القاتل الصامت




د. هشام الفخراني


يعد إرتفاع ضغط الدم سبب رئيسي للنوبات القلبية والسكتة الدماغية، وتساهم عوامل عديدة في الاصابة بالمرض منها العوامل الوراثية والإجهاد والتوتر وسوء التغذية، وحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية يصيب إرتفاع ضغط الدم حوالي 28- 30 %من البالغين في أنحاء العالم، وتزداد نسبة الاصابة مع التقدم في العمر، كما يصيب المرض الرجال أكثر من النساء، كما يعد المدخنون ومرضى ارتفاع نسبة الكوليستيرول والدهون أكثر عرضة للاصابة.

قد يظل الشخص مصابا بإرتفاع ضغط الدم لمدة طويلة دون أن تطهر عليه أعراض إرتفاع ضغط الدم، ولذا يطلق على ارتفاع ضغط الدم "القاتل الصامت" لأنه يدمر أجهزة الجسم دون أن يشعر المصاب.
ويؤدي الأهمال في علاج إرتفاع ضغط الدم إلي زيادة احتمالات الإصابة بمشاكل صحية كثيرة في مقدمتها أمراض القلب والشرايين التاجية والسكتة الدماغية وأمراض الكلي وأمراض شبكية العين.

*نشخيص إرتفاع ضغط الدم

يتم قياس ضغط الدم بواسطة مقياس الضغط وتكون أكثر من مرة علي فترات متباعدة
قراءة ضغط الدم تتكون من رقمين

- الأول: يطلق عليه الضغط الإنقباضي (systolic ) حيث يعتمد علي إنقباض عضلة القلب و قدرتها علي الإنكماش.

-الثاني: يُطلق عليه الضغط الإنبساطي (diastolic) و يعتمد علي إرتخاء عضلة القلب أثناء الراحة.
يمكن تقسيم قياس ضغط الدم إلي

- ضغط الدم الطبيعي: يكون الضغط طبيعيا إذا كان أقل من 120/80 ملمتر زئبق.

- مرحلة ما قبل إرتفاع ضغط الدم : عندما يتراوح الضغط الإنقباضي بين 120-139 ملمتر زئبق أو الضغط الإنبساطي يتراوح بين 80-89 ملمتر زئبق .

-إرتفاع ضغط الدم المرحلة اللأولي : عندما يتراوح ضغط الدم الإنقباضي بين 140-159 ملمتر زئبق أو يكون الضغط الإنبساطي يتراوح بين 90 - 99 ملمتر زئبق.

- إرتفاع ضغط الدم المرحلة الثانية : عندما يكون الضغط الإنقباضي 160 ملمتر زئبق أو أكثر أو يكون الضغط الإنقباضي 100 ملمتر زئبق أو أكثر .


*أسباب إرتفاع ضغط الدم

هناك العديد من العوامل التي تلعب دورا مهما في إرتفاع ضغط الدم مثل التدخين وزيادة الوزن وقلة النشاط البدني وتناول الكثير من الملح والإكثار من تناول الكحوليات والتوتر العصبي وكذلك تقدم العمر.

يصنف إرتفاع ضغط الدم إلي:

أولا: إرتفاع ضغط الدم الأساسي

أكثر من 90% من حالات إرتفاع ضغط الدم لا يمكن ردها إلى أسباب مرضية واضحة، ولذلك يطلق عليه إرتفاع ضغط الدم الأساسي، وقد تلعب الوراثة دورا مهما في هذا النوع، الذي يصيب الرجال أكثر من النساء ويتأثر بدرجة كبيرة بالنظام الغذائي ونمط الحياة والتدخين.
ثانيا: إرتفاع ضغط الدم الثانوي

ويكون إرتفاع ضغط الدم في هذه الحالة ناتجا عن سبب مباشر أو الاصابة بمرض كالتالي:

- أمراض الكلي المزمنة التي تؤثر علي نشاط الكليتين أو وجود أورام بها أو ضيق بأحد شرايين الكلي.
- أمراض الغدد الصماء مثل أمراض الغدة الدرقية والغدة الجار درقية أو الغدة الفوق كظرية أو زيادة الألديستيرون.

- وجود عيب خلفي في الشريان الأورطي وهذا يؤدي إلي إرتفاع ضغط الدم منذ الصغر.

- أحيانا يؤدي حدوث الحمل إلي إرتفاع ضغط الدم عند بعض السيدات.

-بعض أمراض المخ و الأعصاب وخصوصاالأورام.

- تناول بعض الأدوية مثل المسكنات والكورتيزون وأقراص منع الحمل وذلك لفترات طويلة.

- الإكثار من تناول الكحوليات و المواد المخدرة.


* أعراض و علامات إرتفاع ضغط الدم


- إرتفاع ضغط الدم الأساسي لا تصاحبه أي أعراض في معظم الأحيان، غير أن بعض المرضي قد يعانون من الصداع أو الدوار أو الإنهاك مع وجود خفقان في القلب.

- إرتفاع ضغط الدم الثانوي قد يظهر علي المريض بعض أعراض وعلامات المرض المسبب لإرتفاع ضغط الدم ويكون لكل مرض الأعراض الخاصة به ويجب عمل الفحوصات اللازمة وفق طبيعة كل حالة.

* علاج إرتفاع ضغط الدم

أولا: على المريض أن يقوم بتغييرات كلية على نمط الحياة.


- إتباع نظام غذائي صحي يحتوي علي القليل من الملح والدهون مع الإكثار من الخضروات وألفاكهة.

- الإبتعاد عن التدخين بصفة نهائية وكذلك التدخين السلبي.

- الإبتعاد عن المواد الكحولية .

- محاولة إنقاص الوزان الزائد .

- المحافظة علي أداء التمارين الرياضية علي الأقل 30 دقيقة شبه يوميا.

ثانيا: تحتاج بعض الحالات إلي تناول الأدوية الخافضة لإرتفاع ضغط الدم، عندما يكون التغيير في نمط الحياة غير كاف لخفض ضغط الدم وكذلك بالنسبة للمرضي الذين يعانون من أسباب مرضية أدت لإرتفاع ضغط الدم، وتصرف هذه الأدوية بعد إستشارة الطبيب و حسب الحالة