النتائج 1 إلى 9 من 9
  1. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 12-02-2017 الساعة : 03:49 PM رقم #1

    افتراضي قراءة في كتاب : افكار



    نائب المدير العام


    الصورة الرمزية نسائم الرحمن

    • بيانات نسائم الرحمن
      رقم العضوية : 6009
      عضو منذ : Jan 2012
      المشاركات : 5,178
      بمعدل : 1.15 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 64
      التقييم : Array



  2. قراءة في كتاب : افكار

    لـِ جياكومو ليوباردي،

    ترجمة: أمارجي




    كتاب يحمل الكثير من الأفكار والحكم عن الحياة بين المرأة والشباب والشيوخ والرؤيا التي يحملونها للنفس والحياة تكلم ليوباردي أيضا عن التربية والصحة وحتى القراءة وما يعانيه الكتاب من ضعف في الأسلوب والأفكار وهذا ما نجده في وقتنا الحاضر كتاب يُعني بأفكار ليوباردي ذاك الشاعر الإيطالي ،التي تحوي أفكاره على الغوص في النفس البشريه من اعتقادات و أوهام و حقائق وطبيعتها بأفعالها و أقولها وتفكيرها وصلتها بمن حولها، كما ينتقد في كتابه بعض الأمور الخاصه ب انحدار الجوهر و ارتفاع المظهر وقد حرص ليوباردي على طرح أفكاره عبر تجريب أجناس مختلفة من الشعر وأجناس مختلفة من النثر، بأسلوب يتسم بالأصالة والفرادة.

    مراجعات على الكتاب

    «أفكار» كتاب لليوباردي شاعر إيطاليا ومفكرها الكبير كما هو متبيّن على غلاف الكتاب، صدر عن مشروع كلمة، ترجمة أمارجي، يحوي الكثير من الاختزالات لأفكار اجتماعيّة وإنسانيّة مبنيّة على تراكمات خبرة ليوباردي، يرى البعض أنّ « أفكار» يقدّم ينبوعًا فوّارًا من الإلهام نحو المعرفة الحكيمة بالإنسان، مهما صغُرت، وما قد يلوح للبعض على أنّه افتقارٌ إلى التجانس لا يمكنه الحؤول دون القبض على الآثار الرائعة لفكر ليوباردي، وما قد يبدو كذلك جفافًا نغميًّا لن يكون مانعًا أمام قدرة نصوصه على توريط القارئ بالمشاركة الوجدانيّة.

    وحسب المترجم فأفكار هي مضاهاة مكثّفة للشذرات، نوع من الاستقطار الفائق، وصياغة أسدُّ تبلُّرًا، فالكتابان كما يقول: شكلٌ متفرّد لجدارة تأمليّة متفردة، ذاك الذي قيل في الشذرات مطعمًا بالاقتطافات والأمثلة مع نغمة يوميّاتية حكائيّة، يصيرُ في «أفكار» حكمة منحوتة خارج الزمن والمحيط.
    يتسم أفكار بالثقافة والاطلاع، والتي تنم عن ثقافة واطلاع ليوباردي الواسعة، إذ يضمّخ كتابه بأقوال الفلاسفة القدماء امثال سقراط وديوجينيوس، والأخلاقيّون والكتّاب اللاتينيّون مثل شيشرون وأوراسيوس ومارسال.

    يؤكد المترجم أمارجي أن ليوباردي توخى طرح أفكاره عبر تجريب أجناس مختلفة من الشعر وأجناس مختلفة من النثر، بأسلوب يتسم، حقاً، بالأصالة والفرادة، وهذا ما بدا واضحاً حتى في ترجمات كتبه. قائلاً: إن تجربته الشعرية، في الواقع، لا يمكن إلحاقها بنزعة محددة، فهو يزاوج بعض مضامين الكلاسيكية، من حيث استخدام إيقاع وشكل القصيدة الإغريقية واللاتينية ببعض مضامين الرومانسية الأوروبية (برغم انتقاداته لها) من حيث: النزوع نحو المطلق، فقدان الفرد، البحث عن روحانية فلسفية وليست نفسية، الألم الكوني.. أما على صعيد الشكل، فلم تكن لتعوزه الصنعة الأصيلة لخلق مفردة شعرية تكون الحامل لكثير من المعاني المحتملة، وتعبر عن السمة اللامحدودة للمشاعر والصور بالنسبة الى ليوباردي، تمثل القصيدة الغنائية الجنس الشعري الأكثر أصالة، لأنها الأقرب الى العاطفة والى الموسيقى، هي الأكثر تقادماً والأكثر حداثة في آن. ومن خلال التمعن، في مواضيع شعر ليوباردي، نجد أنها ذاتها مواضيع فكره، والتي تتمحور حول: انمحاء الفرد في المكان والزمان، ضياع أوهام الشباب، البحث اللامجدي عن المتع، الحدث الكوني الفائق. وهي رؤى وأفكار ما زالت تشكل أعمدة تساؤلاتنا الوجودية.

    ومن أفكار ليوباردي في الإنسان نظرته للرجل الصالح، إذ يرى: « الرجل الصالح مع تقدم السنين، يصير بسهولة عديم التأثر بالمديح والتشريف، لكن لا يفقد أبداً، كما أعتقد، تأثره بالتحقير والتوبيخ. أكثر من ذلك، فالإطراء والتقدير اللذان قد يأتيانه من أشخاص في مُنتهى الرفعة ليسا كفيلين بالتعويض عن الألم الذي تسببه له أي إيماءة أو إشارة إهمال قد تأتيه من شخص في منتهى الضعة.

    لعل العكس يحصل مع الطالح، فبأنه معتاد على التحقير وليس معتاداً على التقدير، يصير عديم التأثر بالأول، سريع التأثر بالثاني، ما لم يمسسه بالمصادفة مس من الحكمة».
    وعن الشيخوخة يقول: الشيخوخة سيئة إلى أقصى الحدود؛ لأنّها تسلب الإنسان كل أشكال المتعة تاركة له الشهوات، ومعها جميع الآلام رغم ذلك، يخشى الناس الموت ويفضّلون الشيخوخة».

    مقتطفات من الكتاب

    السبيل الأضمن لتخفي عن الآخرين حدود علمك، هو ألا تتخطاها.

    ليس ثمة علامة أعظم على كون امرئِ قليل الفلسفة والحكمة، من أنه يريد للحياة بأسرها أن تكون مفلسفة وحكيمة.

    في هذا العالم، الناس الذين يشار إليهم بالتقى هم أولئك الذين تستطيع دون أن ترجو منهم خيراً، ألا تخاف منهم شراً.

    اللوذ بالصمت أثناء المحادثة، هو شيء جميل ومحبب عندما تكتشف أن الشخص الصامت يملك، عندما يُسأل، الجرأة والأسلوب في الكلام.

    يقول لابرويير (وهو كاتب مقالات فرنسي) أنه أكثر سهولة أن ينال كتاب متوسط المستوى صيتاً من جهة أن كاتبه هو ذو شهرة ذائعة سلفاً، من أن ينال كاتب ما شهرة من جهة أن كتابه فائق المستوى.

    عرفت واحداً من الأطفال، كان كلما عورض في أمر من قبل والدته، يقول: آه، فهمت، أمي سيئة. ليس عبر منطق آخر يناقش أغلب الناس بعضهم بعضاً، كما لو أنه ما من طريقة أبسط من هذه يجدونها ليعبّروا عن رأيهم.

    ليس الموت مساءة، فهو يحرر الإنسان من جميع السوء، وسوية مع الخير، ينزع منه أيضاً الرغبات.. الشيخوخة سيئة إلى أقصى الحدود، لأنها تسلب الإنسان كل أشكال المتعة، تاركة له الشهوات، ومعها جميع الآلام. رغم ذلك، يخشى الناس الموت، ويفضّلون الشيخوخة.

    يقول بيونه، أحد الفلاسفة القدماء: من المستحيل أن تُحَبَّ من الجموع، ما لم تصر فطيرة أو نبيذاً حلواً. بيد أن هذا المستحيل دائماً ما كان ، بحكم النزعة المجتمعية للإنسان، مطلباً للجميع، مطلب من يقول بذلك، ومطلب من قد يعتقد بغير ذلك: يا للعارفين في الإنسان، كيف أنهم ، ومنذ الأزل الأول لوجوده، يواظبون حتى موتهم على البحث عن السعادة، ويعدون بها.


    في كل بلد، يشار إلى النقائص والسيئات الكونية للإنسان وللمجتمع الإنساني على أنها خاصة بهذا المكان، أنا لم أحضر مرّة في جزء من العالم دون أن أسمع: هنا النساء فارغات ومتقلبات، قليلاً ما يقرأن، وغير مثقفان. هنا الناس يحبّون التطفل على شؤون الغير، كثيرو الثرثرة والافتراء على بعضهم. هنا المال والدعم ويسر العيش في متناول الجميع. هنا يسود الحسد والصداقة قليلة الصدق، وهكذا دواليك. كما لو أن الأشياء في مكان آخر تسير على نحو مختلف. الإنسان بائس بالضرورة، وثابت العزم على الاعتقاد بأنه بائس بالمصادفة.


    لا يكون الإنسان سخيفاً إلا عندما يريد أن يبدو أو يكون غير ما هو كائن. الفقير، الجاهل، القروي، المريض، العجوز، هم ليسوا أبداً بسخيفين عندما يكونون راضين بكونهم ما هم كائنيه، وقانعين بالبقاء داخل الحدود التي شاءتها الطبيعة لهم، ولكن يا للخفة، عندما يريد العجوز أن يبدو شاباً، المريض مصحاً، الفقير غنياً، الساذج جامعياً، والقروي متمدناً. العيوب الجسدية نفسها، ومهما تكن قاسية، لا تفسد رقة ابتسامة قد تعبر، فيما لو أن الإنسان لم يجهد على إخفاء عيوبه، أي فيما لو أنه لم يرد أن يبدو كأنه لا يملكها، ومثله القول: فيما لو أنه لم يرد أن يكون مختلفاً عما هو كائنه. من يتبصر جيداً، يدرك أن عيوبنا وآلامنا ليست هي المثيرة للسخرية، ولكن الجهد الذي نبذله لإخفائها، وإرادتنا أن نتصرف كما لو أنها ليست لنا.

    أولئك الذين لأجل أن يكونوا محبوبين ينتحلون صفة معنوية مختلفة عن حقيقتهم، يخطؤون خطأ كبيراً. التصنّع الذي بعد فترة وجيزة تضعف القدرة على المداومة عليه، يصير جلياً، ومعارضة الصفة الزائفة للحقيقة تتقهقر أمام التكشف والتشفف المستمر لهذه، فيمسي الشخص مكروهاً ملوماً محسوراً بأنه لم يعرض حقيقته كما هي بجلاء ومنذ البداية. أية صفة مهما بلغت من البؤس، يكمن فيها جانب جميل، ولأنه جانب جوهري وصادق، فإنه عندما لا يحجب، يكون جديراً بالحب أكثر من أي جمال آخر زائف.
    إرادتنا أن نكون ما ليس نحن، تهدم كل شيء في العالم: وليس لأي سبب آخر غير هذا يصيرون غير محتملين بعض الأشخاص الذين كانوا ليُعشقوا فقط لو أنهم رضوا بكينونتهم.


    يمكن قياس المعرفة الاقتصادية لهذا القرن بالنظر الى واقع الطباعة الآخذة بالتقلص والانكماش , ذاك انه أنى صارت خيارات العين لا تحصى و قلت مطالعتها للورق . ومع انه لا أجمل من ان يدخر الورق في الكتب , كحامل للفكر , غير ان هذا لا يعفينا من الاعتراف بأن الدارج في هذا القرن هو انه بات يطبع الكثير و لا شيء , زد على ذلك رقة و شفافية الورق , شيء مع انه جميل للنظر , لكنه أكثر آذى للعين اثناء القراءة , او لعلي مخطئ , و هذا هو المنطقي في زمن باتت فيه الكتب تطبع لأجل العين التي تنظر لا لأجل العين التي تقرأ

    ليس الموت مساءة , فهو يحرر الانسان من جميع السوء , و سوية مع الخير , ينزع منه ايضا الرغبات , الشيخوخة سيئة الى اقصى الحدود , لأنها تسلب الانسان كل اشكال المتعة , تاركة له الشهوات , و معها جميع الآلام , رغم ذلك , يخشى الناس الموت و يفضلون الشيخوخة

    في المجتمع البشري , ما من حاجة أعظم من الحاجة الى الثرثرة , كوسيلة اساسية لتمضية الوقت اليت هي بدورها واحدة من اولى ضرورات الحياة , وما من قضية للثرثرة اكثر ندرة من تلك التي توقظ الفضول و تبعد السأم – ما لا يلبيه غير الامور الخفية و الجديدة – في جميع الاحوال , خذها قاعدة راسخة : اذا اردت الا يعرف الآخرون بالأشياء التي فعلتها , فليس فقط لا تقلها , ولكن لا تفعلها , و تلك التي لا تستطيع ان تفعلها هي غير موجودة , او انها لم توجد بعد , لذا كن واثقا انها سوف تعرف , مهما حاولت جهدك ألا تحقق مخاوفك

    القدر الأعظم من الاشخاص الذين نكلفهم مهمة تثقيف أولادنا , نعرف حق المعرفة انهم لم يثقفوا , ومع هذا لا نشك في انهم لن يستطيعوا اعطاء ما لم يُعطوه و ما هو في طبيعة الحال شيء لا يكتسب
    وهم عذب و محبب , ذلك الذي تخادعنا به الذكرة السنوية لحدث ما , و التي للحق لا نفعل فيها اكثر مما نفعل في اي يوم آخر من السنة , الحدث يذهب و يبقى التاريخ , لا صلة بينهما سوى ظلال الماضي التي تنهض و تعود في يوم معين من كل عام

    يحدث عندما نمر بأمكنة شاهدة على احداث مضت و ذات قيمة تذكارية لنا , ان نهمس لأنفسنا , ها هنا كان ذاك , و ها هنا كان ذاك , مصدقين , لنقل , بيننا و بين انفسنا , اننا و نحن في هذا المكان نكون اكثر قربا الى تلك الاحداث مما لو كنا في أي مكان آخر

    ان الاشخاص مرهفي الشعور , و المعتادين على العزلة , او على البوح الباطني , عادة ما يكونون تواقين للذكريات السنوية , و يعيشون , لنقل هكذا , على ذكرى من هذا النوع , غارقين في التخيلات و قائلين لأنفسهم : في يوم من السنة مثل هذا اليوم , حدث لي هذا الشيء او ذاك

    اليوم , و الجميع يؤلفون , و بات من الصعوبة بمكان ان تجد امرأ ليس بمؤلف , انقلب الامر كارثة , وباء اجتماعيا , بلوى جديدة على الحياة الانسانية , و ليس من قبيل الهزل , بل في غاية الجد القول انه بالنسبة لهذا الانسان صار التعارف مريباً و المصادقة خطرة , و انه ما من مكان في هذا الزمن يمكن لإنسان بريء الا يخشى فيه من ان ينقض عليه و يعذب بعقوبة التسمع الى نثر لا آخر له او شعر بآلاف الابيات , و ليس بعد اليوم بذريعة الرغبة بسماع رأيه , ذريعة باتت مستهلكة و غايتها معروفة : اعادة الالقاء
    الكلام , لا يمنح متعة قوية و مديدة الأثر , ما لم يكن متاحا لنا التحدث عن انفسنا , و عن الاشياء التي تعنينا , او تتعلق بنا بحال من الاحوال , اي حديث ذلك يصير محض مسامة في لحظات قليلة , و هذا الذي هو ممتع لنا , هو ثقيل حد الهلاك لمن يصغي

    اذا كان الرفيق الافضل هو ذلك الذي يتركنا اكثر رضا مع ذاتنا , فهذا يعني ان هذا الرفيق هو اقرب الى ذاك الذي نتركه نحن اكثر سأماً , الحصيلة هي انه في الحديث و في اي لقاء لا تكون الغاية فيه تبادل الحوار , يكون من غير الممكن تجنب حصول المتعة لدى طرف و السأم لدى الطرف الآخر , و لا يمكن حتى الامل بعكس ذلك , و لهو حظ طيب ان يتاح للمرء ان يأخذ قليلاً من هذا و قليلاً من ذاك , بتعادل
    مثلما هو دأب الانسان , يدين دائما الحاضر , و يتغنى بالماضي , هكذا هم اكثر المسافرين , خلال سفرهم يعشقون حياة الوطن , و يفضلونها , مع شيء من التزمت , ثم ما ان يعودوا الى موطنهم , تراهم , و بذاك التزمت نفسه , يضعونه وراء جميع تلك الامكنة التي سافروا اليها

    في كل بلد , يشار الى النقائص و السيئات الكونية للإنسان و للمجتمع الانساني على انها خاصة بهذا المكان , انا لم احضر مرة في جزء من العالم دون ان اسمع : هنا النساء فارغات و متقلبات , قليلا ما يقرأن و غير مثقفات , هنا الناس يحبون التطفل على شؤون الغير , كثيرو الثرثرة و الافتراء على بعضهم , هنا المال و الدعم و يسر العيش في متناول الجميع , هنا يسود الحسد و الصداقة قليلة الصدق , وهكذا دواليك , كما لو ان الأشياء في مكان آخر تسير على نحو مختلف . الانسان بائس بالضرورة , و ثابت العزم على الاعتقاد بانه بائس بالمصادفة

    كثيراً ما يظن اليافعون انهم يكونون اكثر جاذبية عندما يظهرون بمظهر الكآبة , لهذا ربما , عندما لا تكون الكآبة اكثر من مجرد محض مظهر , يمكن لها ان تكون محبوبة , لكن لأمد قصير , و غالبا من النساء , اما ان تكون الكآبة جوهرية , فكل الجنس البشري سوف ينبذها , هكذا , على الأمد الطويل , لا يحب و لا يجب له مكانا في اعتبار الانسان غير السعادة : ذلك لان العالم – و هو معه حق في هذا – لا يحب أن يبكي , و لكن أن يضحك

    لشد ما هو مقيت الحديث عن الذات , غير ان الشباب , لما لهم من طبيعة متقدة بالحياة , و روح تربو على التوسط و الاعتدال , قليلا ما ينتبهون الى هذه النقيصة : و يتحدثون عما يخصهم ببراءة مفرطة , و هم على ثقة مطلقة بأن من يسمعهم ليس اقل اكتراثاً بشؤونهم منهم انفسهم , لذلك يغفر لهم , لا لعدم خبرتهم من وقع ساحر في النفس , و لكن لانكشاف حاجتهم إلى المؤازرة , الى النصح و إلى متنفس بوحي عن عواطفهم المشبوبة و هم في هذا العمر العاصف . الى اليوم , ما زال معترفا به , عموما , ان يكون ثمة حق ما للشباب بالرغبة في عالم مشغول بأفكارهم

    في بعض الاحيان , شيء طبيعي ان يبقى المرء مجروحا من كلمات قيلت في حقه و هو غائب , او قيلت بنية مبطنة على الا تبلغ بشكل أو بآخر مسمعه : لأنه اذا ما رغب في ان يستحضر بذاكرته , و يقلب جيداً حيثيات القضية , فلن يبق له لا صديق صدوق و لا شخص مخلص يعول عليه في الا يلحق به هكذا اسى بالغاً من جراء التفوه بكامل فمه و تمام نيته , بكلمات و أقاويل على هذا الصديق او الشخص الغائب . من جهة , يتضح لي كم هي تلك المحبة هكذا هشة و مراوغة , اذ من المستحيل تقريبا ان كلمة قد تقال في حقنا خارج مرمى حضورنا , و تنقل الينا كما قيلت , و نشعر بأننا لا نستحقها او نستحقها قليلاً – من المستحيل , أقول : ألا نتأذى بها ,, من جهة أخرى , لا يمكنني التعبير كم هو سلوكنا مخالف للقاعدة التي تقول بألا نفعل بالآخرين ما لا نحب ان يفعلوه بنا , و كم من مرة حكم على حرية التقول على الآخرين بالبراءة

    أولئك الذين لأجل أن يكونوا محبوبين ينتحلون صفة معنوية مختلفة عن حقيقتهم , يخطؤون خطأ كبيراً , التصنع الذي بعد فترة وجيزة تضعف القدرة على المداومة عليه , يصير جلياً , و معارضة الصفة الزائفة للحقيقة تتقهقر امام التكشف و التشفف المستمر لهذه , فيمسي الشخص مكروها ملوماً محسوراً بانه لم يعرض حقيقته كما هي بجلاء و منذ البداية

    ذاك الفنان او العالم او المثقف في اي فرع من فروع المعرفة , الذي اعتاد ان يقارن نفسه , لا مع انداده , وانما مع نفسه , هو بقدر ما يتفوق , بقدر ما يتدهور رأيه بنفسه : هذا انه كلما اوغل و عمق في معرفة نفسه , كلما وجد نفسه اقل رتبة , هكذا هم متواضعون اغلب العظماء في التاريخ , لانهم لا يتوقفون عن مقارنة انفسهم , لا مع الآخرين , وانما مع تلك الفكرة عن الكمال التي يملكونها امام روحهم , و يعرفون الى اي درجة هم بعيدون عن بلوغها , هذه الفكرة اليت هي اطلاقا انقى و اعظم من تلك التي يملكها العامة , اما هؤلاء , فهم يعتقدون بكل بساطة , و مرات بتيقن كبير , انهم قد بلغوا , بل وفاقوا فكرة الكمال الذي يتفسخ في نفوسهم

    مصلحة السكينة العامة , العائلية , و الشعبية , تتضاد مع متع و مجازفات الشباب , و لذلك فحتى التربية الجيدة , او ما يسمى كذلك , يكمن اكثرها في تضليل التلاميذ , لحملهم على تقديم رضا الآخرين على رضاهم الذاتي , لنفرض اننا لا نسلم بذلك , تبقى حقيقة و بالرغم مما قد تكون عليه دخيلة نفوسهم , الى تخريب و محو الشباب من حياة الانسان بأكملها , هذا الذي مشهده يشوش سكينتهم , في جميع العصور , كانت الشيخوخة متواطئة على الشباب



    يمكنك مشاهدة توقيعي بالنقر على زر التوقيع

    نسائم الرحمن غير متواجد حالياً
    • توقيع نسائم الرحمن






  3. رد مع اقتباس
  4. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 12-02-2017 الساعة : 09:26 PM رقم #2
    كاتب الموضوع : نسائم الرحمن


    شاملى ذهبى


    الصورة الرمزية منيرفا

    • بيانات منيرفا
      رقم العضوية : 32589
      عضو منذ : Oct 2016
      المشاركات : 741
      بمعدل : 0.27 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 15
      التقييم : Array


  5. شكرا على الموضوع والمعلومات القيمة

    منيرفا غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  6. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 13-02-2017 الساعة : 09:57 PM رقم #3
    كاتب الموضوع : نسائم الرحمن


    شاملى ذهبى


    الصورة الرمزية سعاد الجهينى

    • بيانات سعاد الجهينى
      رقم العضوية : 29
      عضو منذ : Jul 2008
      المشاركات : 648
      بمعدل : 0.11 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 22
      التقييم : Array


  7. شكرا على المعلومات والافادة

    سعاد الجهينى غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  8. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 14-02-2017 الساعة : 04:34 AM رقم #4
    كاتب الموضوع : نسائم الرحمن


    شاملى ماسى


    • بيانات nada
      رقم العضوية : 10
      عضو منذ : Jul 2008
      المشاركات : 1,239
      بمعدل : 0.21 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 28
      التقييم : Array


  9. شكرا على الموضوع الشيق والمعلومات والافادة

    nada غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  10. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 15-02-2017 الساعة : 05:59 AM رقم #5
    كاتب الموضوع : نسائم الرحمن


    شاملى ذهبى


    • بيانات رينال الشويخى
      رقم العضوية : 32277
      عضو منذ : Mar 2016
      المشاركات : 617
      بمعدل : 0.21 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 15
      التقييم : Array


  11. شكرا على الموضوع والافادة الجميلة

    رينال الشويخى غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  12. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 16-02-2017 الساعة : 03:31 AM رقم #6
    كاتب الموضوع : نسائم الرحمن


    شاملى ماسى


    الصورة الرمزية لجين

    • بيانات لجين
      رقم العضوية : 18958
      عضو منذ : Sep 2012
      المشاركات : 1,130
      بمعدل : 0.27 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 23
      التقييم : Array


  13. شكرا على الموضوع والافادة الجميلة

    لجين غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  14. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 17-02-2017 الساعة : 01:30 AM رقم #7
    كاتب الموضوع : نسائم الرحمن


    شاملى ماسى


    الصورة الرمزية ابراهيم الدالى

    • بيانات ابراهيم الدالى
      رقم العضوية : 6013
      عضو منذ : Jan 2012
      المشاركات : 1,175
      بمعدل : 0.26 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 24
      التقييم : Array


  15. شكرا على الموضوع القيم بارك الله فيكم

    ابراهيم الدالى غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  16. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 18-02-2017 الساعة : 04:07 AM رقم #8
    كاتب الموضوع : نسائم الرحمن


    مراقب


    الصورة الرمزية وعد المحبة

    • بيانات وعد المحبة
      رقم العضوية : 6115
      عضو منذ : Feb 2012
      المشاركات : 2,783
      بمعدل : 0.63 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 40
      التقييم : Array


  17. شكرا على الموضوع والافادة الجميلة

    وعد المحبة غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  18. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 20-02-2017 الساعة : 02:58 AM رقم #9
    كاتب الموضوع : نسائم الرحمن


    شاملى ماسى


    الصورة الرمزية حنين

    • بيانات حنين
      رقم العضوية : 132
      عضو منذ : Aug 2008
      المشاركات : 3,671
      بمعدل : 0.64 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 52
      التقييم : Array


  19. شكرا على الموضوع والافادة الجميلة

    حنين غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس



معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك