من المعروف ان الصنعه الالهيه كانت معجزه للانبياء عليهم السلام وكرامه للاولياء وهي علم مكتسب يستطيع ان يصل اليه كل احد بتوفيق من الله واجتهاد ،فالواصلين لهذه العلوم من غير الانبياء والاولياء على ثلاث اصناف ، فمنهم من اخذها وراثه من شيخه او احد اقاربه وهذا لا يعتبر حكيم في نظر الحكماء ، والثاني اخذها بالرياضات والخلوات من اسماء الله الحسنى والنوع الثالث أخذها بالبحث والتدقيق والترقي وهذا يسمى حكيما لانه لم يصل اليها الا بعد ترييض الفكر في علوم الاولين وفك رموزهم والبحث عن خفايا اسرارهم و المطلعين على كتب الكيميا ان الاكسير يتالف من جسد وروح ونفس تفصل بتفصيل طبيعي ثم تركب بتركيب طبيعي ليكون منها دواء يشفى علل باقي المعادن ويردها الى طبعه ، لانهم اتفقوا ان كل المعادن خلقت لتكون ذهبا فاصابها عارض من نقص الطباخ او زيادته فانعقدت قبل اوانها ودخلت عليها العلل من ذلك و والمعلوم ان العقار الذي منه يكون الاكسير هو واحد بالنوعيه ومتعدد في الشخصيه ، معنى ذلك انه من عدة معادن جمعت فصارت واحد ،وهذا مما حير الكثير لان الحكماء يذكرون ان الحجر من شئ واحد ولم يحددوا هذه الوحدويه اهي نوعيه ام شخصيه ،والنوعيه كما قالوا هي كالانسان والمعدن والنبات ويدخل تحته الكثير من الاشخاص فالانسان منه الانثى والذكر والطويل والقصير والابيض والاسود ، والمعدن ايضا واحد بالنوعيه كثير بالشخص كالرصاص والذهب والنحاس ،والحيوان كذلك كالاسد والطير والحوت،فلا بد لنا كطلاب لهذا العلم الشريف ان نبحث ونفك رموز الحكماء لمعرفة هذه الاشخاص التي تدخل في المركب ،وما سبب دخولها دون غيرها ؟وكيفية تفصيلها وتركيبها حتى تكون منها النتيجه الموضوع منقول لإعطاء فكرة عن علم الصنعة والإكسير .