..:: مدرسة الأخطاء ::..




إن الوقوع في الخطأ ليس عيباً بحد ذاته .. ولكن ما يعتبر عيباً هو استمرار الوقوع


في هذا الخطأ .. مع المعرفة التامة بأنه خطأ ..

فمن حياتنا نتعلم .. ومن أخطائنا أيضاً نتعلم ..

ولكن كيف لنا أن نتعلم من أخطائنا ؟؟

إن أي شخص يرتكب الخطأ فقد قطع نصف الطريق لمعرفة الصواب .. وكل ما

قد يحتاج إليه هو التنبيه بأن ما فعله ليس صحيح .. ومن الخطأ الاستمرار فيه ..

ولا يتأتى ذلك إلا إذا وجد الشخص المناسب لتوجيهه إلى الصواب ..

وقد نرى الكثير ونسمع منهم كلمات قاسية .. وتعتبرمن فعلنا لهذا الخطأ جريمة لن

يغفرها لنا الزمن أبداً .. بل ونجد من يترصد لنا في ذلك بتكرار الكلمات نفسها في

كل لقاء بيننا .. وكأن الدافع لنا لارتكاب هذا الخطأ كان مقصوداً .. و قد نجد أننا

ندافع عن هذا الخطأ وكأنه صواب .. مع علمنا التام بأنه خطأ .. ولكن لما نواجهه

من إذلال وتعسّف يجعلنا دائماً نحارب من أجل إثبات صحتها .. وقد نجد من يضم

صوته إليك محاولاً الدفاع معك أيضاً لجهله التام بأنك أنت أيضاً تكره التمسك بهذا

الخطأ .. لتصبح قضية .. بلا قضية ..

.. فبعض الناس كالسكين لا يتحرك إلا ليجرح ..


ولكن لو وجد الشخص المناسب في الوقت المناسب .. لما حدث كل هذا ..

إن التوجيه والتعريف بالخطأ يحتاج إلى عقل مفكر محنّك في مناقشة الطرف الآخر

ليوضح أساسيات الخطأ .. وكيفية الوصول إلى الصواب ..

وإن الوقوف إلى جانب المخطئ أمر لابد منه لمعرفة الدافع الأساس لهذا الخطأ أولاً

ومن ثم محاولة التوضيح وبطرق تدريجية لما هو الصواب ..

فمن الصعب على المخطئ أن يتجاوز ذلك إلا إذا أوصلت له الصواب بطريقة

تدريجية .. وخاصة إن كان هذا الخطأ نتيجة عادات أو تقليد لمن سبق ..



كما أن الوقوف على تجارب الآخرين وخبراتهم تُعرفنا إلى الكثير من الأخطاء التي

وقعوا بها وبكل تأكيد فنستطيع الابتعاد عن ذاك الخطأ وسلوك الطريق الصحيح

الذي سلكوه من قبل .. فبعلمهم وأخطائهم وصلت إلينا النتيجة الصحيحة لتلك الأخطاء.





أيضاً مراجعة النفس أولاً بأول والنظر في أخطائها قد تساعد في معرفة الطريق

الصحيح .. فإن محاورة النفس دائماً ما ينتج عنه تحليل لكل ما فعله الشخص وقد

أحس بأنه كان له التأثير السلبي في نفوس الآخرين .. فهذا التأثير السلبي بكل

تأكيد لم تكن نتجية قول أو فعل صائب .. بل أن هناك خطأ أو لبس في فهمهم لك

فلابد عليك من مراجعة نفسك دائماً ومحاسبتها على تلك الأخطاء..
والأهم الإعتراف بأنه خطأ .. لكي تتجاوزه ولا تقع به مرة أخرى ..



فالخطأ كما ذكرت سابقاً ليس عيباً .. فلنتعلم من أخطأئنا .. ولا تنظر إلى من يحاول

إحباطك وإلقاء اللوم عليك دوماً .. لتقف أمامهم عاجزاً عن اتخاذ القرار بنفسك

حاول مرةً .. وأخرى .. وأخرى .. وستتعلم من كل خطأ وستعرف في النهاية
ما هو الصواب ..