*12- الكشف عن بعض الحقائق...*
ويقول ابن تيمية في كتابه رسائله ما يلي: أما بعد: (فإنه في آخر شهر رمضان سنة ست وعشرين وسبعمائة، جاء أميران رسولان من عند الملإ المجتمعين من الأمراء والقضاة ومن معهم)..
فرد ابن تيمية رداً على ما طلبه القضاة والفقهاء منه وهو "نفي الجهة والتحيز عن الله"، وكذلك "أن كلام الله ليس بحرف ولا صوت" الخ الخ؛ فقال -أي ابن تيمية-: (وقد كتبت هنا بعض ما يتعلق بهذه المحنة التي طلبوها مني في هذا اليوم، وبينت بعض ما فيها من تبديل الدين، وإتباع غير سبيل المؤمنين، لما في ذلك من المنفعة للمسلمين، وذلك من وجوه كثيرة نكتب منها ما يسره الله تعالى..
الوجه الأول: أن هذا الكلام فيه أمر بهذا الكلام المبتدع الذي لم يؤثر عن الله ولا عن أحد من رسله ولا عن أحد من سلف الأمة وأئمتها بل هو من إبتداع بعض المتكلمين الجهمية الذي وصف ربه فيه بما وصفه، ونهى فيه عن كلام الله وكلام رسوله الذي وصف به نفسه، ووصفه به رسوله، أن يفتى به أو يكتب به أو يبلغ لعموم الأمة، وهذا نهي عن القرآن والشريعة والسنة والمعروف والهدى والرشاد وطاعة الله ورسوله وعن ما تنزلت به الملائكة من عند الله على أنبيائه، وأمر بالنفاق والحديث المفترى من دون الله والبدعة والمنكر والضلال والغي وطاعة أولياء من دون الله، وإتباع لما تنزلت به الشياطين، وهذا من أعظم تبديل دين الرحمن بدين الشيطان وإتخاذ أنداد من دون الله)..
انتهى كلام هذا المدعو ابن تيمية، وكلامه هذا كفر صريح شنيع حيث اعتبر أن تنزيه الله عن الجهة والتحيز "كالمخلوقات" إتباع للشياطين وخروج عن سبيل المؤمنين وأمر بالنفاق والعياذ بالله..
نسأل الله تعالى أن يتراجع هؤلاء المغرورون الآن عن ظنهم في ابن تيمية بعد ثبوت عكس هذا عنه..
ولا نريد إلا بيان الحق، وأن يجمعنا الله تعالى دائماً أبداً على كتابه الكريم فما كتاب الله إﻻ جمعنا...
📚 دكتور بهاء الدين ماهر - علوم وثقافة
المفضلات