طاقات الأطعمة في الطب الصيني التقليدي " حصري "

**ظفار العدوى** · 10:41 AM

طاقات الأطعمة في الطب الصيني التقليدي " حصري "

هناك اكتشاف مهم توصل إليه الصينيون القدماء هو أن الأطعمة المختلفة تمتلك طاقات مختلفة و بالتالي فهي تؤثر على
جسم الإنسان بطرق مختلفة .

وقد تم تقسيم الأطعمة إلى مجموعتين رئيستين من خلال تلك الإزدواجية القطبية الكونية المسماة " بالين و اليانغ" .

فالأطعمة الدافئة أو الحارة على سبيل المثال تعتبر أنها تمتلك خصائص " يانغية" بالتالي فهي قادرة على تدفئة الجسم و
تنبيه الحيوية الجنسية و تعزيز الدورة الدموية.

وتمتاز هذه الأطعمة بفائدتها العظيمة في فصل الشتاء و تكون مناسبة و مفيدة بصفة خاصة للمرضى
المصابين بأمراض " البرد" أو الأمراض " الينية".

وتقع لحوم الماعز و الدجاج و عشب الزنجبيل و البلح و الفلفل و الثوم و كذلك الليتشيه " وهي أسماء لفواكه صينية"
و اللونجون" وهي أيضا فواكه صينية" ضمن هذه المجموعة.

ومن ثم إذا ما كان شخص ما يعاني أمراض البرد فمن المهم أن يتناول أطعمة تكون دافئة أو حارة في طبيعتها لتضاد تأثير هذه الأمراض.

و أما الأطعمة " الينية" فهي باردة و يمكنها أن تغذي الكلى و تهدئ الروح بالإضافة إلى أعضاء الجسم المختلفة .

لذا فهي مفيدة لأشهر الصيف .

وهي مفيدة بصفة خاصة للمرضى الذين يعانون الأمراض أو الحالات المرضية" الحارة" مثل الأرق و الإمساك و نزيف الأنف
و عدم وضوح الرؤية.

و يؤكد الصينيون القدماء أن الناس يولدون بأنماط مختلفة للطاقة , فبعضهم يكونون مائلين بوضوح اتجاه " الين"
و البعض الآخر تجاه " اليانغ" و
هناك فئة ثالثة من الناس تقع فيما بين هذين الإثتين.

وهذا التصنيف لأنماط الطاقة فيما يختص بالبشر يعتبر مستقلا تماما عن اختلاف الجنس ( من ذكر أو أنثى).

ومع ذلك فإن له صلة وطيدة بالطعام الذي نأكله.

ويهتم المبدأ الغذائي الذي يعمل هنا بالتوازن و التناغم.

وهكذا فالذين يميليون تجاه " الين" يجب عليهم أن يأكلوا الأطعمة الأكثر دفئا أو الأكثر "يانغية" ليحافظوا على التوازن بين الين و اليانغ.

وبالمثل فالذين ولدو متميزين بنمط من الطاقة يميل إلى "اليانغ " , يجب عليهم أن يأكلوا الأطعمة الأكثر برودة
أو الأكثر "ينية" ليحافظو على توازنهم .

و أما الذين ولدو في منتصف طيف"الين \ اليانغ" فهم محظوظون , إذ انهم يتلائمون بشكل جيد مع كل من أطعمة "الين و اليانغ"
وهكذا تتيحلهم الطبيعة الفرصة لأنم يستمتعوا بتنوع أكبر من الأطعمة.

وبجانب نمط الطاقة الجسدية للفرد , فإن الصينيين القدماء اعتبروا المناخ السائد و فصول السنة من الإعتبارات المهمة في تحديد
أنماط الطعام يجب اتخاذها كمكونات غذائية رئيسية.

ونظرا لأن الفلسفة الصينية تؤكد أن الإنسان هو كائن صغير داخل الكون الكبير و أنه يجب أن يعيش في تناغم مع البيئة
الكبيرة ليحافظ على سلامة صحته , فإن نوع الطعام يجب أن يتناغم مع الفصول الأربعة.

وهذا ما يعرف في منظومة الرعاية الصحية الطبيعية الصينية بمبدأ " الأكل حسب فصول السنة " .

وبتعبير آخر أقول أن هذه المنظومة توصي بأن نلتزم بنظام غذائي يناسب فصول السنة.

ويعتبر الشتاء فصلا يتصف بالتحفظ و الراحة استعدادا للربيع القادم .

وفي هذا الجو البارد يجب أن يأكل المرء مزيدا من الأطعمة " اليانغية" الأكثر دفئا و سخونة, مثل لحم الضان و الفلفل
لكي يقوي الطاقة " اليانغية" الداخلية و يتغلب على الطقس "اليني" البارد.

وللسبب العكسي تماما ينصح المرء في فصل الصيف بأن يأكل مزيدا من الأطعمة " الينية" الأكثر برودة , مثل الكمثرى
و العسل و القرع و البطيخ و النباتات البحرية, لكي يضاد الطقس" اليانغي" الحار في البيئة التي يعيش فيها .

و في الربيع , يجب أن يأكل مزيدا من الأطعمة التي تتسم بطعم حلو مثل البنجر و البطاطا الحلوة لكي يغذي الكبد.

وهذا يرجع إلى أن فصل الربيع يضاهي الخشب " في نظرية العناصر الخمسة " ومن ثم فإنه يقابل الكبد.

وبطريقة مماثلة فإن المرء في فصل الخريف يجب أن يأكل مزيدا من الأطعمة العصيرية أو الزيتية مثل الفواكه و الماء القراح
و العصائر بالإضافة إلى الزيوت النباتية .

وهذا سببه أن الخريف فصل جاف رياحه قوية, مما يتطلب تناول المزيد من الماء و الزيوت لتزليق الأعضاء الداخلية بالجسم.

هذا التصنيف الدقيق للأطعمة و ملائمتها للأشخاص يعد خاصية مميزة للثقافة الصينية التي تتناقض بشدة مع الإستخدام العشوائي للأطعمة.

منقول