بسم الله الرحمان الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد و على آله و صحبه اجمعين
وسلم تسليما كثيرا
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اخوتي في الله اضع لكم اليوم هذا الدرس الذي لا يخلوا من فائدة لمن تدبر و تفكر واجتهد في فهم ما اردنا الكشف عنه من قواعد مكتومه

في علم البسط و التكسير .

اخوتي في الله اعلموا انار الله بصيرتكم و وفقكم لفهم اسرار هذه العلوم و فتح الله عليكم فتحا قريبا ان انواع التكسير كتيره و المعتمد منها عند اهل هذا الفن اثنى عشر طريقه و يجمعها ثلاث مقامات ، الصغير و المتوسط و الكبير ، و الصغير في التعريف المتداول هو ان عدد سطوره اقل من عدد حروف جملته ، و المتوسط هو ما يكون عدد سطوره مثل عدد حروف جملته ، اما الكبير هو ما يكون عدد سطوره اكبر من عدد حروف جملته المكسره ، و هذا التعريف جائز و عليه الاعتماد ، لكن الحكم لا يرجع الى عدد الجمله بل على المقام الذي اردنا العمل به فالحكم للمقام و ليس للجمله ، مثلا اردنا العمل بالمقام الصغير و معروف ان سطوره اقل من حروفه ، و عندنا في جملتنا
حروف سته ، فان كسرناها تكسيرا مستقيما نجد ان التكسير في مقام المتوسط لان عدد السطور المحصل عليها تكون مثل عدد حروف الجمله ، مثال للتوضيح ، الجمله هي ( ا ب ج د ه و ) تكسيرها هو كالتالي ،

ا ، ب ، ج ، د ، ه ، و ،
و ، ا ، ه ، ب ، د ، ج ،
ج ، و ، د ، ا ، ب ، ه ،
ه ، ج ، ب ، و ، ا ، د ،
د ، ه ، ا ، ج ، و ، ب ،
ب ، د ، و ، ه ، ج ، ا ،
و هذا ما لم يفصح عنه احد ، إذ و جب علينا تعديل جملتنا لتكون مناسبة لاي مقام نريده ، و التكسير الصغير لا يقبل من الجمل الا ما كان عدد حروفها زوجا و منتهاه الى الواحد بعد نصفين او اكثر مثل ، ( 8 و 16 ....) مثال
ا ، ب ، ج ، د ، ه ، و ، ز ، ح ،
ح ، ا ، ز ، ب ، و ، ج ، ه ، د ،
د ، ح ، ه ، ا ، ج ، ز ، و ، ب ،
ب ، د ، و ، ح ، ز ، ه ، ج ، ا ،
و هذا دليل على ان كل مقام محصور في ما يكون له من حروف لجمله نريد العمل بها في ذلك المقام ، و قلت ان الحكم يعود للمقام و ما يحكم على المقام هو العمل المراد فعله ، فالعمل هو الذي يكون له الحكم فكل مقام مخصوص باعمال ، فالعمل هو الذي يحدد لنا المقام الذي سنعمل عليه و عدد حروف الجمله حتى و ان كانت ناقصه او زائده على ما يطلبه المقام ، نعدلها اما بحصرها ان كانت زائده و اما بسطها ان كانت ناقصه و لا بد من مراعاة هذه القواعد لضبط الجمله و جعلها متناسبة مع المقام ،
اولها النظر في حروف الجمله ، هل فيها حروف مؤنثة ام لا فإن كانت فهي التي يسقط عليها حكم التعديل مع مراعاة الحروف النورانيه منها و الظلمانيه إن وجدت فالحكم على الظلمانيه و كذلك العلوي منها او السفلي ان وجد فالحكم على السفلي في التعديل فان لم يكن في الجمله حروف ظلمانيه فالمؤنثه من النورانيه و ان لم تكن فالذكور النورانيه السفليه فان لم تكن فالعلويه و هي اخر ما يسقط عليه الحكم لضبط الجمله ، و يكون ذلك بجمع حرفين وقسمتهما و اخذ نصفهما و اقامته حرفا اما ان كان النصف مركب من عددين احاد و عشرات
فنرقي آحاده الى العشرات و نجمعهما فيكون منهما حرفا ، و اما ان كان الخارج من القسمه غير صحيح فنأخذ فضل الاكبر على الاصغر

و ان أخذنا الإنات و عدلناها و خرجنا منها بحروف التعديل و لا زالت الجمله كبيره على المقام نعدل مره اخرى بنفس القاعده من حروف التعديل الاول حتى تستقر عندنا الجمله في المقام المطلوب و المراد العمل فيه ،

و اما ان كانت الجمله ناقصه فنراعي في ذلك ما تقدم من القاعده الا ان فيها اختلاف بسيط ، فعند جمع حرفين و اخذ نصفهما نثبت الحرفين مع نصفهما و موقعه في الجمله بين الحرفين المستخرج منهما ،
و هذه القواعد ثابته في المقامين الصغير و المتوسط في التكسير المستقيم ، اما الكبير فالكلام فيه يطول و لا بأس ان تأخذوا و لو فكرة عنه

فهو فعلا تكون سطوره اكبر من حروفه و بمعنى اصح و اوضح إن لم ندخل له بمغلاقه فلن ينحصر ، و السر في ذلك هو انه لا يكون حرفيا الا في السطرين الاولين منه ، و ينقلب الى اعداد مستخرجه من السطرين ، اولهما بالطرد و الثاني بالعكس ، مثال ذلك ،

ا ، ب ، ج ، د ، ه ، و ، ز ، ح ، ط ، ي ،
ي ، ط ، ح ، ز ، و ، ه ، د ، ج ، ب ، ا ،

ومن السطرين نستخرج الاعداد كل عدد لحرفين متقابلين ، إلا ان الاعداد تختلف بين الطرد و العكس و ذلك لان المراتب تدخل هنا مع اقامه الفروض المذكوره في كتاب الله عز و جل ، (النصف و الربع و الثمن و الثلثان و السدس ) و بعد استخراج الاعداد الاوليه تدخل قاعده الجمع و الطرح و الاستنطاق على ( ايطب ) و كل سطر من هذا المقام يكون اكبر من سابقه بحرف دائما الى سطر مغلاقه فيكون كالذي قبله ، و سر هذا المقام في هذه الايه الكريمه ( كل في فلك ) فطردها مثل عكسها ، و كذلك تركيب حروفها ، نورانيه و ظلمانيه ذكور و اناث ، فسبحان الله الخالق بديع السماوات و الارض .

و هذا المقام هو مقام استخراج الاسرار المكنونه ، و في هذا السرد كفايه ، اسأل الله عز و جل ان ينير بصيرتكم و يوفقكم لفهم هذه الاسرار .

اللهم اهدنا سبيل الرشاد و ثبت قلوبنا على الايمان و قنا شر الضلاله و البهتان
اللهم صل على سيدنا محمد و على آله و صحبه اجمعين و سلم تسليما كثيرا

منقووول