|
بتاريخ : 06-02-2017 الساعة : 07:10 AM
رقم
#1
حقائق عن التصوف 4
|
مشرف
|
*4- حقائق عن التصوف...*
إن التصوف بحد ذاته مأخوذ من الصفاء، أي من تصفية النفوس والقلوب والأرواح، فهو -أي التصوف- وبعبارة أدق ملخص كلمتين (التحلية والتخلية)، ومن ثم يكون التوجه إلى الله تعالى..
فالتحلية هو أن يتحلى المرء بكل وصف كريم، وأما التخلية هو أن يتخلى المرء عن كل وصف ذميم لا يقره الله تبارك وتعالى ولا يرضاه..
وبهذا المعنى نجد أن التصوف يدعو إلى تهذيب النفوس وكبح جماحها، وكان سيدنا وموﻻنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أول من دعا الى تهذيب النفوس وتهذيب الأخلاق وتهذيب الأرواح وتصفيتها..
فبالرجوع إلى سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم نجد أن العهد المكي كان فترة تحلية وتزكية للوصول للمقام الراقي، والكمال الإنساني وذلك بغرس الأخلاق المحمدية في نفوس الصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين، مثل التوبة والخشية والإنابة والصبر والتواضع والمحبة والذكر والفكر والكرم ..إلخ..
وقد ظل الأمر سائراً على هذا المنوال إلى أن هاجر حضرة الرسول الأعظم والحبيب الأكرم صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة؛ واستمر ساداتنا الصحابة رضي الله عنهم أجمعين يتدرجون في مقامات الكمال، بل أن الرجل منهم ما كان يضع يده بيد حضرة النبي الأفخم صلى الله عليه وسلم مبايعاً حتى يترقى إلى أعلى المقامات وأسمى الحالات وذلك لقوة نور النبوة..
وظل الأمر كذلك إلى أن انتقل الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى، ومن ثم جاء التابعون فتربوا على يد أصحاب سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان همهم الوصول إلى رضوان الله عز وجل، فتزكت نفوسهم بتأثير النور المحمدي الذي سكن قلوب الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين..
ومن ثم كان أن دخل أناس في عصر التابعين في دين الإسلام -أي كانوا حديثي عهد بكفر- ومن جانب آخر فتحت الدنيا على المسلمين فركن البعض إلى الشهوات وحب الدنيا وبدأ البعض يبتعد عن حال السلف من أصحاب سيدنا وموﻻنا رسول الله صلى الله عليه وسلم..
فقام أناس أكفاء في ذلك الوقت وما بعدهم إلى يومنا هذا، يدعون الناس إلى مجاهدة النفس والتوجه إلى الله تعالى كما كان عليه الحال في عهد سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام -أي حالة السلف الصالح- وهؤلاء الدعاة هم الصوفية... يتبع..
📚 علوم وثقافة
|
|
|
المفضلات