من هو الشيخ الواصل


بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما اغلق والخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق والهادي الى صراطك المستقيم وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم

اعلم أ ن سيدنا رضي الله عنه سئل عن حقيقة الشيخ الواصل ما هو ?
فأجاب رضي الله عنه بقوله (( أما حقيقة الشيخ الواصل فهو الذي رفعت له جميع الحجب عن كمال النظر الى الحضرة الالهية نظرا عينيا و تحقيقا يقينيا فان الأمر أوله محاضرة و هو مطالعة الحقائق من وراء ستر كثيف ثم مكاشفة و هو مطالعة الحقائق من وراء ستر رقيق ثم مشاهدة و هو تجلي الحقائق بلا حجاب لكن مع خصوصية ثم معاينة و هو مطالعة الحقائق بلا حجاب و لا خصوصية و لا بقاء للغير و الغيرية عينا و أثرا و هو مقام السحق و المحق و الدك و فناء الفناء فليس في هذا الا معاينة الحق في الحق للحق بالحق
فلم يبق الا الله لا شيئ غيره * فما ثم موصول و لاثم واصل
ثم حياة و هي تمييز المراتب بمعرفة جميع خصوصياتها و مقتضياتها و لوازمها و ما تستحقه من كل شيئ و من أي حضرة كل مرتبة منها و لما وجدت و ماذا يراد منها و ما يؤل اليه أمرها و هو مقام احاطة العبد بعينه و معرفته بجميع أسراره و خصوصياته و معرفته الحضرة الألهية و ما عليه من العظمة و الجلال و النعوت العلية و الكمال معرفة ذوقية و معاينة يقينية و صاحب هذه المرتبة هو الذي تشق اليه المهامة في طلبه لكن مع هذه الصفة فيه كمال اذن الحق له سبحانه وتعالى اذنا خاصا في هداية عبيده و توليته عليهم بارشادهم الى الحضرة الالهية فهذا هو الشيخ الذي يستحق أن يطلب وهو المراد بقوله صلى الله عليه و سلم لأبى جحيفة
( صل العلماء وخالط الحكماء و أصحب الكبراء ) و صاحب هذه المرتبة هو المعبر عنه بالكبير و متى ما عثر المريد على من هذه صفته فاللازم في حقه ان يلقي نفسه بين يديه كالميت بين يدي غاسله لا اختيار له و لاارادة و لا أعطاء و لا افادة و ليجعل همته منه تخليصه من البلية التي أغرق فيها الى كمال الصفاء
بمطالعة الحضرة الالهية بالاعراض عن كل من سواها , و لينزه نفسه عن جميع الأختيارات و المرادات مما سوى هذا و متى أشار عليه بفعل أو أمر فليحذر من سؤاله بلما و كيف و علام و لأي شيء فانه باب المقت و الطرد و ليعتقد أن الشيخ أعرف بمصالحه منه و أي مدرجة أدرجه فيها فانه يجري به في ذلك كله على ماهو لله بالله باخراجه عن ظلمة نفسه و هواها .