جســـد الأسطــورة (2)
1

مارسياس
Marsyas

عازف فريجي بارع على اله الناي أو ساتير
وتقول بعض الأساطير انه هو الذي اخترع هذه الآلة – ابن اوليمبوس
و أحيانا يدعى سيلنوس ، احب الآلهة الام العظيمة سيبيل
وتبعها في كل مكان
فسافر معها إلى نيسا عازفا على الناس
ولقد استخدم مارسياس الناي بعد أن هجرته الآلهة أثينا
التي اخترعته وقد تحدى ذات يوما الإله ابوللو إلى منافسته
هو بالناي
والإله بالقيثارة الشهيرة
فقبل ابوللو التحدي وكانت نتيجة المنافسة
أن خسر مارسياس التحدي فقيده ابوللو إلى شجرة
وجعل يسلخ جلده حتى تعرى لحمه ، واخذ ينزف كل جزء منه دما
وتبدت عضلاته عارية للأعين كما ظهرت العروق نابضة بالدماء
وانكشفت جميع أعضائه الداخلية ، ثم هوى في النهاية
يحفر لنفسه مجرى نهر جديد
يتدفق منحدرا بين شاطئيه حتى يصب في البحر المضطرب الموج
وقد عرف هذا النهر الجديد باسم مارسياس أصفى انهار فريجيا
ولقد حزنت جميع الأرواح والهة الغابة على موت مارسياس
ورثته في تفجع حتى ملأت دموعها النهر
ولقد وقف الملك ميداس إلى جانب مارسياس في المنافسة
ولهذا عاقبة ابوللو بان مسخ أذنيه اللتين استمتعا إلى ناي مارسياس
إلى أذني حمار عقابا له
وكان جسد مارسياس المربوط على شجرة مصدر الهام
للفنانين بوصفه ضربا من الصلب والفداء
وقد ذكره أفلاطون في محاورة المأدبة حيث أطلق سقراط
اسم مارسياس أو سيلنوس كما يذكر في محاورة الجمهورية
أن آلة الناي يمكن أن تستدعي ( المظلم ) أي ديونيسوس
.في معارضته قيثارة ابوللو التي تمثل الانسجام

كما ذكره دانتي في الكوميديا الإلهية
واوفيد في كتاب التحولات
وماثيو أر نولد في امباذوقليدس في أثينا
حيث قام بمعالجة ألاسطورة
كما استلهمها فنانون كبار وجسدوها في لوحات خالدة
كل لوحة تتطرق الى الموضوع من ناحية واخرى
أمثال روفائيل وتينثوريتو ، وروبنس وغيرهم .

اللوحة الاولى




Apollo and Marsyas
José de Ribera
Oil on canvas, 17th century
Musée des Beaux Arts, Brussels
اللوحة الثانية



TIZIANO Vecellio
(b. 1490, Pieve di Cadore, d. 1576, Venezia)

The Flaying of Marsyas
1575-76
Oil on canvas, 212 x 207 cm
State Museum, Kromeriz
اللوحة الثالثة

من كتاب اوفيد
التحولات


2

ليليث
Lilith

آلهة الخراب في الديانة السومريه القديمة التي تسكن الخرائب
. والأماكن المهجورة
وهم يصورونها على أنها شخصية شيطانيه تظهر
. في ملحمة جلجامش وعندما يهاجمها جلجامش تهرب إلى الصحراء
وترد ايضا كشيطانه أنثى في الأساطير اليهودية
ويقولون أنها كانت الزوجة الأولى لآدم قبل حواء
ولكنه طوحها في الهواء لأنها رفضت أن تطيع زوجها
واعتبرت نفسها مساوية له نتيجة لكونها خلقت معه
. في وقت واحد ، فطردت من الجنة قبل خلق حواء

وقد جرت العادة في العصور الوسطى أن توضع
أربع عملات على فراش الزوجية اليهودي في ليله الزفاف ثم يقال
(( آدم وحواء ، اذهبي من هنا أنت يا ليليث ))

وترد ايضا
. كزوجة إبليس وأم جميع الأرواح الشريرة

ذكرها الشاعر الالماني الكبير جوته في قصيدة فاوست
. وعند دانتي روستي في بستان عدن


اللوحة الاولى



Lady Lilith
Dante Gabriel Rossetti. 1864-73

3


بيرموس وثيزبي
Pyramus and Thisbe

تشكلت شجرة التوت كما تحكي الأسطورة اليونانية
من دماء عاشقين هما
بيراموس وثيزبي
جرت أحداث هذه القصة في بابل خلال
حكم الملكة سميراميس
كانا يحبان بعضهما البعض بشغف ووله
إلا أن والديهما حالا دون إتمام الزواج
فكانا يتبادلان حديثهما بالإيماءات والإشارات
! وما اكثر ما كانا يتهمسان من خلف الجدار بالوله والشوق
وفي النهاية تواعدا على اللقاء والاختباء تحت شجرة التوت
المزهرة ذات الأوراق الكثيفة والثمار البيضاء
التي تجاور الينبوع العذب
لكن ثيزبي وصلت أولا فرأت لبوه جاءت تشرب
من النبع
وفمها يقطر بدم الثيران التي افترستها
فهربت إلى كهف مظلم وانزلق نقابها وهي تجري
وعندما وصل بيراموس رأى آثار أقدام اللبوه
ظاهرة والنقاب مخضبا بالدم
فامسك بالنقاب وهو يبكي و تحت شجرة التوت قتل نفسه
وعندما خرجت ثيزبي من كهفها ووصلت إلى الشجرة
وجدت حبيبها مسجى على الأرض المخضبة بالدماء
وارتمت فوقة وانتزعت الخنجر من صدره لتغرزه في صدرها
وهي تنشج بوجع
وغدت شجرة التوت تنبت ثمار تتلون عند نضجها
باللون الأرجواني القاني !
عالج هذه ألا سطوره عدد كبير من الكتاب وخلدها اكثر
. من فنان في لوحات معبرة ومدهشة


اللوحة الاولي

p://www.illusionsgallery.com/Thisbe-L.jpg

رائعة ووترهاوس
ثيزبي تنصت الى حديث بيراموس من خلف الجدار

Thisbe

John William Waterhouse
اللوحة الثانية
لوحة اخرى تصور موضوع بيراموس وثيزبي
في اجواء عاصفة
ولان حجمها كبيرا جدا
وضعنا لها هذا الرابط
بيرموس وثيزبي2

Strormy Landscape with Pyramus and Thisbe
by Nicolas POUSSIN
1651
Oil on canvas, 192,5 x 273,5 cm
Stأ¤delsches Kunstinstitut, Frankfurt
4

باندورا

( كل العطايا والهبات )

Pandora

المرأه الأولى – حواء – في الأساطير اليونانية
خلقها اله الحدادة الشائه الخلقة هيفاستوس
أعطتها افروديت بعضا من جمالها
وعلمتها أثينا أعمال المنزل وغزل الصوف
و أعطتها ديانا شيئا منم رشاقتها ، وكيوبيد حبه
وابوللو شعره
و أسموها باندورا
لأنها حصلت على كل الهبات
وتحكي ألاسطوره
أن الإله هرميس حملها إلى بروميثيوس ( المتبصر – المتروي ) وهو الإله
الذي خلق الرجل
لكنه رفض الزواج منها
وتزوجها شقيقه ابيتموس
Epimetheus
( أي المتهور أو العجول )
و أهداها كبير الإلهة زيوس صندوقا
( مليئا بالشرور )
واشترط عليها ألا تفتحه إلا بأذنه
غير أن باندورا ظنت أن في الصندوق أرواحا سحريه تكلمها
وتنسج لها الأماني
وأحست أن أملا كبيرا يملا قلبها
وان رغبه ملحه تسوقها إلى الصندوق كلما ابتعدت عنه
فأقدمت وضغطت على الصندوق
ضغطه هائلة
وسرعان ما خرجت منه خفافيش سوداء ذات مخالب حادة
فملأت هواء الغرفة ، وهوت على باندورا المسكينه تعضها
وتقول
انا المرض
ويقول اخر
انا الفقر
ويقول ثالث
انا الجوع
ويصيح رابعا
انا البخل
وخامس انا القحط
إلى آخر الشرور والرذائل التي تزخر بها الحياة
و أسرعت باندورا إلى الصندوق واغلقته .
!! لكن لم يبق فيه سوى الروح الطيب الأمل


طبعا لا يخفى على كل ذي لب أن الأسطورة
متجنية إذ تحيل الشرور التي المت بالعالم بسبب المرأة / باندورا
كما تشير أيضا إلى أن بروميثيوس / العقل / سارق النار
لم يقبل بها زوجا واتخذها ابيثيموس العجول والمتهور زوج له


هذه ألا سطوره وان تكن قديمه إلا إنها إحدى المفاعيل إلهامه
في تشكيل المخيال العدائي للمرأة
العداء قد يعبر عنه بأسطورة أو مثل أو بيت شعر
أو أي جنس أدبي
هذا النتاج الثقافي المتغاير الشكل هو في نظري
ما يبني عليه الكثير نظرتهم الدونية للمرأة
فتراهم يستندون تارة إلى مثل
هو في الحقيقة نتاج
فكر فرد ، ليس على الجميع الالتزام به
كما انه محصل تجربه شخصيه في الأساس
أو يستندون إلى اسطوره هي بالطبع نتاج رؤية
فرد أيضا أو مجتمع ما له قيمه وأفكاره .
يبني عليها نظرته إلى الوجود ومن هذا الوجود المرأة بالطبع .

لنعد إلى ألا سطوره
بقي في الصندوق الأمل
ذلك الذي تشد إليه القلوب الأحلام
هو هناك متكأ في الظلمة
الأمل لم يخرج هو هناك
ونحن البشر لا نزال متطلعين إليه دوما ،
يدوينا من علل الحياة
بأن يسقينا من ظلاله
! قطرة وهج


خلد الكثيرون هذه الاسطوره في اعمال فنيه رائعة
وتبقى رائعة الفنان وترهاوس هي الاكثر تعبيرا ودهشة

اللوحة الاولى




Pandora
John William Waterhouse