*أهمية الاعتقاد في الشيخ وعدم إشراك أحد في محبته والتقرب إليه بالخدمة العمل على مراده...*
أما في أهمية الاعتقاد في الشيخ فقد ورد عن الولي الصالح سيدي عدي بن مسافر رضي الله عنه أنه قال : ( لا تنتفع بشيخك إلا إن كان اعتقادك فيه فوق كل اعتقاد ، وهناك يجعلك في حضوره ويحفظك في مغيبه ويهذبك بأخلاقه ويؤدبك بإطراقه و ينور باطنك بإشراقه..
وإن كان اعتقادك فيه ضعيفاً لا تشهد فيه شيئاً من ذلك ، بل تنعكس ظلمة باطنك عليك ، فتشهد هي صفاتك فلا تنتفع به أبداً ، ولو كان أعلى الأولياء درجة )..
وفي وجوب عدم إشراك أحد في محبته قال سيدي عبدالوهاب الشعراني رضي الله عنه في كتابه [ الأنوار القدسية في معرفة قواعد الصوفية ] : (ومن شأنه ألا يشرك مع شيخه أحداً في المحبة ، وكان سيدي علي بن وفا يقول كثيراً : إياكم أن تشركوا في المحبة مع شيخكم أحداً من المشايخ ، فإن الرجال أمثال الجبال وهم على الأخلاق الإلهية المشار إليها بقوله صلى الله عليه وسلم : " تخلقوا بأخلاق الله " ، فكما أن الله تعالى لا يغفر أن يشرك به ، فكذلك محبة الأشياخ لا تسامح أن يشرك بها ، وكما أن الجبال لا يزحزحها عن مكانها إلا الشرك بالله تعالى ما دام العالم باقياً، فكذلك الولي لا يزيل همته عن حفظ مريده من الآفات إلا شرك موضع خالص المحبة من قلبه )..
وفي التقرب إلي الشيخ بخدمته والعمل على مراده ، ذكر سيدي عبدالوهاب الشعراني رضي الله عنه في كتابه [ الأنوار القدسية في معرفة قواعد الصوفية ] : ( قال علي بن وفا : من تقرب إلى أستاذه بالخدم تقرب الحق تعالى إلى قلبه بأنواع الكرم..
وكان يقول : من آثر أستاذه على نفسه كشف الله له عن حضرة قدسه ، ومن نزَّه حضرة أستاذه عن النقائض منحه الله بالخصائص ، ومن احتجب عنه طرفة عين فلا يلومن إلا نفسه إذا أوبق بوائق البين ، ولا يصل المريد إلى هذا المقام إلا إن جعل مراد شيخه مراده )...
📚 علوم وثقافة
المفضلات