النتائج 1 إلى 5 من 5
  1. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 06-02-2017 الساعة : 09:14 PM رقم #1

    افتراضي الحكمة من خلق الإنسان .. لماذا أنت موجود في هذا الكون ؟!



    شاملى ذهبى


    الصورة الرمزية على سليمان

    • بيانات على سليمان
      رقم العضوية : 206
      عضو منذ : Sep 2008
      المشاركات : 647
      بمعدل : 0.11 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 22
      التقييم : Array



  2. الحكمة من خلق الإنسان .. لماذا أنت موجود في هذا الكون ؟!





    – طاهر يونس حسين

    سأحاول التفصيل في هذا الأمر على قدر فهمي و استيعابي له .. لأنَّ هذا السؤال على الرغم من بساطته إلا أنَّه يشكل لغزاً محيراً لأعداد مرعبة من البشر سواء المؤمنين منهم أو غير المؤمنين التائهين في غربة عظيمة داخل نفوسهم .. لماذا نحن موجودون في هذه الأرض ؟ و ما هي الحكمة من وجود إنسان يعيش لعشرين .. خمسين .. ستين .. تسعين سنة ثم ينتهي و كأنَّه فص ملح قد ذاب .. كأنَّه شخصية وهمية .. مجرد شخصية خيالية رأيناها في حلم البارحة ؟ لو حاول إنسان يبلغ من العمر الآن أربعين عاماً أن يتذكر كافة تفاصيل حياته التي مرت.. مهما استحضَرْ.. لنْ يتذكَرَ منها إلا بِضعةَ دقائِق و سيستَحضُرُها كصورٍ مشوهة و مُشوَشَة مع أنَّه عاشها حقيقةً واضحة… أربعين عاما (350 ألف ساعة) بكافة تفاصيلها من طفولةٍ و شبابٍ و مدرسةٍ و جامعةٍ و شهاداتٍ و إنجازات و لحظات سعيدة و حزينة.. لن يستحضر منها إلا بضعة دقائق بصور مشوشة… كلُّ حياتِه التي عاشها في السَّابق كأنَّها خيالٌ أو سراب.. شيء ليس له القدرة على لمْسه بيده مع أنَّه بوقتها كان يضحك و يلعب و يمشي و يفرح و يدرس و يسافر.. كل هذا عندما يَتَذَكَرُه .. يذكره كأضغاث أحلام مشوشة.. ثمَّ سيسأل نفسه أين ولت تلك اللحظات بعد أن كانت حقيقة ساطعة ؟! .. مِنْ أينَ و إلى أين و ما سر هذه الحكاية العجيبة..أيَنْتَهي كُلُّ شيءٍ إلى تراب و سراب و قصة عبثية لا معنىً لها .. أم أنَّ لهذه الرِّواية العجيبة تكملة و فصولاً أكثر إثارة و غرابة .

    الكثير من النَّاس مُخهم لا يستوعب الآلام و الشُّرور التي تمر عليهم، و هُم في سخط دائم و عدم قدرة على تفسير هذا الأمر، و معضلة الشر و الألم هذه قادت الكثير من الناس إلى الإلحاد، و منهم إمام الملاحدة أنتوني فلو الذي تراجع فيما بعد.. بعد رحلة عقل استمرت لعشرات السنين قادته فيما بعد إلى الاعتراف و الإقرار بوجود الإله، و صراحة سبب الإلحاد الرئيسي في هذه الأوقات ليس العلم لأنَّ العلم لا يقف في صف الملحدين أبداً و لا يؤخذ كحجة لهم و إنَّما هناك أسباب نفسية كثيرة تشكل العامل الرئيسي للإلحاد و لكنهم يتخذون العلم كمبرر مقبول يشبع رغبات نفوسهم الحائرة، و هذا يشكل نظرةً قاصرة جداً لأنَّها نَظْرَة أخذت كلمتين من الرواية و بنَتْ عليها حُكماً مطلقا .. و سأُوضح هذا الأمر.. إنَّ عمر الكون تقريباً 13 مليار سنة و عمر الأرض حوالي 4 مليارات سنة و نصف، و في الآخرة هناك خلود كما نؤمن نحن كفريق من المؤمنين بعدد لا يستهان به يشكل المليارات من البشر.. بمعنى عد ماشئت من السنين .. مليون مليار سنة.. ألف مليون مليار سنة لن ينتهي الأمر.. و إنَّ وسطي عمر الإنسان تقريباً حوالي 60 سنة.. بالتالي مَثَلُ الدُّنيا باختصار كمثل رجل جاء لعندك، و قال لك سأختَبِرُكَ لمدة ثانية من الزمن و إذا صبرت هذه الثانية.. سينتظرك حياة سعيدة لمدة مليار سنة، و لكِنَّ عُمر الإنسان بالنسبة لعمر الكون 13 مليار سنة هو عمر مهمل أي صفر.. أي أنَّ مقارنة 60 سنة مع 13 مليار سنة هو رقم نُهمِلُه و نعتبرُه صفر، فأنت بالنسبة لعمر الكون كَأْن لم ُيْكن لك وجود..

    مرحلة مهملة مئة بالمية، و حتَّى 10 مليون مليار سنة أمام الخلود هي بالمعنى الرياضي رقم مهمل و يساوي الصفر، فإذا كان 10 مليون مليار سنة أمام الخلود رقم مهمل فكيف بـ 60 سنة.. و من لا يستطيع فهم كيف سيكون هناك خلود في ذلك العالم؟.. ببساطة من أنتج لك كوناً يعيش منذ 13 مليار سنة يستطيع إنتاج إنسان بتركيبة جديدة يعيش لمليارات غير منتهية من السنين، ومن هنا يمكننا إدراك مقدار الكرم و العطاء الرباني الذي لا حدود له بمعنى مقابل سنين قليلة من الزَّمن.. سيعطيك بعد ذلك 100 مدينة و 1000 قصر و ألف خادم و أشياء أخرى لا يتصورها عقلك.. كثيراً ما نشاهد على التلفاز مسابقات على سبيل المثال مجموعة من الناس يشتركون بمسابقة لتخفيف الوزن، و ضمن هذه المسابقة هناك أشياء كثيرة ممنوعة و لا يحق لهم أن يفعلوها، و بعد انتهاء المسابقة و خارجها يُصبح كل شيء مباح .. أو مسابقة فيها قَفْز و وقوع في الماء و تلقي ضربات و لكمات هنا و هناك.. لو فرضنا أنَّ هذا الشخص قد فقد ذاكرته و نسي أنَّه ضمن مسابقة سيقول لنفسه لماذا أنا هنا أتلقَى هذه الضربات و الصفعات و أتألم.. فلن يجد تفسير لذلك، و هذه الدنيا بالضبط هي مسابقة لها قواعد معينة و خارجها كل شيء مباح، و مِنْ ثَمَّ الأجر على هذه المسابقة لا يتناسب معها أبداً.. بمعنى أنَّ هناك خلوداً و قصوراً و زوجات و بساتين و أنهار لا عدد لها و لا حصر لها، و نعيماً فوق مستوى العقل.. لذلك لايوجد مخلوق بالكون يستحق الجنة على عمله لا نبي مرسل و لا عابد صالح ” وَ لَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَ اللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيم”النور:21 .. لأنَّ الأجر لا يتناسب أبداً مع العمل بمعنى أنَّك مقابل أعمال بسيطة سوف تأخذ نعيماً أبديا..

    و لو تم التعامل بالعدل و لو كنت أعبد العابدين سيُقال لك لقد وهب الله لك عيوناً و سمعاً و أبصاراً و زوجة و أولادا ..إلخ، فلقد أخذت حقك كاملا و لنا زيادة عندك، و لكن لأن الله يملك صفة اللانهاية في الكرم يأتي هذا الأجر العظيم على مجموعة أعمال سخيفة كَمَثل رجل قام باحترام و شكر رجل غني على فضله معه، فقام هذا الرجل الغني بإعطائه عشرين قصرا و مليارات غير معدودة من الأموال على هذه الكلمة، و لله المثل الأعلى فالأجر ليس لأن العابد يستحق ذلك .. بل لأن المعطي عظيم.. فلماذا وُجِد هذا الإنسان في هذه المسابقة؟.. لأنَّ الله يريد أن يكرمه و يعطيه و يسعده ” يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَ رِضْوَانٍ وَ جَنَّاتٍ لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيم “التوبة:21-22 و المسكين هو الذي يأبى و يرفض هذه المنحة العظيمة.. فبمقابل أعمال تافهة و سخيفة سيكرمك بنعيم مدته مليارات غير منتهية من السنين، فلو بقيت ساجداً لله مليار سنة لا تستحق هذا الأجر لأنَّه غير متناسب أبداً مع العطاء.. الآن سيأتيني رجل و يقول لي و ما هي هذه الجنة التي صدعتم رؤوسنا بها .. هذه الجنة المحصورة فقط بالمأكولات و القصور و البساتين و النساء .. فنحن الآن نملك هذه الجنة على الأرض و لا حاجة لنا بجنتكم.. نجيب عليه .. إنَّ أغنى رجل في العالم و الذي يملك مليارات كثيرة من الدولارات ..يا ترى ماذا سيفعل بهذه الأموال .. ألا يشتري بها قصوراً و بساتين و جزراً في البحر تجري من تحتها المياه، ثم سيتخذ لنفسه العشرات من النساء كعشيقات له .. بالتالي هذه أشياء تبقى مطمح لكل إنسان ..

    الإنسان الذي عاش قبل آلاف السنين و ستبقى مطمح للإنسان الذي سيعيش بعد ألف سنة و لو وصلت الحضارة و التكنولوجيا إلى أبعد مجرة في الكون سيبقى الإنسان يتوق لبناء القصور و شراء الجزر و الملابس الفاخرة و الحلي و المجوهرات و التحف الفنية و التلذذ بالطعام و الشراب و النساء و ليس كما تقولون أنها وسيلة كان يتخذها محمد صلى الله عليه وسلم للضحك على أصحابه وزجهم بها إلى الموت .. هذا شيء تتوق له النفس البشرية في كل زمان و مكان .. و نقطة أخرى ليس موضوعي لمن ستكون هذه الجنة و لمن ستكون النار هذه أشياء لا دخل لمقالي بها الآن و لها تفصيل آخر .

    إن الله سرمدي و معنى سرمدي أي أنَّه أزلي لابداية له و أبدي لا نهاية له و السرمدية هي اجتماع الأزلية مع الأبدية.. بالتالي القضية أكبر بكثير و كثير و كثير من مسألة الجنة و النار و الملائكة و الجن و الشيطان و يوم القيامة.. فسرمدية الله تعني أنه ضمن هذه السرمدية هناك مجال لا حصر له و لا نهاية من الخلق شيء غير الكون و غير الزمان و غير المكان.. سيصيبك الذهول عندما تتفكر بهذا الأمر بالتالي القضية معقدة بشكل كبير، و كونُنَا هذا له بداية أي أنَّه ليس أزلي بالتالي خارج هذا الكون ماذا كان هناك و ما هي الأشياء التي كانت مخلوقة لهذا الرب، و ما هي حدود كل هذا.. قد يكون قامت مليار قيامة قبل القيامة التي ستأتي، و قد يكون هناك مليار جنة و مليارات من التراتيب و الطلاسم المجهولة، و ما المانع إذا كان ربُنا سرمدياً لابداية و لا نهاية له.. بالتالي لا حدود و لانهاية لتراتيب الله… موضوع يجعل العقل يُصَاب بسكرة التفكير، و لكن لا مانع من التفكير بهكذا أشياء لنلمس شيئاً من عظمة ربنا و لنعلم أنَّنا لسنا محور كل هذا.. فالكون هذا مجرد شيء تافه و سخيف بالنسبة لله و للوجود و لكل شيء.. فنحن محصورين بكون يمتد على قطر أكبر من 840 ألف مليار كم و لكن كل هذا الكون على حجمه المرعب قد يكون شيئاً تافهاً صغيراً غير مرئي بالنسبة للتراتيب الأخرى المخفية، و التي لا تهمُنَا بشيء و حتى ليس من الضروري أن نعرفَ عنها شيئاً حتى في الآخرة فنحن هذه حدودنا فقط..

    ” هَلْ أَتَىٰ عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورا ” الإنسان:11

    فالإنسان المسكين.. يظنُّ أنَّ هذه الرباعية ” الشيطان – الإنسان – الجنة – النار ” هي محور الوجود كله، وهي محور عمل رب العالمين، و أنَّ هناك صراع و خلاف بين الله و الشيطان، و أنَّه بعد يوم القيامة و دخول النَّاس الجنة و النَّار ينتهي كل شيء، و هذا هُو محور عملُ ربِّ العالمين، و بعد ذلك كل شيء انتهى، و هذا برأيي تأويل سطحي جداً لهذا الرب ” فالإنسان و الجنة و النار و الكون كله ليست هي محور عمل رب العالمين، و لا تساوي عنده شيء ولكنها أشياء عظيمة بالنسبة لنا فقط

    ” وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُون * وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُون * وَ َأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَ وُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَ الشُّهَدَاءِ وَ قُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَ هُمْ لَا يُظْلَمُونَ * وَ وُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُون ” الزمر : 67 -70

    و الله قد أنزل إلينا كتباً سماوية تتكلمُ عن هذا الكون و الأشياء التي تهمُنا و أنَّهُ في النهاية هناك جنة و نار خاصة بكم ضمن مجال ضئيل جدًا جدًا من ملك رب العالمين، و خارج هذه الأشياء ليست من عملنا، و ليس هناك داعي بأن نطَّلعَ عليها ” عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدا ” الجن : 26-27، و الله موجود لا بداية له قبل وجود الإنسان و قبل وجود الكون كله، و هو موجود للأبد بالتالي أعماله و عدد مخلوقاته و علومه لا عدد لها و لا حصر لها، وهي مستمرةٌ حتى بعد يوم القيامة، و إنَّه كُلَّ يومٍ في شأن أي كلَّ يوم لديه ترتيب عجيب، و قد يكون عنده مليارات لا حصر لها من الأكوان و العوالم التي لانعرف عنها شيء، و نحنُ نعرفُ عن العالم المادي فقط المحصور بالزمان و المكان.. نحن جسدنا الذي نحمله بين كتفينا لا نعرف عنه حتى الآن إلا أقل القليل فما بال أقوام يتبجحون و ينكرون و يظنون أنَّهم قد أحاطوا بكل شيء علما .

    قرأْنا في الكُتب أنَّ يوم القيامة ستقوم على شِرار الخلق، و هذه الكُتب أوضحَتْ لنا أنَّ شِرار الخلق هم أُناس يمارسون الهرج و المرج و الفحش و الزِّنا في الشَّوارع، و أنَّ الدُّنيا ستعود للوراء، و ستعود لأيام السَّيف و الترس، و لكني لا أعتقد أنَّ الأمرَ بهذه السطحية، فالبَشرية بدأت بِدائية تسكُنُ الكهوف و تلبسُ ورق الشجر.. ثم بدأَت تتكامل حتى وصلت إلى هذه المرحلة من العلم، و هي ماضيةٌ في طريقِ تكامُلها.. حتى تصلَ إلى مراحل مُعقدة من العلم، فالإنسان الذي جعلَ من كلام البشر و صُوَرِهم و أصواتِهم و حركاتِهم تطير في الهواء لتنتقل عبر دول و قارات لتصل إلى شخص آخر.. هذا الإنسان الذي اخترع الطائرات و الصواريخ و الأسلحة النووية، و كل وسائل التكنولوجيا.. هذا المخلوق الصغير الذي اخترعَ قُنبلة النيوترون التي تشطر الكرة الأرضية “العظيمة الحجم” نصفين و تجعلْ منها أحجارًا و غباراً سابحة في الفضاء .. سيصل إلى مراحل معقدة و متطورة العلم.. ربما يتجاوز بها السماء الثانية و الثالثة والرابعة، و ربما يصل إلى مرحلة يخترع فيها وسائل يُشاهد شيئاً من العالم الآخر .. ربما يلامس شيئاً من الملكوت الأعلى و برأيي هذه أعظم حكمة لوجود هذا المخلوق الصغير بحجمه الكبير بأفعاله فمسألة تسخير الكون العظيم – بالنسبة لنا – لهذا الإنسان لا بد أن يصل هذا الإنسان إلى مراحل خطيرة جداً ضمن هذا الكون ، و بالعودة إلى الأمانة التي عرضَها الله و قبِلها الإنسان..

    أعتقد أنَّ هذه الأمانة هي العقل التي سخر الله لها كل قوى الكون الرئيسية الكهرطيسية و الجاذبية و قوى الكون النووية ليُعبر بها عن مكنونِه و قدراته الخارقة.. فعِظَم الأمانة يُرافقُها عَظمة هذا المخلوق الذي حملَها و قبِلَها و يُرافقها عَظَمة الجزاء و العقاب.. رُبما يصل هذا العقل لمرحلة من المراحل يُلامِس بها الملكوت الأعلى، و قد يصل الإنسان لمرحلة يظنُّ فيها أنَّه وصل لمرتبة الربوبية، و أنَّه قد أحاط بكُلِّ شيءٍ علما.. و قتها سيقول له ربنا توقف و سيخسف به الأرض و يجعل ما عليها صعيدًا جُرُزا، فمن المعلوم أنَّ يوم القيامة يومٌ يغضبُ فيه الله غضبةً لم يغضَبها من قبل، و لا أعتقدُ أنَّ الله سيغضب غضبة لم يغضبها من قبل على أناس تحمل سيفاً و ترساً و تمارس الفواحش في الشوارع و تمارس القتل و الهرج، فالحربين العالميتين الأولى و الثانية خلفتا لوحدهما أكثر من 50 مليون قتيل، و نحنُ نُشاهد الآن الفحش و الزنا في الشوارع والشَّاشات، و نحنُ نعيش في عصر الدعارة بكافة أنوعها الحسية و الفكرية، و مع ذلك لم نشاهد يوم القيامة، فالغضبة ستكون على أُناس وصلت لمراحل من العلم يُعتبر كل التطور الذي نشاهده الآن شيء سخيف بالنسبة لها، فالعلم لازال في مرحلة الطفولة المُبكرة و ما سيصل إليه العلم فيما بعد لا يمكن أن يستوعبه عقل أكبر علماء هذا العصر و أعتقد أن العالم يسير بخطى واضحة نحو الإلحاد التام و العلم الخارق الذي لا يتصوره عقل هذا العلم الذي سيجعله منه الإنسان إلهه المعبود

    ” حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَ ازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون “

    يونس : 24

    طبعاً الكثير سيهزأ بهذا الكلام و يعتبره محض خرافات و أساطير لن تتحقق فاليوم هم يستهزؤون بنا، و غداً إن شاء الله نحن المستهزؤون و من يضحك أخيراً يضحك كثيرا

    ” أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَ أَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيم ” المؤمنون :115-116

    ” قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ* إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَ أَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِين * فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّىٰ أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنتم مِّنْهُمْ تَضْحَكُون * إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُون ” المؤمنون: 108-111
    صدق الله العظيم






    على سليمان غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  3. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 07-02-2017 الساعة : 10:16 PM رقم #2
    كاتب الموضوع : على سليمان


    شاملى ماسى


    • بيانات الفرغل ابو الرجال
      رقم العضوية : 8039
      عضو منذ : Jul 2012
      الدولة : United States
      المشاركات : 1,103
      بمعدل : 0.26 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 23
      التقييم : Array


  4. شكرا على الافادات القيمة وجزاكم الله كل خير

    الفرغل ابو الرجال غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  5. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 08-02-2017 الساعة : 11:26 PM رقم #3
    كاتب الموضوع : على سليمان


    شاملى ماسى


    الصورة الرمزية ابو حاتم

    • بيانات ابو حاتم
      رقم العضوية : 32291
      عضو منذ : Mar 2016
      المشاركات : 1,620
      بمعدل : 0.54 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 25
      التقييم : Array


  6. شكرا على الموضوع والافادة والمعلومات القيمة

    ابو حاتم غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  7. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 09-02-2017 الساعة : 06:39 PM رقم #4
    كاتب الموضوع : على سليمان


    شاملى ماسى


    الصورة الرمزية خالد الغمرى

    • بيانات خالد الغمرى
      رقم العضوية : 32032
      عضو منذ : Aug 2015
      المشاركات : 1,157
      بمعدل : 0.36 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 20
      التقييم : Array


  8. شكرا وجزاكم الله كل خير

    خالد الغمرى غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  9. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 10-02-2017 الساعة : 03:14 AM رقم #5
    كاتب الموضوع : على سليمان


    شاملى ماسى


    الصورة الرمزية محمود

    • بيانات محمود
      رقم العضوية : 40
      عضو منذ : Jul 2008
      المشاركات : 1,340
      بمعدل : 0.23 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 29
      التقييم : Array


  10. بارك الله فيكم وجعلها فى ميزان حسناتكم

    محمود غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس



معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك