النتائج 1 إلى 4 من 4
  1. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 10-12-2016 الساعة : 05:51 PM رقم #1

    افتراضي كتاب قوة التحكم في الذات ( للكاتب والمحاضر العالمي د. ابراهيم الفقّي ) 6



    نائب المدير العام


    الصورة الرمزية نسائم الرحمن

    • بيانات نسائم الرحمن
      رقم العضوية : 6009
      عضو منذ : Jan 2012
      المشاركات : 5,178
      بمعدل : 1.15 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 64
      التقييم : Array


  2. قوة التحكم في الذات ( للكاتب والمحاضر العالمي د. ابراهيم الفقّي ) 6



    في الحقيقة كل منّا كان ضحية للشعور بالضيق في وقت ما في حياتنا ، وكنّا ايضا" سجناء العواطف السلبية التي قد تكون في صورة خوف أو حزن أو الم ... وهناك بعض الناس الذين يحاولون الهرب من مشاكلهم بتعاطي المخدرات أو شرب الخمور أو التدخين أو الشراهة في الأكل أو لعب القمار أو حتى مشاهدة التليفزيون لفترات طويلة . وللأسف فإن هذه العادات السلبية تتسبب في ضررا" أكثر وتسلب الإنسان مقدرته على الشعور وتعطيه مهربا" مؤقتا" ، وتكون آثارها السيئة أكبر بكثير على المدى الطويل .

    والآن ... ألم يحن الوقت أن نحرّر أنفسنا من العواطف السلبية والعادات السلبية ؟
    ألم يحن الوقت لنحرّر أنفسنا من القيود ونتوقّف عن البكاء على الماضي ؟
    ألم يحن الوقت أن نسيطر على عواطفنا ولا نسمح لأي إنسان أو أي شيء ان يملي علينا ويختار لنا أحاسيسنا ؟

    هذا هو موضوعنا في هذه الفقرة.

    لنبدأ بفهم السببين الرئيسيين للعواطف ... فبناءا" على رأي سيجموند فرويد فإن أول سبب للعواطف هو " الحب والرغبة ". أمّا السبب الثاني فهو " الخوف والفقدان ". والسبب الأول يرتبط بالمتعة والسرور ، ويدفع الإنسان للتحوّل تجاه رغباته... أمّا الثاني فيرتبط بالألم ويدفع الإنسان للأبتعاد عن مصدر الألم . وتختلف مصادر العواطف من شخص إلى آخر وتتحدد طبقا" لطريقة تفكيرنا وتفسيرنا للأشياء ومفهومنا ورؤيتنا للمواقف . فمثلا" اذا كان لدى شخص ما رغبة شديدة للتدخين فإنه سيربط المتعة بتناوله للسيجارة ويتجه للتدخين ... وربما يربط شخص آخر الألم بعلاقة سيئة فيميل لإنهاء تلك العلاقة ويبتعد عنها ... وفي كلتا الحالتين قد بنيت العواطف على أساس كيفية رؤية الشخص للمواقف والأفكار التي يضعها في ذهنه ، وبالتالي فرؤيتك لأي موقف هي التي تحدّد نوعية حياتك ، وفي ذلك يقول أبراهام لينكولن " يكون المرء سعيدا" بمقدار الدرجة التي يقرّر أن يكون عليها من السعادة "... فإذا ربطت ذهنك بأفكار سعيدة ستحصل على إحساسات سعيدة والعكس بالعكس حيث أن ذلك يرجع لك أنت لأنه لا يوجد لدى أي إنسان آخر القدرة ليجعلك تشعر بالنقص دون رضاك أنت ... وفي الواقع لا يمكن لأي إنسان ولا أي ظرف ان يجبرك على الإحساس بشيء ما بدون موافقتك انت ... فأنت قبطان سفينتك والحارس على عواطفك ... والعواطف مثل المصعد ترتفع وتنخفض، ولكنك انت المتحكّم فيها ، فالطريقة التي تنظر بها لأي موقف هي التي تسبب لك إمّا السعادة أو التعاسة . وكما قال د. زيلارد جايلين في كتابه الأحاسيس " من الممكن أن تشعر في يوم ما بالانبساط ثم تشعر بالانقباض في اليوم التالي مباشرة ، وما بين الأحساسين كل متعة الجنّة وكلّ بؤس الجحيم ".

    ففي أي مرّة ينتابك الشعور بعواطف سلبية عليك أن تسأل نفسك هل هذه العاطفة مفيدة أم ضارّة ؟... هل ستساعدني على التقدّم وتحقيق أهدافي ؟... فإذا كانت الإجابة بالنفي فعليك استعمال ما أطلق عليه " قانون الثلاثة " وهو :


    1- قم بملاحظتها .

    2- قم بإلغائها.

    3- قم باستبدالها ، بأن تتصرّف فيها فورا" .

    فإذا لاحظت أنك تمرّ بعواطف سلبية ، وسألت نفسك الأسئلة المناسبة فإنك ستكون لديك القدرة على استبدالها ... وفي ذلك قال البرت أينشتين " لو كنت على وشك أن أقتل وأمامي ساعة واحدة فقط لأبحث عن طريقة لإنقاذ حياتي فإنني سأكرّس أول خمسة وخمسين دقيقة في البحث عن السؤال المناسب ، وبمجرّد الوصول إلى ذلك فإن العثور على الإجابة سيحتاج إلى خمس دقائق فقط ".

    فإذا شعرت بالضيق فعليك بسؤال نفسك :

    - لماذا اشعر بالضيق ؟ ... وبمجرّد الوصول إلى السبب عليك بسؤال نفسك :

    - -ما الذي أريد أن أشعر به ؟

    - وكيف يمكن تغيير إحساسي ؟

    وبعد ذلك عليك قم بالتحرّك في اتجاه الأحاسيس التي تشعرك بالسعادة .

    والآن أقدم لك المبادئ الأربعة للسعادة:

    1) الهدوء النفسي الداخلي:

    عندما يكون كيانك الداخلي في سلام وتكون متصلا" بذاتك الحقيقية وبعيدا" عن ال "أنا" السلبية وقيودها ، وعندما تسمح لقوّة الحب بأن تملأ قلبك وروحك فإن كيانك الداخلي سيجعل مقاومتك شديدة ضد أي تأثيرات وأحداث العالم الخارجي ، وستتمتع ليلا" بالنوم العميق الهادئ بصرف النظر عن الأحداث التي مررت بها خلال اليوم .

    2) الصحة السليمة والطاقة :

    أن كثيرا" من الناس –للأسف- يضعون الصحة والطاقة في آخر قائمة اهتماماتهم ... فالكثير يدمنون التدخين ويأكلون بشراهة ويبالغون في أحتساء المكيّفات ونادرا" ما يمارسون أي رياضة ويبدأون في فهم قيمة الصحّة والطاقة فقط إذا انتابتهم المصائب والكوارث الصحية . وقد قال الله تعالى (( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة )) ... ولك أن تعلم أن الطريقة التي تبرمج بها عقلك ونظام التغذية التي تتعوّد عليه ، ومدى مداومتك للألعاب الرياضية كل ذلك يؤثّر على مستوى صحّتك وطاقتك فإذا كنت في صحّة ممتازة ولديك طاقة عالية ستكون أكثر حماسا" واكثر شعورا" بكيانك ، وتكون سعادتك على درجة أعلى .

    3) الحب والعلاقات :

    عندما تكون علاقتك بالآخرين طيبة ، وعندما تكون على علاقة يسودها الحب مع من حولك وتشعر فعلا" أنهم يهتمّون بك ويحتاجون إليك ستكون أكثر سعادة .

    4) تحقيق الذات :

    عندما يكون عندك أهدافا" ذات قيمة وتشعر بالحماس لتحقيقها ستجد أنك تعمل في هذا الأتجاه وسيكون شعورك إتجاه ذاتك وتجاه مقدرتك على النجاح إيجابيا" وستحقق أهدافك وستكون ثقتك بنفسك أكبر عندما تقوم برسم طموحات وأهداف جديدة وستشعر بأن تأثيرك في الحياة واضح وستكون بالتالي أكثر سعادة.

    هذه المبادئ الأربعة هي مصادر السعادة والعواطف الإيجابية والضعف في أي منها يكون سببا" في تعرّضنا للألم والعواطف السلبية .

    وفيما يلي توضيح كيف يمكنك تحويل الأحاسيس السلبية إلى أحاسيس إيجابية في الحال .

    هناك ثلاث قواعد رئيسية يمكنك عن طريقها أن تتحكّم في الأحاسيس السلبية وتغيّرها :

    1- تحرّكات الجسم :

    إن الطريقة التي تحرّك بها جسمك تؤثّر على ذهنك وعلى أحاسيسك ولنوضّح ذلك عليك بإتباع الخطوات التالية :-

    · أرخي أكتافك وأخفض رأسك وتنفّس ببطىء وفكّر في شيء يسبّب لك الضيق بدرجة كبيرة وردّد قائلا" " أنا مسرور وفي غاية السعادة " ... هل هذه الطريقة صحيحة ؟ ... هل تعكس شعورك الحقيقي ؟ ... بالطبع لا .

    · والآن إتّبع الخطوات العكسية التالية :

    أرفع أكتافك ورأسك لأعلى وتنفّس بقوّة وضم قبضة يدك كما يفعل الملاكمون وردّد " أنا ضعيف " ... هل هذه الطريقة تعكس شعورك الحقيقي ؟ ... بالطبع لا .

    في كلتا الحالتين السابقتين حركات الجسم لا تعكس الرسالة التي ترسلها أنت إلى ذهنك. فعندما يأتي إلي في العيادة أي شخص للعلاج من الأكتئاب الذي يقول أنه يشعر به فعادة اسأله " وكيف فعلت ذلك ؟" وهذ السؤال موجّه للشخص صاحب الحالة لأني أريده يلاحظ شيئين :: أولهما أنه هو نفسه السبب في الشعور الذي ينتابه ، ثانيهما أن حالته النفسية هي انعكاس لحركات جسمه ... وهنا اقوم بسؤاله أن يصف لي تحرّكات جسمه شاملة الأكتاف المنحنية والرأس المنخفض وطريقة التنفّس التي تتم بالكاد ... ثم أطلب منه أن يقف ويرفع أكتافه ورأسع لأعلى ويتنفّس بعمق ثم اسأله عن إحساسه ، ويكون ردة عادة " أشعر بتحسّن الآن ".

    نخلص من ذلك إلى أن الطريقة التي تحرّك بها جسمك تؤثّر قطعا" على إحساساتك .

    2- تعبيرات الوجه :


    هل تعرف عدد العضلات في وجه الإنسان؟... 80 عضلة ، وكل عضلة متصلة بجزء معين في المخ لذلك فإذا كنت سعيدا" ستبتسم وإذا كنت مسرورا" ستضحك وإذا كنت في حالة من الضيق فستعبّر عن ذلك بعبوس الوجه . وبتغيير تعبيرات الوجه يمكنك تغيير احساساتك ... ولنقوم بتجربة ذلك عليك بإتباع الآتي : أرسم ابتسامة على وجهك ، ما الذي تشعر به وأنت تبتسم ؟... والآن ارسم نضرة غضب وامتعاض على وجهك ... ما الذي تشعر به وانت في هذه الحالة ؟

    أجرت إحدى المستشفيات الجامعية في كاليفورنيا بحثا" عن تعبيرات الوجه ، واكتشفوا أن لتعبيرات الوجه أثرا" كبيرا" على إحساسات الأشخاص الذين أجري البحث عليهم فبدأوا في علاج مرضاهم والأبتسامة على وجوههم ... وبعد ثلاثة أيام فقط من معالجة المرضى المكتئبين بمساعدتهم على الابتسام والضحك كانت نتيجة الشفاء إيجابية لنسبة كبيره منهم.
    ولنقم الآن بتجربة بسيطة وهي عليك أن تحاول أن ترسم على وجهك ابتسامة وامتعاضة غضب في نفس الوقت ... هل تستطيع عمل ذلك؟... بالطبع لا، حيث أن الأمر يختلط على عقلك الباطن فليس من الممكن أن تقوم بعملين متضادين في نفس الوقت ، ولكن من الممكن إحلال فعل أو فكرة بغيرها.

    لنقم الآن بتجربة أخرى ...قم بالتفكير في شيء أو شخص ما كان سببا" في أن ينتابك شعورا" سلبيا" . والآن فكّر في مرّة كنت غارقا" فيها في الضحك ربما من مشاهدتك لإحدى الأفلام الساخرة الهزلية أو لسماعك لإحدى القفشات، والآن فكّر مرة أخرى في الشخص الذي سبّب لك إحساسا" سلبيا" وستلاحظ أن أحاسيسك تغيّرت لأن تجربة الضحك اختلطت بالتجربة السلبية ...عندما تبتسم ينخفض مستوى الأدرينالين في الجسم ويرتفع مستوى الأندروفين ويسبب شعورك بسعادة أكثر وتوتّر أقل. فعليك أن تلاحظ في أول مرّة قادمة تواجهك فيها أي مشكلة أن ترسم أبتسامة على وجهك، وربما لا يكون ذلك بالشيء الهيّن والممكن في كل مرّة، ولكن قم بعمل ذلك على أي حال حتى لو يتطلّب ذلك منك أن ترسم أبتسامة مزيّفة على أن تتقن القيام بذلك بدون أي مجهود.

    3- التمثيل الداخلي:

    عند قيامك بعمل أي شيء فإنك تستخدم حواسك الخمس، فالطريقة التي ترى بها وتسمع بها وتتذوق بها وتشم وتحس بها أي شيء يؤثّر على أحساساتك. والطريقة التي تعيش بها أي تجربة لها تركيبها الخاص ، فإذا قمت بتغيير هذه التركيبة فيمكنك بالتالي تغيير التجربة ذاتها ، ولنقوم بتحليل ذلك عليك بإتباع الاتي :

    فكّر في أحد الأشخاص الذين يجعلونك تشعر بالضيق من مجرّد التفكير فيهم ، وما الذي تشعر به؟ ... والآن تخيّل وجهه وكأن له أذانا" طويلة مثل الرانب ، ما الذي تشعر به الآن ؟
    إذا قمت بتغيير شكل تركيبة أي موقف فيمكنك تغيير الموقف كلّه أو التجربة كلّها ... فعندما يكون عندك إحساسا" بالضيق فإنك تستخدم حواسك الخمس بتركيبة معيّنة ، أمّا إذا كنت تشعر بالسعادة فإنك تستخدم نفس الحواس ، ولكن بتركيبة مختلفة تماما". والآن سنقوم بهذه التجربة :

    - فكّر في موقف مررت به في الماضي وسبّب لك شعورا" بالضيق.

    - عندما تفكّر في هذا الموقف قم بملاحظة أول شيء يخطر ببالك ، هل هو صورة تراها مثلا" ؟... أو صوتا" تسمعه أو شيئا" تحسّه ؟ ... فمثلا" لو قلت " أنا أرى نفسي أقوم بعمل شيء " ، فعلى ذلك يكون أول شيء قد خطر على بالك هو صورة . والآن قم بملاحظة الشيء الثاني الذي يخطر على بالك هل هو صوت إم إحساس ؟ ... فإذا قلت أنه صوت فلاحظ أي صوت هذا بالتحديد ، هل هو صوتك أنت أم صوت شخص آخر ، لاحظ ما الذي تقوله لنفسك ... فربما يقول أحد الأشخاص " أنا أشعر بالضيق " أو " أنا أشعر بالتعب " ... فما الذي تقوله لنفسك بالتحديد ؟ ... والآن لاحظ ما الذي تحسّه بالضبط ، ولاحظ أين يتركّز هذا الإحساس ، هل هو في المعدة ، أم في الصدر ، أم في الأكتاف ، أم في الرأس ؟

    نحن الآن عندنا تركيبة كاملة تبيّن كيف أن شعورك بالضيق يتمثّل في داخلك . وبالطبع من الممكن أن تختلف التركيبة من شخص لآخر ، فمثلا" من الممكن أن يأتي الصوت ثم الإحساس ثم الصورة أو يأتي الإحساس ثم الصورة ثم الصوت .

    - والآن عليك أن تلاحظ أين تتركّز الصورة ، هل هي أمامك أم على يمينك أو يسارك ... تخيّل أن هذه الصورة تبتعد عنك بعيدا" ثم تخيّل أنها تبتعد أكثر فأكثر ، قم بملاحظة إحساسك وما الذي تشعر به .

    - والآن خذ الصوت واستبدله بصوت يقول " أنا قوي ، أنا قوي " ... وأخيرا" تنفّس بعمق ثم أخرج كل الضغوط والعواطف السلبية مع إخراجك لهذا النفس العميق .

    - والآن استبدل الصورة وتخيل نفسك وأنت تشعر بأرتياح وسعادة وقل " أنا قوي " والآن تنفّس بقوّة ثم ارسم ابتسامة على وجهك ... والآن ما هو شعورك ؟
    عندما تغير تحرّكات جسمك وتعبيرات وجهك والتصوّرات الداخلية يصبح في إمكانك تغيير احساساتك في الحال .


    والآن إليك هذه الوصفة الفعّالة التي ستساعدك على تغيير أي عواطف سلبية وتجعلك تشعر بالأرتياح والسعادة :

    1- دوّن إحساسا" سلبيا" يؤثّر عليك الآن .

    2- دوّن لماذا أنت لديك هذا الإحساس .

    3- قم بتمزيق هذه الورقة وإلق بها بعيدا".

    4- والآن دوّن إحساسا" إيجابيا" تحب أن تشعر به .

    5- تخيّل نفسك بإحساسك الجديد .

    6- إغمض عينيك ولاحظ أول شيء يخطر ببالك عندما تفكّر في هذا الإحساس وهل هو شيء تراه ، تسمعه ، أم تشعر به ؟... ثم لاحظ الشيء الثاني والشيء الثالث الذي يخطر على بالك .

    7- غيّر في الصورة ، إقترب منها وقم بتكبيرها ثم إدخل فيها ثم غيّر في الصوت وأجعله صوتا" مرتفعا" وقويا" .

    8- غيّر تحركات جسمك ، إرفع رأسك لأعلى مع فرد الأكتاف والتنفّس بقوّة .

    9- ردد قولك " أنا قوي " خمس مرّات .

    10-إرسم أبتسامة على وجهك .

    والآن ما الذي تشعر به بعد مرورك بكل هذه الخطوات ؟

    والآن لنذهب أبعد ونتعمّق أكثر في طريقنا إلى " السيادة على الذات " حتى يمكننا أن نكتشف كيف نتحكّم في مخاوفنا ، وكيف نتخلّص من أي خوف قد يكون ملازما" لنا طوال حياتنا . لا بد أن تفهم أولا" أن الخوف المرضي الذي هو بلإنجليزية فوبيا phobia هو عبارة عن خوف غير منطقي ، ثم أن الإعتقاد العميق بأنه حقيقة عند الشخص المصاب به لا يعني أنه حقيقة بالنسبة لكلّ الناس .

    دعني أسالك ... هل تعتقد أن كل إنسان عنده خوف من الطائرات ؟... بالطبع لا. وما رأيك فيما يتعلّق بالخوف من الأماكن العالية ، والخوف من الحيوانات والحشرات والأماكن المغلّفة أو أي خوف مرضي آخر ؟ ... هل تعتقد أن كل الناس يشعرون بهذا الخوف ؟ ... بالطبع لا ... أليس كذلك . ولكن الشخص الذي يعاني من الخوف المرضي يكون هذا الخوف حقيقة بالنسبة له ، وذلك بسبب تجربة مرّبها في الماضي وبناءا" على ذلك فأنك أنت اليوم بخبراتك وتجاربك وعمرك ليس هو نفس الشخص الذي يعاني من الخوف ، ولكن أنت كشخص في الماضي هو الذي لديه هذا الخوف وظل ملازما" لذاتك طوال السنين الماضية . والآن ألا تعتقد انه قد حان الوقت لكي نتخلّص من أي خوف ، ونتمتع بحياتنا بدون أي قيود ؟... يذكّر دائما" أنك لو غيّرت تركيبة أي خوف مع تغيير معانيه فإنك ستستطيع تغييره والتخلّص منه .

    وإليك التجربة التالية :

    هل تحب أن تشاهد أفلام الرعب ؟... لو كانت الإجابة بنعم ، فهل من الممكن أن تشاهد مثل تلك الأفلام في وقت متأخر بعد منتصف الليل وأنت بمفردك ؟... وعندما ينتهي العرض وتريد الذهاب إلى دورة المياه مثلا" ، فهل تأخذ في التلفّت حولك ؟

    والآن دعني أسألك ... إذا شاهدت فيلما" من افلام الرعب مع أصدقائك في وسط النهار ، فهل ستكون إحساساتك هي نفسها كما في الحالة السابقة ؟ ... بالطبع لا ، أليس كذلك ؟

    فياترى ما هو الذي يسبّب الخوف بالتحديد ، هل هو الصوت أم الصورة أم كلاهما ؟ ... كلاهما أليس كذلك ؟ ... وهل إحساسك بالخوف سيكون على نفس الدرجة لو أن شاشة العرض بعيدة عنك جدّا" ؟... لا. وبالنسبة لحجم الشاشة فإذا قمنا بتصغير الشاشة جدا" فهل درجة إحساسك بالخوف ستكون هي نفسها في حالة الشاشة الكبيرة ؟...لا. والآن لنلعب قليلا" في الصوت ... فإذا أوقفنا الصوت تماما" فهل ستكون إحساساتك هي نفسها ؟... وإذا أضفنا إلى الفيلم موسيقى معيّنة مثل تلك التي نسمعها عادة في العروض البهلوانية ( السيرك ) فهل ستكون إحساساتك هي نفسها ؟

    والآن لنغيّر في الصوت والصورة في نفس الوقت ... فنقوم بوضع موسيقى العروض البهلوانية ، وفي نفس الوقت نضع أذانا" طويلة مثل أذان الأرانب لجميع شخصيّات الفيلم ، هل ستكون إحساساتك هي نفسها ؟ وهل أصبح هذا الفيلم الآن فيلما" من أفلام الرعب ؟ بالطبع لا ... ما هو السبب ؟ ... السبب هو أن تركيبة التجربة أختلفت تماما" ، وتغيّرت بالتالي نظرتك تجاهها.

    فلنتخلّص الآن من الخوف نهائيا" والى الأبد ( ولكن تذكّر أن هذا ليس بديلا" للعلاج في الحالات العسيرة التي يفضّل فيها استشارة الطبيب النفس المتخصّص ، ويفضّل أن يكون معك شخصا" تثق فيه إذا أردت أن تقوم بهذه التجربة بمفردك )

    والآن لنبدأ التجربة :

    1- تخيّل أنك في إحدى صالات عروض السينما ، وحولك كثير من الناس ، وتشعر بالأمان لأن أثنين من الأشخاص المفضّلين لديك يجلسان إلى جانبك مثل والديك أو اصدقائك ... الخ.

    2- لاحظ أن هناك شاشة عرض كبيرة أمامك وسيعرض فيها فيلما" عن الخوف المرضي الذي ينتابك ، وتذكّر أنّك هنا فقط لتشاهد الفيلم ( العرض ) ، وأنّك لست جزءا" من أحداثه ، وأن بجانبك أشخاص يكنّون لك الحب ويخافون عليك .

    3- ضم قبضة يدك كما يفعل الملاكمون لأن ذلك سيساعدك على أن تتذكّر أنك لست جزءا" من الفيلم وأنك فقط بين المشاهدين وفي إمكانك التحكّم في الفيلم , إبدأ الفيلم بالمشهد الذي يصوّر آخر مرّة شعرت فيها بالخوف المرضي والظروف المحيطة بتلك الواقعة ، وابدأ بالأحداث واجعل شريط الأحداث يمرّ كلّه أمامك إلى نهاية الفيلم .

    4- عندما تصل إلى نهاية الفيلم قم بإيقاف الشريط .

    5- والآن أنتقل وتخيّل نفسك وأنت متوجّها" ناحية شاشة العرض لتدخل داخل الفيلم في المنظر النهائي ، ثم قم بعرض الفيلم بالعكس وبسرعة جدا" مثلما كانت تعرض الأفلام الهزلية القديمة ( كأفلام شارلي شابلن ) وكرّر عرض الفيلم بالعكس خمس مرّات .

    6- قم بعرض شريط الفيلم مرّة أخرى بالعكس مع إضافة اذان الأرانب إلى كل شخصيّات الفيلم وإضافة موسيقى عروض السيرك .

    7- تنفّس بعمق ثلاث مرّات ، ثم ردّد ثلاث مرّات " أنا تحرّرت من الخوف وأنا قوي " ، حرّك رأسك وأكتافك ثم صف شعورك .

    8- لنتأكد من نجاح هذه التجربة ... تخيّل نفسك في المستقبل في موقف كان يسبّب لك خوفا" في الماضي ولاحظ أحاسيسك ، لو أن هذه الأحاسيس أصبحت طبيعية وإيجابية فأنت قد تحرّرت من الخوف ، أمّا إذا لا زالت سلبية فقم بإعادة التجربة من جديد .

    9- تخيّل نفسك الآن وأنت قوي وأكثر ثقة وحرّية ، قم بتكبير هذه الصورة وأجعلها مشرقة ، قم بتقريب الصورةمنك وأضف إليها جميع الألوان الجميلة التي تحبّها ، أدخل داخل الصورة وعش أحاسيسها ولاحظ مدى القوة التي أصبحت عليها .

    10-أخرج من الصورة ، تنفّس بعمق ثلاث مرّات ومع كل مرّة تخيّل صورتك أمامك ثم توقف لحظة واشكر الله سبحانه وتعالى الذي أنار لك طريقك للحرّية .

    ايتداءا" من اليوم عليك بأن تمسك بزمام أمور حياتك ولا تحبس نفسك في حلقة مفرغة إملأ أي فراغ في حياتك ، أبدأ في ممارسة هوايات جديدة كالرسم مثلا" أو الرياضة ... الخ ، وإذا اردت أن تتكلّم مع أحد الأشخاص عن مشكلة ما فقم بأختيار الشخص الذي يملك العلم والتجربة لمساعدتك ولا يقع أختيارك على الأشخاص الذين يقومون بتعقيد المشكلة أكثر وأكثر ، ولا تستمرّ في سجن نفسك في الماضي لأنك لو أستمرّيت في العيش في ماضيك فسيصبح هو حاضرك ومستقبلك .

    قم بكافأة نفسك مرّة في الأسبوع على الأقل وقم بمشاهدة أحد الأفلام المضحكة مثلا" أو قم بقراءة كتابا" لطيفا" أو قم بدعوة نفسك إلى أحد المطاعم . عليك القيام بالاستمتاع بالإجازات في الأماكن الهادئة من وقت لآخر لتتمتّع بالراحة من عناء العمل المستمرّ ، أو على أبسط تقدير قم بالمشي والتمتّع بجمال الطبيعة ، وأضحك كثيرا" فالحياة أقصر بكثير من أن نضيّعها هباءا ، وركّز على الأشياء التي تحبّها أنت لأن معنى الحياة هو المعنى الذي تضعه لنفسك .

    أجعل حياتك رائعة لأن كل يوم هو عبارة عن بداية جديدة ، وكل لحظة هي نعمة من الله عزّ وجلّ ... وكما قال الله تعالى (( أن الله لذو فضلا" على الناس ولكنّ أكثر الناس لا يشكرون ))

    وتذكّر دائما" :

    عش كل لحظة كأنها آخر لحظة ،

    عش بالإيمان ، عش بالأمل،

    عش بالحب ، عش بالكفاح ،

    وقدّر قيمة الحياه

    يتبع ...

    يمكنك مشاهدة توقيعي بالنقر على زر التوقيع

    نسائم الرحمن غير متواجد حالياً
    • توقيع نسائم الرحمن






  3. رد مع اقتباس
  4. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 11-12-2016 الساعة : 03:30 PM رقم #2
    كاتب الموضوع : نسائم الرحمن


    شاملى ماسى


    الصورة الرمزية ميمونة

    • بيانات ميمونة
      رقم العضوية : 292
      عضو منذ : Apr 2009
      المشاركات : 1,363
      بمعدل : 0.25 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 29
      التقييم : Array


  5. شكرا على الموضوع والافادات القيمة

    ميمونة غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  6. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 12-12-2016 الساعة : 08:43 PM رقم #3
    كاتب الموضوع : نسائم الرحمن


    مراقب


    الصورة الرمزية داليا

    • بيانات داليا
      رقم العضوية : 6114
      عضو منذ : Feb 2012
      المشاركات : 3,162
      بمعدل : 0.71 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 44
      التقييم : Array


  7. شكرا اختى نسائم على مواضيعك القيمة والمفيدة

    داليا غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  8. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 13-12-2016 الساعة : 11:07 PM رقم #4
    كاتب الموضوع : نسائم الرحمن


    نائب المدير العام


    الصورة الرمزية جنة

    • بيانات جنة
      رقم العضوية : 200
      عضو منذ : Sep 2008
      المشاركات : 5,884
      بمعدل : 1.03 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 74
      التقييم : Array


  9. شكرا لموضوعاتك القيمة والمفيدة اختى نسايم ونتمنى المزيد

    جنة غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس



معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك