السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
حافظ على قلبك وسلامك صدرك
بيئتنا فيها الكثير من الملوثات ، إما أن تكون قمامة يتم حرقها فتعكر الجو ، أو حطب نشعل فيه النار ونتحلق حوله من أجل التدفئة فيعلق في ملابسنا روائح الدخان ينفر منا من نقترب منه ، أو ورش تصليح السيارات وغيرها التي تجعل الهواء حولها كله رائحة زيوت وشحوم وبنزين ، أو روائح المسلخ والجلود واللحوم الجديدة والقديمة ، ومثل ذلك أحواش الأغنام والمزارع التي فيها ابل وسماد .
الملوثات مثل ما قلت كثيرة جدا حولنا ، ونحاول بقدر المستطاع أن نتجنب الكثير منها ولكن لكثرتها لابد أن تؤثر فينا واحدة من تلك الملوثات ونتعب من أثرها ، و نضطر لغسل ملابسنا والاغتسال كلما أردنا الذهاب إلى المسجد أو مجامع الناس والمناسبات.
لكن تبقى كل هذه الملوثات والأوساخ الناتج عنها وقتية الأثر ، ويمكن التعامل معها ولو بصعوبة لكن في النهاية هي لا تتعدى كونها مؤثر خارجي ليس في عمق نفوسنا ، بل لا تتعدى ملابسنا الخارجية ،وهذا يعني أنها ملوثات سهلة .
أما المشكلة الكبيرة فهي ملوثات الألسن وسوء النوايا وأوساخ القلوب وسوادها ، وما يبثه بعضنا على بعض من سب هذا وانتقاص ذاك وبيان عيوب الاخرين وتلويث قلوبنا الصافية بحيث نقوم من المجلس وقد تكدرت خواطرنا وحملنا الأوساخ داخلها فلم يعد في مقدورنا الابتسام مع هذا أو ذاك لأن داخلنا مشحون عليهم بكراهية وغل ، وصار يخالط أحاسيسنا كراهية لا نقوى على حملها ولا ردها ولا مسحها ولا نسيانها ولا غسلها .
أنت تكون صافي الذهن طيب النفس سليم الصدر ثم يأتي من يلوثه بنقل كلام جله أو كله ليس بصحيح يشوه به سمعة هذا أو ذاك ، فتنتقل لك الكراهية كما تلتصق رائحة العفن الكريه في الثياب .
لكن الثوب نغسله في دقيقة ويعود نظيفا ، ولكن القلب يصعب تنظيفه إلا بجهد وطول مدة
والحل هو أن تقي نفسك دوما من ملوثات المجالس وذلك من خلال محاولة توجيه دفة الكلام الدائر بقدر ما تستطيع ناحية الساحة الحيادية التي ليس فيها ضرر على غائب ولا تعد على إنسان ، والمجال في الحلال رحب واسع فليكن الكلام في تلك الساحة المفتوحة التي لا يأثم المتكلم فيها.
فبدل أن نتكلم في إنسان سواء حاضر أو غائب ، علينا أن نتكلم في أساليب وطرق وخطط و تنظير وعمل وفي كل ما يفيد.
وبهذا نحافظ على سلامة قلوبنا ونقاء صدورنا
تقديري للجميع
منقووول
المفضلات