المنّ بالصدقة.
في المنّ بالصدقة.
قال الله تعالى:
{يَا أَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بالمَنِّ وَالأذَى كالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُ بالله وَاليَوْمِ الآخِر فَمَثَلُهُ كَمثلِ صَفْوَانَ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَترَكَهُ صَلِداً لا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبوا والله لا يَهْدِي القَوْمَ الكَافِرِينَ} (سورة البقرة: 264)
بين الله تعالى أنّ من تصدّق بشيء من أنواع الصدقات اشترط لنيله ذلك الثواب العظيم الذي أعدّه الله للمتصدّقين أن تسلم صدقته من المنّ بها على المعطى والأذى. فالمن هو أن يعدّد نعمته على الآخذ، أو يذكرها لمن لا يحبّ الآخذ اطلاعه. وقيل: هو أن يرى لنفسه مزية على المتصدّق عليه بإحسانه، ولذلك لا ينبغي أن يطلب منه دعاء، ولا يطمع فيه لأنه ربما كان في مقابلة إحسانه فيسقط أجره
أخبرنا شيخنا قطب الوجود وشمس دائرة الشهود محمد البكري عن جدّته عائشة أم المؤمنين رضي الله
عنها: أنها كانت إذا تصدقت على أحد أرسلت على أثره رسولاً يتبعه إلى مسكنه، ليتعرف هل يدعو لها، فتدعو له بمثل دعائه لئلا يكون دعاؤه في مقابلة الصدقة فينقص أجرها، فلذا قال أصحابنا: يستحب للمتصدَّق أن يدعوا للمتصدّق عليه بمثل ما دعا له. وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: كان أبي يقول: إذا أعطيت رجلاً شيئاً ورأيت أن سلامك يثقل عليه: أي لكونه يتكلف لك قياماً ونحوه لأجل إحسانك إليه فكفَّ سلامك عنه. والأذى هو أن ينهره أو يعيِّره أو يشتمه، فهذا كالمنّ؛ مسقط للثواب كما أخبر الله تعالى. وأخرج مسلم: ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: المسبل إزاره والمانّ الذي لا يعطي شيئاً إلا منةً والمنفق سلعته بالحلف الكاذب. والحاكم: ثلاثة لا يقبل الله منهم يوم القيامة صرفاً ولا عدلاً عاقٌّ ومنان ومكذب بالقدر. والنسائي: لا يدخل الجنة خبٌّ ولا بخيل ولا منان
المفضلات