقصهم من السلاح والمؤونة.

    لما وصل عمرو الإسكندرية ضرب عليهم الحصار ونصب عليها المجانيق فضرب أسوار الإسكندرية حتى سيطروا عليها،
    ودخل المسلمون الإسكندرية، وكان منويل في عداد القتلى. ولما فرغ المسلمون أمر عمرو ببناء مسجد في المكان الذي أوقف فيه القتال
    وسماه مسجد الرحمة.فرجع إليها من كان قد فر منها، وعاد بنيامين بطريرك القبط إلى الإسكندرية بعد أن فر مع الفارين،
    وأخذ يرجو عمرو ألا يسيء معاملة القبط لأنهم لم ينقضوا عهدهم ولم يتخلوا عن واجبهم، ورجاه كذلك ألا يعقد صلحا مع الروم،
    وأن يدفنه إذا مات في كنيسة يحنس.وشكر المصريون عمرو على تخليصهم من ظلم الروم،
    وطالبوه بإعادة ما نهب من أموالهم ودوابهم من قبل الروم، معلنين ولاءهم وطاعتهم، فقالوا:
    «إن الروم قد أخذوا دوابنا وأموالنا ولم نخالف نحن عليكم وكنا على الطاعة»، فطلب منهم عمرو أن يقيموا البينة على ما ادعوا،
    ومن أقام بينة وعرف من له بعينه رده عليه، وهدم عمرو سور الإسكندرية
    وكان ذلك في سنة 25 هـ. كان شرقي الإسكندرية في قبضة المسلمين وكذلك جنوبها،
    وأما غربيها فقد أمنه عمرو بن العاص بفتح
    وزويلة وطرابلس الغرب، وصالح أهل تلك البلاد على الجزية، وأما شمالها فكان في قبضة الروم.

    فتح بلاد النوبة

    كانت البداية في عهد عمر بن الخطاب حيث أذن لعمرو بن العاص بفتح بلاد النوبة،
    فوجد حرباً لم يتدرب عليها المسلمون وهي الرمي بالنبال في أعين المحاربين
    حتى فقدوا مائة وخمسين عينا في أول معركة، ولهذا قبل الجيش الصلح، ولكن عمرو بن العاص
    رفض للوصول إلى شروط أفضل، وعندما تولى عبد الله بن أبي السرح ولاية مصر غزا النوبة في عام إحدى وثلاثين هجرية
    فقاتله الأساود من أهل النوبة قتالا شديدا، فأصيبت يومئذ عيون كثيرة من المسلمين، فقال شاعرهم:
    لم تر عين مثل يوم دُمقلة والخيل تعدو بالدروع مثقلة

    فسأل أهل النوبة عبد الله بن سعد المهادنة، فهادنهم هدنة بقيت إلى ستة قرون،
    وعقد لهم عقدا يضمن لهم استقلال بلادهم ويحقق للمسلمين الاطمئنان إلى حدودهم الجنوبية،
    ويفتح النوبة للتجارة والحصول على عدد من الرقيق في خدمة الدولة الإسلامية، وقد اختلط المسلمون بالنوبة والبجة، واعتنق كثير منهم الإسلام.


    فتح إفريقية
    معركة سبيطلة


    إفريقية هو الإسم الذي أطلقه المسلمون في العصور الوسطى على الجزء الذي فتحوه
    من مقاطعة أفريكا الرومانية (بالأحمر).
    و تشمل اليوم تونس وقسنطينة (شرق الجزائر) وتريبوليتانا (غرب ليبيا) ومركزها القيروان.

    في سنة 26 هـ الموافق 646 م
    عُزِل عمرو بن العاص عن ولاية مصر، واستعمل عليها عبد الله بن سعد،
    وكان عبد الله بن سعد يبعث جرائد الخيل كما كانوا يفعلون أيام عمرو بن العاص فيصيبون من أطراف إفريقية ويغنمون،
    وكانت جرائد الخيل تقصد إفريقية (تونس) تمهيداً لفتحها ومعرفة وضعها،
    فلما اجتمعت عند عبد الله بن سعد معلومات كافية عن إفريقية من ناحية مداخلها ومخارجها،
    وقوتها وعدادها، وموقعها الجغرافي الاستراتيجي، كتب إلى الخليفة عثمان بن عفان يخبره بذلك،
    يستأذن بفتحها. ولما استأذن عبد الله بن سعد الخليفة عثمان بن عفان في غزو إفريقية،
    جمع الصحابة واستشارهم في ذلك، فأشاروا عليه بفتحها،
    إلا سعيد بن زيد، الذي خالفه متمسكا برأي عمر بن الخطاب في ألا يغزو إفريقية أحد من المسلمين،
    ولما أجمع الصحابة على ذلك دعا عثمان للجهاد،
    واستعدت المدينة (عاصمة الخلافة الإسلامية) للمتطوعين وتجهيزهم،
    وترحيلهم إلى مصر لغزو إفريفية تحت قيادة عبد الله بن سعد،
    وقد خرج في تلك الغزوة الحسن والحسين، وابن عباس وابن جعفر وغيرهم.
    وعندما بات الاستعداد تامًا خطب عثمان فيهم، ورغبهم في الجهاد، وقال لهم:
    لقد استعملت عليكم الحارث بن الحكم إلى أن تقدموا على عبد الله بن سعد فيكون الأمر إليه، وأستودعكم الله.
    وعندما وصل الجيش إلى مصر انضم إلى جيش عبد الله بن سعد،
    من الفسطاط تحت قيادة عبد الله ذلك الجيش الذي يقدر بعشرين،
    وعندما وصلوا إلى برقة انضم إليهم عقبة بن نافع ومن معه من المسلمين.
    وأرسل عبد الله بن سعد الطلائع وقد رصدت مجموعات من السفن الحربية تابعة للإمبراطورية الرومانية،
    حيث كانت هذه السفن الحربية قد رست في ساحل ليبيا البحري بالقرب من مدينة طرابلس،
    وأصبح ما تحمله تلك السفن غنيمة للمسلمين، وقد أسروا أكثر من مائة من أصحابها،
    وتعتبر هذه أول غنيمة ذات قيمة أصابها المسلمون في طريقهم لفتح إفريقية.وواصل عبد الله بن سعد السير إلى المدينة
    حتى وصل جيشه إلى مدينة سبيطلة،
    وهناك التقى جيش المسلمين بقيادة عبد الله ابن سعد وجيش جرجير حاكم إفريقية،
    وكان تعداد جيشه يبلغ حوالي مائة وعشرين ألفا، وكان قد عرض على جرجير الدخول في الإسلام،
    أو أن يدفع الجزية، ويبقى على دينه، ولكنه رفض، فنشبت المعركة بين الطرفين لعدة أيام،
    حتى وصل مدد بقيادة عبد الله بن الزبير.ولما رأى الروم ذلك أرسلوا إلى عبد الله بن سعد وطلبوا منه أن يرتحل بجيشه،
    وألا يعترضوه بشيء وذلك بعد أن وجهوا إليه ثلاثمائة قنطار من الذهب في بعض الروايات، وفي البعض الآخر مائة قنطار،
    جزية في كل سنة على أن يكف عنهم ويخرج من بلادهم،
    فقبل ذلك منهم وقبض المال، وكان في شرط صلحهم أن ما أصاب المسلمون قبل الصلح فهو لهم،
    وما أصابوه بعد الصلح رده عمر إن عبد الله بن الزبير قال لعبد الله بن سعد:
    «إن أمرنا يطول مع هؤلاء وهم في أمداد متصلة وبلاد هي لهم ونحن منقطعون عن المسلمين وبلادهم،
    وقد رأيت أن نترك غداً جماعة صالحة من أبطال المسلمين في خيامهم متأهبين ونقاتل نحن الروم في باطن العسكر إلى أن يضجروا ويملوا,
    فإذا رجعوا إلى خيامهم ورجع المسلمون ركب من كان في الخيام من المسلمين
    ولم يشهدوا القتال وهم مستريحون ونقصدهم على غرة،
    فلعل الله ينصرنا عليهم»، فأحضر جماعة من أعيان الصحابة واستشارهم فوافقوه على ذلك،
    فلما كان الغد فعل عبد الله ما اتفقوا عليه،
    وأقام جميع شجعان المسلمين في خيامهم وخيولهم عندهم مسرجة، ومضى الباقون فقاتلوا الروم إلى الظهر قتالاً شديداً،
    فلما أذن بالظهر همَّ الروم بالانصراف على العادة فلم يمكنهم ابن الزبير وألح عليهم بالقتال حتى أتعبهم،
    فكل الطائفتين ألقى سلاحه ووقع تعباً، فعند ذلك أخذ عبد الله بن الزبير من كان مستريحاً من المسلمين وقصد الروم فلم يشعروا بهم
    حتى خالطوهم وكبروا فلم يتمكن الروم من لبس سلاحهم حتى غشيهم المسلمون،
    وقام عبد الله بن الزبير بقتل جرجير، وانهزم الروم، وأخذت ابنة الملك جرجير سبية،
    ونازل عبد الله بن سعد المدينة وحاصرهم حتى فتحها، فكان سهم الفارس ثلاثة آلاف دينار وسهم الراجل ألف دينار.


    معركة ذات الصواري

    رسم للأسطول الإسلامي في معركة ذات الصواري.

    أصيب الروم بضربة حاسمة في إفريقية، وتعرضت سواحلهم للخطر بعد سيطرة الأسطول الإسلامي على سواحل المتوسط من ردوس حتى برقة
    فجمع قسطنطين بن هرقل أسطولاً بناه الروم من قبل، فخرج بألف سفينة لضرب المسلمين ضربة
    يثأر فيها لخسارته المتوالية في البر، فأذن عثمان بن عفان بصد العدوان، فأرسل معاوية مراكب الشام بقيادة بسر بن أرطأة،
    واجتمع مع عبد الله بن سعد بن أبي السرح في مراكب مصر، وكانت كلها تحت إمرته، ومجموعها مائتا سفينة.

    طلب المسلمون من الروم: إن أحببتم ننزل إلى الساحل فنقتتل حتى يكتب لأحدنا النصر،
    وإن شئتم فالبحر. قال مالك بن أوس: «فنخروا نخرة واحدة، وقالوا: بل الماء الماء»،
    وذلك لما يمتلكه الروم من خبرة في هذا الأمر وحداثة عهد المسلمين به.
    استخدم الروم النار الإغريقية في معركة ذات الصواري التي انتهت بانتصار المسلمين.

    فقال القائد المسلم لصحبه: «أشيروا عليَّ؟»
    فقالوا: «انتظر الليلة بنا لنرتب أمرنا ونختبر عدونا».
    وفي الصباح أراد قسطنطين أن يسرع في القتال، ولكن عبد الله بن سعد بن أبي السرح لما فرغ من صلاته إماماً بالمسلمين للصبح،
    استشار رجال الرأي والمشورة عنده،
    فاتفق معهم على خطة، وذلك بأن يجعلوا المعركة برية على الرغم من أنهم في عرض البحر،
    حيث أمر عبد الله جنده أن يقتربوا من سفن أعدائهم فاقتربوا حتى لامست سفنهم سفن العدو
    فنزل الفدائيون إلى الماء، وربطوا السفن الإسلامية بسفن الروم، ربطوها بحبال متينة، فصار 1200 سفينة في عرض البحر،
    وصفَّ عبد الله بن سعد المسلمين على نواحي السفن يعظهم ويأمرهم بتلاوة القرآن، خصوصا سورة الأنفال؛ لما فيها من معاني الوحدة والثبات والصبر.
    وبدأ الروم القتال، وانقضوا على سفن المسلمين فنقض الروم صفوف المسلمين المحاذية لسفنهم
    وصار القتال كيفما اتفق، وكان قاسياً على الطرفين، وسالت الدماء على الماء، فصار أحمر،
    وترامت الجثث في الماء، وتساقطت فيه، وضربت الأمواج السفن حتى ألجأتها إلى الساحل،
    وقتل الكثير من الطرفين، حاول الروم أن يغرقوا سفينة عبد الله بن أبي السرح، كي يبقى جند
    المسلمين بدون قائد، فتقدمت من سفينته سفينة رومية، ألقت إلى عبد الله السلاسل لتسحبها وتنفرد بها،
    ولكن علقمة بن يزيد الغطيفي أنقذ السفينة والقائد بأن ألقى بنفسه على السلاسل وقطعها بسيفه.
    وانتصر المسلمون، وكاد الأمير قسطنطين أن يقع أسيراً في أيدي المسلمين لكنه تمكن من الفرار، فوصل جزيرة صقلية. وألقت به الريح هناك، فسأله أهله عن أمره فأخبرهم، فقالوا: «شمت النصرانية، وأفنيت رجالها، لو دخل المسلمون لم نجد من يردهم»
    فقتلوه، وخلوا من كان معه من المراكب.

    مقتل عثمان



    مقبرة البقيع، حيث دفن عثمان بن عفان.

    كان عثمان قد ولي اثنتي عشرة سنة خليفة للمسلمين،
    وقد بدأت أحداث الفتنة في النصف الثاني من ولايته وهي التي أدت إلى استشهاده.
    ومن أسباب تلك الفتنة الرخاء في عهده وأثره في المجتمع،
    وطبيعة التحول الاجتماعي وظهور جيل جديد غير جيل الصحابة،
    بالإضافة إلى الشائعات،
    والعصبية الجاهلية،
    ومن أهم الأسباب خوض المنافقين حيث وجدوا من يستمع إليهم.

    وفق معتقد أهل السنة أن المدبر الرئيسي للفتنة هو عبد الله بن سبأ
    الذي كان يهودياً وأظهر الإسلام في عهد عثمان.
    ومنهم من عمل على محاصرة عثمان بن عفان في داره وزوروا عليه كتاباً ورد فيه بأنه يريد قتلهم بعد أن أعطاهم الأمان على أنفسهم
    وعندما اشتد أمر أهل الفتنة وتهديدهم للخليفة بالقتل تحرك الصحابة لردهم وقتالهم وهو ما رفضه عثمان وأمر بألا يرفع أحد السيف للدفاع عنه،
    وأن لا يُقتل أحد بسببه، فقد كان يعلم بأنهم لا يريدون أحد غيره،
    فكره أن يتوقى بالمؤمنين،
    وأحب أن يقيهم بنفسه، ولعلمه بأن هذه الفتنة فيها قتله، عن عبد الله بن حوالة أن رسول الله محمد قال:
    «من نجا من ثلاث فقد نجا، ثلاث مرات، موتي، والدجال، وقتل خليفة مصطبر بالحق معطيه
    عن ابن عمر قال: (ذكر رسول الله فتنة، فمر رجل،
    فقال: «يُقتل فيها هذا المقنع يومئذ مظلوماً»، قال: فنظرت فإذا هو عثمان بن عفان).

    بينما تقول الرواية الشيعية أن أهل المدينة كانوا من الثائرين على عثمان، وبعضهم غير مناصر له،
    وأنهم كتبوا إلى الأمصار بالقدوم إلى المدينة وأنّ الجهاد فيها.
    ويرون بأن هناك من الصحابة من هم قد خرجوا على عثمان ولم ينصروه، فأرسل إلى معاوية بن أبي سفيان ليقاتلهم،
    ولكنه لم يبعث بجيش إلى نصرة الخليفة عثمان،
    وقد علّل ذلك بأنّه كره مخالفة أصحاب النبيّ. كما يرى الشيعة بأنه لا وجود لعبد الله بن سبأ.

    هاجم المتمردون دار عثمان وأصيب ذلك اليوم أربعة من شبان قريش وقتل منهم أربعة،
    ثم هجموا على عثمان بن عفان فقتلوه، وهو يقرأ في المصحف فانتضح الدم على قوله تعالى:
    ﴿فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ (سورة البقرة، الآية: 137).

    وكان ذلك في يوم الجمعة الموافق 18 من شهر ذي الحجة سنة 35 هـ، وعمره اثنتان وثمانون سنة،
    ودفن ليلة السبت بين المغرب والعشاء في حش كوكب الذي كان قد اشتراه ووسع به البقيع.


    المراجع


    طبقات ابن سعد (1/ 39 - 47)، البداية والنهاية (7/ 144 - 149) الخلفاء الراشدون للخالدي، ص112
    الطبري، تاريخ الأمم والملوك ج 2/ص 688، ابن الأثير، الكامل في التاريخ ج 3/ص 69
    ^ المسعودي، مروج الذهب ج 2/ص 340
    ^ الطبري، تاريخ الأمم والملوك ج 2/ص 692
    ^ ابن الأثير، الكامل في التاريخ ج 3/ص 74
    ^ تاريخ الإسلام ج 1/ص 252
    ^ نداء الإيمان كتاب الطبقات الكبرى، ذكر ضرب النساء - أروى بنت كريز
    ^ الخلافة الراشدة والدولة الأموية، د. يحيى اليحيى، ص388
    ^ مشروع سلسلة العلامتين الوقفي: عثمان بن عفان
    ^ عبقرية عثمان للعقاد، ص72
    ^ التمهيد والبيان في مقتل الشهيد عثمان، ص19
    ^ عمدة القاري، شرح صحيح البخاري (16/ 201)
    ^ سنن البيهقي (7/ 73)، قال الدكتور عاطف لماضة: خبر حسن
    ^ الوافي بالوفيات، الصفدي، ط إحياء التراث، الجزء 20 ص 28
    ^ ابن كثير، البداية والنهاية ج 7/ص 192
    ^ الكتاب : سيرة عثمان بن عفان، المؤلف : علي محمد الصلابي، الطبعة : الأولى
    ^ الإصابة ج 4/ص 223
    ^ البداية والنهاية، تأليف: ابن كثير، ج7.
    ^ السيرة النبوية لابن هشام، (1/ 287 - 289)
    ^ الطبقات لابن سعد، (3/ 55)
    ^ ذو النورين عثمان بن عفان، محمد رشيد رضا، ص12
    ^ أنساب الأشراف، ص89
    ^ رواه الطبراني ورجاله ثقات، قاله الهيثمي، المجمع رقم: (14500)
    ^ البوابة الدينية: الهجرة الأولى إلى الحبشة
    التمهيد والبيان في مقتل الشهيد عثمان، ص22
    ^ الهجرة في القرآن الكريم، ص290، السيرة النبوية لابن هشام، (1/ 413)
    ^ الطبقات (1/ 204)، تاريخ الطبري (2/ 69)
    ^ الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (10/ 107)
    ^ الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (15/ 240)
    ^ السيرة النبوية لابن هشام (1/ 402)
    ^ دماء على قميص عثمان بن عفان، ص 20
    ^ كتاب الإمامة والرد على الرافضة، للأصبهاني، ص 302
    عثمان بن عفان، صادق عرجون، ص47
    ^ البخاري، رقم: (3698)
    ^ الإمامة والرد على الرافضة، ص304
    ^ غزوة الحديبية لأبي فارس، ص83
    المغازي، محمد عمر الواقدي (2/ 600)
    ^ زاد المعاد (3/ 290)، السيرة النبوية لابن هشام (3/ 344)
    زاد المعاد (3/ 290)
    ^ غزوة الحديبية لأبي فارس، ص85
    ^ البخاري، رقم الحديث: (4169)
    ^ السيرة النبوية في ضوء المصادر الأصلية، ص486
    ^ صحيح السيرة النبوية، ص404
    ^ السيرة النبوية في ضوء المصادر الأصلية، ص482
    ^ رواه البخاري في كتاب فضائل الصحابة، باب‏:‏ مناقب عثمان بن عفان أبي عمر القرشي
    ^ سنن الترمذي، رقم: (3785). صحيح التوثيق، ص26
    ^ صحيح النسائي للألباني (2/ 766)
    ^ أخرجه البخاري رقم: (2778) معلقا، وهو صحيح لشواهده
    ^ تحفة الأحوذي بشرح سنن الترمذي (10/ 196)
    ^ فتح الباري (5/ 408) , الحكمة في الدعوة إلى الله، ص231
    ^ تذكرة الحفاظ ج 1/ص 9، ص 30
    ^ صحيح سنن الترمذي للألباني (3/ 209)، رقم: (2921)
    ^ صحيح سنن النسائي (2/ 766)
    ^ أعلام المسلمين لخالد البيطار (3/ 41)
    ^ رواه مسلم في كتاب المساجد، باب‏:‏ 24
    ^ الترمذي في كتاب الصلاة، باب‏:‏ 120
    ^ البخاري في كتاب الصلاة، باب‏:‏ من بنى مسجدًا
    ^ ابن ماجه في كتاب الإقامة، باب‏:‏ من بنى مسجدًا
    ^ الدارمي في كتاب الصلاة، باب‏:‏ من بنى مسجدًا
    ^ أحمد في ‏(‏م 1/ص 20‏)‏
    ^ أوردها ابن كثير في عام 26 هـ
    ^ الطبري، تاريخ الأمم والملوك ج 2/ص 606
    ^ عثمان بن عفان، صادق عرجون، ص58
    ^ تاريخ دمشق لابن عساكر (2/ 63 - 65)
    أبو بكر الصديق للصلابي، ص364
    ^ كنز العمال (5/ 620)، رقم: (14093) , القيود الواردة على سلطة الدولة، عبد الله الكيلاني، ص169، تاريخ الطبري (4/ 122)
    ^ الكامل لابن الأثير (2/ 79)، الخلفاء الراشدون لمحمود شاكر، ص101
    ^ الكامل لابن الأثير (2/ 79)
    الرقة والبكاء لابن قدامة، ص190
    ^ الخلفاء الراشدون لحسن أبوب، ص191
    ^ شهيد الدار لأحمد الخروف، ص21
    ^ تاريخ الطبري (4/ 83) , المرتضى للندوي، ص131
    ^ السياسة المالية لعثمان، ص25
    ^ تاريخ الطبري (5/ 203)
    عثمان بن عفان، صادق عرجون، ص60
    ^ طبقات ابن سعد (3/ 134)، أنساب الأشراف للبلاذري، (1/ 465، 466)، مجلة البحوث الإسلامية، العدد العاشر، ص 263
    ^ الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب للعاني، ص161
    ^ أوليات الفاروق، د. غالب عبد الكافي القرشي، ص124
    ^ الخلافة والخلفاء الراشدون للبهنساوي، ص213
    ^ أشهر مشاهير الإسلام في الحرب والسياسة، ص648
    ^ الطبقات لابن سعد (3/ 364)
    ^ تاريخ الطبري (5/ 325)
    تاريخ الطبري (5/ 225)
    ^ الطبقات لابن سعد (3/ 339)
    ^ البيان والتبيين للجاحظ (2/ 46)
    ^ الكامل في التاريخ (2/ 210)
    ^ الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب للعاني، ص171، 172
    ^ عثمان بن عفان، صادق عرجون، ص62، 63
    البخاري، كتاب فضائل أصحاب النبي، رقم: (3700)
    ^ الخلفاء الراشدون للخالدي، ص106، 107
    البخاري، كتاب الأحكام، رقم: (7207)
    ^ شهيد الدار عثمان بن عفان، أحمد الخروف، ص37
    ^ التمهيد والبيان، ص26
    الذريعة إلى تصانيف الشيعة (14/ 246)
    أثر التشيع على الروايات التاريخية، ص322
    ^ الخلفاء الراشدون, أمين القضاة، ص78، 79
    ^ مبادئ الاقتصاد الإسلامي، سعاد إبراهيم صالح، ص217
    ^ السياسية المالية لعثمان، قطب إبراهيم، ص61
    ^ الولاية على البلدان (1/ 215)
    ^ تاريخ المدينة، أبو زيد البصري (3/ 997)
    ^ تاريخ اليعقوبي (2/ 166)
    ^ الولاية على البلدان (1/ 216) , الخراج وصناعة الكتابة، ص306
    ^ تجريد أسماء الصحابة، الإمام الذهبي، ص151
    ^ نهاية الأرب في فنون الأدب للنويري (2/ 27)
    ^ تاريخ الطبري (5/ 442)
    ^ تاريخ خليفة بن خياط، ص179
    ^ تاريخ خليفة بن خياط ص159، الولاية على البلدان (1/ 169)
    الولاية على البلدان (1/ 170)
    ^ الولاية على البلدان (1/ 169)
    ^ البحرين في صدر الإسلام، عبد الرحمن بن النجم، ص141
    ^ تاريخ خليفة بن خياط، ص155
    ^ تاريخ الطبري (5/ 443)
    ^ سير أعلام النبلاء (2/ 391)، الولاية على البلدان (1/ 186)
    ^ الطبقات لابن سعد (5/ 44)
    ^ تاريخ الطبري (5/ 264)
    ^ الولاية على البلدان (1/ 189)
    ^ تاريخ الطبري (5/ 225)
    ^ تاريخ الطبري (5/ 251)
    ^ تاريخ الطبري (5/ 280)
    ^ تاريخ الطبري (5/ 343)
    ^ النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، د. جمال الدين بردي (1/ 77)
    ^ الولاية على البلدان (1/ 178)
    ^ القنوح لابن أعثم (2/ 112)
    الولاية على البلدان (1/ 177)
    ^ تاريخ اليعقوبي (2/ 168)، الولاية على البلدان (1/ 177)
    ^ أشهر مشاهير الإسلام (4/ 740)
    ^ عصر الخلافة الراشدة، ص159، 160
    ^ البخاري، كتاب فضائل القرآن، رقم (4987)
    ^ عثمان بن عفان، صادق عرجون، ص175
    ^ أضواء البيان في تاريخ القرآن، ص77
    ^ الخلافة والخلفاء الراشدون، ص221
    ^ جولة تاريخية في عصر الخلفاء الراشدين، ص324
    ^ عثمان بن عفان صادق عرجون، ص 199، 200
    ^ تاريخ الطبري (5/ 246)
    ^ الخلافة والخلفاء الراشدون، ص224
    تاريخ الطبري (5/ 247)
    ^ تاريخ الطبري (5/ 270)
    ^ تاريخ الطبري (5/ 305)
    ^ تاريخ الطبري (5/ 306)
    تاريخ الطبري (5/ 307)
    ^ تاريخ الطبري (5/ 248)
    ^ حروب الإسلام في الشام في عهود الخلفاء الراشدين، محمد أحمد باشميل، ص577
    ^ الدولة الإسلامية في عصر الخلفاء الراشدين، ص253
    ^ تاريخ الطبري (5/ 258)
    ^ الإدارة العسكرية في الدولة الإسلامية، د. سليمان بن صالح (2/ 538)
    ^ تاريخ الطبري (5/ 260)
    ^ الإدارة العسكرية في الدولة الإسلامية (2/ 538)
    جولة تاريخية في عصر الخلفاء الراشدين، د. محمد السيد الوكيل، ص356
    البداية والنهاية (7/ 159)
    جولة تاريخية في عصر الخلفاء الراشدين، ص357
    ^ تاريخ الطبري (5/ 261)
    ^ الكامل لابن الأثير
    جولة تاريخية، ص335
    ^ جولة تاريخية ص336، عثمان بن عفان، لهيكل، ص67
    جولة تاريخية ص336
    ^ جولة تاريخية، ص338
    المصدر نفسه، ص340
    ^ المصدر نفسه، ص341
    الخلافة والخلفاء الراشدون، ص229
    قادة الفتح لبلاد المغرب، (1/ 61 - 63)
    ^ قائمة تضم ذِكْرُ لفظ إفريقية عند العرب القدماء...
    ^ المغرب في ذكر بلاد إفريقية والمغرب
    ^ الشرف والتسامي بحركة الفتح الإسلامي، للصلابي، ص189
    ^ ليبيا من الفتح العربي حتى انتقال الخلافة الفاطمية إلى مصر، صالح مصطفى مفتاح المزيني، ص49
    ^ الشرف والتسامي بحركة الفتح الإسلامي، ص191
    ^ الشرف والتسامي بحركة الفتح الإسلامي، ص193، البداية والنهاية (7/ 158)
    ^ ذات الصواري، ص66
    ^ ذات الصواري، ص67
    ذات الصواري، ص68
    تاريخ ابن خلدون (2/ 468)
    ^ أحداث وأحاديث الفتنة الأولى، ص559
    ^ الدولة الأموية المفترى عليها، ص166
    ^ دراسات في عهد النبوة والخلافة الراشدة، ص380
    ^ تاريخ ابن خلدون (2/ 477)
    ^ دراسات في عهد النبوة والخلافة الراشدة، ص393
    تحقيق مواقف الصحابة في الفتنة (1/ 284)
    ^ البداية والنهاية (7/ 167، 168)
    ^ المسند (4/419)(5/346) تحقيق أحمد شاكر
    ^ فضائل الصحابة (1/551) اسناده حسن
    الشيعة نت للعقيدة: الأحداث التأریخیة فی مقتل الخلیفة الثالث عثمان ابن عفان و الذین شارکوا فی قتله
    ^ تاريخ الطبري (5/ 441) التمهيد والبيان في مقتل الشهيد عثمان، ص19، الأمين ذو النورين، محمود شاكر، ص364
    صفوة الصفوة، تأليف: ابن الجوزي، 295/1.
    ^ الأمين ذو النورين، محمود شاكر، ص365، التمهيد والبيان في مقتل الشهيد عثمان، ص19
    ^ سير أعلام النبلاء (4/ 253) , تاريخ القضاعي، ص308
    ^ التمهيد والبيان في مقتل الشهيد عثمان، ص20
    ^ رواه الترمذي (3790), وابن ماجه (154), وأحمد (3/184) (12927), والحاكم (3/477)
    ^ الدولة الأموية المفترى عليها، ص159
    ^ شبكة الشيعة العالميَّة؛ الإمامة وأهل البيت: المستبصر الدكتور: محمد بيومي مهران - ج1 : ص 151. تاسعًا: إمامة المفضول
    ^ الرئاسة العامَّة للبحوث العلميَّة والإفتاء في المملكة العربيَّة السعوديَّة؛ فتاوى اللجنة الدائمة: الدروز

    1: صحيح البخاري رقم 3695.
    2: صحيح البخاري رقم 3697.
    3: صحيح مسلم رقم 2417.
    4: فضائل الصحابة لأبي عبد الله أحمد بن حنبل (1/604) إسناده صحيح.
    5: البوصلة القرآنية، د.أحمد خيري العمري ص344.
    6: البوصلة القرآنية، د.أحمد خيري العمري ص344.
    7: فضائل الصحابة لأبي عبد الله أحمد بن حنبل (1/551) إسناده حسن.
    8: صحيح سنن ابن ماجة (1/24).
    9: المسند (5/33) له طرق تقويه.
    10: فضائل الصحابة لأبي عبد الله أحمد بن حنبل (1/550) إسناده حسن.
    11: سنن الترمذي، رقم: (3700).
    12: سنن الترمذي، رقم: (3702).

    زرقاء اليمامة غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  3. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 15-07-2016 الساعة : 05:38 PM رقم #2
    كاتب الموضوع : زرقاء اليمامة


    شاملى فضى


    الصورة الرمزية اليمنى

    • بيانات اليمنى
      رقم العضوية : 88
      عضو منذ : Jul 2008
      المشاركات : 535
      بمعدل : 0.09 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 21
      التقييم : Array


  4. بارك الله فيكم على الطرح الطيب والسيرة العطرة جزاكم الله كل خير واللهم احشرنا فى زمرتهم

    اليمنى غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  5. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 16-07-2016 الساعة : 07:42 AM رقم #3
    كاتب الموضوع : زرقاء اليمامة


    شاملى ذهبى


    الصورة الرمزية مريم

    • بيانات مريم
      رقم العضوية : 69
      عضو منذ : Jul 2008
      المشاركات : 629
      بمعدل : 0.11 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 22
      التقييم : Array


  6. شكرا على المواضيع النافعة والسيرة العطرة للسلف الصالح

    مريم غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  7. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 17-07-2016 الساعة : 05:00 PM رقم #4
    كاتب الموضوع : زرقاء اليمامة


    شاملى ماسى


    الصورة الرمزية ابو بكر

    • بيانات ابو بكر
      رقم العضوية : 108
      عضو منذ : Jul 2008
      المشاركات : 2,453
      بمعدل : 0.43 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 40
      التقييم : Array


  8. شكرا وجزاكم الله كل خير

    ابو بكر غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  9. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 18-07-2016 الساعة : 12:52 PM رقم #5
    كاتب الموضوع : زرقاء اليمامة


    شاملى ذهبى


    الصورة الرمزية قويدار السيد

    • بيانات قويدار السيد
      رقم العضوية : 6169
      عضو منذ : Mar 2012
      المشاركات : 723
      بمعدل : 0.16 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 20
      التقييم : Array


  10. شكرا على الطرح الطيب بارك الله فيكم

    قويدار السيد غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  11. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 22-07-2016 الساعة : 12:36 PM رقم #6
    كاتب الموضوع : زرقاء اليمامة


    شاملى ماسى


    الصورة الرمزية حنين

    • بيانات حنين
      رقم العضوية : 132
      عضو منذ : Aug 2008
      المشاركات : 3,671
      بمعدل : 0.64 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 52
      التقييم : Array


  12. شكرا على الاقوال والسيرة العطرة للسلف الصالح بارك الله فيكم

    حنين غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  13. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 23-07-2016 الساعة : 06:27 PM رقم #7
    كاتب الموضوع : زرقاء اليمامة


    شاملى ذهبى


    الصورة الرمزية كلثوم

    • بيانات كلثوم
      رقم العضوية : 31973
      عضو منذ : Jul 2015
      المشاركات : 826
      بمعدل : 0.26 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 17
      التقييم : Array


  14. شكرا وجزاكم الله كل خير

    كلثوم غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  15. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 24-07-2016 الساعة : 02:53 PM رقم #8
    كاتب الموضوع : زرقاء اليمامة


    شاملى ماسى


    الصورة الرمزية كريمة

    • بيانات كريمة
      رقم العضوية : 52
      عضو منذ : Jul 2008
      المشاركات : 1,367
      بمعدل : 0.24 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 29
      التقييم : Array


  16. شكرا على السير والتراجم لسير السلف الصالح جزاكم الله كل خير

    كريمة غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  17. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 25-07-2016 الساعة : 06:56 PM رقم #9
    كاتب الموضوع : زرقاء اليمامة


    شاملى ماسى


    الصورة الرمزية ابو حاتم

    • بيانات ابو حاتم
      رقم العضوية : 32291
      عضو منذ : Mar 2016
      المشاركات : 1,620
      بمعدل : 0.55 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 25
      التقييم : Array


  18. مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

    ابو حاتم غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  19. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 17-08-2016 الساعة : 02:34 PM رقم #10
    كاتب الموضوع : زرقاء اليمامة


    شاملى ماسى


    • بيانات حسين الرفاعى
      رقم العضوية : 291
      عضو منذ : Apr 2009
      المشاركات : 1,383
      بمعدل : 0.25 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 29
      التقييم : Array


  20. شكرا وجزاكم الله كل خير على الطرح الطيب

    حسين الرفاعى غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس



معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك