عِلم التنجيم والكارما التبتيَّة-المنغوليَّة


الأبراج التنبُّئِية


إحدى الموادِّ التي يجب بحثها هي الأبراج التنبئية، التي تتنبَّأ بما قد يحدُث في الغالب خلال فترات مختلفة من حياة الشخص، مثل برج الولادة والتقويم الفلكي. ويشمل الأمر تسعة أجرام سماوية: الشمس والقمر وعطارد والزهرة والمريخ والمشتري وزحل، وما ندعوه في الغرب "العُقدتينِ القَمريِّتينِ: الشمالية والجنوبية". ودعونا نرجع إلى مثال عجلة الملاهي العملاقة التي على شكل إطار، مع تمثيل الشمس والقمر كُرتيْنِ تدوران حول الدرب الداخلي للإطار. يصف هذا مدارَيِ الشمس والقمر، والمداران ليسا متوازييْنِ تمامًا، بل إنهما يتقاطعان في الجانبيْنِ المُتقابليْنِ من الإطار، ونقطتا الالتقاء هما العقدتانِ الشمالية والجنوبية للقمر. وعندما تقع الشمس على إحدى النقطتيْنِ، ويقع القمر على النقطة الأخرى تمامًا، يحدُث الخسوف القمري. ويحدُث الكسوف الشمسي عندما تلتقي الشمس والقمر في أيٍّ من نقطتي الالتقاء. تتناول معظم أنظمة الفلك والتنجيم القديمة العقدتيْنِ القمريتيْنِ على أنها أجرامٌ سماوية، وتدعوها البوذية راهو وكالاغني، في حين تُسمِّيها الأنظمة الهندوسية راهو وكيتو؛ إذ يُعَدَّان الجُرميْنِ السماوييْنِ: الثامن والتاسع.

يَحسُب عِلم التنجيم التنبُّئي التبتي-المنغولي الفترة الحياتية المُتوقَّعة للشخص. وبعدها يَقْسِم فترة الحياة إلى فترات، يَحكُم كلاًّ منها أحدُ الأجرام السماوية التسعة في ترتيبٍ ثابت، وكل جرم سماوي يحكم لفترة معينة – نسبة معينة من فترة الحياة – حسَب حِصَّة ثابتة، وتختلف نسبة كل فترة عن الأخرى. وأنتم تحسُبون الجرم الذي يحكم الفترة الأولى من حياة الشخص، ومن خلال حساب نسبة فترة الحياة التي يحكمها ذاك الجرم تَستمدُّون طول الفترة الأولى. ويمكنكم تقسيم كلِّ فترة إلى فترات فَرعية من الحياة من خلال الحصص نفسها، والمتابعة في التقسيم إلى فروع ثانوية، ومن خلال مقارنة مُدد الفترات في خريطة الولادة للأجرام السماوية التي تحكم فترة معينة والتي تحكم فترة فرعية، وتقسيم الفترة الفرعية، تَستمِدُّون تفسير توقُّع حدوث شيءٍ ما لشخصٍ ما خلال ذلك الوقت.

تشبه الأنظمة الهندوسية الهندية لعِلم التنجيم التنبُّئِي النظامَ التبتي-المنغولي، ولكنها تختلف بشكلٍ كبير في عِدَّة أوجه. فالأنظمة الهندوسية لا تحسُب فترة الحياة. وتحكم الأجرام السماوية التسعة بالترتيب الثابت والحصص نفسها، كما هي الحال في النظام التبتي-المنغولي، ولكن على كل حال، فإن الفترات التي تحكمها الأجرام التسعة يصل عددها إلى ظ،ظ¢ظ* سنة. وهكذا، إذا كانت النسبة التي يحكمها أحد الأجرام السماوية هي ظ،ظ* ظھ فسيحكم اثنتي عشرة سنة في حياة كل شخص. والفرق الوحيد بين خرائط الناس يكون مع بداية السنوات الاثنتيْ عشرة في حياة الشخص. ومعظم الناس يُتوفَّوْن قبل بلوغ سن الـظ،ظ¢ظ* سنة، وبالتالي فإن تلك المرحلة قد لا تحدُث قبل موتهم. وفي النظام التبتي-المنغولي تحدث كل الفترات التسع في فترة حياة كل شخص، وإذا كانت النسبة التي يحكمها أحد الأجرام السماوية هي ظ،ظ* ظھ، وفترة الحياة لا تتجاوز الـظ¦ظ* عامًا، تكون فترة الجرم السماوي ست سنوات فقط.