ابدأ على بركة الله عز وجل وتوكلا عليه
الصعوبات التى تواجه كلا من الشيخ بالنسبة للطالب والطالب بالنسبة للشيخ


افرغ كأسك
اتكلم ها هنا عن حال طالب العلم الروحانى من خلال ما مررت به مع طلاب عديدين فعادة ما يكونوا محملين بسبق قراءة مكثفة فى كتب السوق الروحانية فالكثير منها غث وليس بالسمين ابدا وتعطى افكارا واعتقادات مغلوطة لدى قارئها من اول وهلة سوف يظن انه قد تحصل على العلم الروحانى بحذافيره وهذا خطأ شائع يقع فيه الكثير من الطلبة مع الاسف لان حالهم يكون مثل الظمأن فى الفيافى والقفار وعندما يرى الكتب على تنوعها واختلاف مشاربها ومناهلها يحسبها ماءا واذا هى سراب بقيعة بالطبع هناك العديد من الكتب التى تحوى ابوابا سليمة وشبه سليمة وكتب شارحة ايضا بكفاءة ولكن السؤال ما هو المعيار او الميزان الذى يقيس به الطالب عديم الخبرة بالروحانى هذه الكتب والابواب لكى ينتقيها بدقة ويجتنب غثها ويحصل على سمينها لا مشاحة عندما يفعل ذلك لابد ان يلجأ الى التجريب وهنا تكون الطآمة الكبرى اذا انه حين يفعل لا يدرى انه قد بوغت من حيث لا يدرى ولا يحتسب من نقص خبرته حتى وان صح معه الباب او الفائدة اما ان يصيبه الغرور والعجب وهذا مدخل مهلك للشياطين لنفس ابن ادم لا يكاد احد لا يقع فيه الا من رحم ربى
وان سلم من العجب بنفسه والغرور والاستعلاء على بنى جنسه من عموم الخلق لحقته ثالثة الاثافى كما يقولون الا وهى تراكم القراءات الخاطئة والتعازيم والاقسام
والتى اكلها الطالب اكلا والتهمها التهاما وهو يعتقد انه يزيد من خبرته وحنكته وهى على النقيض من ذلك ان كانت سليمة فهى مصيبة وان كانت خاطئة فتلك اعظم
فاصابة الطالب فى عزيمة من اول مرة او اثنتين او حتى فى التجربة للمرة الثالثة تؤدى الى قناعة النفس التامة بالعلو والتميز عن الاخرين بأن الله قد وهب هذا الشخص القبول الروحانى فى العالم العلوى والسفلى وسيطرة قرينه واستهوته الشياطين لعدم وجود مرآة يرى الطالب فيها نفسه وهذه المرآة هى الشيخ الموجه والناصح والمتابع فكثيرا ما صادفت من الناس من يقول لى يا فلان اكشف لى عن الروحانية التى معى وكم عددهم وفيما يختصون وكيف اسيطر عليهم وآمرهم
يا سبحان الله امعك كل هذا وموقن به وفقط لا ينقصك سواى حتى يعلمك من هم ومن صنوفهم وعددهم وفيما يعملون وكيف تحكمهم !!! طيب يا اخى لما انت بهذه الدرجة من العلو الروحانى لما لا تكلمهم بنفسك وتستفسر منهم ام ان الحياء يمنعك
وهكذا من مواقف اراها مع الطلاب وللحديث بقية ان شاء الله