النتائج 1 إلى 6 من 6
  1. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 03-04-2017 الساعة : 02:46 PM رقم #1

    افتراضي كيف يتوصل إلى الإحسان الذي هو من أعمال القلوب ؟



    شاملى ذهبى


    الصورة الرمزية خالد الطيب

    • بيانات خالد الطيب
      رقم العضوية : 41
      عضو منذ : Jul 2008
      المشاركات : 631
      بمعدل : 0.11 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 22
      التقييم : Array


  2. كيف يتوصل إلى الإحسان الذي هو من أعمال القلوب ؟


    إن الصوفية تقدم أنواعا شتى من الوسائل مستقاة من الكتاب والسنة والتجارب الروحية الخاصة اعتمادا على قوله تعالى
    (وفي أنفسكم أفلا تبصرون).

    فجدوا في العبادة وألزموا أنفسهم الأوراد في الأوقات وأمروا بالمحافظة عليها بإطلاق.
    وشددوا في الامتثال: فلا فرق في مقتضى الطلب بين واجب ومندوب ولا بين مكروه ومحرم، وهذا الإعتبار
    جرى عليه أرباب الأحوال من الصوفية ومن حذا حذوهم ممن اطرح مطالب الدنيا جملة، وأخذ بالحزم والعزم في سلوك طريق الآخرة". والكلام للشاطبي في الموافقات.

    واشتغلوا بالأذكار فرتعوا في رياض الجنة كما في الحديث الصحيح "إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا "،
    قيل : يا رسول الله وما رياض الجنة ؟ قال:" حلق الذكر "
    وكأن الشاطبي الآخر وهو الإمام أبو القاسم صاحب القرآن رحمه الله يعنيهم بقوله:

    روى القلب ذكر الله فاستسـق مقبـلا ***ولا تعـد روض الـذاكــــريـن فتـمحلا

    ولهذا قال الجنيد رحمه الله: ما أخذنا التصوف عن القيل والقال والمراء والجدال، وإنما أخذناه عن الجوع والسهر وملازمة الأعمال.

    فأصولهم في الكتاب والسنة وأفعال السلف قد تكون دقيقة وقد ضرب سيدي أحمد زروق في قواعده أمثلة في القاعدة 33 بقوله: ومثال الصوفي: حديث الرجل الذي استلف من رجل ألف دينار فقال: أبغني شاهدا. فقال: (كفى بالله شهيدا)، فقال: أبغني كفيلا، فقال: (كفى بالله كفيلا). فرضي. ثم لما حضر الأجل، خرج يلتمس مركبا فلم يجده، فنقر خشبه،
    وجعل فيها الألف دينار، ورقعة تقتضي الحكاية، وأبذلها للذي رضي به وهو الله سبحانه فوصلت.
    ثم جاءه بألف أخرى وفاء بحق الشريعة. أخرجه البخاري في جامعه.


    ومنهإنما نطعمكم لوجه الله، لا نريد منكم جزاء ولا شكورا، إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا)،
    فجعل متعلق الخوف وهو يوم القيامة مستقلا عن الحامل على العمل وهو وجه الله والله أعلم.
    وقد قال رجل للشلبي رحمه الله: كم في خمس من الإبل؟ قال: شاة في الواجب، فأما عندنا فكلها لله. قال له: فما أصلك في ذلك؟ قال: أبو بكر حين خرج عن ماله كله لله ورسوله. ثم قال: فمن خرج عن ماله كله لله فإمامه أبو بكر، ومن خرج عن بعضه فإمامه عثمان، ومن ترك الدنيا فليس بعلم. انتهى وهو عظيم في بابه. اهـ
    وقد قال الجنيد:" علمنا هذا مقيد بالكتاب والسنة فمن لم يسمع الحديث ويجالس الفقهاء
    ويأخذ أدبه عن المتأدبين: أفسد من اتبعه".

    لما كان الإحسان أعلى مرتبة في بناء هذا الدين لا يمكن أن يحلق إليها من لم يمر بمرتبتي الإسلام والإيمان فكيف يبني الدور الأعلى قبل بناء الأرضية، ولهذا ذكره عليه الصلاة والسلام أخيرا لإشعار السامع بأنه لا مطمع في الإحسان لمن لم يتحل بالإسلام والإيمان، وأنه درجة لا منتهى وراءها ولاغاية بعد مداها فلأجل ذلك كان التشبيه مشهدا من أحوال القلوب يملك على النفس أقطارها وترفع فيه الحجب أستارها " كأنك تراه ".

    ولكنه عليه الصلاة والسلام، لما رأى عز المقام ووعورة الطريق، نزل بالسامع درجة وأشار له بأن دون ذلك رتبة، لكنها تظل جليلة وهي رتبة العلم. فإن لم تكن مشاهدا فليكن في علمك أنه عليك شاهد. "فإن لم تكن تراه فإنه يراك".

    فتصور أي إقبال وأي بهجة وأي هيبة لمن يرى الباري جل وعلا، بل أي فناء وانمحاء للأكوان في هذه الحالة.

    فالتصوف كحال ومقام هو ما تقدم، ولكنه كعلم وعمل ومعاملة هو البحث عن طرق الوصول والممارسة بمختلف الوسائل التي سموها مقامات من توبة وصبر وشكر ويقين وصدق ومعرفة وتخلية وتحلية.

    فاخلع نعال الكون جملة وجي *** تكن على طول المناجاة نجي

    كما يقول للأخضري في القدسية.

    فأحوال القلوب وحالات النفوس ووارداتها كلها لا يبحث عنها إلا في هذا العلم ولقد أشكل على البعض
    ممن لم تكمل معرفته ولم يتسع صدره.

    فالإسلام المتمثل في أعمال الجوارح يخص علمها الباحث عنها بإسم علم الفقه. والإيمان يتعين بإسم أصول الدين وكذا الإحسان وضع له الباحثون عن طرق الوصول إليه علما أسموه التصوف.



    خالد الطيب غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  3. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 04-04-2017 الساعة : 01:18 AM رقم #2
    كاتب الموضوع : خالد الطيب


    شاملى ذهبى


    • بيانات شاهين
      رقم العضوية : 136
      عضو منذ : Aug 2008
      المشاركات : 720
      بمعدل : 0.13 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 23
      التقييم : Array


  4. بارك الله فيكم على الطرح الطيب والسيرة

    شاهين غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  5. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 04-04-2017 الساعة : 08:55 PM رقم #3
    كاتب الموضوع : خالد الطيب


    شاملى ماسى


    الصورة الرمزية سيد مختار

    • بيانات سيد مختار
      رقم العضوية : 45
      عضو منذ : Jul 2008
      المشاركات : 1,152
      بمعدل : 0.20 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 27
      التقييم : Array


  6. مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

    سيد مختار غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  7. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 05-04-2017 الساعة : 06:02 AM رقم #4
    كاتب الموضوع : خالد الطيب


    شاملى ذهبى


    الصورة الرمزية اشرف زهران

    • بيانات اشرف زهران
      رقم العضوية : 161
      عضو منذ : Aug 2008
      المشاركات : 903
      بمعدل : 0.16 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 25
      التقييم : Array


  8. شكرا على الطرح والافادة القيمة بارك الله فيكم

    اشرف زهران غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  9. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 09-04-2017 الساعة : 02:04 AM رقم #5
    كاتب الموضوع : خالد الطيب


    شاملى فضى


    الصورة الرمزية اليمنى

    • بيانات اليمنى
      رقم العضوية : 88
      عضو منذ : Jul 2008
      المشاركات : 535
      بمعدل : 0.09 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 21
      التقييم : Array


  10. مشكور وجزاكم الله كل خير

    اليمنى غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  11. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 14-04-2017 الساعة : 07:08 AM رقم #6
    كاتب الموضوع : خالد الطيب


    شاملى ماسى


    الصورة الرمزية ابو حاتم

    • بيانات ابو حاتم
      رقم العضوية : 32291
      عضو منذ : Mar 2016
      المشاركات : 1,620
      بمعدل : 0.54 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 25
      التقييم : Array


  12. شكرا على الطرح الطيب والافادة القيمة وجزاكم الله كل خير

    ابو حاتم غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس



معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك