الكائنات الخيالية الطائرة
تعامات :
وتُسمى أيضاً (تيامات، تيواوة، وتمتُ، وتُلفظ أيضاً (تثيس) في الأيونية الإغريقية، وفي السامية الغربية تُعرف بآيابا وتعني (البحر)، وتتجسد في آلهة بدائية. وهي والدة جيل الآلهة ألأول في أسطورة الخلق البابلية. وزوجة الإله أبسو، وتُمثل الفوضى والتشويش والشر.
كذلك هي وحش خرافي أنثوي (هولة)، وترمز للبحر والمياه المالحة، وكانت على شكل تنين بحري طائر تُمثل القوى العمياء للخواء الأول الهيولي في الأسطورة. ثم يقوم الآلهة الذكور وعلى رأسهم الإله البابلي (مردوخ) بخوض حرب شرسة ضدها لأسباب يطول شرحها هنا، وبعد عدة معارك وصَولات وتفاصيل ينتصرون عليها، ويقوم مردوخ بشقها إلى نصفين يصنع من النصف الأول السماء ومن النصف الآخر الأرض. وتُمثل هذه الأسطورة أيضاً إنتقال المجتمع يومذاك من طور سيادة الأم إلى سيادة الأب الذَكَر، أي الطور البطرياركي.
وهذا التنين الخرافي موجود في أغلب أساطير العالم وله تسميات مُختلفة، وفي عالم الشرق الأوسط فهو (إساج) عند السومريين الذين يملكون صك براءة إختراعه، و( يم ) عند الكنعانيين والذين يُسموه أيضاً (لتن)، وفي الأساطير الكنعانية نجد أن الآلهة (عناة) تقوم بقتل التنين في ملحمة الخلق الكنعانية المُقتبسة من السومريين والبابليين، ومن الكنعانيين إقتبسه اليهود العبرانيين في ديانتهم حيث يقوم الإله العبري (يهوة) بقتل التنين الذي سموه (لوياثان ـ الحية المُلتوية ذات الرؤوس السبعة)، وذكروه في (مزمور 14:74)، ونجد أن اللوياثان في التوراة يتحول إلى التنين (رَهَب)!، وقد إنتقل (رَهَب) لاحقاً إلى الأساطير المسيحية من خلال قصة القديس (مار جورجس) التي سنأتي على ذِكرها لاحقاً في هذا البحث.
كذلك عُرِفَ التنين في الحضارات الإغريقية، ومنها إنتقل إلى كل حضارات الغرب فيما بعد، ويعود أولَ ذِكرٍ للتنين في الحضارة الإغريقية إلى الألياذة.
أما قصص التنانين في الحضارات الهندية والصينية فهي من الكثرة والتعقيد بحيث يُعتبر الدخول في صلبها نوعاً من التخصص لأي باحث!.
المفضلات