صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 13
  1. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 05-01-2017 الساعة : 11:42 PM رقم #1

    افتراضي التّصوفُ والسُّلطة في الهند :نتائج عامة



    نائب المدير العام


    الصورة الرمزية نسائم الرحمن

    • بيانات نسائم الرحمن
      رقم العضوية : 6009
      عضو منذ : Jan 2012
      المشاركات : 5,178
      بمعدل : 1.15 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 64
      التقييم : Array



  2. التّصوفُ والسُّلطة في الهند


    نتائج عامة

    وفي نهاية المطاف من الجدير بالذكر أن الدور الأول لنشاطات الطريقة الچشتية والذي بدأ لدى وصول الشيخ معين الدين الچشتي انتهى على الشيخ نصير الدين چراغ الدهلوي. ومن أهم خصائص وسمات هذا الدور الآتي:

    كان للطريقة الچشتية نظام مركزي في إدارة نشاطاتها العلمية والروحية والإصلاحية من قبل مريدييها وأصحابها المتعلقة بها. وعلى الرغم من البعد المكاني لمريدي وخلفاء هذه الطريقة حيث كانوا يسهمون في نشاطاتها في ربوع الهند إلا أنهم كانوا يفعلون ذلك تحت رعاية وإشراف النظام المركزي في أجمير أو دهلي أو أجودهن.

    وكان الجيل الأول من الشيوخ الچشتية يعتبر إيجاد العلاقات مع السلاطين وتوطيدها منافيًا لمبدأ الحياة الروحانية. وكانوا يشعرون بإهانة أخلاقية وروحانية بمثل هذه الأمور الدنيوية. وقام المشايخ الچشتية بوضع بعض الأسس والعمل في إطارها، وهي على وجه التحديد عدم قبول الالتحاق بالخدمات تحت حكم السلاطين وعدم قبول الأراضي أو الإقطاعيات من الحكام والأشخاص الآخرين من ذوي التأثير، وعدم الموافقة على زيارة السلاطين للجماعت خانه الخاصة بهم وعدم قيامهم هم بزيارة بلاط سلاطين دلهي. ومن الواضح أنهم لم يؤمنوا بفكرة ربط أنفسهم بالدولة، وكانت لهم أصداء ملحوظة على الحكام وسياسات الدولة والسلطة والشؤون السياسية. وفي الوقت نفسه ما كان يحب أن يتدخل أحد من السلاطين في شئون جماعت خانة الخاصة في عهد الجيل الأول من الشيوخ الچشتية.

    وقد تغيرت كثير من الأوضاع في عهد الشيخ نظام الدين الأولياء حيث وُجدت العلاقات مع السلاطين والأمراء في عهده وما كان يشعر بأي غضاضة في قبول الأموال من السلاطين والأمراء والأغنياء وإدخالهم في زمرة مريديه على الرغم أنه ما كان يصرف الأموال والمنح على نفسه إنما كان ذلك فقط لسد احتياجات جماعت خانة.

    والدراسة الدقيقة والشاملة توضح التناقض الشديد لدى الشيوخ الچشتية في الجيل الثاني، سيما في الشيخ نظام الدين أولياء، حيال إيجاد العلاقات مع السلاطين والأمراء والأثرياء، حيث كان يقبل الأموال النقدية وفي الوقت نفسه يرفض قبول العقارات والأراضي والقرى. وكان يرفض أن يزور السلاطين أو أن يسمح لهم أن يزوروه في جماعت خانه، وفي الوقت نفسه يرحب بسعة صدر بأفراد القصر السلطاني من الأمراء والأعوان والأثرياء ذوي النفوذ السياسي. وقد أدى هذا التناقض الشديد إلى الاعتماد الكلي على فتوح السلاطين وقبول أموالهم بطريق غير مباشر لسد احتياجات جماعت خانه وصرف الأموال على الفقراء والأغنياء والزائرين. وقد كان كل من الطريقة الچشتية وسلاطين دهلي بحاجة ماسة إلى التعاون المتبادل لتحقيق أهدافهم السياسية والدينية والروحانية في المجتمع الهندي.

    وقد تفاقم الصراع القائم بين الإدارة الجديدة غير الموالية للشيوخ الچشتية في عهد السلطان محمد بن تغلق الذي كان يريد إدخال كل الشرائع المؤثرة في السياسة والإدارة مع الرقابة على المؤسسات الدينية والسياسية على السواء. وكانت تلك التجربة جديدة للشيوخ الچشتية فدخلوا مع السلطان في صراع طويل أدى إلى سقوط هيبة جماعت خانه والقضاء على نشاطاتها الإصلاحية والروحانية والإرشادية.

    وعلى الرغم من أن السلطان فيروز شاه حاول بكل الطرق إحياء الحياة الروحية من خلال إحياء جماعات خانات والخانقاوات ونشاطاتها، إلا أنه كان يريد ذلك تحت رعاية الإدارة المركزية والمحلية. ولتحقيق هذه الأهداف أوقف كثيرًا من الأراضي والعقارات لسد احتياجات الصوفية ومريديهم في عهده.

    ومن خلال البحث والدراسة عن طبيعة علاقة الصوفية السهروردية عرفنا أن الشيوخ في الطريقة السهروردية يعتقدون في إيجاد وتوطيد العلاقات مع السلاطين والإدارة لكي يتسنى لهم المشاركة في الشئون الإدارية. ومن خلال نفوذهم السياسي والاجتماعي ساعدوا سلاطين دهلي على توسيع نطاق السيادة داخليًا من ناحية والحفاظ على الحدود من الهجمات المنغولية من ناحية أخرى. ولم يترددوا في قبول المناصب الرسمية والألقاب الديوانية بجانب الهدايا في شكل الأموال والضياع والقرى المقدمة من جانب الإدارة الحكومية لصرف ريعها على سد احتياجات الخانقاوات ونشاطاتها الدينية والفكرية. وتجدر الإشارة إلى أنه كانت هناك علاقات التعاون هذه في بعض الأحيان تؤدي إلى تدخل بعض السلاطين في شئون الخانقاه ونشاطاتها، وكان السلاطين هم من يحلون الخلافات الناجمة عن التوريث بين أبناء الشيوخ البارزين في الطريقة السهروردية.


    -----------------------------------------------


    قائمة المصادر والمراجع

    المصادر والمراجع العربية:

    ر. أ. نيكلسون: الصوفية في الإسلام، ترجمة وتعليق نور الدين شريبة، ط: الهيئة المصرية العامة 2012م
    سهام عبد المجيد: السهروردي البغدادي بين الشريعة والحقيقة، ط: الهيئة المصرية العامة للكتاب القاهرة 2012م
    شمس الدين أبا عبد الله الملقب بـابن بطوطة:تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار، تحقيق عبد الهادي التازي، ستة مجلدات، ط:أكاديمية المملكة المغربية، الرباط 1417هـ/1997م
    شهاب الدين محمد ابن حجر العسقلاني(825هـ/1449م): الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة، ستة أجزاء، تحقيق محمد عبد المعيد ضان، ط: مجلس دائرة المعارف العثمانية، 1392هـ/ 1972م
    عبد الله جمال الدين: التاريخ والحضارة الإسلامية في الباكستان أو السند والپنچاب إلى آخر فترة الحكم العربي، ط: دار الصحوة الإسلامية، بالقاهرة دون تاريخ
    فضل الله العمري المتوفى 749هـ: مسالك الأبصار في ممالك الأمصار، السفر الثالث، تحقيق أحمد عبد القادر الشاذلي، ط: المجمع الثقافي أبوظبي 2003م
    كشف المججوب، دراسة وترجمة وتعليق، دكتورة إسعاد عبد الهادي قنديل، ط: المجلس الأعلى للشئون الإسلامية القاهرة1424هـ/2004م
    ماسينيون ومصطفي عبد الرزاق: التصوف، ط: دار الكتاب اللبناني، بيروت 1984م
    المحاضرات العامة للموسم الثقافي، ط: مطبعة الأزهر 1379هـ/1960م
    محمد مهر علي: انتشار الإسلام في بنجلاديش وغربي البنغال، ط: الموسوعة الجغرافية للعالم الإسلامي، مج1، انتشار الإسلام، جامعة الملك محمد بن سعود الإسلامية، المملكة العربية السعودية 1412هـ/1992م
    محمد نجيب رستم: مظاهر الحضارة الإسلامية في عصر سلطنة دهلي، رسالة دكتوراه من قسم التاريخ الإسلامي، كلية الآداب، جامعة القاهرة 1985م
    موسوعة التصوف الإسلامي، ط2: وزارة الأوقاف المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، القاهرة 1433هـ/2012م

    المصادر والمراجع الفارسية والأردية:

    أبو الفضل: آئيين أكبري، ترتيب السير سيد، جـ2، ط: دهلي دون تاريخ.
    أمير حسن سجـزي: فوائد الفواد، تصحيح محمد لطيف، ط: لاهور 1966م
    أمير خسرو: تغلق نامه، تصحيح سيد هاشمي فريد آبادي، ط: الهند 1935م
    حامد بن فضل الله جمالي: سير العارفين، ترجمة أردية محمد أيوب قادري، ط: مركزي أردو بورد، لاهور 1976م.
    خليق أحمد نظامي: تاريخ مشايخ چشت، مجلدان، ط: إدارة أدبيات دهلي الهند دون تاريخ.
    خليق أحمد نظامي: سلاطين دهلي كي مذهبي رجحنات، ط: إدارة أدبيات دلهي، 1981م.
    خير المجالس، تصحيح خليق أحمد نظامي، ط: عليگر دون تاريخ
    ديوان حسن سجـزي، ط آباد: حيدر الهند، دون تاريخ
    روضة أقطاب، ط: مطبع محب دهلي
    سيد صباح الدين عبد الرحمن: لمحات من تاريخ الهند الوسطى، ط:دار المصنفين الهند
    السيد محمد مبارك كرماني: سير الأولياء، ط: دهلي الهند 1302هـ
    سيف بن محمد بن يعقوب الهروي: تاريخ نامئه هرات
    شاه ولي الله الدهلوي: سلاسل أولياء الله، ط: مطبع أحمدي، دهلي 1311هـ.
    شمس سراج عفيف: تاريخ فيروز شاهي، ط: الجمعية الآسيوية كلكتا، الهند عام 1891م
    ضياء الدين برني: تاريخ فيـروز شاهي، ط: الجمعية الآسيوية بكلكتا الهند 1860م
    ظفرنامه يزدي، ط: كلكتا الهند دون تاريخ.
    عبد الحق المحدث الدهلوي: أخبار الأخيار، أردو ترجمة سبحان محمود، ط: أدبي دنيا عام 1994م.
    عبد الرحمن جامي: نفحات الأنس، ط: بومبائي عام 1284م.
    عبدالباقي نهاوندي: مآثر رحيمي، ط: الجمعية الآسيوية كلكتا الهند دون تاريخ
    عصامي: فتوح السلاطين، تحقيق مهدي حسن، ط: الهند 1938م
    عصامي: فتوح السلاطين، تصحيح محمد يوشع، ط:مدراس الهند 1948م.
    فرشته: تاريخ فرشته، ط: نول كشور لكهنؤ
    فريد الدين عطار: منطق الطير، ط: دهلي 1297هـ.
    فوائد الفوائد، ملفوظات الشيخ نظام الدين أولياء، ترتيب أمير حسن علاء سجـزي، ط: نول كشور، لكهنؤ الهند 1302هـ
    محمد عبد الرحمن الجامي: نفحات الأنس، ترجمة أردية سيد علي أحمد، ط: دار المشتاق لاهور 2002م
    مولوي غلام علي سرور: خـزينة الأصفياء، مجلدان، ط: نول كشور، لكهنؤ الهند 1914م
    يحيي بن أحمد السرهندي: تاريخ مبارك شاهي، ط: الجميعة الآسيوية كلكتا، الهند عام 1931م




    المجلات والدوريات:

    اشتياق أحمد ظلي: برصغير مين إسلام كي توسيع واشاعت مين صوفياء كرام كا حصه، ط: مجلة تحقيقات إسلامي، مجلد4، سبتمبر عام 1985م
    اشتياق أحمد ظلي: مشايخ چشت اور حكومت وقت: باهمي روابط كا تجزيه، مجلة تحقيقات إسلامي، عليگراه، يوليو-أكتوبر عام 1983م
    نثار أحمد الفاروقي: الشيخ معين الدين السجزي الأجميري في ضوء التاريخ، مقالة منشورة في مجلة ثقافة الهند، مج41، عدد3، 1990م


    English:

    Agha Hussain Hamdani: The frontier policy of the Delhi Sultans, National Institute of Historical and Cultural Research, 1986
    Khliq Ahmed Nizami: Some aspect of Religion and politics in India, Oxford University Press, New Delhi 2001
    Mohammad Habib: Indian Culture and Social life at the time of the Turkish Invasions, Published by The Aligarh Historical Research Institute
    Saiyid Athar Abbas Rizvi: A History of Sufism in India, Two volumes, Munshi Manoharlal Publisher, Delhi, India fourth impression 2012
    Tanvir Anjum: Chisti Sufis in the Sultanate of Delhi 1190-1400, Oxford University Press, Karachi 2011



    [1] تعريف سلطنة دهلي (دلهي): سلطنة دلهي هي دولة إسلامية حكمت معظم الهند (602-932هـ/1205-1526م) أي في العصور الوسطى المتأخرة، حكمها العديد من السلالات التركية والأفغانية بمن فيهم المماليك. أسسها محمد الغوري (ت 602هـ/1205م) القائد الأفغاني الذي استولى على دلهي سنة 602هـ/ 1205م وأرسل محمد أحد قواده القديرين قطب الدين أيبك وهو من الرقيق الأتراك في جولة لغزو شمال الهند، وفي سنة 603هـ/ 1206م أصبح قطب الدين سلطانًا على دلهي وأسس أسرة حاكمة بها وتعرف أسرته بأسرة المماليك وحكمت ما بين 603-688هـ/1206–1290م) وخلفت أسرته سلالة الخلجي688-هـ/1290-1321م) ثم سلالة طغلق (720-815هـ/1321-1413م) ثم قضى تيمورلنگ على تلك الدولة سنة 800هـ/ 1398م وعين خضر خان‏ نائبا له على تلك السلطنة، فأسس فيها سلالة السيد ما بين سنة 816-854هـ/1414–1451م)، ثم أعقبتها سلالة لودهي‏(854-932هـ/1451–1526م). وفي سنة 932هـ/1526م انضمت تلك السلطنة بإمبراطورية مغول الهند الفتية تحت قيادة مؤسس الدولة المغولية في شبه القارة الهندية بابُر شاه (888-937هـ /1483-1530م).

    [2] حول نشأة التصوف في الإسلام راجع موسوعة التصوف الإسلامي، ط2: وزارة الأوقاف المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، القاهرة 1433هـ/2012م، ص24 وما بعدها. أيضًا حول أساس التصوف وما مر به من الأدوار راجع ماسينيون ومصطفي عبد الرزاق: التصوف، ط: دار الكتاب اللبناني دون تاريخ، ص51-62

    [3] راجع المحاضرات العامة للموسم الثقافي، ط: مطبعة الأزهر 1379هـ/1960م، حديث في التصوف، ص61-98

    [4] راجع عبد الله جمال الدين: التاريخ والحضارة الإسلامية في الباكستان أو السند والپنچاب إلى آخر فترة الحكم العربي، ط: دار الصحوة الإسلامية، بالقاهرة دون تاريخ، فصل الترجمة والتأثير الثقافي، ص154-173/وقد اعترف بعض المستشرقين مكرهًا بسماحة الإسلام مع غير المسلمين في الهند حيث إن الإدارة الإسلامية، حسب قولهم، تعاملت أصحاب الديانات الهندية معاملة أهل الذمة، وأن طبقت عليهم الأحكام الشرعية الخاصة بهم. راجع إيجناس جولدتسهير: العقيدة والشريعة في الإسلام، ترجمة محمد يوسف موسي ورفقائه، ط:المركز القومي للترجمة القاهرة 2013م، ص282

    [5] ر. أ. نيكلسون: الصوفية في الإسلام، ترجمة وتعليق نور الدين شريبة، ط: الهيئة المصرية العامة 2012م، ص27-28

    [6] راجع محمد عبد الرحمن الجامي: نفحات الأنس، ترجمة أردية سيد علي أحمد، ط: دار المشتاق لاهور 2002م، ص87-88

    [7] نيكلسون: الصوفية في الإسلام، ص28

    [8] ماسينيون ومصطفي عبد الرزاق: التصوف، ط: دار الكتاب اللبناني، بيروت 1984م، ص48-49

    [9] وهناك بعض الصوفية الآخرين الذين جاءوا آنذاك إلى الهند واستقروا في أماكن عديدة وذلك بغية إصلاح المجتمع الهندوسي ودعوتهم إلى الإسلام، فبعضهم استقروا في منطقة گجرات وأهمهم الشيخ الناتهودالي المتوفى عام 430هـ، والسيد إبراهيم شهيد المتوفى 564هـ، والشيخ فخر الدين وغيرهم، وبعضهم استقروا في منطقة ملتان وپنجاب وجالندهر وغيرها من المناطق الشمالية ومنهم السيد أحمد الترمذي وبناته الأربع كان يطلق عليهن بي بي پاك دامن أي الطاهرات والعفيفات، والسيد الشيخ يعقوب زنجاني، والسيد أبي غفار الحسيني، والسيد أحمد الملقب بـسلطان سكهي سرور، والصوفي الشيخ صفي الدين الكازوراني المتوفى 426هـ/1035م، والصوفي الشاه يوسف الگرديزي وغيرهم. وبعضهم استقروا في جنوب الهند خصوصًا في بيجاپور. راجع مولوي غلام علي سرور: خـزينة الأصفياء، مجلدان، ط: نول كشور، لكهنؤ الهند 1914م، جـ2، ص251-252-253-254-255-256-275-276-245-248

    [10] حول التعريف بالهجويري راجع كتابه كشف المججوب، دراسة وترجمة وتعليق، دكتورة إسعاد عبد الهادي قنديل، ط: المجلس الأعلى للشئون الإسلامية القاهرة1424هـ/2004م، الفصل الثالث، ص39-53 حول ثقافته وأساتذته راجع الفصل الرابع، ص55-71

    [11] يقول بعض الباحثين إنه قد أسهم في تحويل واعتناق عدد كبير من سكان منطقة لاهور الإسلام، ومنهم بعض الأمراء والملوك الهندوس، راجع تذكرة حضرة علي هجويري، ص88/ أيضًا The life and teaching, P.24

    [12] حكيم سيد أمين الدين الدهلوي: تذكرة حضرة علي هجويري، ص20

    [13] كانت الهند تعد من بين البلدان الإسلامية آنذاك التي كانت آمنة من الهجمات المغولية بسبب قيام سلاطين دهلي بحفظ الحدود بكل غال وثمين. راجع للتفصيل Agha Hussain Hamdani: The frontier policy of the Delhi Sultans, National Institute of Historical and Cultural Research, 1986.

    [14] هناك دراسة علمية لعادل محمد نجيب رستم: مظاهر الحضارة الإسلامية في عصر سلطنة دهلي، رسالة دكتوراه من قسم التاريخ الإسلامي، كلية الآداب، جامعة القاهرة 1985م.

    [15] راجع خليق أحمد نظامي: تاريخ مشايخ چشت، جـ1، ط: إدارة أدبيات دهلي الهند دون تاريخ، ص161-171 وقد وصلت بعض الطرق لتفعيل نشاطاتها الصوفية في الهند و بلغ عددها أربع عشرة طريقة في الهند وحدها على حسب قائمة المؤرخ الهندي أبي الفضل الناگوري ومنها: الحبيبية، أسسها الشيخ حبيب العجمي، الطيفورية، أسسها الشيخ البايزيد الطيفور البسطامي، الكرخية، أسسها الخواجة المعروف الكرخي، السقاطية، أسسها الشيخ أبو الحسن الساري السقاتي، الجنيدية، أسسها الشيخ جنيد البغدادي، الكازرونية، أسسها الشيخ أبو أسحاق، الطوسية، أسسها الشيخ علاء الدين الطوسي، الفردوسية، أسسها الشيخ نجيب الدين الكبرى، السهروردية، أسسها الشيخ نجيب الدين عبد القاهر السهروردي، الزيدية، أسسها الشيخ عبد الوهاب الزيدي، العباسية، أسسها الشيخ فضيل بن عياض، الأدهمية، أسسها الشيخ إبراهيم بن أدهم، الهبيرية، أسسها الخواجة حبيرت البصري، الجشتية، أسسها الخواجة أبو إسحاق الدمشقي وغيرها. راجع آئيين أكبري، ترتيب السير سيد، جـ2، ط: دهلي دون تاريخ ص203/ وتشمل هذه القائمة الشاملة على معظم الطرق الرئيسية والفرعية، مع أن بعضها لم تسهم في ترك التأثير القوي في الحياة الدينية والفكرية في الشعوب الهندية خلال فترة البحث أي في عصر سلطنة دهلي.

    [16] راجع شاه ولي الله الدهلوي، يقول الشيخ وبالجملة إن الطريقة القادرية هي أكثر رواجًا وانتشاراً في الدول العربية وفي الهند، أما النقشبندية فهي انتشرت في ما وراء النهر قبل انتشارها في الهند وفي الحجاز. أما الطريق الچشتية فكتب لها رواج كبير في شبه القارة الهندية، أما السهروردية فهي نشأت في خراسان ثم انتشرت في كشمير وفي بعض المناطق الهندية مثل السند والملتان، أما الطريقة الكبروية فنشأت في توران وانتشرت في كشمير وهكذا الطريقة الشطارية التي نشأت في الهند. والطريقة الشاذلية في المغرب ومصر والعيدروسية في حضرموت وما حولها. راجع للتفصيل انتباه في سلاسل أولياء الله، ط: مطبع أحمدي 1311هـ، ص2-3-9

    [17] نشأت هذه الطريقة في تركستان بيد خواجه أحمد يسوي رحمه الله المتوفى 1166م وهو يعد مؤسس هذه الطريقة، أطلق عليه خواجه فريد الدين عطار لقب “پيـر تركستان”، راجع منطق الطير، ط:1297هـ ص182-183، وقام ببناء ضريحه في كازاخستان ملك تيمور، ويقول:”حضرت صاحب قران بہ قرہ س بزارت شخ احمد سو توجہ فرمودوبہ تعمرآن مزار مبارک اشارت عال ارزان داشت وعمارتے معتبر اساس اند اختند”راجع ظفرنامه يزدي، ط: كلكتا الهند دون تاريخ ص9-10، هذا وقد قام بعد موت مؤسس هذه الطريقة خواجه عبد الخالق غجدواني المتوفى 1179م بترسيخ دعائم هذه الطريقة إلى أن جاء خواجه بهاء الدين نقشبند المتوفى 791هـ/1388م وبذل مجهودًا كبيرًا في نشر وترويج أفكار هذه الطريقة وبسبب تأثيره البالغ تغير اسم هذه الطريقة الخواجگانية إلى الطريقة النقشبندية التي انتشرت فيما وراء النهر وتركت أثرًا محمودًا في الأسرة التيمورية التي حكمت الهند بعد سقوط سلطنة دهلي. وقد قام كل من خواجه عبيد الله أحرار المتوفى 1490م، وتلميذه خواجه باقي بالله وتلميذه الشيخ أحمد السرهندي في ترويج هذه الطريقة في الهند في عصر الدولة المغولية. للتفصيل راجع تاريخ مشايخ چشت جـ1، ص172-173

    [18] بعد وصول وانتشار الطريقة الچشتية وصلت الطريقة السُهروردية إلى الهند، وتفيد المصادر بأن مؤسس هذه الطريقة الشيخ عمرالملقب بـ شهاب الدين السهروردي كان يقول:”خلفائي في الهند كثيرون”. ومع أن بعض خلفائه وصلوا إلى الهند ومنهم على سبيل المثال الشيخ نور الدين مبارك الغزنوي، والشيخ مجد الدين حاجي، والقاضي حميد الدين الناگوري، إلا أنه أسهم الشيخ بهاء الدين زكريا الملتاني في توطيد دعائم هذه الطريقة حيث إنه قام بإنشاء الخانقاوات السُهروردية في الملتان وأوچه، وفي الأماكن الأخرى. وتأتي أسماء كل من الشيخ ركن الدين أبي الفتح الملتاني، والسيد جلال الدين البخاري الملقب بمخدوم جهانيان، والشيخ سماء الدين، ومولانا جمالي وغيرهم. فهؤلاء الشيوخ لهم يد طولى في نشر وترويج تعاليم هذه الطريقة، فمثلًا قام خلفاء الشيخ مخدوم جهانيان بإنشاء الخانقاوات في الگجرات ونشر تعاليم هذه الطريقة، وشارك كل من الشيخ قطب عالم (ت1453م) والشيخ شاه عالم (ت1475م) في نشر هذه الطريقة. أما البنگال فعرفها الشيخ جلال الدين التبريزي، وهكذا دواليك، وتجدر الإشارة إلى أنه قد اقتصر نطاق سيادة الطريقة السُهروردية وتأثيرها في الپنجاب والسند، إلى أن ذاع صيت كل من الشيخ بهاء الدين زكريا الملتاني والشيخ ركن الدين الملتاني والمخدوم جهانيان وغزت أفكارهم في خارج الهند في الدول الإسلامية المجاورة خصوصًا في تركستان. للتفصيل راجع خليق أحمد نظامي: تاريخ مشايخ چشت، جـ1، ص178-181، وتجدر الإشارة إلى أنه على الرغم أن الطريقة السهروردية تنسب إلى الشيخ عمر شهاب الدين السهروردي إلا أن المؤسس الحقيقي إن صح التعبير فهو عمه أبي النجيب عبد القاهر بن عبد الله المتوفى 563هـ/1168م، حيث إنه أخذ الشيخ عمر شهاب الدين التصوف والوعظ والحديث عنه ويستشهد به كثيرًا في كتابه عوارف المعارف. ولعمه هذا أعمال مهمة في التصوف والسلوك ومنها آداب المريدين، وشرح الأسماء الحسنى، وغريب المصابيح. وكان يعد من الفقهاء الشافعية في بغداد وتوفي هناك. راجع ترجمتهما في سهام عبد المجيد: السهروردي البغدادي بين الشريعة والحقيقة، ط: الهيئة المصرية العامة للكتاب القاهرة 2012م، ص28-36

    [19] راجع خليق أحمد نظامي: تاريخ مشايخ چشت، جـ1، ص172

    [20] ومن أهم الطرق الصوفية المعاصرة في فترة البحث المتأخرة هي الطريقة الفردوسية أنشأها الشيخ بدر الدين سمرقندي، والطريقة القادرية والشطارية التي نشأت وتم ترويجهما في الهند في القرن الخامس عشر للميلاد، للتفصيل راجع خليق أحمد نظامي: تاريخ مشايخ چشت، جـ1، ص173-186

    [21] يكاد الباحث أن يضل سبيل الاهتداء إلى وجوه التفرقة بينها، ومن هنا لابد من البحث عن الحقيقة فيها، كان الخانقاه يطلق آنذاك على المباني المخصصة التي توفر الطعام والسكن لأي زائر ونـزيل بجانب السكن الدائم للصوفية ومريدها. وتفيد المصادر العربية أن الخانقاه كلمة فارسية معناها بيت العبادة، وقد اندثر هذا الاسم بمرور الزمن وأطلق عليها اسم “التكية” والتكايا أماكن لإقامة الدراويش من الأعاجم. راجع توفيق الطويل: التصوف في مصر إبان العصر العثماني، ط: الهيئة المصرية العامة 1988م، ص38/ أما كلمة جماعت خانة، فكانت تطلق على الدور أعدت لإقامة الصوفية الچشتية وتلاميذها، وكان لها الجرايات والمقامات المشهورة من مجالس الوعظ والإرشاد والحلقات العلمية وكانت الصوفية الچشتية تبني مثل هذه الدور وكانوا يطلقون عليها “جماعت خانة”. أما الطريقة السهروردية فكانت تطلق على دورها “الخانقاه”. أما “الزاوية” فكانت تعد لإقامة بعض الصالحين للتعبد بين جدرانها، وكانت هذه الدور أصغر من جماعت خانات والخانقاوات، وكانت الصوفية تعتكف في عـزلة عن الناس تستغرق رياضاته ومجاهدته في رحابها، وما كانوا يحرصون على الاجتماع بعامة الناس أو حتى بمريديهم وأتباعهم. وقد ظهرت دار أخرى في القرن السابع والثامن عشر للميلادي ألا وهي “الدوائر” كانت الغرض من إنشائها هو توفير المكان للمتصوفة للتفرغ التام للتأمل والعبادة والرياضة فكانوا يختلون فيها لعبادة الله، وكانت أصغر من الزوايا. راجع للتفصيل Khliq Ahmed Nizami: Some aspect of Religion and politics in India, Oxford University Press, New Delhi 2001, P.187

    [22] راجع شهاب الدين فضل الله العمري المتوفى 749هـ: مسالك الأبصار في ممالك الأمصار، السفر الثالث، تحقيق أحمد عبد القادر الشاذلي، ط: المجمع الثقافي أبوظبي 2003م، ص54

    [23] للتفصيل عن ترجمته راجع السيد محمد مبارك كرماني الملقب بـ أمير خورد: سير الأولياء، ط: دهلي الهند 1302هـ، ص40، هذا وتصل هذه الطريقة أيضًا مثل الطرق الصوفية الأخرى إلى النبي صلى الله عليه وسلم من خلال شجرة النسب على حسب بعض المصادر المعاصرة راجع عصامي: فتوح السلاطين، تصحيح محمد يوشع، ط:مدراس الهند 1948م، ص7-8

    [24] تفيد بعض المصادر أن الشيخ الخواجة أبا محمد بن أبي أحمد (ت411هـ/1020م) أول من زار الهند من الطريقة الچشتية في عصر الدولة الغـزنوية. ولكنه لم تسنح له الفرص لنشر وترويج الفكر الصوفي الچشتي في الهند آنذاك. راجع مولانا عبد الرحمن جامي: نفحات الأنس، ط: بومبائي عام 1284م، ص207

    [25] وهناك اختلاف حول وصوله إلى هذه المنطقة قبل أو بعد وقوعها في حوزة سلطنة دهلي. فتفيد بعض المصادر أنه اختار الشيخ أجمير لتفعيل نشاطاته الدعوية والإصلاحية ولم تفتح بعد وكانت عاصمة للإمارة الهندوسية كان يحكمها الملك الهندوسي پرتهوي راج وكانت تلعب دورًا سياسيًا ودينيًا في وقت واحد للديانة الهندوسية. راجع سير الأولياء، ص45 ولقبه مير خورد نائب الرسول صلى الله عليه وسلم في الهند/ وكتب أبي الفضل فيقول:”عزت گزں باجمر شد، وفراواں چراغ برافروخت، وازدم کبرائے اوگر وہاگروہا مردم بہرہ برگرفتند” راجع آئين اكبري، ص270 وهناك مصادر أخرى معاصرة ولاحقة تفيد أنه وصل إلى أجمير بعد الفتح الإسلامي لها. ويقول صاحب سير العارفين وهو يعد أول كتاب مستند في باب ترجمة الشيخ معين الدين الچشتي. فيقول:”لما وصل الخواجه إلى أجمير التي كانت قد دخلت هذه المنطقة إلى حوزة سلطنة دهلي وكان السيد السادات حسين مشهدي واليًا عليها من جانب السلطان قطب الدين أيبك. راجع حامد بن فضل الله جمالي: سير العارفين، ترجمة أردية محمد أيوب قادري، ط: مركزي أردو بورد، لاهور 1976م، ص14 وقال ذلك فرشته أيضًا في كتابه فرشته: تاريخ فرشته، ط: نول كشور لكهنؤ، جـ2، ص377

    [26] راجع أمير حسن سجـزي: فوائد الفواد، تصحيح محمد لطيف، ط: لاهور 1966م، ص76-346-405/ وكذلك لم تذكر عنه شيئًا كتب التواريخ السياسية ومنها فخر مدبر لصاحبه صدر الدين حسن نظامي، وطبقات ناصري لمنهاج سراج وتاريخ فيروز شاهي لصاحبه برني.

    [27] راجع الشيخ عبد الحق المحدث الدهلوي: أخبار الأخيار، أردو ترجمة سبحان محمود، ط: أدبي دنيا عام 1994م، ص59

    [28] يذكر بعض الباحثين أنه قد استفاد من الشيخ معين الدين الچشتي ملايين الرجال…وفي أيام حياته حظي آلاف الرجال بمبايعته. راجع نثار أحمد الفاروقي: الشيخ معين الدين السجزي الأجميري في ضوء التاريخ، مقالة منشورة في مجلة ثقافة الهند، مج41، عدد3، 1990م، ص57 هل كان عدد سكان الهند بالملايين آنذاك؟ ثم أين ذكر هؤلاء الناس في المصادر المعاصرة واللاحقة وفي الكتب الصوفية الموثقة.

    [29] راجع سير الأولياء وهو مليء بمثل هذه الكرامات والخوارق.

    [30] راجع مقالة أردية لدكتور اشتياق أحمد ظلي: برصغير مين إسلام كي توسيع واشاعت مين صوفياء كرام كا حصه، ط: مجلة تحقيقات إسلامي، مجلد4، سبتمبر عام 1985م، ص19-32

    [31] راجع سير الأولياء 46

    [32] للتفصيل حول الأوضاع الثقافية والاجتماعية في الهند قبل قيام سلطنة دهلي راجع Mohammad Habib: Indian Culture and Social life at the time of the Turkish Invasions, Published by The Aligarh Historical Research Institute. P.1-6-98

    [33] راجع مير خورد: سير الأولياء ،ص47

    [34] مير خورد: مصدر سابق ص46

    [35] Tanvir Anjum: Chisti Sufis in the Sultanate of Delhi 1190-1400, Oxford University Press, Karachi 2011, P.102

    [36] حول موقف الشيوخ الچشتية من السلاطين في عهد كل من الشيخ معين الچشتي، وقطب الدين بختيار الكعكي ، وبابا فريد، وغيرهم، راجع Tanvir Ajnum: Chishti Sufis in the Sultanate of Delhi, P.102-103-114-130-160-164-

    [37] يعتبر السلطان شمس الدين إيلتتمش أول من جلس على عرش الهند مستقلًا بعد وفاة السلطان قطب الدين أيبك (ت607هـ/1210م) الذي يعتبر المؤسس الحقيقي للدولة المملوكية في الهند. وقد حكم السلطان شمس الدين خمسةً وعشرين عامًا، بكل عظمة وفخامة، وهو أول من حاول توحيد المناطق الهندية المفتوحة في ظل الحكم الإسلامي، ورسخ دعائم الحكم في المناطق التي فتحها سلفه وسيده قطب الدين أيبك، وبجانب الفتوحات الإسلامية ركز أيضًا على الرعاية الخاصة لنشر العلوم والفنون والثقافة، وقام بإصلاح الجهاز الإداري، وحرص خصوصًا على إقرار العدالة والإنصاف في عهده، ويذكر لنا الرحالة ابن بطوطة (ت779هـ/1377) أنه أقام على باب قصره تمثالين لأسدين موضوعين على برجين وفي أعناقهما سلسلتان من الحديد فيهما جرس كبير، يدقه المظلوم وحيئنذ يسمح السلطان بمثوله بين يديه، وينظر في أمره للحين وينصفه. حول ترجمته راجع شمس الدين أبا عبد الله الملقب بـابن بطوطة:تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار، تحقيق عبد الهادي التازي، ستة مجلدات، ط:أكاديمية المملكة المغربية، الرباط 1417هـ/1997م، جـ3، ص121-122/ الإعلام جـ1، ص115

    [38] راجع نظام الدين: طبقات أكبري، جـ1، ص70/ فتوح السلاطين، ص115-117/ وقد تحول هذا المكان فيما بعد إلى مركز ديني وروحاني، وتشير المصادر المعاصرة إلى وجود وأهمية هذا الحوض وما يجاوره، جاء في مفتاح الطالبين ما يفيد:”حوض شمسي مكان العبادة، وهو المكان الذي يستجاب فيه الدعوات، وهو مكان خاص لعبادة الرحمن، وهو مقام الرحمة والمغفرة، يسكن فيه العابدون والزاهدون والصالحون والإبداليون…” راجع مفتاح الطالبين وهو مجموعة من ملفوظات قطب الدين بختيار الكعكي، يقول عن هذا الكتاب خليق أحمد نظامي أنه تم تسجيل معظم هذه الملفوظات الدينية عند الحوض الشمسي، راجع الميول الدينية، ص129/ وبالإضافة إلى ذلك أنشئت للمجموعات الخوانق الصوفية الأخرى حول هذا الحوض، ومنها الحجرات الخاصة للعلماء والصوفية، و”مسجد أولياء” الذي اهتم السلاطين في عهودهم به وبزيادته مع جعله باقيًا إلى زمن مديد، وقد زاره الرحالة المغربي ابن بطوطة وذكر عنه في كتابه فيقول: وبخارج دهلي الحوض العظيم المنسوب إلى السلطان شمس الدين ايلتتمش، ومنه يشرب أهل المدينة، وهو بالقرب من مصلاها…وطوله نحو ميلين وعرضه على النصف من طوله، والجهة الغربية منه من ناحية المصلى مبنية بالحجارة….وداخلها مسجد، وفي أكثر الأوقات يقيم بها الفقراء المنقطعون إلى الله المتوكلون عليه..راجع الرحلة، جـ3، ص112-113/وقد ذكر الشيخ نظام الدين أولياء بركات هذا الحوض وعذوبة مياه، وذكر مرة أنه رأى بعضهم في منامه السلطان إيلتتمش، وسأله عن المغفرة، فأفاده أنه قد غُفر له بسبب إنشاء هذا الحوض راجع فوائد الفوائد، ملفوظات الشيخ نظام الدين أولياء، ترتيب أمير حسن علاء سجـزي، ط: نول كشور، لكهنؤ الهند 1302هـ، ص19

    [39] راجع للتفصيل مير خورد: سير الأولياء، :”پس درآں مرتبہ شخ قطب الدن ہمراہ شخ روانہ اجمر گرد، ازں مقدمہ در تمام شہر دہل شور آفتاد ہمہ اہل شہر مع سلطان شمس الدنشخ معن الدن اں حال را معانہ کرد فرمود بابا بختار! ہمدرں مقام باش کہ خلاق از برون آمدن تو در اضطراب و خراب استبر واں شہر را درپناہ تو گذا شتم پس سلطان شمس الدن سعادت قدم بوس شخ رادر ا افتہ ہمراہ شخ قطب الدن بشاد تمام متوجہ شہر گردد ص54

    [40] للتفصيل راجع سير العارفين، ص31/ فرشته، جـ2، ص380

    [41] رسالة حال خانوادة جشت، مخطوط، سبع سنابل، ص223، نقلا عن خليق أحمد نظامي: الميول الدينية، ص116

    [42] راجع جوامع الكلم، ص207

    [43] حضرت خواجہ وصت کردہ بود کہ کہ امام جنازہ ما آں کس باشد کہ گاہ ازار بہدس حرام نکشادہ باشدو سنتہائے عصر وتکبر اول فرائض نماز گاہے ازوترک نشدہ باشد” راجع خـزينة الأصفياء، ص275

    [44] راجع المصدر السابق، ص275

    [45] اعتبر المؤرخ برني عهد بلبن “خير العصور”، وفي الواقع لا يحتل عهده مكانة في التاريخ الإسلامي الشرقي فحسب، بل يحظى بمكانة خاصة في التاريخ الإسلامي العام، لأن الدول الإسلامية شرقًا وغربًا سقطت أمام جحافل التتار، وكان السلطان بلبن وحيدًا الذي تمكن من الحفاظ على كيان سلطنة دهلي من أخطار المغول الهمجيين، كما أثبت أنه ذو مهارة وكفاءة عالية في إدارة شئون البلاد، فطوال فترة حكمه التي استمرت اثنين وعشرين عامًا نعمت الدولة بازدهار لم تشهد له مثيلا في تاريخ الهند الإسلامي، وارتفعت مكانة العلماء والأدباء، وتقدم فن العمارة وعم السلام والأمن وانتشر العدل والنظام وتوحدت معظم المناطق الهندية ودخلت جميعها تحت ظل سلطنة دهلي. للتفصيل حول إنجازاته السياسية والعسكرية، راجع الهروي، طبقات أكبري، جـ1، ص82

    [46] راجع مطلوب الطالبين، مخطوط، نقلا عن الميول، ص164

    [47] حول التفصيل لهذه الزيارة راجع حسن السجـزي: فوائد الفواد، ص99-145-146/ أيضًا سيـر الأولياء، ص79-80

    [48] راجع سير الأولياء، ص72

    [49] راجع سير الأولياء، ص135

    [50] خليق أحمد نظامي: الميول الدينية، ص212/ الفتح أو الفتوح في اصطلاح الصوفية عمومًا هو كل ما يفتح على العبد من الله تعالى، بعد ما كان مغلقًا عليه من النعم الظاهرة والباطنة، كالأرزاق والعبادات والعلوم والمعارف والكاشفات وغير ذلك. راجع موسوعة التصوف الإسلامي، ط2: وزارة الأوقاف المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، القاهرة 1433هـ/2012م، ص622/ وكان الصوفية في الهند سيما في عصر سلطنة دهلي يستخدمون هذا المصطلح في معنى الأرزاق التي كانت تأتي إليهم دون سؤال أحد.

    [51] راجع ضياء الدين برني: تاريخ فيـروز شاهي، ط: الجمعية الآسيوية بكلكتا الهند 1860م، ص198

    [52] سير الأولياء، ص135

    [53] تفيد بعض المصادر أن السلطان أرسل مرة رسالة إلى خدمة الشيخ قائلًا إن الشيوخ الآخرين ومنهم الشيخ ركن الدين السهروردي يأتي لزيارتي من الملتان وأنت لم تـزرني وأنت هنا في دهلي فرد الشيخ قائلًا:”أنا رجل زاهد وأقضي معظم وقتي في الاعتكاف ولا أذهب إلى أي مكان ثم لم تكن من عادة شيوخي أن يترددوا على البلاط السلطاني وقصر السلاطين ويصاحبوهم. وأرجو من السلطان أن يعذرني من الزيارات واللقاءات في القصر والبلاط.” راجع سير العارفين ص75 من مردے منزو من بنود نروم ونز رسم وعادت پران من بنود کہ دوان روند وببادشاہاں مصاحب شوند، مرا معذور م باد داشت”/ راجع أيضًا حميد قلندر: خير المجالس، تصحيح خليق أحمد نظامي، ط: عليگر دون تاريخ، ص258/ فرشته، جـ1، ص125 جـ2، ص395

    [54] حول العلاقة بين الشيخ والسلطان راجع دكتور اشتياق أحمد ظلي: مشايخ چشت اور حكومت وقت: باهمي روابط كا تجزيه، مجلة تحقيقات إسلامي، عليگراه، يوليو-أكتوبر عام 1983م، ص35-46

    [55] وتفيد المصادر أنه قد تأتي الأخبار عن الأعمال العسكرية القائمة في جنوب الهند، وقد حدث مرة أنه انقطع الخبر عن الجيش ونشاطاته العسكرية، فحـزن السلطان وأمر ملك قرابيك والقاضي مغيث الدين سامانة أن يذهبا إلى الشيخ نظام الدين أولياء، ويبلغوه سلامه، ويقولا له أنه قد انقطع الخبر عن الجيش الإسلامي المرسل إلى وارنگل ولم يصل أي خبر عنه منذ فترة. واعرض عليه أمر جيش الإسلام، فلو كان لديه خبـر عن أحوال الجيش بنور ولايته، فيسرني معرفته. وقال أيضًا لهما، تبلغانني ما يجري على لسانه من كلام دون زيادة أو نقصان. وعندما وصلا إلى خدمة الشيخ، سلماه رسالة السلطان للشيخ الذي بدأ يذكر قصة أحد السلاطين السابقين، وأقر حكاية نصره ضمن قصة وفي نهاية المطاف قال لهما:”هذا الفتح لا أهمية له ونحن نتوقع الفتوحات الكبرى”. وقد عاد قرابيك وقاضي مغيث من هذه المهمة وأبلغاه عما قاله الشيخ دون زيادة أو نقصان وسر السلطان جدًا وعلم أن وارنگل قد فتحت.” راجع برني: تاريخ فيروزشاهي ص332/ طبقات أكبري، جـ1، ص143-144/

    [56] تفيد المصادر أن شهرة الشيخ نظام الدين أولياء أشعلت نار الحقد والضغينة في قلوب بعض المنافقين من الحاشية في البلاط السلطاني، فبدءوا يحرضون السلطان على تضييق نطاق السيادة الروحية للشيخ، قائلًا:”لقد أصبح الشيخ قطبًا لكافة الناس ولا يوجد شخص إلا وأنه يشعر السعادة البالغة في زيارته وقضاء الوقت عنده…ونحن نخشى أن تؤدي هذه الشهرة واعتقاد الناس فيه إلى الخلل في شؤون الدولة.” وكان ذلك في بداية عهد السلطان علاء الدين الخلجي وبالتالي وقع في مصيدة الحاسدين وبدأ يشك في أمر الشيخ ولكن بسبب اعتقاده العميق في الشيخ لم يجترئ أن يأخذ موقفًا سلبيًا ضد الشيخ. وقد فكر كثيرًا ووصل إلى نتيجة مفادها أنه سيرسل رسالة إلى الشيخ من خلال الوزير خضر خان وفعل. وكتب في رسالته قائلًا بما أنكم أصبحتم مرجع الناس كافة وبالتالي أفضل أنا أن أجعلكم مستشارًا لي أستشيركم في شئون الدولة وأريد منكم توجيهي السليم إلى تفعيل شئون الدولة بأحسن صورة لكي يتم الخير والرفاهية لكل الناس. وكان يفكر السلطان من خلال تلك الرسالة تقدير الشيخ ونيته وتمنياته حيال الحكومة وشئونها. ولما وصل الوزير خضر خان إلى شيخ المشايخ وسلم رسالة السلطان له ردها إليه دون قراءة وقال له كلمة تاريخية:” ما علاقتي وأنا الدرويش بشئون الملك والسياسة، أنا هاهنا أعيش بعيدًا عن المدنية ونضارتها في مكان لا يقيم له أهل الدنيا وزنًا، مشغول بسؤال الله أن يسلم البلاد والعباد. ولو كلمني السلطان مرة ثانية في هذا الأمر لغادرت المدينة وأرض الله واسعة”. وفرح السلطان بهذا الرد وتأكد من كلامه وقال أني أعلم بذلك أن الشيخ لا يمت إلى مثل هذه الأمور السياسية ولكن بعض الناس كانوا يريدون إفساد علاقتي بالشيخ. ثم أرسل رسالة أخرى طالبًا منه السماح عما قام هو وطالب الإذن لزيارة الشيخ. فرد الشيخ قائلًا:” لا حاجة للزيارة بي لأني أدعو الله له بظهر الغيب وله تأثير كبير في القبول والاستجابة” ولكن السلطان أصر على المقابلة فبلغه الشيخ قائلًا:” لدي بابان في المنـزل لو دخل السلطان من أحدهما لخرجت أنا من الثاني.” راجع برني: تاريخ فيروزشاهي، ص366/ سير الأولياء، ص134-135

    [57] راجع برني: مصدر سابق، ص338-339

    [58] وقد عبر عن ذلك أحد المؤرخين المعاصرين لكل من السلطان علاء الدين الخلجي والشيخ نظام الدين أولياء، فيقول:”سبحان الله! ما أجمل تلك الأيام والتي رأيناها في السنوات الأخيرة في عهد السلطان علاء الدين الخلجي الذي بذل مجهودًا كبيرًا في إصلاح البلد ورخائه وتطوره اقتصاديًا وعمرانيًا وبسبب جهوده الجبارة امتازت السنوات الأخيرة من عهده بكساد سوق المنكرات من الخمر والميسر والفسق والفجور بجميع أنواعها….وبجانب آخر لقد فتح الشيخ نظام الدين أولياء باب جماعت خانته للبيعة العامة لتوفير الفرص أمام القاصي والداني والعاصي والمتمرد للتوبة والرجوع إلى الله وكان يعطي لكل زائر مهما بلغ في المعاصي الخرقة الصوفية ويقبله كمريديه وكان لا يفرق في ذلك فكل الناس كانوا سواسية عنده وفي جماعت خانة وكان الشيخ يلقنهم ويعلمهم التوبة ويدعوهم إلى التعاون على البر والتقوى ومن هنا قد عم الفائدة وقد بدأ خلق كثير باجتناب أعمالهم غير الصالحة والمعاصي ولو وقع أحد من زوار الشيخ في معصية كبيرة كانت أو صغيرة فكان يرجع إلى الشيخ لقبول معصيته والرجوع إلى الأعمال الصالحة من خلال تجديد بيعته والحصول على الخرقة، وبسبب هذه البيعة العامة كان الناس يستحيون من وقوعهم في الأعمال السيئة وكانوا يجتنبون المعاصي وكانوا يرغبون في الطاعات والعبادات تقليدًا أو اعتقادًا وكل ذلك أدى إلى تقوية الإيمان في قلوب العامة والخاصة…راجع برني: تاريخ فيروز شاهي، ص295-298-336-342-343-341

    [59] راجع برني: مصدر سابق نفسه، ص323

    [60] راجع برني: مصدر سابق، ص394/ سير الأولياء، ص144/ تاريخ فرشته، جـ2، ص394-394/وتفيد المصادر أنهما كانا قد أصبحا من المعتقدين الكبار في التصوف وأعماله، حيث لما مرض السلطان علاء الدين الخلجي في آخر مدة حكمه، نذر خضر خان أنه كلما تحسنت صحة السلطان يذهب مترجلًا لزيارة مشايخ دهلي، وعندما سمع خبر صحة السلطان نوى تحقيق ذلك النذر ولكن لم يتسن له ذلك بسبب بعض الظروف السياسية. راجع طبقات أكبري جـ1، ص149

    [61] حول دخول الأمراء والأثرياء في زمرة الشيخ راجع سير الأولياء، ص143-144-289-350-523-524/ برني: تاريخ فيروز شاهي، ص241-345/ تاريخ فرشته، جـ2، ص394

    [62] راجع خير المجالس، ص241-243/وكان الناس رطب اللسان حتى في عصر تغلق وكما يذكر ابن بطوطة فيقول:”وكان علاء الدين الخلجي من خيار السلاطين، وأهل الهند يثنون عليه كثيرًا…راجع ابن بطوطة، جـ3، ص130/وكتب صاحب طبقات أكبري ذلك فيقول:”إن تحقيق المطالب والمآرب السياسية والاقتصادية ووقوع أمور غريبة جاءت بسعي وجهد السلطان علاء الدين، أسماها الناس كرامة، ونسبوا لآرائه وأقواله الكشف والإلهام، والبعض أسماها استدراجًا (إشارة إلى قوله تعالي:”والذين كذبوا بآياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون”). واعتبروها من المكر الإلهي، بينما ظن البعض أن الأمن والرخاء والرفاهية من بركة وجود الشيخ نظام الدين أولياء قدس سره”. راجع طبقات أكبري، جـ1، ص142

    [63] تفيد بعض المصادر بأن السلطان أرسل مع وزيره قرابيك مائتي ألف تنكه لدى إرسال ولديه خضر خان وشادي خان في خدمة الشيخ، راجع سير العارفين، ص74/ See also Tanvir Anjum: Chishti Sufis in the Sultanate, P. 197

    [64] حسب قول سير العارفين (أردو ترجمة) ص101 وفرشته جـ2، ص295 كان يستهلك الملح أكثر من سبعين “من” يوميًا في المطبخ العمومي لجماعت خان للشيخ نظام الدين.

    [65] حول توزيع الأموال على الفقراء في يوم الجمعة راجع سير الأولياء، ص141

    [66] نستطيع أن نقدر مقدار الفتوح من هذه الواقعة التي نقلها فرشته قائلًا:”حضر في خدمة الشيخ تاجر وقدم له رسالة التـزكية المحررة من جانب الشيخ صدر الدين عارف، قائلًا إنه قد نهب كل أمواله التجارية، فأمر الشيخ نظام الدين بإعطاء كل ما يأتي إلى ساعة الضحى، ولدى جمع وحساب تلك الأموال المقدمة في جماعت خانه فوصلت ذلك المال إلى اثنتي عشر ألف تنكه”. راجع فرشته، جـ2، ص295-293

    [67] ومن التناقض الشديد الذي نجده في أعمال بعض الباحثين حول التأكيد على أن الصوفية الجشتية ما كانوا يقبلون على الملوك والأمراء وثروات الدنيا، وفي الوقت نفسه كانوا فاتحين أبوابهم للفقراء والمساكين لسد احتياجاتهم اليومية، وبها ربطوا أنفسهم بقضايا العصر الاجتماعي. راجع نثار أحمد الفاروقي: الشيخ معين الدين في ضوء التاريخ، مجلة ثقافة الهند، مج6، ع24، سبتمبر عام 1955م، ص49-50/ والسؤال الذي يطرح على نفسه هنا هو كيف كان جماعت خانات مراكزًا للإشعاع الروحي والثقافي والاجتماعي، وفي الوقت نفسه كانت ترفض بتقوية أي علاقة مع السلاطين والأمراء والأثرياء، وإن كان ذلك فمن أين لهم أن يقدموا الخدمات الاجتماعية للناس وتكون جماعت خانة ملاذًا للفقراء والمساكين وحتى المسافرين والذين كانت جماعت خانه تقدم لهم من خلال مطابخها العمومية وجبات مجانية ومساعدة مالية بجانب السكن؟

    [68] راجع سير الأولياء، ص144-145

    [69] راجع برني: تاريخ فيروز شاهي، ص366/ سير الأولياء، ص599

    [70] راجع جمالي: سير العارفين، ص74

    [71] راجع برني: تاريخ فيروز شاهي، ص324-325-341-346-386-387

    [72] در مدت چہار سال وچہار ماہ کارنبود مگر شراب خوردن وسماع شندن وعش وعشرت راندن وبخشش کردن وداد ہوا پرست دادن” راجع برني: تاريخ فيروز شاهي، ص386-387

    [73] برني: تاريخ فيروز شاهي، ص325

    [74] راجع خير المجالس ، ص241-243

    [75] كانت مسألة السماع مسألة خلافية بين الصوفية والعلماء في القرون الوسطى، فألف كثير من العلماء آنذاك الكتب والرسائل وكتبوا الفتاوى التي تحذر من السماع. وقد هاجم العلماء والفقهاء أهل التصوف يحذرون من تلك الكتب والرسائل وفي المناظرات العلنية هجومًا لا رفق فيه ولا هوادة. راجع سير الأولياء ص528-530/ راجع Khaliq Ahmed: Some aspects…P.318-319

    [76] سير الأولياء، ص536-537

    [77] راجع خير المجالس، ص241-243 / ونذكر هنا مثالين لأكبر تلامذة الشيخ نظام الدين اللذين كانا ذا مكانة ومنـزلة وشأن في البلاط السلطاني ونالا التقدير والجوائز من جانب السلطان. وأولهما الأمير خسرو الذي كان له يد بيضاء في فنون الكلام والمعنى، وآثار فضله ومناقبه واضحة وظاهرة في مصنفاته في النظم والنثر، ولما كان نادرة زمانه فقد أعطاه السلطان علاء الدين ألف تنكه. راجع طبقات أكبري، جـ1، ص148، والخواجه أمير حسن علاء السجـزي الذي كان مشهورًا بسلامة الكلام ولطافة الحديث، ومن كثرة ما نظمه من غزليات وكتبه من كلام جميل، كانوا يلقبونه بـ”سعدي الهند”. وكان من أخص تلاميذ ومريدي الشيخ نظام الدين أولياء، ويثني على السلطان في أعماله الشعرية والنثرية ثناءً عطرًا. راجع ديوان حسن سجـزي، ط آباد: حيدر الهند، دون تاريخ، ص63-453-547-550-455-525

    [78] وهو من تلاميذ شيخ الإسلام ابن تيمية، كان قاضي الحنفية بمصر، وكتب في حق شيخ الإسلام محضرًا في الثناء عليه بالعلم والفهم، فبلغ ذلك ابن مخلوف القاضي فسعى في عزل ابن الحريري فعزل، راجع شهاب الدين محمد ابن حجر العسقلاني(825هـ/1449م): الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة، ستة أجزاء، تحقيق محمد عبد المعيد ضان، ط: مجلس دائرة المعارف العثمانية، 1392هـ/ 1972م، جـ1، ص171-172

    [79] كتب في رسالته الموجهة إلى السلطان قائلًا: لقد جئت قاصدًا مدينة دهلي وسلطانها، وكان الهدف وراء هذا السفر الطويل ترويج علوم الحديث وتدريسها محبة لله ورسوله، وذلك لإخراج مسلمي الهند من براثن الفقهاء والعلماء من أهل البدع، ولكن لما علمت أن السلطان غير منتظم في فروض العبادات، فقررت أنه لا داعي لرؤية هذا السلطان، وعلي أن أعود إلى حيث أتيت، هذا وسمعت بعض الأخبار عن السلطان ما أسعدتني، وبعضها أحزنتني، ومنها:

    لقد سمعت أن السلطان رخص أسعار المواد الغذائية، وقام برقابة شديدة على الأسواق، ويعاقب التجار المدلسين ويمنعهم من الاحتكار، مما أدى إلى الرخاء العام، وهذا العمل شاق للغاية، وحاول كثير من الملوك والسلاطين ولكنهم لم يتمكنوا من ذلك، وكيف قدر لك من النجاح؟
    أحييك بعد ما سمعت أن السلطان العادل أبطل المحرمات والخمور والمعازف، ولا أحد يتجاسر أن ينقل ملء كف خمر إلى دهلي إلا بالحيلة.
    وسمعت أيضًا أن السلطان نجح في تطهير دهلي من الخمور والخواطي والقمار والمخانيث والمظالم، وكافح العناصر الفاسدة حتى لجأت إلى حفرات الفيران، فبارك الله فيك، فهذه الأعمال لم ينجح فيها أحد من السلاطين.
    لقد عينت رجلًا غير مؤهل ولا قيمة له كرئيس القضاة في ملتان، وهو رجل غير صالح وصاحب دنيا، وأنت تعلم أن هذه الوظيفة حساسة للغاية، فعليك أن تختار الكوادر الصالحة لتفعيل مثل هذه الأجهزة الحكومية المهمة.
    وقد سمعت أن أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم مهجورة ومتروكة وغير مرغوبة في بلدكم، وتؤخذ العلوم الفقهية كسند للعمل في المسائل الدينية الشرعية، ياللعجب! كيف كان للمدينة أن تنجو من الخراب والدمار والجهل تلك التي يفضل أهلها العلوم الفقهية على الأحاديث النبوية.
    لقد علمت أن هناك عناصر فاسدة من العلماء والفقهاء؛ تأخذ الرشوى وتحرر الفتاوى، ولا تصل إليك أخبارهم لأن القاضي مرتش هو الآخر. للتفصيل راجع برني: تاريخ فيروز شاهي، ص298-299
    [80] راجع برني: تاريخ فيروز شاهي، ص412، وتقول المصادر الأخرى:”ولما كان أكثر العناصر الهندوسية في البلاط، خفضوا شعار المسلمين، وازدهرت العادات والتقاليد الهندوسية، وشاع تخريب المساجد وعبادة الأوثان والأصنام”، راجع تاريخ مبارك شاهي، ص88/برني، ص411-412/ وقد زار ابن بطوطة متأخرًا وذكر ذلك بالتفصيل فيقول:” ولما ملك خسرو خان آثر الهندوس وأظهر أمورًا منكرة منها النهي عن ذبح البقر على قاعدة كفار الهنود فإنهم لا يجيزون ذبحها. وجـزاء من ذبحها عندهم أن يخاط في جلدها ويحرق وهم يعظمون البقر ويشربون أبوالها للبركة والاستشفاء إذا مرضوا، ويلطخون بيوتهم وحيطانهم بأرواثها، وكان ذلك مما يغض خسرون خان إلى المسلمين وآمالهم عنه…، فلم تطل مدة ولايته، ولا امتدت أيام ملكه…” راجع الرحلة، جـ3، ص138-139

    [81] راجع برني: تاريخ فيروز شاهي، ص410-413/ أمير خسرو: تغلق نامه، تصحيح سيد هاشمي فريد آبادي، ط: الهند 1935م، ص54-57

    [82] جمالي: سير العارفين، ص119

    [83] فرشته، جـ2، ص397

    [84] حول التفاصيل عن الصراع بين الشيخ والسلطان قطب الدين راجع برني: راجع تاريخ فيروزشاهي ص396/طبقات أكبري جـ1، ص178-179/ مآثر رحيمي جـ1، ص332/ سير الأولياء 146/ أخبار الأخيار، ص64

    [85] قامت الدولة التغلقية على أنقاض الدولة الخلجية التي سقطت بسبب التدهور السياسي والاقتصادي والديني، وذلك بعدما تولى عدة سلاطين غير جديرين، ما أدى إلى وصول العناصر الهندوسية إلى المناصب العليا وأطماعهم في تهنيد الدولة والقضاء على الشعائر الإسلامية. وبذلك كانت سلطنة دهلي بحاجة ماسة إلى الأسرة الحاكمة التي تتمكن من الحفاظ على الكيان الإسلامي، وفي الوقت نفسه تقوم بالجهاد الإسلامي لاسترجاع الهوية الإسلامية وللقضاء على البدع والمنكرات، وبمجرد قيام الدولة التغلقية استعادت تلك الروح الإسلامية، وانتشر نداء العدل والإنصاف ونامت الفتن ثانية، وذلك كله تحت قيادة السلطان غياث الدين تغلق شاه، الذي أنجز من مصالح الناس ما لم يتيسر للآخرين في سنوات عديدة راجع الهروي: طبقات أكبري، جـ1، ص162/ راجع عصامي: فتوح السلاطين، ص388

    [86] ويبدو أن الشيوخ الچشتية سيما الشيخ نظام الدين قد نسي نصيحة الشيخ فريد الدين گنج شكر الذي كان ينصح تلاميذه ومريديه قائلًا:”لو أردتم بلوغ درجة الكبار فعليكم بعدم الالتفات إلى أبناء الملوك” راجع سير الأولياء، ص85

    [87] حول الصراع الطويل بين الشيخ والسلطان غياث الدين تغلق راجع محمد مبارك كرماني: سير الأولياء، ص524-528

    [88] كان يريد إحياء سنن الخلفاء الراشدين، تفيد المصادر المعاصرة أنه ادعى عليه رجل من كبار الهندوس أنه أي السلطان قتل أخاه من غير موجب ودعاه إلى القاضي، فسلم، وكان قد أمر القاضي قبل ذلك إنه إذا جاءه إلى مجلسه فلا يقوم ولا يتحرك، فصعد إلى المجلس ووقف بين يدي القاضي فحكم عليه أن يرضي خصمه عن دم أخيه فأرضاه السلطان بدية، راجع عجائب الأسفار، جـ3، ص182

    [89] تفيد المصادر المعاصرة أنه أمر بأداء الصلوات بالجماعة، وبالمعاقبة لمن تركها أشد العقاب، وكان يبعث برجال الحسبة إلى الأسواق فمن وجد بها عند إقامة الصلاة عوقب…وطلب من الناس أن يتعلموا فرائض الوضوء والصلاة وشروط الإسلام، راجع عجائب الأسفار، جـ3، ص182-183

    [90] راجع عصامي: فتوح السلاطين، تحقيق مهدي حسن، ط: الهند 1938م، ص605، وتروي المصادر أنه لم يكن أحد يتجاسر أن يشرب الخمر سرًا أو علانية، وكان السلطان يبالغ في تأديب من يتعاطاه من المقربين إليه، وقد حدث أنه علم بأن بعض الأمراء الكبار يشرب الخمر، فغضب عليهم غضبًا شديدًا، وصادر أموالهم وممتلكاتهم، العمري: مسالك الأبصار، جـ3، ص67-68

    [91] راجع ابن بطوطة: عجائب الأسفار، جـ3، ص183

    [92] كانت نظريات محمد بن تغلق السياسية والفكرية والدينية قائمة على أهمية استعادة الأمة الإسلامية تحت مظلة واحدة التي كانت موجودة في عهد الخلفاء الراشدين، فجانب دعوته للعلماء طالب السلطان من الصوفية أيضًا التعاون والعمل والنشاطات الدينية والفكرية تحت رعاية النظام السياسي أي السلطان نفسه. فكأنه أراد أن يتدخل في حياة وشئون الطرق الصوفية وفي نظام الخانقوات. راجع خليق أحمد: الميول الدينية، ص333-334

    [93] خليق أحمد نظامي: الميول الدينية، ص359-360

    [94] راجع الميول الدينية، ص359-360 حول قيام السلطان بإدخالهم في الشئون الإدارية وتأثيرها السلبي في حياتهم الدينية والإصلاحية راجع سير الأولياء، ص307-218-205

    [95] وقد كتب أيضًا فرشته في كتابه راجع فرشته جـ2، ص399

    [96] راجع عجائب الأسفار، جـ3، ص185

    [97] خليق أحمد نظامي: الميول الدينية لدى سلاطين دهلي، ص337/ راجع أيضًا سيد صباح الدين عبد الرحمن: لمحات من تاريخ الهند الوسطى، ط:دار المصنفين الهند، ص210-211، ومن هؤلاء الشيوخ شهاب الدين الجامي(ت742هـ/1340م) الذي عرض عليه السلطان الوظيفة الإدارية الدينية فرفض بشدة، فغضب السلطان منه، وبدلا من أن يرجع الشيخ عن قوله، تمرد وعصى ضد السلطان ما دفع السلطان إلى قتله، راجع الواقعة الكاملة في عجائب الأسفار، جـ3، ص185-186/ لترجمة الشيخ راجع الإعلام، جـ1، ص165/ وهناك أمثلة أخرى قدمها ابن بطوطة للشيوخ الذين كانوا يتآمرون ضد السلطان من خلال تنسيق العناصر الإجرامية، راجع جـ3، ص191-192-193

    [98] اعتبره المؤرخ المعاصر عفيف من الأولياء الصالحين بل بالغ فيه فجعله بصفات خاصة وسمات مميزة من صفات الأنبياء، ويؤكد في كتابه في أماكن عديدة أنه يقوم بكل عمل بموجب إلهام رباني. راجع تاريخ فيروز شاهي، ط: الجمعية الآسيوية كلكتا، الهند عام 1891م، ص 95-277-23-25-274

    [99] راجع برني: تاريخ فيروز شاهي، ص548-552-561

    [100] راجع برني: تاريخ فيروز شاهي، ص121-122

    [101] وقد ذكر برني بالتفصيل تلك الجلسات الخاصة مع العلماء والشيوخ للحصول على الفتوى والشرعية للوصول إلى سدة الحكم، بجانب زيارة جماعت خانات والخانقاوات للمقابلة مع الشيوخ ووزع خلال هذه الزيارات أموالًا كثيرًا على الفقراء والمساكين والمحتاجين المتعلقين بهذه الخانقاوات، ولدى دخول المدن يرسل في طلب الشيوخ الچشتية يترضاهم ويتألف قلوبهم ويستميلهم بالمال والهدايا. راجع برني: تاريخ فيروز شاهي، ص122/ عفيف: تاريخ فيروز شاهي، ص61

    [102] “باں خلق عدل وانصاف خواہ کرد وا برائے اں مشتے مسکناں وال دگر از اللہ تبارک وتعال التماس کردہ اد” راجع عفيف: تاريخ فيروز شاهي، وكتب المؤرخ المعني أن الشيخ بعث بـ39 نواة لتحديد مدة حكمه.

    [103] راجع برني: تاريخ فيروز شاهي، ص535-536

    [104] راجع برني: تاريخ فيروز شاهي، ص560

    [105] راجع الميول الدينية، ص402، وتفيد أيضًا مما جاءت في تاريخ معاصر راجع عفيف: تاريخ فيروز شاهي، ص330-331

    [106] “بہ عناات حق تواضع فقراء ومساکن واستمالت قلوب اشاں دردل ماتمکن افت تاہرجاکہ فقرے وگوشہ نشنے افتم برائے ملاقات او قدم زدم وبہ دعاء اسمتداد نمودم تا فضلت نعم الامر لباب الفقر (عل باب الفقر) اکتساب کردہ شود” راجع عفيف: تاريخ فيروز شاهي، ص17 وتفيد المصادر المعاصرة الأخرى بصلته القوية بكثير من الشيوخ بالتفاصيل راجع عفيف: تاريخ فيروز شاهي، ص371

    [107] راجع سيرت فيروز شاهي ورق 87-79

    [108] راجع خليق أحمد نظامي: الميول الدينية، ص409، وقد اعتمد المؤرخ الفاضل على تناول المؤرخ الدرباري، عفيف أنه قد أنى الشيخ علاقته مع السلطان بأسلوب جيد، راجع عفيف: تاريخ فيروز شاهي، ص61

    [109] وتفيد المصادر أنه كان يرغب في تناول الخمر و سماع الموسيقى وكان يقضي معظم الوقت في يوم الجمعة مع فرقة الموسيقيين. وقد ألفت كتب عديدة في مجال الطرب والموسيقى تحت إشرافه. وكان يهتم كل الاهتمام بانعقاد مجلس الخمر مع تقديم أنواع الخمر المتعددة راجع عفيف: تاريخ فيروز شاهي، ص79-147-368 “زہے شرابے کہ فروز شاہ خردے بانواع رنگ وبا نواع مزہ بعضے برنگ زعفران وبعض برنگ گل وبعضے برنگ سپد ومزہ اومانند شر شرں”

    [110] وهناك واقعة ذكرت في جوامع الكلم تفيد بأن الشيخ ما كان يحب تطوير العلاقات مع السلطان. ويقال إنه جاء السلطان مرة إلى جماعت خانه، وكان الشيخ يستريح ولدى معرفته بوصول السلطان لم يخرج لاستقباله بل بدأ يصلي وطال الانتظار مما كان شاقًا على السلطان فقال لوزيره تاتار خان:”نحن لسنا سلطانًا إنما السلطان هو الشيخ بعينه”. ولما خرج الشيخ من حجرته الخاصة فأمر بفرش الحصيرة في الصحن. وجلس السلطان لبعض الوقت ثم غادر المكان مغمومًا ومهمومًا. راجع جوامع الكلم، ص219

    [111] خير المجالس، ص88-139-185-240

    [112] For a detail account about its formation in India see Saiyid Athar Abbas Rizvi: A History of Sufism in India, Two volumes, Munshi Manoharlal Publisher, Delhi, India fourth impression 2012, Vol.1, P.190-

    [113] راجع أخبار الأخيار، ص36 يعد كل من الشيخ بهاء الدين زكريا الملتاني، السيخ نور الدين مبارك الغـزنوي المتوفى عام 632هـ/1234م، ومولانا مجدد الدين حاجي، والشيخ ضياء الدين رومي، وشاه تركمان صاحب، وحميد الدين الناگوري، للتفصيل راجع Rizvi: A history of Sufism in India, Vol.1, P.194-196

    [114] Khaliq Ahmed Nizami: Some aspects of Religion and Politics in India, P.238

    [115] See Khaliq Ahmed Nizami: Some aspects of Religion..P.236-238

    [116] يعد الشيخ جلال الدين التبريزي من أشهر مشايخ الطريقة السهروردية الذين وفدوا إلى البنگال في فترة مبكرة، وهو الذي حمل مسئولية نشر وترويج الفكر السهروردي في هذه البقعة لدى وصوله عام 610هـ/1213م. وبسبب علاقاته الجيدة مع الشرائح كافة حظي الشيخ بشعبية كبيرة، وقد روي عنه كلا المسملين والهندوس كثيرًا من الكرامات والخوارق، وتوافدوا عليه جماعات التماسًا ببركته، وحتى بعد وفاته كانوا يـزورون ضريحه. وأسس الشيخ لدى وصوله إلى منطقة “پندو” خانقاؤه بجوار معبد للهندوس، حيث قضى بها جـزءًا كبيرًا من حياته، واستقر أتباعه في “ديوتالا” الواقعة على بعد عشرين ميلاً شمال “پندو”، وبلغ من ضخامة أعدادهم أنه قد نسبت المدينة للشيخ، وسميت “تبريز آباد” تكريمًا للشيخ. وقد وقفت أراضي مدينة “ديوتالا” على الخانقاه لسد احتياجاتها. وأصبحت هذه المدينة مأوى ومستقرًا لعدد من الصوفية السهروردية، وبسبب شعبيتهم وأهميتهم لدى الشعب اهتم سلاطين البنكال بإنشاء المساجد والخانقاوات. وتثبت النقوش الموجودة على بعض هذه المساجد أنه قام ثلاثة من السلاطين بتشييد أربع مساجد بها في القرنين التاسع والعاشر الهجريين/ الخامس عشر والسادس عشر الميلاديين. ومن المرجح أنه توفي الشيخ ودفن بها، أما ضريحه في ” پندو” فقد بني بعد فترة طويلة من وفاته في عهد السلطان علاء الدين شاه عام 743هـ/1342م. راجع محمد مهر علي: انتشار الإسلام في بنجلاديش وغربي البنغال، ط: الموسوعة الجغرافية للعالم الإسلامي، مج1، انتشار الإسلام، جامعة الملك محمد بن سعود الإسلامية، المملكة العربية السعودية 1412هـ/1992م، ص268-269

    [117] تجدر الإشارة إلى أنه لما سقطت سلطنة دهلي فقامت الإمارات الإسلامية في البنگال، والدكن، ومالوه، وجونپور والگجرات، وكذلك لما اضمحلت نظام التصوف لكل من الطريقة الچشتية والسهروردية، فقامت الخانقاوات وجماعت خانات في هذه الإمارات الإسلامية المستقلة. ويعد الشيخ سراج الدين المعروف بـ أخي سراج أول من أسس الطريقة الچشتية في البنگال. وكان من أتباع الشيخ نظام الدين الدهلوي. وقد أخذ أخي سراج عن الشيخ علومه وتعاليمه الروحية والفكرية، وبعد إتمام المدة الدراسية والروحية أطلق عليه الشيخ “آئينة هند” أي مرآة الهند. وقد مكث أخي سراجع لبعض السنين في دهلي بعد وفاة الشيخ نظام الدين ولما أجبر محمد بن تغلق على العلماء والشيوخ على الرحيل إلى العاصمة الثانية ديوگير، فغادر الشيخ دهلي متوجهًا إلى بلده لكهنؤتي، وأخذ معه بعض الكتب للشيخ نظام الدين وبها أسس أول مكتبة لكتب الصوفية في البنگال. وقد حظي الشيخ بشعبية كبيرة بين المسلمين والهندوس على السواء بسبب أخلاقه العالية وسماحته الجمة وعلمه الغـزير. ومن أهم أتباعه الذين حملوا رسالته في البنگال الشيخ علاء الحق، والدين بن أسعد بنگالي وغيرهم. راجع للتفصيل سير الأولياء، ص228-289-290-140-141/ روضة أقطاب، ط: مطبع محب دهلي، ص48-49

    [118] راجع خليق أحمد نظامي: تاريخ مشايخ چشت، جـ1، ص181

    [119] للتفصيل راجع فوائد الفواد، ص119-120/ سير العارفين، ص169/ وتفيد المصادر أنه قد نجح السلطان بإدخال هذه المنطقة إلى حوزة سلطنة دهلي عام 1228م، مما أدى إلى المـزيد من تقوية العلاقات بين الشيخ والسلطان الذي جعله شيخ الإسلام بعد تنحي نجم الدين صغري. راجع Rizvi: A history of Sufism in India, Vol.1, P.191-192

    [120] راجع سير العارفين، ص112-113، وذكر فرشية أن السبب في ذلك انحراف قباجة عن الشريعة الإسلامية، راجع فرشته، جـ2، ص406 ولكن كلامه مردود لأن المصادر المعاصرة لم يشر إلى ذلك إطلاقًا.

    [121] راجع سير العارفين، ص169

    [122] راجع سيف بن محمد بن يعقوب الهروي: تاريخ نامئه هرات، ص157-158

    [123] يعد الشيخ من أعلم خلفاء الشيخ شهاب الدين السهروردي، واسمه الكامل محمد حميد الدين بن عطاء الله محمود، هاجرت أسرته من بخاري إلى دهلي ماقبل عام 1200م. وبعد تعليمه وتربيته جلس الشيخ على كرسي القضاة وخدم كقاضي في ناگور لثلاثة سنوات. ومن أهم أساتذته في العلوم الإسلامية سيما في الحديث الشريف هو رضي الدين حسن الصغاني صاحب مشارق الأنوار. راجع الكتب التالية: سير الصدور، ص61-273، فوائد الفوائد، ص214/ سير العارفين، ص147/ أخبار الأخيار، ص85

    [124] راجع فوائد الفواد، ص239

    [125] كتب المؤرخ عصامي فيقول:” بہ تعظم او شاہ برخاستے—-نظر از جمالش باراستے” فتوح السلاطين، ص117

    [126] للتفصيل راجع فتوح السلاطين، ص119/ أيضًا طبقات أكبري، جـ1، ص70

    [127] فتوح السلاطين، ص119

    [128] رسالة حال خانواده جشت، مخطوط، سبع سنابل ورقة 232-233

    [129] لترجمته راجع سير العارفين، ص140-147/ أخبار الأخيار، ص62-66

    [130] تاريخ فيروز شاهي، ص348

    [131] سير العارفين، ص142

    [132] راجع للتفصيل سير الأولياء 146/ أخبار الأخيار، ص64 وتجدر الإشارة إلى أن صاحب طبقات أكبري ذكر في كتابه أن السلطان استدعى الشيخ ركن الدين الملتاني المتعصب للشيخ. راجع طبقات أكبري، ص180، ولكنه لم يذكر سبب استدعائه. ثم كلامه حول تعصبه للشيخ نظام الدين مردود لأن المصادر المعاصرة واللاحقة تفيد بوجود العلاقات الجيدة بين الشخصيتين.

    [133] راجع خليق أحمد نظامي: الميول الدينية، ص355

    [134] راجع ابن بطوطة، الرحلة، جـ3، ص188

    [135] ابن بطوطة: مصدر سابق، جـ3، ص188-189/ يقول ابن بطوطة، ولما قتل عماد الدين أعطى السلطان لأخيه ركن الدين مائة قرية ليأكل منها ويطعم الصادر والوارد بزاويته…”

    [136] راجع ابن بطوطة: الرحلة، جـ3، ص189

    [137] راجع سرو الصدور نقلًا عن خليق أحمد نظامي: الميول الدينية، ص357

    [138] راجع ابن بطوطة: الرحلة، جـ3، ص189

    [139] “مان ہر دو بزرگوار محبت ومودت از بطانہ چوں دوستان گانہ بود” راجع عفيف: تاريخ فيروز شاهي، ص514

    [140] راجع عفيف: تاريخ فيروز شاهي، ص514

    [141] راجع عفيف: مصدر نفسه، ص515

    [142] ملفوظات قطب عالم، ورقة 129 نقلًا عن الميول الدينية، ص415

    [143] وكان الشيخ يقول إنه يصرف أموال هذه الضياع والعقار على الفقراء والمساكين وسد احتياجاتهم….راجع مصدر سابق، ورقة95، نقلًا عن الميول الدينية، ص415

    [144] راجع منشآت ماهرو، ص47، نقلًا عن الميول الدينية، ص416

    [145] حول فهرست هذه الضرائب غير الشرعية راجع كلاً من فتوحات فيروز شاهي، ص5/ عفيف: تاريخ فيروز شاهي، ص375-376

    [146] راجع ملفوظات قطب عام، ورقة 33، نقلًا عن الميول، ص416-417، وأكد المؤرخ المعاصر عفيف أن العلماء والشيوخ أشاروا عليه بإعفاء هذه الضرائب غير الشرعية. راجع تاريخ فيروز شاهي، ص374-375-377

    [147] مالے کہ دربت المال جمع آد ہماں وجوہات باشد کہ در شرع مصطف صل علہ وسلم آمدہ است وکتب دنہ براں نااستووجہے کہ جمع کردن آں بہ حکم کتاب درست بناشد، بہ ہچ وجہ در بت المال جمع نہ کنند” راجع فتوحات فيروز شاهي، ص6

    [148] راجع عفيف: تاريخ فيروزشاهي، ص98

    انتهى

    منقوول

    يمكنك مشاهدة توقيعي بالنقر على زر التوقيع

    نسائم الرحمن غير متواجد حالياً
    • توقيع نسائم الرحمن






  3. رد مع اقتباس
  4. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 06-01-2017 الساعة : 05:22 PM رقم #2
    كاتب الموضوع : نسائم الرحمن


    شاملى ماسى


    الصورة الرمزية ابو حاتم

    • بيانات ابو حاتم
      رقم العضوية : 32291
      عضو منذ : Mar 2016
      المشاركات : 1,620
      بمعدل : 0.54 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 25
      التقييم : Array


  5. شكرا على الموضوع والافادة القيمة بارك الله فيكم

    ابو حاتم غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  6. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 08-01-2017 الساعة : 12:13 PM رقم #3
    كاتب الموضوع : نسائم الرحمن


    شاملى ذهبى


    • بيانات مصطفى شوقى
      رقم العضوية : 6010
      عضو منذ : Jan 2012
      المشاركات : 653
      بمعدل : 0.14 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 19
      التقييم : Array


  7. بارك الله فيك

    مصطفى شوقى غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  8. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 09-01-2017 الساعة : 02:12 PM رقم #4
    كاتب الموضوع : نسائم الرحمن


    شاملى ماسى


    • بيانات ضاحى العربى
      رقم العضوية : 6113
      عضو منذ : Feb 2012
      المشاركات : 1,192
      بمعدل : 0.27 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 24
      التقييم : Array


  9. شكرا على الموضوع والمعلومات المفيدة

    ضاحى العربى غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  10. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 10-01-2017 الساعة : 09:58 PM رقم #5
    كاتب الموضوع : نسائم الرحمن


    شاملى ماسى


    الصورة الرمزية خالد الغمرى

    • بيانات خالد الغمرى
      رقم العضوية : 32032
      عضو منذ : Aug 2015
      المشاركات : 1,157
      بمعدل : 0.36 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 20
      التقييم : Array


  11. شكرا وجزاكم الله كل خير

    خالد الغمرى غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  12. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 12-01-2017 الساعة : 10:45 PM رقم #6
    كاتب الموضوع : نسائم الرحمن


    شاملى ماسى


    الصورة الرمزية ابراهيم الدالى

    • بيانات ابراهيم الدالى
      رقم العضوية : 6013
      عضو منذ : Jan 2012
      المشاركات : 1,175
      بمعدل : 0.26 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 24
      التقييم : Array


  13. شكرا على المعلومات والافادات القيمة

    ابراهيم الدالى غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  14. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 13-01-2017 الساعة : 07:40 AM رقم #7
    كاتب الموضوع : نسائم الرحمن


    شاملى ماسى


    الصورة الرمزية ادهم

    • بيانات ادهم
      رقم العضوية : 202
      عضو منذ : Sep 2008
      المشاركات : 1,442
      بمعدل : 0.25 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 30
      التقييم : Array


  15. شكرا على الموضوع والافادة جزاكم الله كل خير

    ادهم غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  16. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 14-01-2017 الساعة : 09:54 PM رقم #8
    كاتب الموضوع : نسائم الرحمن


    شاملى ماسى


    • بيانات الفرغل ابو الرجال
      رقم العضوية : 8039
      عضو منذ : Jul 2012
      الدولة : United States
      المشاركات : 1,103
      بمعدل : 0.26 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 23
      التقييم : Array


  17. شكرا على الموضوع والافادات القيمة
    بارك الله فيكم وجعلها فى ميزان حسناتكم

    الفرغل ابو الرجال غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  18. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 15-01-2017 الساعة : 10:57 PM رقم #9
    كاتب الموضوع : نسائم الرحمن


    شاملى ماسى


    الصورة الرمزية ابو على

    • بيانات ابو على
      رقم العضوية : 15
      عضو منذ : Jul 2008
      المشاركات : 1,432
      بمعدل : 0.25 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 30
      التقييم : Array


  19. شكرا على الموضوع والافادة والمعلومات القيمة

    ابو على غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  20. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 16-01-2017 الساعة : 10:05 PM رقم #10
    كاتب الموضوع : نسائم الرحمن


    مراقب


    الصورة الرمزية بلال

    • بيانات بلال
      رقم العضوية : 43
      عضو منذ : Jul 2008
      المشاركات : 2,775
      بمعدل : 0.48 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 43
      التقييم : Array


  21. شكرا على الطرح والافادة والمعلومات القيمة جزاكم الله كل خير

    بلال غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس



معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك