النتائج 1 إلى 10 من 10
  1. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 13-07-2016 الساعة : 10:12 PM رقم #1

    افتراضي قصص تاريخية عن سلفنا الصالح : علي بن أبي طالب



    شاملى ماسى


    الصورة الرمزية زرقاء اليمامة

    • بيانات زرقاء اليمامة
      رقم العضوية : 31918
      عضو منذ : Jun 2015
      المشاركات : 1,005
      بمعدل : 0.31 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 19
      التقييم : Array






  2. علي بن أبي طالب, هو ابن عم رسول الله، وزوج ابنته فاطمة رضي الله عنها، ووالد سبطيه الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، له في الإسلام السابقة العظيمة، والمآثر الجليلة، فهو أول من أسلم من الصبيان، ونام في فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الهجرة.

    نشأة علي رضي الله عنه

    هو علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ابن عم رسول الله صلّ الله عليه وسلم، وزوج ابنته فاطمة رضي الله عنها، ووالد سبطيه الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة، له في الإسلام السابقة العظيمة، والمآثر الجليلة، فهو أول من أسلم من الصبيان، ونام في فراش رسول الله صلّ الله عليه وسلم


    ليلة الهجرة.

    علي بن أبي طالب في ميزان الإسلام

    لا يعبر عن جليل قدره، وعظم مكانته إلا ما ورد عن رسول الله صلّ الله عليه وسلم
    من أحاديث منها:
    عن جابر رضي الله عنه قال: خرجنا مع رسول الله عليه الصلاة والسلام
    إلى نخيل امرأة من الأنصار، فقال: يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ. فطلع أبو بكر، فبشرناه، ثم قال: يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ. فطلع عمر، فبشرناه، ثم قال: يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ. وجعل ينظر من النخل، ويقول: اللَّهُمَّ إِنْ شِئْتَ جَعَلْتَهُ عَلِيًّا. فطلع عليّ، وفي رواية أخرى: فدخل عليّ، فهنأناه
    وقد شهد له رسول الله صلّ الله عليه وسلم
    بأنه يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، فعن سهل بن سعد أن رسول الله
    قال يوم خيبر: لأُعْطِيَنَّ هَذِهِ الرَّايَةَ رَجُلاً يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَيُحِبَّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ. قال: فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها. قال: فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله
    صلّ الله عليه وسلم
    كلهم يرجون أن يعطاها، فقال: أَيْنَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ؟ فقالوا: هو يا رسول الله يشتكي عينيه. قال: فَأَرْسِلُوا إِلَيْهِ.
    فأتي به، فبصق رسول الله صلّ الله عليه وسلم
    في عينيه، ودعا له فبرئ، حتى كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية، فقال عليّ: يا رسول الله، أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ فقال: انْفُذْ عَلَى رِسْلِكَ حَتَّى تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الإِسْلاَمِ، وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ مِنْ حَقِّ اللَّهِ فِيهِ، فَوَاللَّهِ لأَنْ يَهْدِي اللَّهُ بِكَ رَجُلاً وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْر النَّعَمِ
    بل جعل النبي الله صلّ الله عليه وسلم
    محبة سيدنا عليٍّ من علامات الإيمان، وبغضه من علامات النفاق، فقد قال عليّ رضي الله عنه: والذي فلق الجبة، وبرأ النسمة،
    إنه لعهد النبي صلّ الله عليه وسلم
    ولم إليّ: لا يحبني إلا مؤمن، ولا يبغضني إلا منافق.
    وقد أعلى رسول الله صلّ الله عليه وسلم
    مكانته، وقربه منه، حتى قال له لما استخلفه على المدينة في غزوة تبوك: أَلاَ تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى؟ إِلاَّ أَنَّهُ لَيْسَ نَبِيُّ بَعْدِي.
    وجعل رسول الله صلّ الله عليه وسلم
    إيذاء عليٍّ إيذاءً له شخصيًا، فعن عمرو بن شاس الأسلمي، وكان من أصحاب الحديبية، قال: خرجت مع عليٍّ إلى اليمن، فجفاني في سفري ذلك حتى وجدت في نفسي عليه، فلما قدمت أظهرت شكايته في المسجد حتى بلغ ذلك رسول اللهصلّ الله عليه وسلم، فدخلت المسجد ذات غدوة، ورسول الله صلّ الله عليه وسلم في ناس من أصحابه، فلما رآني أمدّني عينيه -يقول: حدّد إليَّ النظر- حتى إذا جلست قال: يَا عَمْرُو، وَاللَّه لَقَدْ آذَيْتَنِي. قلت: أعوذ بالله أن أوذيك يا رسول الله. قال: بَلَى مَن آذَى عَلِيًّا فَقَدْ آذَانِي.
    ولم تكن المكانة لعليّ عند رسول الله صلّ الله عليه وسلم
    غريبة، فإن السبب منزلته عند الله عز وجل، فعن بريدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّ الله عليه وسلم
    "إِنَّ اللَّه أَمَرَنيِ بِحُبِّ أَرَبَعَةٍ، وَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ يُحِبُّهُمْ". قيل: يا رسول الله، سمهم لنا. قال: "عَلِيٌّ مِنْهُمْ- يقول ذلك ثلاثًا- وَأَبُو ذَرٍّ، وَالْمِقْدَادُ، وَسَلْمَانُ، أَمَرَنِي بِحُبِّهِمْ، وَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ يُحِبُّهُمْ".
    ومن هنا صار عليّ حبيب الله، وحبيب رسول الله صلّ الله عليه وسلم
    ، لذا فقد آخى رسول الله صلّ الله عليه وسلم
    بين نفسه وعليٍّ، فيروي سعيد بن المسيب أن رسول الله صلّ الله عليه وسلم
    آخى بين أصحابه فبقي رسول الله صلّ الله عليه وسلم
    وأبو بكر، وعمر، وعليّ، فآخى بين أبي بكر وعمر، وقال لعليٍّ: "أَنْتَ أَخِي وَأَنَا أَخُوكَ".
    أقوال الصحابة والتابعين

    - عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: إذا حدثنا ثقة عن عليّ بفُتيا، لا نعدوها.
    - أخرج ابن عساكر عن ابن عباس أيضًا قوله: ما نزل في أحدٍ من كتاب الله تعالى ما نزل في عليٍّ.
    - وعن أبي ذر قال: ما كنا نعرف المنافقين إلا بتكذيبهم الله ورسوله، والتخلف عن الصلوات، والبغض لعليٍّ بن أبي طالب .
    - ولما جاء خبر قتل عليٍّ إلى معاوية أخذ يبكي، فقالت امرأته: ما يبكيك وقد قاتلته؟ فقال: ويحك، إنك لا تدرين ما فقد الناس من الفضل والعلم والفقه.
    - وطلب معاوية في خلافته من ضرار الصدائي أن يصف عليًا ، فقال له: أعفني يا أمير المؤمنين. قال: لتصنفه.
    -
    قال: أما إذا كان لا بد من وصفه، فقد كان والله بعيد المدى، شديد القوى، يقول فصلا، ويحكم عدلا، يتفجر العلم من جوانبه، وتنطق الحكمة من نواحيه، ويستوحش من الدنيا زهرتها، ويستأنس بالليل ووحشته، وكان غزير العبرة، طويل الفكرة، يعجبه من اللباس ما قصر، ومن الطعام ما خشن، وكان فينا كأحدنا، يحبنا إذا سألناه، ونحن والله لا نكاد نكلمه إلا هيبة، يعظم أهل الدين، ويحب المساكين، لا يطمع القوي في باطله، لا ييأس الضعيف من عدله، وأشهد أني قد رأيته في بعض مواقفه يقول: يا دنيا غُرّي غيري، إليّ تعرضت أم إليّ تشوفت؟! هيهات هيهات، قد باينتك ثلاثًا لا رجعة فيها، فعمرك قصير، وخطرك قليل، آه من قلة الزاد وبعد السفر، ووحشة الطريق. فبكى معاوية وقال: رحم الله أبا الحسن، كان والله كذلك.
    - وسئل الحسن البصري عن علي بن أبي طالب فقال: كان عليّ والله سهمًا صائبًا من مرامي الله على عدوه، ورباني هذه الأمة، وذا فضلها، وذا سابقتها، وذا قرابتها من رسول الله صلّ الله عليه وسلم

    لم يكن بالنومة (الخامل) عن أمر الله، ولا بالملومة في دين الله، ولا بالسروقة لمال الله، أعطى القرآن عزائمه ففاز منه برياض مونقة.
    - وقال سعيد بن المسيب رحمه الله: ما كان أحد بعد رسول الله صلّ الله عليه وسلم
    أعلم من عليٍّ بن أبي طالب.
    - وقال مسروق: انتهى علم أصحاب النبي صلّ الله عليه وسلم
    إلى هؤلاء النفر عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود، وأبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبي الدرداء، وأبي موسى الأشعري.
    - وقال عبد الله بن عياش: كان لعليٍّ ما شئت من ضرسٍ قاطع في العلم، وكان له البسطة، في العشيرة، والقدم في الإسلام، والعهد برسول الله، والفقه في السنة، والنجدة في الحرب، والجود في المال.
    مما نزل في علي من القرآن

    جاء في صحيح البخاري عن علي بن أبي طالب أنه قال: أنا أول من يجثو بين يدي الرحمن للخصومة يوم القيامة.
    وقال قيس بن عباد: وفيهم أنزلت: {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} [الحج:19]. قال: هم الذين تبارزوا يوم بدر: حمزة وعليّ وعبيدة أو أبو عبيدة بن الحارث، وشيبة بن ربيعة، وعتبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة.

    زواج علي من فاطمة بنت رسول الله صلّ الله عليه وسلم

    كان عليّ يريد الزواج من السيدة فاطمة بنت رسول الله صلّ الله عليه وسلم ، ولكن ضيق ذات اليد منعه أن يخطبها، ويتزوجها، حتى خُطبت السيدة فاطمة إلى رسول الله صلّ الله عليه وسلم
    هنا نترك المجال لعلي بن أبي طالب ليروي بنفسه قائلاً: خُطبت فاطمة إلى رسول الله صلّ الله عليه وسلم
    فقالت مولاة لي: هل علمت أن فاطمة قد خُطبت إلى رسول الله صلّ الله عليه وسلم
    قلت: لا. قالت: فقد خطبت، فما يمنعك أن تأتي رسول الله فيزوجك؟ فقلت: وعندي شيء أتزوج به؟ فقالت: إنك إن جئت رسول الله صلّ الله عليه وسلم زوجك. قال: فوالله ما زالت ترجّيني حتى دخلت على رسول الله.
    دخل عليّ على رسول الله صلّ الله عليه وسلم
    يريد أن يخطب فاطمة، فقعد بين يديه، لكنه لم يستطع الكلام لهيبته صلّ الله عليه وسلم
    فقال: مَا جَاءَ بِكَ؟ أَلَكَ حَاجَةٌ؟ فسكت. فقال عليه الصلاة والسلام: لَعَلَّكَ جِئْتَ تَخْطِبُ فَاطِمَةَ. فقال: نعم. قال: وَهَلْ عِنْدَكَ مَنْ شَيْءٍ تَسْتَحِلُّهَا بِهِ؟ فقال: لا والله يا رسول الله. فقال: مَا فَعَلْتَ بِالدِّرْعِ الَّتِي سَلَّحْتكَهَا؟ فقال: عندي، والذي نفس عليٍّ بيده إنها لحطيمة ما ثمنها أربعمائة درهم. قال: قَدْ زَوَّجْتُكَ فَابْعَثْ بِهَا. فإن كانت لصداق فاطمة بنت رسول الله صلّ الله عليه وسلم.
    أما عن أثاث العرس، فقد كان يليق بزوجين من آل بيت النبوة، لا تعرف الدنيا لقلبهما طريقًا، فعن عليٍّ قال: جهز رسول الله صلّ الله عليه وسلم فاطمة في خميلة (وهي قطيفة بيضاء من الصوف) ووسادة أدم حشوها ليف.
    وفي ليلة العرس قال رسول الله صلّ الله عليه وسلم
    لعليٍّ: لاَ تُحْدِثَنَّ شَيْئًا حَتَّى تَلْقَانِي. فدعا رسول الله بماء فتوضأ منه، ثم أفرغه على عليٍّ وقال: اللَّهُمَّ بَارِكْ فِيهِمَا، وَبَارِكْ عَلَيْهِمَا، وَبَارِكْ لَهُمَا فِي نَسْلِهِمَا.




    كان عليٌّ دائم الملازمة لرسول الله صلّ الله عليه وسلم
    في كل وقت وحال-ما استطاع إلى ذلك سبيلا- حتى في الحرب وبعدها، فقد أخرج البخاري في صحيحه في باب غزوة أُحُد عن أبي حازم أنه سمع سهل بن سعد وهو يُسْأل عن جرح رسول الله صلّ الله عليه وسلم فقال:
    أما والله إني لأعرف من كان يغسل جرح رسول الله صلّ الله عليه وسلم
    ومن كان يسكب الماء وبم دووي.
    قال: كانت فاطمة
    ا بنت رسول الله صلّ الله عليه وسلم
    تغسله، وعلي بن أبي طالب يسكب الماء بالمجن، فلما رأت فاطمة أن الماء لا يزيد الدم إلا كثرة، أخذت قطعة من حصير، فأحرقتها وألصقتها، فاستمسك الدم، وكسرت رباعيته يومئذ، وجرح وجهه وكسرت البيضة على رأسه.
    حتى في مرضه الأخير صلّ الله عليه وسلم
    لم يفارقه فعن الزهري قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله، قال: قالت عائشة: لما ثقل النبي صلّ الله عليه وسلم
    واشتد وجعه، استأذن أزواجه أن يمَرّض في بيتي، فأَذِنّ له، فخرج بين رجلين تخط رجلاه الأرض، وكان بين العباس ورجل آخر، قال عبيد الله: فذكرت لابن عباس ما قالت عائشة، فقال لي: وهل تدري من الرجل الذي لم تسم عائشة؟ قلت: لا.
    قال: هو عليّ بن أبي طالب.
    فمن البديهي من كانت هذه صفته، وتلك ملازمته لحبيبه المصطفى صلّ الله عليه وسلم
    أن يكون أعلم الصحابة وأكثرهم دراية بأمور الدين الإسلامي، هذا بالإضافة إلى ما حباه الله به من عقل فطن لبيب، وذكاء فطري.


    علم الإمام علي

    كان أعلم الصحابة رضوان الله عليهم بكيفية صلاة رسول الله صلّ الله عليه وسلم
    فعن مطرف بن عبد الله قال: صليت خلف علي بن أبي طالب ، أنا وعمران بن حصين، فكان إذا سجد كبّر، وإذا رفع رأسه كبر، وإذا نهض من الركعتين كبّر، فلما قضى الصلاة أخذ بيدي عمرانُ بن حصين، فقال: قد ذكرني هذا صلاة محمد صلّ الله عليه وسلم.
    أو قال: لقد صلى بنا صلاة محمد صلّ الله عليه وسلم.
    بل كان عارفًا بدعاء الرسول صلّ الله عليه وسلم
    داخل الصلاة، فعن عبيد الله بن أبي رافع عن علي بن أبي طالب عن رسول الله صلّ الله عليه وسلم
    أنه كان إذا قام إلى الصلاة قال: وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفًا، وما أنا من المشركين.
    إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله ربِّ العالمين لا شريك له، وبذلك أمرت وأنا من المسلمين.
    اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت، أنت ربي وأنا عبدك ظلمت نفسي، واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعًا، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت.
    لبيك وسعديك، والخير كله في يديك، والشر ليس إليك، وإذا ركع قال: اللهم لك ركعت، وبك آمنت، ولك أسلمت، خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي، وإذا رفع قال: اللهم ربنا لك الحمد ملء السماوات، وملء الأرض، وملء ما بينهما، وملء ما شئت من شيء بعد، وإذا سجد قال: اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت، سجد وجهي للذي خلقه وصوره، وشق سمعه وبصره، تبارك الله أحسن الخالقين.
    ثم يكون من آخر ما يقول بين التشهد والتسليم: اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أسرفت، وما أنت أعلم به منِّي، أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت.
    وعن أبي رافع قال: استخلف مروان أبا هريرة على المدينة، وخرج إلى مكة، فصلَّى لنا أبو هريرة الجمعة، فقرأ بعد سورة الجمعة في الركعة الآخرة (إذا جاءك المنافقون) قال: فأدركت أبا هريرة حين انصرف، فقلت له: إنك قرأت بسورتين كان علي بن أبي طالب يقرأ بهما بالكوفة، فقال أبو هريرة: "إني سمعت رسول الله صلّ الله عليه وسلم
    يقرأ بهما يوم الجمعة".
    حتى عبادة الرسول صلّ الله عليه وسلم
    في بيته، كان عليّ عارفًا بها، يسمع بها من رسول الله صلّ الله عليه وسلم أو من أزواجه أمهات المؤمنين، فقد روى إياس بن عامر قال: سمعت علي بن أبي طالب يقول: كان رسول الله صلّ الله عليه وسلم
    "يسبح من الليل، وعائشة معترضة بينه وبين القبلة".
    قال أبو بكر (راوي الحديث): قوله: يسبح من الليل، يريد: يتطوع بالصلاة.
    وكان عليٌّ حريصًا على معرفة سنن الرسول صلّ الله عليه وسلم فيسعى لمعرفة ما يقول عقب صلاته، فهذا عبيد الله بن أبي رافع يروي عن علي بن أبي طالب قال: كان رسول الله صلّ الله عليه وسلم
    إذا فرغ من الصلاة وسلم قال: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، وَمَا أَسْرَفْتُ وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ، وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ".
    وعن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن عليّ بن أبي طالب، أن رسول الله صلّ الله عليه وسلم
    كان يقول في آخر وتره: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، لاَ أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ".
    وما اقتصر علمه على صلاة الرسول صلّ الله عليه وسلم
    بل كان يشمل فروع الدين فقد روى عليّ عن النبي صلّ الله عليه وسلم
    أنه قال: "فِي صَدَقَةِ الْفِطْرِ عَنْ كُلِّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ حُرٍّ أَوْ عَبْدٍ، صَاعٌ مِنْ بُرٍّ أَوْ صَاعٌ مِنْ تَمْرٍ". [هكذا أسند الحاكم عن عليٍّ ووقفه غيره].
    وأخرج الحاكم أيضًا عن مسعود بن الحكم أنه نظر إلى عليّ بن أبي طالب على بغلة رسول الله صلّ الله عليه وسلم
    البيضاء في شعب الأنصار، وهو يقول: أيها الناس، إن رسول الله صلّ الله عليه وسلم
    قال: "إِنَّهَا لَيْسَتْ أَيَّامَ صِيَامٍ، إِنَّهَا أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرٍ".
    ولم لا يكون عليّ بهذا العلم، إذا كان الرسول صلّ الله عليه وسلم
    قد تعهده بالتربية صغيرًا، وبالعلم كبيرًا، يبين له، ويصحح له ما يخطئ فيه، فقد قال : "علمني رسول الله صلّ الله عليه وسلم
    إذا نزل بي كرب أن أقول لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله، وتبارك الله رب العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين".


    لم يأل أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب جهدًا في بيان أحكام العبادات للناس، لما يتمتع به من غزارة في العلم، وفقه في الدين، وما بينه للناس من أحكام العبادات يحتاج إلى سِفر ضخم، ولكن نشير إلى مجموعة من الأحكام في هذا الكتاب على النحو التالي:

    أحكام في الطهارة:

    يغسل بول الجارية، وينضح من بول الغلام ما لم يَطْعم:
    قال أمير المؤمنين عليّ : يُغْسل من بول الجارية، وينضح من بول الغلام ما لم يطعم. والدليل على ذلك لما بال الحسين بن عليّ في حجر
    النبي صلّ الله عليه وسلم
    قالت لبابة بنت الحارث: يا رسول الله، أعطني ثوبك، والبس ثوبًا غيره، فقال صلّ الله عليه وسلم
    "إِنَّمَا يُنْضَحُ مِنْ بَوْلِ الذَّكَرِ، وَيُغْسَلُ مِنْ بَوْلِ الأُنْثَى".

    نوم الجالس، وحكمه في نقض الوضوء:

    أخرج عبد الرازق في مصنفه بسنده أن عليًّا وابن مسعود والشعبي قالوا في الرجل ينام، وهو جالس ليس عليه الوضوء ودليل على ذلك حديث رسول الله صلّ الله عليه وسلم
    "وكاء السَّهِ العينان، من نام فليتوضأ".

    غسل المذي والوضوء منه:

    قال أمير المؤمنين عليّ : كنت رجلا مذاءً، فأمرت رجلا أن يسأل النبي صلّ الله عليه وسلم
    لمكان ابنته فسأله، فقال صلّ الله عليه وسلم
    "تَوَضَّأْ وَاغْسِلْ ذَكَرَكَ".
    قراءة القرآن على كل حال، ما لم يكن جنبًا:

    قال عليّ بن أبي طالب : كان رسول الله صلّ الله عليه وسلم
    يقرئنا القرآن على كل حال، ما لم يكن جنبًا.
    وعن عامر الشعبي قال: سمعت أبا الغريف الهمذاني يقول: شهدت عليّ بن أبي طالب بال، ثمّ قال: اقرءوا القرآن ما لم يكن أحدكم جنبًا، فلا ولا حرفًا واحدًا.

    وطء الحائض:

    سأل عمر عليًا: ما ترى في رجل وقع على امرأته وهي حائض؟
    قال: ليس كفارة إلا أن يتوب.
    وقد أجمعت الأمة على حرمة وطء الحائض دون خلاف، لقوله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ المَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي المَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ المُتَطَهِّرِينَ}[البقرة:222].

    مباشرة الحائض:

    سئل عليّ : ما لك من امرأتك إذا كانت حائضًا؟ قال: ما فوق الإزار.
    ودليله في ذلك ما ورد عن عائشة رضي الله عنها قالت: كانت إحدانا إذا كانت حائضًا أمرها رسول الله صلّ الله عليه وسلم
    فتأتزر بإزار، ثمّ يباشرها.


    أحكام في الصلاة:

    من لم يصل فهو كافر:

    سئل أمير المؤمنين عليّ : يا أمير المؤمنين ما ترى في امرأةٍ لا تصلي؟ قال: من لم يصلِّ فهو كافر.
    وقال عبد الله بن شقيق: لم يكن أصحاب رسول الله صلّ الله عليه وسلم
    يرون شيئًا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة، ولأنها عبادة يدخل بها في الإسلام، فيخرج بتركها منه كالشهادة. ويؤيد هذا الحكم قول
    رسول الله صلّ الله عليه وسلم
    "بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلاَةِ".

    إعادة الصلاة في الوقت:

    إذا أعاد المصلي صلاته في الوقت لفضيلة الجماعة، فإن الأولى فريضة، والمعادة نافلة عند عليٍّ ، نُقِل ذلك عن ابن قتادة، وعن الحارث عن عليٍّ في الذي يصلي وحده، ثم يصلي في الجماعة؟
    قال: صلاته الأولى. أي الثانية نافلة له، ودليله ما رواه أبو ذر حيث قال: قال لي رسول الله صلّ الله عليه وسلم
    "كَيْفَ أَنْتَ إِذَا كَانَتْ عَلَيْكَ أُمَرَاءٌ يُمْيتُونَ الصَّلاَةَ أَوْ يُؤَخِّرُونَ الصَّلاَةَ عَنْ وَقْتِهَا، فَإِنْ أَدْرَكْتَهَا مَعَهُمْ فَصَلِّ، فَإِنَّهَا لَكَ نَافِلَةٌ".
    وجه الدلالة أنه سمي التي يصليها جماعةً: نافلة.
    وإذا أعاد المغرب شفعها بركعة عند عليّ، فعن الحارث عن علي إذا أعاد المغرب شفع بركعة.

    3- قضاء الفوائت:

    من فاتته صلاة يجب عليه قضاؤها، ويستحب أن يقضيها على الفور عند عليٍّ، وقد قال عليّ: إذا نام الرجل عن صلاة أو نسي، فليصّل إذا استيقظ أو ذكر. وعلى هذا إجماع المسلمين دون خلاف، والدليل على ذلك قول رسول الله صلّ الله عليه وسلم
    إِذَا رَقَدَ أَحَدُكُمْ عَنِ الصَّلاَةِ، أَوْ غَفَلَ عَنْهَا فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا، فَإِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: {وَأَقِمِ الصَّلاَةَ لِذِكْرِي} [طه:14].
    صلاة التراويح:

    عن أبي عبد الرحمن السلمي أن عليًّا قام بهم في رمضان.
    وعن إسماعيل بن زياد قال: مرّ عليّ على المساجد، وفيها القناديل في شهر رمضان، فقال: نَوّر لله على عمر قبره، كما نَوّر علينا مساجدنا.
    وعلى هذا إجماع مذاهب أهل السنة، والحجة في ذلك ما رواه أبو هريرة أن النبي صلّ الله عليه وسلم
    قال: "مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ".
    ووجه الدلالة أن التراويح من القيام، فهو سنة، والجماعة في التراويح أفضل عند عليٍّ، وكان هو يصليها جماعة ويجعل للرجال إمامًا، وللنساء إمامًا، فعن عرفجة الثقفي قال: كان علّي بن أبي طالب يأمر الناس بقيام شهر رمضان، ويجعل للرجال إمامًا وللنساء إمامًا، قال عرفجة: فكنت أنا إمام النساء.

    صلاة العيد في المسجد بالشيوخ والضعفاء:

    لما تولى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب الخلافة، وصار بالكوفة وكان الخلق بها كثيرًا، قالوا: يا أمير المؤمنين، إن بالمدينة شيوخًا وضعفاء يشق عليهم الخروج إلى الصحراء، فاستخلف عليّ رجلا يصلي بالناس العيد في المسجد، وهو يصلي بالناس خارج الصحراء، ولم يكن هذا يفعل قبل ذلك.
    وعليّ من الخلفاء الراشدين، وقد قال النبي صلّ الله عليه وسلم
    "عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ مِنْ بَعْدِي".
    فمن تمسك بسنة لخلفاء الراشدين فقد أطاع الله ورسوله.

    تغسيل الرجل زوجته:

    يجوز للرجل أن يغسل زوجته عند عليّ، إذ إنه غسّل زوجته فاطمة رضي الله عنها.
    فعن أسماء بنت عميس قالت: أوصت فاطمة إذا ماتت ألا يغسلها إلا أنا وعليّ، قالت: فغسّلتها أنا وعليّ.
    وحُكِي إجماع الصحابة على ذلك، لأن ذلك اشتهر فيهم ولم ينكروه، وبه قال جمهور العلماء، والحجة لهم لقول رسول الله صلّ الله عليه وسلم لعائشة: "مَا ضَرَّكِ لَوْ مِتِّ قَبْلِي، فَغَسَّلْتُكِ وَكَفَّنْتُكِ، ثُمَّ صَلَّيْتُ عَلَيْكِ وَدَفَنْتُكِ".




    أحكام متعلقة بالزكاة:

    1ـ لا زكاة في مال حتى يحول عليه الحول:

    بيّن أمير المؤمنين عليّ رضي الله عنه أن حَوَلان الحول (مرور العام الهجري) شرط في وجوب الزكاة، لما ورد عنه رضي الله عنه، قال: ليس في مال زكاة حتى يحول عليه الحول.
    والحول شرط لوجوب الزكاة في النقود والمواشي، وأموال التجارة، وليس بشرط في الزرع، وذلك إجماع لا خلاف فيه.

    2ـ نصاب الذهب والفضة ومقدار الزكاة فيهما:

    بيّن أمير المؤمنين عليُّ بن أبي طالب رضي الله عنه أن نصاب الذهب عشرون مثقالا، وليس فيما دونه زكاة، وما زاد فيحسبه حيث يقول: ليس فيما دون عشرين دينارًا شيء، وفي عشرين نصف دينار، وفي أربعين دينار، فما زاد بالحساب، وقال عن نصاب الفضة: ليس في أقل من مائتي درهم زكاة.
    وقال: فإذا بلغ مائتي درهم ففيه خمسة دراهم، وإن نقص من المائتين فبحساب.

    3ـ نصاب الإبل ومقدار الزكاة فيها:

    قال أمير المؤمنين عليُّ بن أبي طالب رضي الله عنه: في خمس من الإبل شاة إلى تسع، فإن زادت واحدة ففيها شاتان إلى أربع عشرة، فإن زادت واحدةً ففيها ثلاث شياه إلى تسع عشرة، فإن زادت واحدة ففيها أربع شياه إلى أربع وعشرين، فإن زادت واحدة ففيها خمس شياه، فإن زادت واحدة ففيها بنت مخاض أو لبون (ذكر أكبر منها بعام) إلى خمس وثلاثين، فإن زادت واحدة ففيها بنت لبون إلى خمس وأربعين، فإن زادت ففيها حقة (طرقة الفحل) إلى ستين، فإن زادت واحدة ففيها بنتا لبون إلى تسعين، فإذا كثرت الإبل في كل خمسين من الإبل حقة، ولا يجمع بين مفترق ولا يفرق بين مجتمعين.

    4ـ الأصناف التي تجب فيها الزكاة من الزروع:


    الأصناف التي تجب فيها الزكاة عند عليّ رضي الله عنه هي: الحنطة والشعير والتمر والزبيب، نقل ذلك عن ابن حزم وغيره
    وقد قال عليّ رضي الله عنه: الصدقة من أربع: من البر فإن لم يكن برّ فتمر، فإن لم يكن تمر فزبيب، فإن لم يكن زبيب فشعير.

    5ـ عدم الزكاة في الخضروات والفواكه والعسل:

    قال أمير المؤمنين عليّ رضي الله عنه: ليس في الخضر صدقة. وفي رواية: ليس في الخضر والبقول صدقة.
    وهو قول جمهور العلماء، ولا زكاة في الفواكه عند عليّ، فعن ابن إسحاق عن عليٍّ قال:
    ليس في التفاح والقثاء.
    وهو قول كل من قال باقتصار وجوب الزكاة على الأصناف الأربعة، والحجة لهم لدخولها تحت حكم الخضروات، لاشتراكها معها في عدم البقاء والادخار، وأما زكاة العسل فهي غير واجبة عند عليٍّ حيث قال: ليس في العسل زكاة.

    6ـ صرف الزكاة لصنف واحد:


    جوز إعطاء الزكاة لصنف واحد من الأصناف الثمانية، أو لشخص واحد يغنون بها عند عليّ رضي الله عنه فقد قال: لا بأس أن يبعث الرجل الصدقة في صنف واحد، وروى عنه أنه أوتي بصدقة فبعثها إلى أهل بيت واحد.

    7ـ إعطاء الزكاة للأصول والفروع:

    قال أمير المؤمنين عليّ: ليس لولد ولا لوالد حقُّ في صدقة مفروضة، ومن كان له ولد أو والد فلم يصله فهو عاقّ.
    وحكى إجماع العلماء على هذا، وحمل من خالفه على صدقة التطوع، ولا حجة لهم، لأن منفعتها تعود على دافع الزكاة، لأنها تغنيهم عن النفقة فلا يدفعها إليهم، وقد يتخذ ذلك حيلة للتخلي عن دفع الزكاة، ثمّ إنّ الزكاة والنفقة واجبان مستقلان لا يحل أحدهما مكان الآخر كالصلاة والصوم، وإن الزكاة حق لله تعالى فهي عبادة، وأما النفقة فهي حق العباد وهي صلة القرابة.

    أحكام متعلقة بالصيام:

    1ـ ثبوت صيام رمضان برؤية الواحد العدل:

    يثبت دخول شهر رمضان عند أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه بخبر الواحد العدل، ويلزم الناس بصيامه، فعن فاطمة بنت الحسين أن رجلا شهد عند علي بن أبي طالب رضي الله عنه على رؤية هلال رمضان، فصام، وأحسبه قال: وأمر الناس بالصيام.
    وهذا الحكم مبني على ما ثبت عن رسول الله صلّ الله عليه وسلم
    صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُمِّيَ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلاَثِينَ يَوْمًا.

    2ـ صيام الجنب:

    يجوز أن يصوم المجنب، أي يؤخر الغسل حتى الصباح، ثم يغتسل، ويتم صومه عند عليّ رضي الله عنه نقل ذلك عنه ابن قدامة وعن الحارث، عن عليّ قال:
    إذا أصبح الرجل، وهو جنب، فأراد أن يصوم فليصم إن شاء. والدليل على ذلك ما ورد عن عائشة وأم سلمة أن رسول الله صلّ الله عليه وسلم كان يدركه الفجر، وهو جنب من أهله، ثم يغتسل ويصوم.

    3ـ الإفطار للشيخ الكبير:

    قال أمير المؤمنين عليّ رضي الله عنه في تفسير قوله تعالى: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} [البقرة:184].
    قال: الشيخ الكبير الذي لا يستطيع الصوم يفطر، ويطعم عن كل يوم مسكينًا.

    4ـ مكان الاعتكاف:

    عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عليّ قال:

    لا اعتكاف إلا في مسجد جماعة.

    وفي لفظ: إلا اعتكاف في مصر جامع.

    ولعله قصد بذلك أن الاعتكاف لا يقام إلا في مسجد المِصرِ الجامع، أي الذي تقام فيه الجمعة.

    5ـ ما يجوز للمعتكف:

    قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: إذا اعتكف الرجل فليشهد الجمعة، وليعد المريض ويشهد الجنازة وليأتي أهله وليأمرهم بالحاجة وهو قائم.


    من أحكام الحج:

    1ـ تقبيل المحرم امرأته:

    قال أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه:
    من قبّل امرأته وهو محرم فليهرق دمًا.

    2ـ قتل المحرم للحيوان الصائل:

    عن مجاهد عن عليّ في الضبع إذا عدا على المحرم فليقتله، فإن قتله قبل أن يعدو عليه فعليه شاة.
    ودليل ذلك قوله تعالى: {فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ} [البقرة:173].
    لأنه إن لم يقتله قتله، فيتحقق منه الاضطرار، ثم إنه انقلب بذلك حيوانًا شريرًا، فيلحق بالمؤذيات التي يجوز قتلها.

    3ـ قتل الغراب:

    يجوز للمحرم قتل الغراب عند عليّ رضي الله عنه، فقد قال: يقتل المحرم الغراب.
    ودليل ذلك قول الرسول صلّ الله عليه وسلم
    "خَمْسُ فَوَاسِقَ يُقْتَلْنَ فِي الْحَرَمِ: الْفَأْرَةُ، وَالْعَقْرَبُ، وَالْغُرَابُ، وَالْحُدَيَّا، وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ".

    4ـ الشك في الطواف:

    قال أمير المؤمنين عليّ رضي الله عنه: إذا طفت في البيت فلم تدر أتممت، أو لم تتم؟ فأت ما شككت، فإن الله لا يعذب على الزيادة.

    5ـ النسيان في الطواف:

    إذا نسي الرجل فطاف أشواطًا زائدة على المسنون يضيف إليها ما يبلغه مجموع أشواط طوافين عند عليٍّ، قال عليّ في الرجل ينسى فيطوف ثمانية: فليزد عليها ستة حتى تكون أربة عشر، يصلي أربع ركعات.

    6ـ النيابة للحج:

    من استطاع بماله الحج ولم يستطع ببدنه لشيخوخة أو مرض يجب عليه أن ينيب عنه غيره عند عليّ رضي الله عنه، نقل ذلك عن ابن حزم وغيره، فقد قال في الشيخ الكبير:
    إنه يجهز رجلا بنفقته فيحج عنه.
    ودليل ذلك ما روى ابن عباس أن امرأة من (خثعم) قالت: يا رسول الله إن أبي شيخ كبير عليه فريضة الله في الحج، وهو لا يستطيع أن يستوي على ظهر بعيره؟
    فقال النبي صلّ الله عليه وسلم
    "فَحُجِّي عَنْهُ".
    وهذا يدل على أن الاستطاعة بالمال كافية لوجوب الحج على المكلف عند علي ومن معه، أمّا الاستطاعة بالبدن فيكفي أن يستطيع بغيره إذا وجد، سواء أكان بمئونة أو إجارة أو غيرهما.





    زرقاء اليمامة غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  3. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 14-07-2016 الساعة : 12:55 PM رقم #2
    كاتب الموضوع : زرقاء اليمامة


    شاملى ماسى


    الصورة الرمزية nona

    • بيانات nona
      رقم العضوية : 56
      عضو منذ : Jul 2008
      المشاركات : 1,011
      بمعدل : 0.18 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 26
      التقييم : Array


  4. شكرا جزيلا و بارك الله فيك

    nona غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  5. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 16-07-2016 الساعة : 07:41 AM رقم #3
    كاتب الموضوع : زرقاء اليمامة


    شاملى ذهبى


    الصورة الرمزية مريم

    • بيانات مريم
      رقم العضوية : 69
      عضو منذ : Jul 2008
      المشاركات : 629
      بمعدل : 0.11 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 22
      التقييم : Array


  6. شكرا على المواضيع النافعة والسيرة العطرة للسلف الصالح

    مريم غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  7. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 17-07-2016 الساعة : 04:59 PM رقم #4
    كاتب الموضوع : زرقاء اليمامة


    شاملى ماسى


    الصورة الرمزية ابو بكر

    • بيانات ابو بكر
      رقم العضوية : 108
      عضو منذ : Jul 2008
      المشاركات : 2,453
      بمعدل : 0.43 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 40
      التقييم : Array


  8. شكرا وجزاكم الله كل خير

    ابو بكر غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  9. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 18-07-2016 الساعة : 12:51 PM رقم #5
    كاتب الموضوع : زرقاء اليمامة


    شاملى ذهبى


    الصورة الرمزية قويدار السيد

    • بيانات قويدار السيد
      رقم العضوية : 6169
      عضو منذ : Mar 2012
      المشاركات : 723
      بمعدل : 0.16 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 20
      التقييم : Array


  10. شكرا على الطرح الطيب بارك الله فيكم

    قويدار السيد غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  11. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 22-07-2016 الساعة : 12:35 PM رقم #6
    كاتب الموضوع : زرقاء اليمامة


    شاملى ماسى


    الصورة الرمزية حنين

    • بيانات حنين
      رقم العضوية : 132
      عضو منذ : Aug 2008
      المشاركات : 3,671
      بمعدل : 0.64 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 52
      التقييم : Array


  12. شكرا على الاقوال والسيرة العطرة للسلف الصالح بارك الله فيكم

    حنين غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  13. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 23-07-2016 الساعة : 06:26 PM رقم #7
    كاتب الموضوع : زرقاء اليمامة


    شاملى ذهبى


    الصورة الرمزية كلثوم

    • بيانات كلثوم
      رقم العضوية : 31973
      عضو منذ : Jul 2015
      المشاركات : 826
      بمعدل : 0.26 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 17
      التقييم : Array


  14. شكرا وجزاكم الله كل خير

    كلثوم غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  15. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 24-07-2016 الساعة : 02:52 PM رقم #8
    كاتب الموضوع : زرقاء اليمامة


    شاملى ماسى


    الصورة الرمزية كريمة

    • بيانات كريمة
      رقم العضوية : 52
      عضو منذ : Jul 2008
      المشاركات : 1,367
      بمعدل : 0.24 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 29
      التقييم : Array


  16. شكرا على السير والتراجم لسير السلف الصالح جزاكم الله كل خير

    كريمة غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  17. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 25-07-2016 الساعة : 06:55 PM رقم #9
    كاتب الموضوع : زرقاء اليمامة


    شاملى ماسى


    الصورة الرمزية ابو حاتم

    • بيانات ابو حاتم
      رقم العضوية : 32291
      عضو منذ : Mar 2016
      المشاركات : 1,620
      بمعدل : 0.55 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 25
      التقييم : Array


  18. مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

    ابو حاتم غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  19. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 17-08-2016 الساعة : 02:34 PM رقم #10
    كاتب الموضوع : زرقاء اليمامة


    شاملى ماسى


    • بيانات حسين الرفاعى
      رقم العضوية : 291
      عضو منذ : Apr 2009
      المشاركات : 1,383
      بمعدل : 0.25 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 29
      التقييم : Array


  20. شكرا وجزاكم الله كل خير على الطرح الطيب

    حسين الرفاعى غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس



معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك