النتائج 1 إلى 6 من 6
  1. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 09-02-2017 الساعة : 02:13 PM رقم #1

    افتراضي حقائق عن التصوف 9



    مشرف


    الصورة الرمزية الشيخ / خالد الجعفري

    • بيانات الشيخ / خالد الجعفري
      رقم العضوية : 31839
      عضو منذ : Apr 2015
      المشاركات : 860
      بمعدل : 0.26 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 18
      التقييم : Array


  2. *9- حقائق عن التصوف...*

    مازلنا نورد حديث الإمام عبدالوهاب الشعراني رضي الله عنه لندحض به إتهامات أهل العقائد الفاسدة ﻷهل التصوف ولكي يعلم عامة الناس يقيناً بأن عقيدة أهل التصوف هي عقيدة أهل السنة والجماعة..
    يواصل الإمام الشعراني رضي الله عنه حديثه كما جاء في كتابه [الأنوار القدسية في معرفة قواعد الصوفية]، فيقول: (فهو القيوم الذي لا ينام، والقهار الذي لا يرام، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، خلق العرش وجعله حد الاستواء وأنشأ الكرسي وأوسعه الأرض والسماء، اخترع اللوح والقلم الأعلى وأجراه كاتباً في خلقه إلى يوم الفصل بالقضاء، أبدع العالم كله على غير مثال سابق، وخلق الخلق، وخلق ما خلق..
    أنزل الأرواح في الأشباح أمناً، وجعل هذه الأشباح المنزلة إليها الأرواح في الأرض خلفاً، وسخر لها ما في السموات وما في الأرض جميعاً منه فلا تتحرك ذرة إلا عنه، خلق الكل من غير حاجة إليه ولا موجب أوجب ذلك عليه، لكن علمه بذلك سبق، فلا بد أن يخلق ما خلق..
    فهو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو على كل شيء قدير، أحاط بكل شيء علماً، وأحصى كل شيء عدداً، يعلم السر وأخفى، يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور، كيف لا يعلم شيئاً خلقه {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير}، علم الأشياء قبل وجودها ثم أوجدها على حد ما علمها، فلم يزل عالماً بالأشياء، لم يتجدد له علم عند تجدد الأشياء بعلمه، أتقن الأشياء وأحكمها، يعلم الكليات والجزئيات على الإطلاق فهو عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون فعال لما يريد، فهو المريد للكائنات في عالم الأرض والسموات، لم تتعلق قدرته تعالى بإيجاد شيء حتى أراده ، كما أنه لم يرده سبحانه وتعالى حتى علمه، إذ يستحيل أن يريد سبحانه وتعالى ما لم يعلم أو يفعل المختار المتمكن من ذلك الفعل ما لا يريده، كما يستحيل أن توجد هذه الحقائق من غير حي، كما يستحيل أن تقوم هذه الصفات بغير ذات موصوفة بها..
    فما في الوجود طاعة ولا عصيان، ولا ربح ولا خسران ولا عين ولا حر ولا برد ولا حر ولا حياة ولا موت، ولا حصول ولا قوت ولا نهار ولا ليل، ولا اعتدال ولا ميل، ولا بر ولا بحر، ولا شفع ولا وتر ولا جوهر ولا عرض، ولا صحة ولا مرض، ولا فرح ولا ترح، ولا روح ولا شبح، ولا ظلمة ولا ضياء، ولا أرض ولا سماء ولا تركيب ولا تحليل، ولا كثير ولا قليل، ولا غداة ولا أصيل، ولا بياض ولا سواد؛ ولا شيء من جميع المتضادات والمختلفات والمتماثلات إلا هو مراد الحق تعالى وكيف لا يكون مراداً له وهو أوجده فكيف يوجد المختار ما لا يريد؛ لا راد لأمره؛ ولا معقب لحكمه، يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك عمن يشاء، ويعز من يشاء ويذل من يشاء ويضل من يشاء ويهدي من يشاء، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن..
    لو اجتمع الخلائق كلهم على أن يريدوا شيئاً لم يرده الله تعالى لهم أن يريدوه ما أرادوه، أو أن يفعلوا شيئاً لم يرد الله إيجاده وأرادوه ما فعلوه ولا استطاعوه ولا أقدرهم عليه..
    فالكفر والإيمان، والطاعة والعصيان، من مشيئته وحكمته وإرادته ولم يزل سبحانه موصوفاً بهذه الإرادة أزلاً و العالم معدوم ثم أوجد العالم من غير تفكر ولا تدبر، بل أوجده عن العلم السابق، وتعيين الإرادة المنزهة الأزلية القاضية على العالم بما أوجدته عليه من زمان ومكان وأكوان وألوان، فلا مريد في الوجود على الحقيقة سواه، إذ هو القائل سبحانه: {وما تشاؤن إلا أن يشاء الله} وأنه تعالى كما علم وحكم وأراد فخص وقدر، فأوجد، كذلك سمع ورأى ما تحرك وسكن، أو نطق في الورى من العالم الأسفل والأعلى، لا يحجب سمعه البعد، فهو القريب ولا يحجب بصره القرب فهو البعيد، يسمع كلام النفس في النفس، وصوت المماسة الخفية عند اللمس، يرى السواد في الظلماء، والماء في الماء لا يحجبه الامتزاج ولا الظلمات، ولا النور، وهو السميع البصير..
    تكلم سبحانه وتعالى لا عن صمت متقدم ولا سكون متوهم بكلام قديم أزلي كسائر صفاته من علمه وإرادته وقدرته..
    كلم به موسى عليه الصلاة والسلام سماه التنزيل والزبور والتوراة والإنجيل والفرقان، من غير تشبيه ولا تكييف، إذ كلامه سبحانه من غير لهاة ولا لسان، كما أن سمعه من غير أصمخة ولا أجفان، كما أن علمه من غير اضطرار ولا نظر ولا برهان، كما أن حياته من غير بخار تجويف قلب حدث عن امتزاج الأركان، كما أن ذاته لا تقبل الزيادة ولا النقصان..
    فسبحانه من بعيد دان، عظيم السلطان، عميق الإحسان، جسيم الامتنان، كل ما سواه فهو عن وجوده فائض وفضله وعدله الباسط والقابض، أكمل صنع العالم وأبدعه حين أوجده واخترعه لا شريك له في ملكه ولا مدبر معه فيه، إن أنعم فنعم بذلك فضله، وإن أبكى فعذب فذلك عدله، لم يتصرف في ملك غيره فينسب إلى الجور والحيف، ولا يتوجه عليه لسواه حكم فيتصف بالجزع لذلك والخوف، كل ما سواه فهو تحت سلطان قهره وتصرف عن إرادته وأمره فهو الملهم نفوس المكلفين للتقوى والفجور أي لتعمل بالتقوى وتتجنب الفجور، فهو المتجاوز عن سيئات من شاء هنا وفي يوم النشور، لا يحكم عدله في فضله، ولا فضله في عدله لقدم صفاته كلها، وتنزهها عن الحدوث؛ أخرج العالم قبضتين، وأوجد لهم منزلتين، فقال: هؤلاء للجنة ولا أبالي، وهؤلاء للنار ولا أبالي، ولم يعترض عليه معترض هناك إذ لا موجود كان ثم سواه، فالكل تحت تصريف أسمائه فقبضة تحت أسماء بلائه وقبضة تحت تصريف آلائه لو أراد سبحانه أن يكون العالم كله سعيداً لكان، أو شقياً لما كان في ذلك من شأن، لكنه سبحانه لم يرد ذلك فكان كما أراد فمنهم الشقي والسعيد هنا وفي يوم المعاد، فلا سبيل إلى تبدل ما حكم عليه القديم قد قال تعالى في حديث فرض الصلاة: "هي خمس وهي خمسون، ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد لتصرفي في ملكي وإنفاذ مشيئتي وذلك لحقيقة عميت عنها البصائر ولم تعبر عليها الأفكار ولا الضمائر إلا بوهب إلهي، وجود رحماني، لمن اعتنى الله به من عباده وسبق له في ذلك في حضرة إشهاده، فعلم حين أعلم أن لا ألوهية أعطت هذا التقسيم وأنها من دقائق القديم، فسبحان من لا فاعل سواه، ولا موجود بذاته إلا إياه، والله خلقكم وما تعملون {لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون}، {قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين}..
    وكما شهدنا لله تعالى بالوحدانية وما يستحقه من الصفات العليلة، كذلك نشهد لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة إلى جميع الناس كافة بشيراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، وأنه صلى الله عليه وسلم بلغ جميع ما أنزل إليه من ربه وأدى أمانته، ونصح أمته، وقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم وقف في حجة الوداع على كل من حضره من الأتباع، فخطب وذكر وخوف وأنذر، ووعد وأوعد، وأمطر وأرعد، وما خص بذلك التذكير أحداً دون أحد عن إذن الواحد الصمد، ثم قال: (ألا هل بلّغت ؟)؛ فقالوا جميعاً: "قد بلّغت يا رسول الله"، فقال صلى الله عليه وسلم: (اللهم اشهد)..
    ونؤمن بكل ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم، مما علمنا ومما لم نعلم، فمما علمنا وتحققنا مما جاء به وقرر، أن الموت عن أجل مسمى عند الله إذا جاء لا يؤخر فنحن مؤمنون بهذا إيماناً لا ريب فيه ولا شك كما آمنا وأقررنا وصدقنا أن سؤال منكر ونكير في القبر حق، وأن عذاب القبر حق، والبعث من القبور حق، والعرض على الله تعالى حق، والحوض حق، والميزان حق، وتطاير الصحف حق، والصراط حق، والجنة النار حق، وطائفة أخرى لا يحزنهم الفزع الأكبر حق، وأن شفاعة الأنبياء والملائكة وصالحي المؤمنين حق، وشفاعة أرحم الراحمين حق، فتشفع أسماء الحنان والرحمة، عند أسماء الجبروت والنقمة..
    وكذلك نؤمن بأن إيمان أهل النار كفرعون وغيره غير مقبول ولا نافع، وأن جماعة من أهل الكبائر الموحدين يدخلون جهنم، ثم يخرجون بالشفاعة حق، وأن كل ما جاءت به الكتب والرسل من عند الله تعالى عُلم أو جُهل حق..
    وكذلك نؤمن بأن التأبيد للمؤمنين في النعيم المقيم حق، والتأبيد للكافرين والمنافقين والمشركين والمجرمين حق..
    فهذه عقيدة القوم رضي الله عنهم أجمعين، وهي عقيدة عليها حيينا، وعليها نموت، كما هو رجاؤنا في الله عز وجل، فنسأل الله من فضله أن ينفعنا بهذا الإيمان ويثبتنا عليه عند الانتقال إلى الدار الحيوان، ويحلنا دار الكرامة والرضوان، ويحول بيننا وبين دار سرابيل أهلها القطران، وأن يجعلنا من العصابة التي تأخذ كتبها بالإيمان، وممن ينقلب من الحوض وهو ريان ويرجح له الميزان، ويثبت منه على الصراط القدمان، إنه المنعم المحسن)... يتبع..


    📚 دكتور بهاء الدين ماهر - علوم وثقافة

    الشيخ / خالد الجعفري غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  3. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 09-02-2017 الساعة : 06:15 PM رقم #2
    كاتب الموضوع : الشيخ / خالد الجعفري


    شاملى ذهبى


    • بيانات شاهين
      رقم العضوية : 136
      عضو منذ : Aug 2008
      المشاركات : 720
      بمعدل : 0.12 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 23
      التقييم : Array


  4. شكرا على الطرح الطيب والافادة القيمة وجزاكم الله كل خير

    شاهين غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  5. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 10-02-2017 الساعة : 02:45 PM رقم #3
    كاتب الموضوع : الشيخ / خالد الجعفري


    شاملى ماسى


    الصورة الرمزية حنين

    • بيانات حنين
      رقم العضوية : 132
      عضو منذ : Aug 2008
      المشاركات : 3,671
      بمعدل : 0.64 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 52
      التقييم : Array


  6. جزاك الله خيرا

    حنين غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  7. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 15-02-2017 الساعة : 05:57 PM رقم #4
    كاتب الموضوع : الشيخ / خالد الجعفري


    شاملى ذهبى


    الصورة الرمزية شقيق

    • بيانات شقيق
      رقم العضوية : 193
      عضو منذ : Sep 2008
      المشاركات : 621
      بمعدل : 0.11 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 22
      التقييم : Array


  8. شكرا على الطرح الطيب العطر بارك الله فيكم

    شقيق غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  9. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 17-02-2017 الساعة : 12:55 AM رقم #5
    كاتب الموضوع : الشيخ / خالد الجعفري


    شاملى ماسى


    الصورة الرمزية صقر البرارى

    • بيانات صقر البرارى
      رقم العضوية : 32080
      عضو منذ : Aug 2015
      المشاركات : 1,276
      بمعدل : 0.40 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 21
      التقييم : Array


  10. جزاك الله كل خير اخى الشيخ خالد على مواضيعكم القيمة

    صقر البرارى غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  11. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 23-02-2017 الساعة : 04:17 AM رقم #6
    كاتب الموضوع : الشيخ / خالد الجعفري


    شاملى فضى


    الصورة الرمزية اليمنى

    • بيانات اليمنى
      رقم العضوية : 88
      عضو منذ : Jul 2008
      المشاركات : 535
      بمعدل : 0.09 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 21
      التقييم : Array


  12. شكرا على الموضوع والافادات القيمة
    بارك الله فيكم وجعلها فى ميزان حسناتكم

    اليمنى غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس



معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك