حياتنا مليئة بالشكوى

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



يوجد بين الناس ظاهرة نستطيع أن نسميها ( شكوى ) أو كثرة الشكوى والتذمر ، ونحن نؤمن بالعبارة التي نحفظها جيدا وقد لا نطبقها ، والتي تقول : الشكوى لغير الله مذلة.


لكن للأسف لا تجد إلا القليل ممن يتفاءل ، والكثير لا تسمع منهم إلا الشكوى
فالحاصل اليوم أن الحديث الدائر بين المجموعات المكونة من أفراد في العمل أو الصداقات أو حتى الأسرة والأقارب هو في إطار الشكوى و التذمر وشحن النفوس بعضها ببعض من شكايات قد تكون واقعية ولكن بتكرارها لا تخف بل تزداد .

لا يترك البعض زاوية من زوايا حياته إلا ويشتكي منها وهذه عيوب في طرق الحياة ما كانت موجودة في اسلافنا
فالشكاية مثلا من وجود جريمة معينة كالسرقات يزيد السرقات ، والشكاية من التفحيط يزيد وجود التفحيط ، والشكاية من القطيعة والتباعد يزيد من ذلك ، وهكذا ولا أريد ذكر جرائم أكبر .

ذلك أن الحديث في الشيء يشيعه ويرققه ويهون على المجرم تكراره ويجرئ غيره على السلوك نفسه
ففي المدرسة مثلا لو أن طالبا قفز من سور المدرسة ، فهذا خطأ ، ولكن إشاعة الحدث بين طلاب المدرسة ومعاقبته أمامهم يشيع الخطأ وبعد فترة يقفز السور عشرة ، ثم تصبح ظاهرة .

ولكن علاجها وعدم إشاعتها ابتداء يخفيها وينهيها ، وتبقى في القلوب خطوة لا يمكن أن يخطوها أحد.

ولهذا توعد الله الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا مثل إشاعة القطيعة والتناحر والتراشق بالكلام والعداوات كما هو حاصل اليوم في مواقع الشبكة
فمثل هــؤلاء هم سبب كل الجرائم التي تبرز مستقبلا ، لأنهم يشيعون الفاحشة
وأسوأ الفواحش هي العداوات بين الناس .

فهل نستطيع أن نجعل حياتنا قليلة الشكاوى كثيرة التفاؤل ، ورؤيتنا ذات نظرة مستقبلية طيبة متوكلين على من خلقنا وبيده إسعادنا ؟
تقديري للجميع