عرفت الهوى مذ عرفت هواك





رابعة العدوية

واغلقت قلبي عمن سواك
وكنت اناجيك يامن ترى
خفايا القلوب ولسنا نراك
احبك حبين حب الهوى
وحبا لانك اهل لذاك
فاما الذي هو حب الهوى
فشغلي بذكرك عمن سواك
واما الذي انت اهل له
فكشفك للحجب حتى اراك
فلا الحمد في ذا ولا ذاك لي
ولكن لك الحمد في ذا وذاك
أحبك حبين.. حب الهوى
وحبا لأنك أهل لذاك
واشتاق شوقين..شوق النوى
وشوق لقرب الخلي من حماك
فأما الذي هو شوق النوى
فمسرى الدموع لطول نواك
أما اشتياق لقرب الحمى
فنار حياة خبت في ضياك
ولست على الشجو أشكو الهوى
رضيت بما شئت لي في هداك


***********************

بما لا يمكن لأحد أن يفهم أو يفسر رابعة هل كانت رابعة عابدة ،،، ناسكة ،،، متصوفة أم كانت عاشقة ،، عندما يقرأ الانسان عنها أو يقرأ ما قالته يقف بذهول فكلامها يتحول إلى صور روحية تخطف الانفاس وتسلب الألباب . ربما لا يسع المرء إلا أن يندهش ،، فعشق الله ،،، عشق المقدس ،، عشق القدوس . ليس معروفاً للكثيرين ،،، بل ان الغالبية يندهشون من الفكرة ،،، كيف يقف الانسان أمام . باب البيت ويترقب بصمت عشيقه ،،، ويتغنى بحبه ،،، ذلك الانتظار . انتظار العشيق ،،، النظر للسماء ،، النظر للمدى البعيد ،،، حرقة الشوق ،،، نار الانتظار ،كل هذا ،،،،،،، ويكون العشيق هو الله ،،، وعشقها كبير ،،، نتمنى أن نذوق أو نتذوق مثله . نعم من حقنا أن نعشق الله ،، ونذوب في عشقه ،،، ونتعبد بعشقنا له ،،، ونصلي لوصالنا معه ،،، ونبكي شوقا اليه ،،، ونتغنى حبا به ،،، ولا يكون في قلوبنا معشوق سوى الله ،،، الله وحده