قصة الطوفان العظيم




الحمد لله رب العالمين والصلاة على خاتم النبيين والسلام على الأنبياء جميعهم والمرسلين المُكرمين وبعد: جاءت قصة سفينة نوح والطوفان العظيم في التوراة و في القران وهو المصدق لما قبله فقد صدقت الآيات القرآنية ما جاء في التوراة على أنها سفينة صنعها نوح بوحي الله وأمره فيها بأن يحمل في السفينة من كل نوع من أنواع الحيوانات ذكراً وأنثى، ويحمل فيها أهل بيته إلا من سبق عليهم القول ممن لم يؤمن بالله كابنه وامرأته، ويحمل فيها من آمن معه من قومه، ليهلك جميع من تبقى من المفسدين من قومه الذين كذبوا رسالته بطوفان عظيم. ونختصر القصة هنا بالنصوص القرآنية :

أرسل الله نوحا لهداية بني قومه وإنذارهم غضب الله : "إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنذِرْ قَوْمَكَ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [نوح : 1] فعصاه بني قومه فغضب نوح وأبلغ ربه " قَالَ نُوحٌ رَّبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي " [نوح : 21] ثم دعا نوح ربه أن يفنيهم "وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً [نوح:26] فاستجاب له سبحانه "وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ [الصافات:75]" فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا"[المؤمنون:27] فَإِذَا جَاء أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ -



رسم كروكي تصوري لهيكل السفينة

ولا يقتضي الأمر أن يحمل زوجين من جميع الأجناس الموجودة على الأرض خاصة إذا ثبت أن الطوفان لم يعم الأرض بأكملها وأن السفينة لا تتسع لحمل هذه الأجناس كلها وأن نوحا لم يكن مكلفا بأن يجوب العالم كله بحثا عن الأجناس) -وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ [المؤمنون:27]وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ [هود:38] فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنتَ وَمَن مَّعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ [المؤمنون : 28] "...: وَأَرْسَلْنَا السَّمَاء عَلَيْهِم مِّدْرَاراً وَجَعَلْنَا الأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ ...[الأنعام : 6] وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ ...َ [هود:42] فَأَنجَيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ [الشعراء:119]وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ [هود:44]وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آَيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ



رسم في لوحة تمثل الفيضان واستعدادات الناس
للصعود على السفينة والنجاة من الطوفان.

وصف السفينة في القرآن

جاء وصف سفينة نوح في القرآن على أنها فلك كما جاء وصف آخر لها بأنها فلك مشحون للتعبير عن حمولتها الكبيرة، والفلك هو الشكل الوعائي، وهو شكل يعبر غالبا عن نوع خاص من السفن مثل شكل قوارب النجاة الذي لا يزال يسمى حتى الآن في بعض المناطق بـالفلوكة، والفلك في معاجم اللغة هو الشكل المستدير المرتفع عن الأرض، فبالرغم من كونها سفينة لم يذكرها القرآن بلفظ سفينة إلا مرة واحدة في سورة العنكبوت وكان التعبير الغالب والمفضل لها هو الفلك.



كتالات ورسوم على جدار السفينة


صنع نوح وقومه سفينتهم برعاية مباشرة من الله ﴿وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ﴾ وكان من كفر بدعوته يستهزئ به ﴿وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ﴾ وكان بناءها من ألواح الخشب والدسر "﴿وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ"
جاء وصفها كذلك بأنها جارية تعبيرا على جريانها فوق المياه، والجارية هي مفرد جواري كما جاء في سورة الرَّحْمَن ﴿وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآَتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ﴾
أنها ذات ألواح ودسر : والألواح يقصد بها ألواح خشبية حيث أن نوح قام ببناء السفينة من ألواح الأشجار ويقال أيضا أن نوح كان نجارا، أما الدُّسُرُ فهي مسامير السفن وشُرُطُها التي تُشَدُّ بها . ولكن البحارة العرب في القرون الوسطى استبدلوا الدسر المعدنية بحبال تربط أجزاء السفينة حتى يتسنى لراكبيها إصلاحها بكل سهولة لكون المسامير المعدنية تصدأ بسهولة ويصعب جدا إصلاحها خاصة إذا كانت السفينة مبحرة ولذلك أصبحت الحبال التي وضعت بدل الدسر المعدنية تسمى كذلك دسرا، حتى ذهب بعض المفسرين إلى القول بأن دسر السفينة هي حبالها.
أنها ذات مسالك أو مساكن أو غرف حسب ما ورد في سورة المؤمنين ﴿فَاسْلُكْ فِيهَا مِن كُل زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْۦۚ﴾
بقاء السفينة لتكون آية للناس "وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آَيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِر"



رسم توضيحي لحمولة السفينة


جاء في سورة العنكبوت {فَأَنجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ } (سورة العنكبوت 15) وقوله تعالى {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَان أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ} (سورة الشعراء{121)
وصدق الله الذي أبقى الله سفينة نوح على جبل الجودي الذي حدده في القران حتى أدركها أوائل هذه الأمة وكم من سفينة كانت بعدها فصارت رمادا.ولان القرآن " محفوظ" إلى ما شاء الله فان هذه الآيات الدالة على بقاء السفينة ستبقى تتحدى البشرية إلى يوم البعث ولذا فان هذه السفينة ستبقى ما بقي القرآن بإذن الله .

الدلائل العلمية على الطوفان ومكانه وزمانه :-



تشير الأبحاث الجيولوجية واستنادا إلى دراسة المتحجرات وطبقات علم الأرض إن هناك دلائل على حدوث فيضان في منطقة الشرق الأوسط في العصور القديمة ولكن الأبحاث لم تؤكد المعتقد الديني السائد إن الطوفان المذكور قد شمل جميع أصقاع الأرض وتشير دراسات من جامعة كولومبيا في الولايات المتحدة الأمريكية أنه قبل ما يقارب 7000 عاما حدث امتداد لمياه البحر المتوسط وحدث طوفان باتجاه تركيا وكانت قوة الطوفان معادلة لما يقارب 200 مرة قوة شلالات نياغارا و تشير دراسة المتحجرات إلى حدوث سلسلة من الفيضانات بين عامي 4000 إلى 2000 قبل الميلاد في ما كانت تسمى سابقا بلاد ما بين النهرين والتي كانت تشمل الأرض الواقعة بين نهري دجلة والفرات بما فيها أراضي تقع في سوريا وتركيا والعراق وأنه من المحتمل جدا أن يكون قصة الطوفان قد نشأت من إحدى هذه الفيضانات وتركت أثار واضحة في كتابات وأساطير ومعتقدات هذه المنطقة في الشرق الأوسط ...

موقع سفينة نوح التي حددها القرآن الكريم كان محط بحث و تشكيك من علماء الغرب ومحط إهمال من علماء المسلمين , أما على صعيد الغرب ففي عام 2003 وبينما القوات الأمريكية تتأهب للهجوم على العراق وقبل هذا بقليل كانت الأقمار الصناعية الأمريكية تجول وتصول في أجواء البلاد العربية وترسل المعلومات المعلنة من الأمم المتحدة في تحديد المفاعلات العراقية كما يزعمون, إلا إن الخبر المفاجئ حين أذاعت إحدى القنوات الفضائية خبر غريب و هو أنهم عثروا على سفينة نوح في العراق,فقاموا بإرسال علماء أثار ودسوهم من ضمن فرق التفتيش إلى العراق للتأكد من هذا الأثر الذي عثر علية في العراق.إلا أنه تبين فيما بعد أن المعثور عليه ما هو إلا جبل صخري ؟

والسؤال المنطقي :- ما الذي دفع هؤلاء للبحث عن السفينة وهم في الأساس يدعون أنها التي في جبال ارارات بين تركيا وأرمينيا أو جبل الجودي كما ذكر القرآن.لقد شاءوا بكل بساطة أن يُكذبوا القرآن فخزاهم الله . والمعروف أن قصة نوح عليه السلام قصة دينية بدرجة أولى ولكن لها اثأر بدليل قول الله تعالى"أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا [محمد : 10]
المعجز قرآنيا أن الكشف عن موقع السفينة تم تحديد موقعة من القرآن الكريم أولا ,في قوله تعالى:"لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ{12} في هذه الآية بيان لإرادة الله تعالى ببقاء هذه السفينة إلى ما تكون شاء الله لها أن تكون لأنها ستكون تذكرة للتابعين من القرون والأمم,أي أن السفينة ستبقى للعبرة لقرون طويلة.وتحدد الآية التالية موقع السفينة "... وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ ...َ [هود : 44]

حول موقع سفينة نوح :-

تحديد مكان رسوها وقد حدد القرآن مكان رسوها على الجودي:{وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجودي وقيل بعدا للقوم الظالمين} (سورة هود 44) والجودي حسب ما ذكره أغلب المفسرين هو جبل يقع في ناحية الموصل (أي في اتجاه الموصل)، محافظة عراقية تقع في الحدود مع العراق وتركيا في الشمال الغربي للعراق والجنوب الشرقي لتركيا.وقيل هو جبل بآمد، وآمد هي أكبر وأشهر مدينة في جنوب شرق تركيا وقد أطلق عليها العرب لاحقا اسم ديار بكر.

وصف الطوفان في القرآن:-

أوحى الله تعالى نبيه نوح أن يستعد لاستجابة دعاءه لله فكانت الاستجابة على مراحل :-

الوحي :- وكان الوحي الرباني لنبيه" فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا"

الاستعداد: وعلى الفور يبدأ نوح ومن معه بجمع ما يلزم من الأخشاب ولان الحاجة لصناعة السفينة الضخمة كانت تتطلب كميات كبيرة من الأخشاب التي كان نوح يزرعها بنفسه وينتظر نموها مقدرا بوحي الله أحجامها وأطوالها وقيل ان هذا الأمر تطلب عشرات السنوات.

الصناعة - نجارة السفينة: بدأ نوح ومن معه بصناعة السفينة"وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ" وقد كان الله تعالى يوحي إليه بكل ما يجهله في هذه الصناعة التي لم يكن قد مارسها من قبل كونه يعيش في صحراء لا تعرف للسفن حاجة او صناعة.

مراقبة الكفار لنوح واستهزاءهم به وبما يصنع :

- " وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ"وسط استهزاء وسخرية بعض القوم كان رد نوخ عليه السلام بالنذير دوما فقال "فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ"
فوران التنور: حتى جاء وعد الله تعالى " حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ " أمر الله نبيه بان يجمع إلى سفينته من كل زوجين - ذكر وأنثى - من أنواع الحيوان والطير الذي يخاف فناءه في الطوفان" قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ " كذلك أمره أن يحمل أهله - باستثناء زوجته الخائنة لعقيدته وولده الكافر فيصعدهم إلى السفينة " وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ" إضافة إلى تلك القلة من الناس الذين آمنوا معه "وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ"

ساعة الصفر : ولعظمة التوكل على الله والاستعانة به فقد ركب نوح ومن معه من أناس ودابة وطير هاتفا بسم الله "وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ"وكان أحد ابناء نوح لازال يرفض ركوب السفينة تكذيبا منه لأبيه فناداه نوح عليه السلام للركوب"وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ"فأبى هذا الابن العاق لولده الكافر بربه الركوب" قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء"
وبحسرة قلب الاب المكلوم بولده قال له " ... لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ " وبينما كان عليه السلام في حواره هذا مع ولده "...َحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ"ورغم عقوق الولد وعصيانه لم يعترض نوح على إرادة الله بإغراقه ولكنه نادى ربه مستفهما تفسير قوله تعالى "وَأَهْلَكَ" ...فَقَالَ ".... رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي " وهنا أشار عليه السلام الى وعد الله ظانا ان الله خيبه بما وعده فقال" وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ" فأجابه ربه تعالى مبينا له وعلما فقال "... يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ؟!" فوجئ نوح بالجواب عن جهل منه فعلمه الله تعالى معنى "الاهل " حيث جاء تعريف الله تعالى لمعنى الأهل على انه ليس صلة القربى بالدم التي يظنها نوح بل هي صلة القربى في الله ودينه الحق فقال "إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ" أدرك عليه السلام جهله بمعنى الاهل فاستغفر لخطأءه"قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِين"
وانتهى الحوار بين الله تعالى ونبيه الى هنا وكانت السماء قد هطلت بغزارة لم تشهد لها الأرض مثيلا ولازالت الينابيع العظيمة تتفجر في كل مكان حتى عمت المياه الأرض التي فيها مغرق الكفرة الفجرة واعتلت المياه حتى بلغت قمم الجبال والسفينة تجري على سطح هذا البحر العظيم "وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ"
وتوجهت بأمر ربها دون تجديف او توجيه الى جهه جبل الجودي" وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء" واستقرت السفينة بمن عليها فوقه " وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ " وهنا أمر الله تعالى نبيه بالنزول "قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِّنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ "
و انتهى الكافرون استجابة من الله تعالى لمناداة نبيه "وَقِيلَ بُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ"
وكما بدأ ركوب السفينة ومجراها " بسم الله" فقد انتهت مهمتها بحمد الله "فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنتَ وَمَن مَّعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ "


بعض الحقائق والملاحظات :

بقاء السفينة وموقعها قال الله تعالى : {وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آَيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (15القمر قرر القراّن الكريم بقاء السفينة وخلودها كأثر دال على الحدث واّية للعالمين وقد وجدت بالفعل بعثة علمية أمريكية برئاسة " رون وايات " طابع السفينة كاملًا فوق جبل الجودي في جنوب تركيا ( واستوت على الجودي ) [ هود :44]




خط ابحار سفينة نوح من مكة الى جبل الجودي


حجم السفينة : المصطلح المفضل في القرآن الكريم لسفينة نوح هو " الفُلك " إذ ذكر ثمان مرات ولفظ الفُلك اصطلح للسفينة الكبيرة وهو ما تحقق في الكشف سالف الذكر إذ تبين أن طوله 550 قدمًا أي أكبر من أية سفينة خشبية عرفها الناس وهي السفينة الأمريكية " وايومنج " التي وصل طولها إلى 330 قدمًا فقط وهي من سفن القرن التاسع عشر .
شكل السفينة : لم تعرف البشرية مثل سفينة نوح فقيل في طولها انها بلغت ثمانين ذراعا وقيل ألفا وقيل الفي ذراع وقيل غير ذلك، وكان خشبها من شجر الساج أو الصنوبر, وكان نوح يزرع الشجر وينتظر نموه مئة سنة وينشره مئة أخرى أو أربعين سنة، وقد أمر أن يطلى باطنها وظاهرها بالقار، وجعل منها ثلاثة طوابق، جعل الأرض منها للحيوانات والوحوش، وثانيها لبني الإنسان وأعلاها للطيور، واكن لها سقف مطبق عليها. وقد أخطأ كتبة التوراة الحالية في وصفها لشكل سفينة نوح إذ نجد فيها الطول ستة أضعاف العرض فهي إذًا مستطيلة جدًّا واسموها "تابوت نوح" والتابوت هو الصندوق أي مستطيل كذلك ولو واجهت هذه السفينة أمواجًا عاتية لانفلقت لأن المقدمة مستوية وقد صحح القران هذا الخطأ فعبر عن هذه السفينة ثمان مرات باسم "الفلك" وفي مرة واحدة ذكر لفظ" السفينة { فَأَ نْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آَيَةً لِلْعَالَمِينَ} [ العنكبوت : 15 ] وذلك لإظهار جزئية شكل ذلك البناء وهو أنه شكل السفن الحالية التي لها مقدمة شبه مدببة تقشر وجه الماء فالسَفْن هو القشر في المعاجم ولم ترد كلمة سفينة في القرآن مرة أخرى إلا في قصة موسى والخضر في سورة الكهف ثلاث مرات { أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ )



4. أبعاد السفينة : لا نستبعد بعد ذلك أن تكون هناك أبعاد وتفاصيل بناء بسيطة لكنها معجزة في السفينة فقد قال الله تعالى : { وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا } [ هود : 37 ] أي إن نوح نفّذ فقط الأوامر الإلهية لصناعة السفينة و لم يكن الصانع الحقيقي لها ولقد كان عجيباً إن نجد في أدبيات بعض الشعوب القديمة ( مثل أدبيات شعب الأزتك من الهنود الحمر ) أن السفينة صُنعت بوحي من الله ولعل هذا هو تحقيق قوله تعالى : " بأعيننا و وحينا " وقد وجدوا أبعاد بقايا السفينة في الجودي في تركيا تستخدم الثوابت الرياضية المعجزة مثل الباي والفاي :
-مواد صناعتها (استخدام الباي والفاي في صنع السفينة ) وهي الثوابت الرياضية التي بها توزّع حبيبات الزهور ودرجات ميل قرون الأيائل وأمواج البحار وقد قيل : أن سبب إبداع رسّام القرون الوسطى الشهير " دافنشي " هو استخدامه لهذه الحسابات العلمية فأنّى لنوح بهذه العلوم في ذلك الوقت ؟ إنها أعين الله ووحيه الاعجاز الرباني للجن والانس.

استواء السفينة : قال القران في دقة اللفظ أن السفينة استوت ولم يقل استقرت والاستواء لا ميل فيه , وارض الجبل مستوية كما اثبتت الصور وكانت حالة الاستواء التي ذكرها القران تدل على هدوء الرسو,
"مراسي السفينة : ذكر الباحث الأمريكي " ديفيد فاسولد " DAV 56e ID FASOLD " أن بعض القرى المجاورة لموقع الجودي بها عدد كبير من الصخور المستطيلة المنحوتة نحتًا بشريًّا وبكل منها فتحة علوية لإدخال الحبال وهي مماثلة – كما يرى – للمراسي المستخدمة في السفن القديمة مثل المرسى الفرعوني الذي وجد على الساحل اللبناني والمحفوظ في المتحف الوطني في بيروت كما أنها منتشرة في سواحل البحر الأبيض المتوسط لسفن ما قبل 1200 عام قبل الميلاد مع الفارق أن مراسي سفينة نوح أضعاف وزنها وهذه القرى تقع على ارتفاع 6000 مترًا من سطح البحر وعلى بعد أميال عديدة منه فما الذي جاء بها إلى هذا المكان ؟ رأى هذا الباحث الأمريكي أن هذه المراسي تعود إلى سفينة نوح التي يقع طابعها وبقاياها قريبًا من تلك القرى التي بها المراسي كما رأى أن هذا هو تحقيق ما ذكره القرآن الكريم في قوله تعالى : { بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا } [ هود : 41 ]
و تشير الأبحاث الجيولوجية واستنادا إلى دراسة المتحجرات وطبقات علم الأرض إن هناك دلائل على حدوث فيضان في منطقة الشرق الأوسط في العصور القديمة ولكن الأبحاث لم تؤكد المعتقد الديني السائد إن الطوفان المذكور قد شمل جميع أصقاع الأرض وتشير دراسات امريكية ان طوفان حدث باتجاه تركيا وكانت قوة الطوفان معادلة لما يقارب 200 مرة قوة شلالات نياجارا
تشير دراسة المتحجرات إلى حدوث سلسلة من الفيضانات بين عامي 4000 إلى 2000 قبل الميلاد في ما كانت تسمى سابقا بلاد ما بين النهرين والتي كانت تشمل الأرض الواقعة بين نهري دجلة والفرات بما فيها أراضي تقع الآن في سوريا وتركيا والعراق وأنه من المحتمل جدا أن يكون قصة الطوفان قد نشأت من إحدى هذه الفيضانات وتركت أثار واضحة في كتابات وأساطير ومعتقدات هذه المنطقة في الشرق الأوسط



جبل أرارات في تركيا، من الأماكن التي يتوقع
الباحثون أن سفينة نوح رست عليه

8. ألواح السفينة : قال تعالى عن سفينة نوح : { وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ } [ القمر : 13 ] وهو هنا يتفق من أن المادة الأساسية لصنع السفينة هي الأشجار لكن القرآن الكريم تفرد بذكر هيئة أخشاب هذه الأشجار وهي الألواح إذ من الممكن أن تكون السفينة قد صنعت من تجميع جذوع الأشجار كما هو حادث في بعض السفن الخشبية القديمة.لكن القرآن الكريم حدد هنا وقال : { أَلْوَاحٍ } أي ألواح خشبية وبالطبع لم تبق هذه الألواح الخشبية على حالها عبر آلاف السنين " تصخرت " أي بقى شكل نسيج الخشب مع إحلال جزيئات الرمال ( silica ) بأنسجة الخشب فيما يعرف جيولوجيًّا بـ selicificatoin، فيتحول اللوح الخشبي إلى لوح خشبي متحجِّر selicified، وهو ما وجد فعلًا في الموقع والطبيعة لا نجد فيها لوحًا خشبيًّا متحجرًا بل لا بد أن يكون هذا اللوح من صنع الإنسان قبل أن يتصخَّر
9. دُسُر السفينة : من أهم ما اكتشف في موقع السفينة بالجودي " المسامير " المعدنية rivets، وقد وجدت كبيرة الحجم وعلى هيئة المسمار " البرشام " وبالطبع طرأ عليها تغيرات مع الزمن مع تداخل مادة " السيليكا " من محيط السفينة الرملي :-وجدت ذلك بعثة الباحث الأمريكي " رون وايات " RON WYATT في أواخر سبعينات القرن العشرين حين استخدم لأول مرة " كاشف معادن " ****l detector أشبه بكاشف الألغام في الموقع ووجدوا دليلًا على ترسبات معدنية داخل الجدران ثم عاود الكرَّة عام 1984م وأخذ عينة من تلك الترسبات وحللها في معامل مختصة فتبين أنها خليط معدني من صنع الإنسان ألا يذكرنا ذلك بقوله تعالى : { وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ} ؟ والدسار هو المسمار .
موعد الابحار وعلاماته :
أوحي ربنا تعالى لنوح بأن علامة بدإ الطوفان هو مجئ أمر الله بفوران التنور، وقيل انه حدوث بركان في المنطقة، وفي تفسير آخر فوران تنور نوح وهو التنور الذي ورثه من حواء، أو فوران الماء على سطح الأرض، وقيل طلوع نور الفجر وقيل غير ذلك...
ولما تحققت العلامة أمر نوح بأن يحمل في متن السفينة من كل دواب الأرض زوجين وأهله ومن آمن معه وكان عددهم قليلا. لم تكن زوجة نوح مؤمنة به فلم تصعد، وكان أحد أبنائه يخفي عصيانه ويبدي الإيمان أمام نوح، فلم يصعد هو الآخر وكذلك كانت أغلبية لم يؤمنوا به فلم يركبوا معه. وصعد المؤمنون. قال ابن عباس: "آمن من قوم نوح ثمانون إنسانا".
فبدأ بتحميل حوالي ثمانين رجلا معهم نساؤهم في السفينة، وانفجرت الأرض عيونا وهطلت السماء وارتفع الماء حاملا السفينة وهي تجري بهم في موج كالجبال مئة وخمسين يوما وهلك الباقون ولم يبق الله على الأرض من الكافرين ديارا تحقيقا لدعوته ، فلما رست السفينة أرسل نوح الحمامة فمرغت رجليها في الطين وحملت إليه غصن زيتون، فلما رأى ذلك علم أن الماء قد انحسر،
سفينة نوح أو فُلك نوح حسب الديانة اليهودية والمسيحية :-
قصة الطوفان كما ترويها التوراة - وردت هذه القصة في الإصحاحات من السادس إلى التاسع من سفر التكوين وتجري أحداثها على النحو التالي :



زوجين من جميع الحيوانات تصعد على سفينة نوح،
رسمت على يد إدوارد هيكس في 1846.


رَأَى اللهُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ قَدْ فَسَدَتْ، إِذْ كَانَ كُلُّ بَشَرٍ قَدْ أَفْسَدَ طَرِيقَهُ عَلَى الأَرْضِ. فَقَالَ اللهُ لِنُوحٍ: «نِهَايَةُ كُلِّ بَشَرٍ قَدْ أَتَتْ أَمَامِي، لأَنَّ الأَرْضَ امْتَلأَتْ ظُلْمًا مِنْهُمْ. فَهَا أَنَا مُهْلِكُهُمْ مَعَ الأَرْضِ. اِصْنَعْ لِنَفْسِكَ فُلْكًا مِنْ خَشَبِ جُفْرٍ. تَجْعَلُ الْفُلْكَ مَسَاكِنَ، وَتَطْلِيهِ مِنْ دَاخِل وَمِنْ خَارِجٍ بِالْقَارِ. وَهكَذَا تَصْنَعُهُ: ثَلاَثَ مِئَةِ ذِرَاعٍ يَكُونُ طُولُ الْفُلْكِ، وَخَمْسِينَ ذِرَاعًا عَرْضُهُ، وَثَلاَثِينَ ذِرَاعًا ارْتِفَاعُهُ. وَتَصْنَعُ كَوًّا لِلْفُلْكِ، وَتُكَمِّلُهُ إِلَى حَدِّ ذِرَاعٍ مِنْ فَوْقُ. وَتَضَعُ بَابَ الْفُلْكِ فِي جَانِبِهِ. مَسَاكِنَ سُفْلِيَّةً وَمُتَوَسِّطَةً وَعُلْوِيَّةً تَجْعَلُهُ. فَهَا أَنَا آتٍ بِطُوفَانِ الْمَاءِ عَلَى الأَرْضِ لأُهْلِكَ كُلَّ جَسَدٍ فِيهِ رُوحُ حَيَاةٍ مِنْ تَحْتِ السَّمَاءِ. كُلُّ مَا فِي الأَرْضِ يَمُوتُ. وَلكِنْ أُقِيمُ عَهْدِي مَعَكَ، فَتَدْخُلُ الْفُلْكَ أَنْتَ وَبَنُوكَ وَمِنْ كُلِّ حَيٍّ مِنْ كُلِّ ذِي جَسَدٍ، اثْنَيْنِ مِنْ كُلّ تُدْخِلُ إِلَى الْفُلْكِ لاسْتِبْقَائِهَا مَعَكَ. تَكُونُ ذَكَرًا وَأُنْثَى. مِنَ الطُّيُورِ كَأَجْنَاسِهَا، وَمِنَ الْبَهَائِمِ كَأَجْنَاسِهَا، وَمِنْ كُلِّ دَبَّابَاتِ الأَرْضِ كَأَجْنَاسِهَا. اثْنَيْنِ مِنْ كُلّ تُدْخِلُ إِلَيْكَ لاسْتِبْقَائِهَا. وَأَنْتَ، فَخُذْ لِنَفْسِكَ مِنْ كُلِّ طَعَامٍ يُؤْكَلُ وَاجْمَعْهُ عِنْدَكَ، فَيَكُونَ لَكَ وَلَهَا طَعَامًا». فَفَعَلَ نُوحٌ حَسَبَ كُلِّ مَا أَمَرَهُ بِهِ اللهُ. هكَذَا فَعَلَ. سفر التكوين 6: 1-22
وفي الإصحاح التالي يكرر الله أوامره كما يأمر نوح أن يدخل الفلك ومن معه ذلك لأن الرب قرر أن يغرق الأرض ومن عليها بعد سبعة أيام ذلك عن طريق مطر يسقط على الأرض أربعين يوماً وأربعين ليلة، ويصدع نوح بأمر ربه فيأوي إلى السفينة ومن معه وأهله، ثم انفجرت كل ينابيع الغمر العظيم وانفتحت طاقات السماء، واستمر الطوفان أربعين يوماً على الأرض. وتكاثرت المياه وارتفع الفلك عن الأرض وتغطت المياه، ومات كل جد كان يدب على الأرض، من الناس، والطيور والبهائم والوحوش وبقي نوح والذين معه في الفلك حتى استقر على جبل ارارات.
ويتكرر في العهد الجديد الفكرة القديمة بأن بناء السفينة استغرق 120 عاما كان نوح أثناءها يحاول إقناع الناس باتباع ما أمر به الله.
في القرون الوسطى بدأ المسيحيون في كتاباتهم بالاقتناع بالتوزيع العرقي للأجناس البشرية الذي ورد ذكره في سفر التكوين وأضافوا إليه توزيعا طبقيا جديدا فكان الاعتقاد السائد أن رجال الدين والقديسيين ينحدرون من سلالة سام والفرسان ينحدرون من سلالة يافث والفقراء ينحدرون من سلالة حام.
وحسب التوراة فإن الخالق قرر أن يمسح بني البشر من الوجود باستثناء الصالحين بسبب كثرة المعاصي والذنوب التي كانت ترتكب فنزلت الأمطار لمدة 40 يوما وليلة وغطت المياه الأرض لمدة 150 يوما واستقرت السفينة على الجودي.
كان التيار المقتنع بحرفية ما ورد في الكتب السماوية عن سفينة نوح مولعا من القدم بالبحث عن السفينة وهذا الولع كان واضحا لدى بعض البروتستانت المسيحيين منذ أواخر القرن التاسع عشر الذين كانوا أكثر شغفا في إثبات حرفية القصة المذكورة في التوراة. فزعم بعضهم العثور عليها في تركيا (جبل أرارات (بالتركية:Ağrı Dağı، بالأرمنية:Արարատ) هو أعلى قمة جبلية (5165 م)


أرض مستوية في نخجوان (وتعني مستقر نوح بالتركية)

يعتقد سكان هذه المنطقة أنه دفن بالقرب منها.

بتركيا) أو أرمينيا. كما ادعى باحثون إسلاميون تحديد موقعها في اليمن أو العراق (جبل الجودي ناحية الموصل) . في القرن الواحد والعشرين استمر الولع القديم بموقع سفينة نوح وخاصة بعد انتشار صور تم التقاطها عبر الأقمار الأصطناعية لنتوء في قمة جبل آرارات حيث بدأ الولع القديم يأخذ منعطفا جديدا بعد تعهد رجل اعمال ثري اسمه دانيال مك كيفرن Daniel McGivern عن منحة مقدارها 900,000 دولار لأي فريق علمي على استعداد للبحث عن السفينة،
وفي الثمانينيات قام رائد الفضاء السابق James Irwin جيمس أيرون بحملة جديدة لكنه لم يعثر على شيء.وفي 17 يونيو 2004 زعمت إحدى البعثات إنهم اكتشفوا السفينة وقدمت المجموعة صورا ومخططات عن بعثتهم إلا أن نتائج هذه البعثة لا تزال مرفوضة من قبل المجتمع العلمي.

عطية مرجان ابوزر