الدرس الحادي عشر : سامياما

**الشيخ درويش عبود المغربى** · 07:54 AM

الدرس الحادي عشر : سامياما

التأمل هو توجيه الاهتمام و التركيز للداخل بغية الحصول على حالة الصفاء أي حالة الهدوء الداخلي. يعني الوعي بالغبطة الصافية أي حالة الشاهد سمادهي.

و كل ما وردناه فوق هو نفسه و لك بشكل متدرج و أثناء ممارساتنا اليوغية و التأملية مرتين كل يوم فسينتج عن هدا الموضوع نظام عصبي مطهر و منور بطاقة البرانا مما يجعلنا نتمتع بحالة الهدؤ الداخلي أولا".

و يجعلنا نتعايش مع ما نواجهه كل يوم بحياتنا العادية بشكل مريح أكثر بحيث تختفي الضغوط و لا نتأثر بالسلبيات كثيرا" أي تصبح لدينا قدرة أكبر على التحمل و المواجهة بسبب المنهجية الهادئة التي نسير عليها نتيجة ممارساتنا التأملية. يعني سنصل لمكان نختبر فيه هدا الهدؤ بشكل دائم كل الثانية كل دقيقة كل يوم كل أسبوع الخ.

نتيجة لممارستنا التأملية نحن نحضر أجسادنا لكي تكون اهل للتنور و الكل متساوي و هده نعمة ربنا للجميع الكل لديه جسد جاهز من اجل تلك العملية و لكن العملية تختلف بالنسبة لكل شخص اد البعض بكل بساطة كسول هههههه

و كما لاحظتم بتمرين التأمل الول بتاع المانترا كنا عم نستعمل هالمانترا لكي نجعل عقلنا و نظامنا العصبي و كل شيء يدخل بحالة الهدوء بحيث تخف نسبة الدوران للدم كنتيجة مؤكدة لدلك و من هنا نحصل على الفائدة الصحية الكبيرة من هدا التمرين و نتمتع بالهدؤ الممتاز لأن عملية موت الخلايا تبطأ بالجسد كدلك الامر.

مع سامياما الآن سنبدأ بسلوك منهجية اخرى. لما ننتهي من تمرين التأمل نرتاح لدقيقة و ثم نجلس جلسة التأمل المعتادة و ندخل في الهدؤ لا نردد شيئا" و لا نقول لا مانترا و لا ما شابه و بحال مرت أفكار على رأسنا نتجاهلها بكل باطة و لا ننساق معها. و الهدوء هنا سيكون الدخول فيه سهل نوعا" ما بسبب ما حصدناه من ممارساتنا السابقة من هدؤ داخلي.

المهم ان نكون حصدنا بعض الهدوء الداخلي قبل ممارسة سامياما و بالنسبة للكثير من الناس هدا سيتحصل بسبب الممارسات السابقة بشكل أكيد.

و الان فلندخل في سامياما :

في سامياما نحن نعطي معنى للصمت بطريقة منهجة و خفيفة لطيفة كما يقولون عندنا هنا بالعامية بلبنان. نأتي بفكرة معينة في الصمت و ثم نتركها بالصمت.

فإدا" سنبدأ بالحب الدي هو مكان جيد لكي نبدأ بسامياما. و بسامياما ننصح كل شخص بان يستعمل لغته الأم التي تريحه أكثر شي يعني مهم اللفظ يكون متناسب مع قلبك أيا ما كانت لغتك الأم.

حسنا" في هدوئك فكر بدفء الحب كشعور مرة واحدة فقط و لا تستحضر صورا" او حالات لكي تتدكره فقط فكر فيه كشعور لكي تستحضره قليلا" ثم أتركه في الصمت و الهدوء و لا تفكر و لاتحلل الحب و معناه أثناء السامياما فقط أترك الشعور بالهدوء.

و الآن بعد ما استحضرنا الشعور بالحب كما ورد في البداية نتركه في الصمت لمدة خمسة عشر ثانية و لا تنظروا إلى الساعة ستعرفون متى تنتهي الثواني من داخلكم و لما تنتهي إستحضروا دلك الشعور بالحب مجدد و ثم أتركوه من جديد في الصمت و الهدوء. و أثناء هدا التمرين لا تفكروا بأشياء أخرى و تنجرفوا فيها و لما تاتيكم الأفكار لا تعيروها إهتمام فقط تجاهلوها.

نحن الان نكون قد فعلنا دورتين من السامياما.

و الان قد تتسائلون ما غاية هدا التمرين شو بيفيد مادا يحصل؟

لحد ما نحن نجلب فكرة بشكلها اللطيف و نتركها في الهدوء و الصمت الداخلي و هدا الصمت الداخلي بدوره يعمل كمكبر و مضخم لدلك الشعور. و عادة كل أفكارنا تتأتى من الصمت الداخلي بشكلها الأكثر إمتيازا".

و مشاعرنا هي كلها متواجدة بلاوعينا و هدا الوعي بسبب التشابك العملاق للأفكار و المشاعر فيه فهو لا يمكننا من الاستفادة القصوى من تلك المشاعر التي نملكها. و السامياما هي الوسيلة لازالة تلك العوائق الناتجة عن اللاوعي و تنظيم مشاعرنا و الاستفادة منها بشكل قوي جدا".

و أثناء السامياما سنلاحظ إرتفاع للطاقة بداخلنا يمكن مش من البداية بالنسبة للكل و لكن الامر سيحصل عاجلا" أم آجلا". و في سامياما سنصبح محبين اكثر و رحومين اكثر و سنشعر بالمحبة و الغبطة و السلام الداخلي. و هدا كله سيؤثر على خارجنا و يغير شخصنا للأفضل.

في السانسكريتي السامياماس إسمهم سوتراس. و السوترا تعني ان نربط سوية او أن نقطب. و هنا المعنى هو ان نربط بين الداخل و الخارج.

و السوتراس هم واردين بكتاب باتنجالي يوغا سوتراس و هدا التمرين سامياما سيتاتى منه عاجلا" ام آجلا" بعض الخوارق إن عبر التجارب أثناء التامل او الحصول على خوارق معينة بالنسبة لبعض الأشخاص و لكن هده الخوارق هي تعتبر ملهيات و عن هدفنا الأساسي الدي هو الحصول على حالة التنور اي سمادهي ويجب علينا أن لا نهتم بها كثيرا" و أن نركز على التمارين و الممارسة أكثر اد سمادهي هي الهدف اولا" و أخرا".

و لا ننصح أحد بتغيير السوتراس كل فترة و التانية من المفضل ان نستمر بالحفر بدات الحفرة للحصول على الكنز المدفون يعني مش كل مرة نغير مكان الحفرة هههه. و السامياما يتم ممارستها بعد تمرين التأمل على المانترا و قبل يوني مودرا كومبهاكا. يعني ندخل بتمرين التأمل و ثم نخرج بتمرين سامياما.

و من اجل تسهيل العملية هناك تسعة سوتراس مدكورين هنا و كل واحدة منهم تطبق لدورتين كما دكرنا بالبداية بخصوص جلب الفكرة و ثم تركها لخمسة عشر ثانية.

و السوتراس هي التالية :

حب

إشعاع

وحدة

صحة

قوة

إكتفاء

حكمة

رفاهية الاحساس الداخلي

أكاشا : خفة الهواء

و كل سوترا يجب ان يخصص لها وقت لوحدها, نقوم بها دورتين و كل دورة خمسة عشر ثانية كما ورد في البداية.

كل الكلمات لها وجود بلغتنا الم الا اكاشا التي تعني الخفة كالأثير و نحن حقيقة كدلك نحن أثير و لا يوجد شيء بداخلنا و خارجنا الا الأثير و علم الفيزياء أثبت دلك اليوم.

و نحن أثناء تطبيقنا لسوترا الأكاشا سنشعر بالخفة كالأثير.

إن الفترة التي سنمضيها بالممارسة المدكورة أعلاه ككل هي خمسة دقائق و بحال تعلقنا بسوترا معينة و رغبنا بممارستها أكثر فننهي تمرين السامياما كله و ثم من بعده نطبق تلك السوترا مع السامياما لخمسة دقائق زيادة.

و نقوم بها لخمسة عشر ثانية كالعادة و بحال لم يكن لدينا سوترا مفضلة من بين المدكورين اعلاه فنمارس سوترا الأكاشا غن رغبنا فهي قوية جدا".

إن عملية السامياما هي عملية رفع الكونداليني فكريا" و قد يختبر بعض الدين يمارسون هدا التمرني مع الوقت أشياء مدهلة و غريبة إن طاقيا" و ان رؤيويا" لأشياء روعة و باتنجالي يسمي هده السوتراس الطريقة لاستحضار السيديس أو القوى الخارقة الت يهي و اردد من جديد ليست مهمة بالنسبة لنا و ستلهينا عن ممارستنا.

و للدين منكم يرون أنفسهم راغبين بتطوير هده التجربة مع الوقت فبإمكانهم زيادة نسبة الدورات للسوتراس عبر تحويلها لأربعة بحيث تصبح نسبة التمرين عشرة دقائق. و بعد إنتهاء ممارساتنا التأملية بعد إدخال سامياما إليها ننصح بالاستراحة لعشرة او ربع ساعة قبل الوقوف مجددا" لأن هدا التمرين بالرغم من البساطة التي يبدوا عليها إلا أنه جبار بكل معنى الكلمة.

و سامياما ستساعد برفعنا الى حالات أسمى من التنور. و سنلاحظ الهدؤ الداخلي سيتضاعف و تجاربنا كلها ستكون امتع. و الكثير من الأشياء التي نرغب فيها بحياتنا و التي لها علاقة بتلك السوتراس فالعوائق أمام الحصول عليها ستزول بشكل متسارع جدا".

و لهؤلأ الدين يعملون على الغبطة الداخلية للهدوء و يتمتعون به و حصلوا عليه عب رالممارسات المتتالية للتمارين و للمنهجية التي قدمناها لكم من الآن. فإختبار تجارب خارقة و أعاجيب سيكون امر متوارد جدا" بحياتهم اليومية.

إفعلوا سامياما بعد تأملاتكم لفترة كم شهر و ستلاحظون هدا بأنفسكم إن السامياما تمرين بغاية الروعة و أثره فعال جدا" جدا" جدا" على حياتنا من كافة النواحي.

ناماستي

تم و الحمد لله الدرس الحادي عشر و انتظرونا بالدرس المقبل.