نشر العلم الشرعي
اعلم أن للعالم ثلاث علامات (احداها) أن لايطلب الدنيا بعلمه،
(والثانية) أن يقصد بالإشتغال بالعلوم السعادة الأخروية فيكون مهتما بعلم الباطن لسياسة القلب
(والثالثة) أن يكون معتمدا في علومه على التقليد لصاحب شريعة في أقواله وأفعاله
ثم إن لعدم طلب الدنيا بالعلم خمس علامات (الأولى) أن لا يخالف قوله ما يفعله فيكون هو أول فاعل للمأمورات وتارك للمنهيات
(والثانية) أن يعتني بالعلم على حسب طاقته ويرغب في الطاعة ويتوقى عن علم يكثر الجدال
(والثالثة) أن يجتنب ترفه طعام ومسكن وأثاث ولباس
(والرابعة) أن ينقبض عن مخالطة السلطان إلا للنصح له أو للدفع مظلمة أو للشفاعة في مرضاة الله تعالى
(والخامسة) أن لايسارع إلى الفتوى بل يقول اختياطا اسأل من يكون أهلا للفتوى وأن يمتنع عن الإجتهاد اذا لم يتعين عليه بل يقول لا أدري إذا لم يسهل الإجتهاد عليه.
قال تعالى : لتبيننه للناس ولا تكتمونه[40]. و قوله و ليندروا قومهم إذا رجعوا إليهم[41]. و لحديث الحارث المحاسبي العلم يورث الخشية و الزهد يورث الراحة و المعرفة تورث الانابة.
و عن الحسن البصري قال أنه مر عليه رجل فقيل هذا فقيه فقال أو تدرون من الفقيه ؟ إنما الفقيه العالم في دينه الزاهد في دنياه القائم علي عبادة ربه.
المفضلات