شعوب اسلامية منسية : بلوشستان ... حكايةُ بلادٍ ممزقة ||

[نسائم الرحمن]

شعوب اسلامية منسية : بلوشستان ... حكايةُ بلادٍ ممزقة ||



بلوشستان هي موطن الشعب البلوشي ، وهي الآن محتلة. وتقع بلوشستان بين بلاد فارس ، خُراسان ، بشتونستان ،البنجاب والسند ومن الجنوب يحدها بحر بلوشستان والمحيط الهندي. وتم إحتلال بلوشستان من قبل جيش الإستعمار البريطاني في عام 1839

بعدما هزموا جيش بلوشستان ، في وقت لم يڪن لإيران وباڪستان اي وجود. القوات الإستعمارية قسّمت بلوشستان الى بلوشستان شرقية وغربية

بعام 1871 فيما يُعرف بخط جولد سميث ، ومن بعدها أقتطع الجزء الشمالي لبلوشستان وضُم الى أفغانستان بعام 1893 (خط دوراند).

وبعد الحرب العالمية الثانية تم إعلان الجزء الشرقي من بلوشستان دولة مستقلة ذات سيادة وذلڪ في 11 اغسطس 1947.


ـ ـ ـ ♦ المساحة ♦ ـ ـ ـ



بلوشستان المحتلة من قبل إيران تضم إقليم "سيستان وبلوشستان" الحالي ، جنوب إقليم ڪرمان ، 2/3 من إقليم هُرمزجان الساحلي

وأجزاء ڪبيرة من جنوب خُراسان. وتبلغ مساحة بلوشستان الإيرانية 247,000 ڪيلومتر مربع وتم إحتلاله من قبل إيران بعام 1928

وبالتعاون مع القوى الإستعمارية البريطانية. أما بلوشستان الباڪستانية فتضم إقليم بلوشستان الحالي وأجزاء من إقليمي البنجاب والسند.

وتبلغ مساحته 437,190 ڪيلومتر مربع وتم إحتلاله من قبل الجيش الباڪستاني بمارس من عام 1948. والجزء الشمالي من بلوشستان فتحتله أفغانستان

ويضم إقليم نيمرزو وأجزاء من إقليم هلمند والجزء الجنوبي من إقليم فرح ، وتبلغ مساحة بلوشستان الشمالية 80,000 ڪيلومتر مربع.

وتم ضم هذا الجزء الى أفغانستان نتيجة لخط دوراند بعام 1893. ويمتد الشريط الساحلي لبلوشستان قرابة 1600 ڪيلومترا من جُمبودان (بندر عباس)

الى ڪلاتشي (ڪراتشي) ، ووفقا لقانون البحار العالمي لعام 1982 فإن مساحة بحر بلوشستان يبلغ 34,200 ڪيلومتر مربع (1600 ڪم × 22 ڪم)


فالمساحه الإجمالية لبلوشستان تبلغ : (247,700 + 437,190 + 80,000 + 34,400 ) = 799,290 ڪيلومتر مربع.


ـ ـ ـ ♦ السڪان ♦ ـ ـ ـ


يُقدر عدد سڪان بلوشستان بعشرين مليون نسمة. ويقدر عدد سڪان البلوش في بلاد

فارس ، ترڪمانستان ، الهند ،ڪينيا ،تنزانيا ، الدول العربية والدول الغربية بـ 700,00 نسمة. (ولڪنها تظل أرقام غير دقيقة)


ـ ـ ـ ♦ الديانة ♦ ـ ـ ـ

99% من البلوش هم من المسلمين السنة


منذ ترسيم الاستعمار للحدود الدولية في منطقة آسيا الوسطى بدأ يتبلور مصير أبناء أقلية البلوش في باڪستان، حيث أصبحوا منذ عدة عقود

عرضة للقمع والمضايقات من قبل الدولة الباڪستانية. ڪما يذڪر الصحفي عمران فيروز لموقع قنطرة في تقريره التالي.أثار اغتيال الناشطة الباڪستانية

في مجال حقوق الإنسان سابين محمود في وسط مدينة ڪراتشي في شهر نيسان/أبريل 2015 صدًى إعلاميًا ڪبيرًا. لقد ڪانت سابين محمود

مشهورة على مستوى عالمي بنشاطاتها وخاصة فيما يتعلق بحقوق المرأة ونشاطها على شبڪة الإنترنت. لقد ڪانت هذه الناشطة في الأشهر الأخيرة

من حياتها تهتم وبصورة خاصة بالصراع الدائر في إقليم بلوشستان في جنوب غرب البلاد، غير أنَّ هذه الحقيقة لم تڪن تلعب سوى دور هامشي

وقبل عدة ساعات من اغتيالها قامت سابين محمود بالتعاون مع جمعيتها المسماة "الطابق الثاني" بتنظيم ندوة حول وضع حقوق الإنسان في إقليم بلوشستان

يشڪِّل هذا الإقليم منذ عدة عقود من الزمن منطقة صراعات ساخنة. وفي الواقع إنَّ صراع بلوشستان ما يزال قائمًا منذ قيام الدولة الباڪستانية.

وفي تلڪ الأيَّام حدَّدت القوى الاستعمارية الحدود الباڪستانية، التي تم فرضها حينئذ بالعنف والقوة وقد أدَّت إلى عزل شعوب ڪاملة بعضها عن بعض.

وفي ذلڪ لعب الخط المعروف باسم خط دوراند، والمسمى بحسب اسم الدبلوماسي البريطاني مورتيمر دوراند، دورًا خاصًا.

ففي عام 1893 وضع البريطانيون هذه الحدود ذات العواقب المشؤومة، من أجل فصل مناطقهم الاستعمارية عن مناطق نفوذ الأمير الأفغاني

في تلڪ الفترة عبد الرحمن خان. وبما أنَّ هذا الأمير قد وصل إلى الحڪم بمساعدة البريطانيين - حيث أطاح بحڪم ابن عمه في ڪابول،

فقد قام مقابل ذلڪ بالتوقيع وعن طيب خاطر على معاهدة الحدود. ولذلڪ لا تزال هناڪ مشڪلة حدودية لا تشمل مناطق البشتون وحدها،

بل تطال أيضًا مناطق البلوش. وعلى الرغم من أنَّ مدة صلاحية معاهدة دوراند هذه هي مائة عام فقط وقد انتهت بالتالي في عام 1993

إلاَّ أنَّ الحڪومة الباڪستانية لا تريد سماع أي شيء حول ذلڪ. وحجتها: أنَّ باڪستان لم تڪن أصلاً موجودة في تلڪ الأيَّام

وبناءً على ذلڪ فإنَّ هذه المعاهدة باطلة أيضًا. ولذلڪ يتم في الواقع التشدُّد أڪثر في تأمين هذه الحدود التي تم تحديدها في تلڪ الأيَّام .


وفي العقود الأخيرة حدثت في بلوشستان العديد من الانتفاضات الڪبرى، التي تم سحقها بوحشية من قبل الحڪومة الباڪستانية في إسلام أباد

وعلى الرغم من أنَّ هذه المنطقة غنية بالموارد الطبيعية، إلاَّ أنَّ سڪَّانها يعتبرون من أفقر أهالي باڪستان. فمن النادر هنا وجود بنية تحتية متينة

تمامًا مثلما هي الحال مع إمدادات الڪهرباء والمياه النظيفة الصالحة للشرب. زد على ذلڪ أنَّ ثمانية وثمانين في المائة من المواطنين البلوش

يعيشون تحت خطِّ الفقر. وبينما يتم من ناحية استغلال الموارد الطبيعية في هذه المنطقة، لا توجد فيها من ناحية أخرى أية استثمارات تقريبًا

وفي المقابل لا يزدهر هنا إلاَّ القطاع الأمني.



ناشطة في مرمى النيران - سقطت الناشطة الباڪستانية في مجال حقوق المرأة وحقوق الإنسان، سابين محمود، ضحية هجوم قاتل وقع في ڪراتشي

في شهر نيسان/أبريل 2015. وقبل هذا الهجوم بفترة قصير نظَّمت هذه الناشطة في داخل مطعم ندوة حول موضوع اختفاء الناشطين في بلوشستان.

ينتقد الناشطون في مجال حقوق الإنسان في المقام الأوَّل قوَّات الأمن الباڪستانية، التي يتم اتِّهامها بأنَّها هي المسؤولية عن اختفاء العديد من الأشخاص

من إقليم بلوشستان في الأعوام الأخيرة نبتت من الأرض وبمعنى الڪلمة في هذه المنطقة مباني مقرَّات الوحدات العسڪرية، وڪذلڪ العديد

من مراڪز الشرطة التي زاد عددها في هذا الإقليم في عام 2009 وحده بنسبة بلغت نحو اثنين وستين في المائة. وبالإضافة إلى ذلڪ

هناڪ جماعات شبه عسڪرية، تعمل لصالح إسلام آباد وتصطاد الناشطين والسياسيين البلوش. وبحسب التقارير يوجد 21 ألف شخص

يعتبرون جميعهم في عداد المفقودين. وڪذلڪ تظهر مرارًا وتڪرارًا جثث لبعض الأشخاص المفقودين، وغالبًا ما تڪون ملطخة بآثار التعذيب الوحشي.

وعلى الرغم من أنَّ إسلام آباد قد أدانت اغتيال سابين محمود وأعلنت عن بدئها التحقيق حول ذلڪ، إلاَّ أنَّ المراقبين يعتقدون أنَّ مسؤولية اغتيالها

أيضًا تقع على عاتق الجماعات المقرَّبة من الحڪومة أو من الاستخبارات الباڪستانية - أي باختصار الجماعات المقرَّبة مما يعرف باسم مؤسَّسة الدولة

الباڪستانية.ومن خلال أجواء الخوف هذه وڪذلڪ من خلال القمع الدائم انفتح فراغ أمام الجماعات المسلحة. وصار يزداد في هذه الأثناء وباستمرار عدد الشباب

البلوش الذين يلجؤون إلى حمل السلاح. وذلڪ لأنَّهم يرون أنَّ السبل السلمية والديمقراطية قد باءت بالفشل. وفي الأعوام الأخيرة أثارت جماعات انفصالية

مثل "جيش تحرير بلوشستان" BLA أو "جبهة تحرير بلوشستان" (BLF) الانتباه من خلال تفجيرات وسلسلة من الاعتداءات العنيفة، التي قُتل فيها أيضًا

العديد من المدنيين. وعلى العڪس من الجماعات المسلحة الأخرى في باڪستان - مثل حرڪة طالبان الباڪستانية TTP - فإنَّ توجُّهات ڪلّ من

جبهة تحرير بلوشستان وجيش تحرير بلوشستان وغيرهما من جماعات البلوش الأخرى ليست دينية، بل قومية وعلمانية، وحتى أنَّ بعضها مارڪسية.

وربما يڪون أيضًا هذا هو سبب عدم ذڪرها وعدم الترڪيز عليها في وسائل الإعلام الغربية.


تحاول منذ فترة طويلة الأطراف الإقليمية الفاعلة، التي تعتبر باڪستان بالنسبة لها بمثابة الشوڪة في عين، تحقيق أرباح من هذا الصراع والتأثير عليه.

في فترة الثمانينيات ڪان يتم دعم البلوش من قبل الاتِّحاد السوفييتي بسبب التعاون بين الولايات المتَّحدة الأمريڪية وباڪستان

خلال فترة الاحتلال السوفيتي لأفغانستان. وفي الوقت الحاضر تعدُّ الهند - التي تمثِّل عدو باڪستان اللدود والأبدي - واحدة من أڪبر المؤيِّدين

لاستقلال البلوش. ولذلڪ فإنَّ الاستخبارات الباڪستانية ISI تتَّهم الحڪومة الهندية منذ وقت طويل بتقديم الدعم الفعَّال

للجماعات البلوشية المسلحة وتدريبها في معسڪرات تدريب.




يبلغ عدد المفقودين في إقليم بلوشستان 21 ألف شخص، من بينهم العديد من السياسيين والناشطين. وڪثيرًا ما يتم العثور على جثث لأشخاص مفقودين تظهر عليها آثار التعذيب. في هذه الصورة: أسرة من إقليم بلوشستان أثناء "الاحتجاج من أجل المفقودين" ضدَّ الحڪومة الباڪستانية.

وڪذلڪ يوجِّه جهاز الاستخبارات الباڪستانية هذه التهمة إلى أفغانستان. ويقول إنَّ الرئيس السابق حامد ڪرزاي خاصة ڪان يتعامل بلطف مع البلوش.

وعلاوة على ذلڪ من المعروف أنَّ قادة البلوش ڪانوا مرارًا وتڪرارًا يجدون في العقود الأخيرة في ڪابول ملاذًا آمنًا. ما من شڪّ في أنَّ الروابط التاريخية

في أفغانستان، التي لا تعترف حتى يومنا هذا بخط دوراند ولا تزال تنظر إلى بلوشستان على أنَّها بلد يخضع لاحتلال غير قانوني، تلعب في هذا الصدد

دورًا رئيسيًا. وبالإضافة إلى ذلڪ فإنَّ ڪلاً من الهند وأفغانستان تحمِّلان باڪستان المسؤولية عن معظم الأوضاع السيئة في البلاد - وخاصة الإرهاب

ڪما أنَّ لهما مصلحة قوية في زعزعة الاستقرار هناڪ. وڪذلڪ تلعب الصين دورًا مهامًا في بلوشستان. فقد ضمنت الحڪومة الصينية لنفسها

قبل ڪلِّ شيء العديد من حقوق استغلال موارد الإقليم الطبيعية، مثل الذهب والنحاس. وعلاوة على ذلڪ فإنَّ ميناء جوادر الواقع على بحر العرب

يتمتَّع بأهمية استراتيجية ڪبيرة ومن المفترض أنَّه سيلعب دورًا مهمًا فيما يتعلق بإمداد الصين بالطاقة في المستقبل. حيث استثمرت بڪين

في بناء الميناء وحده نحو 200 مليون دولار. وضمن هذا السياق تم بالفعل الاتِّفاق على استثمارات أخرى بالمليارات. وبالإضافة إلى ذلڪ من المفترض

أنَّ هناڪ تخطيطًا لإنشاء قاعدة بحرية صينية. ولذلڪ فإنَّ السياسيين والناشطين البلوش يتحدَّثون الآن حول وجود استعمار صيني، لا يستفيد منه

هذا الإقليم الذي يعاني من فقر مدقع، بل إنَّ المستفيد منه مؤسَّسة الدولة الباڪستانية. وبناءً على هذا النفوذ المتزايد فقد باتت الشرڪات الصينية

في بلوشستان مرارًا وتڪرارًا هدفًا لهجمات البلوش. غير أنَّ ڪفاح البلوش من أجل الاستقلال يشتعل أيضًا في أماڪن أخرى.

حيث تسود ظروف مشابهة في إيران التي يعيش فيها نحو مليون ونصف المليون نسمة من البلوش. وڪذلڪ لقد تم هناڪ أيضًا في إقليم البلوش

(سيستان وبلوشستان) تنظيم جماعات مسلحة من أجل محاربة الحڪومة في طهران.




صراع على الموارد الطبيعية - في الصراع الدائر منذ عدة عقود من الزمن في إقليم بلوشستان

يتعلق الأمر أيضًا بالثروات المعدنية مثل الذهب والنحاس. في هذا الصراع تلعب الصين دورًا

مرڪزيًا من خلال توسيعها البنية التحتية غير المتوفرة في البلاد مقابل ضمانها في الوقت

نفسه حقوق استغلال المواد الخام، مثلما يرى الڪاتب عمران فيروز.


المصدر من موقع إخباري
يمكنك مشاهدة توقيعي بالنقر على زر التوقيع

[ادهم]

شكرا على الموضوع والمعلومات القيمة

[الفرغل ابو الرجال]

شكرا على المعلومات والافادة

[قدرى العلى]

شكرا وجزاكم الله كل خير

[عبد الرحمن المنصوري]

شكرا على الموضوع الشيق والمعلومات المفيدة

[ماجد]

شكرا على الافادات القيمة وجزاكم الله كل خير

[هشام حسن]

شكرا على الموضوع والافادة والمعلومات القيمة

[المعتز بالله]

شكرا على الموضوع والمعلومات المفيدة

[طلعت شكرى]

شكرا وجزاكم الله كل خير

[يمانى عزوز]

شكرا وجزاكم الله كل خير