دراسة شاملة عن
ظاهرة عبادة الشيطان
في المجتمع المعاصر




11- البوذية

تأسيس البوذية:

سميت "البوذية" نسبة إلى بوذا الذي أسسها وكان اسمه "سيدهارتا" Siddhattha الذي ولد عام 563 ق.م.، ومات 384 ق.م.... واعتقد بوذا أن مصدر الشر والشقاء والألم هو الشهوات لذلك نادى بأن طريق الخلاص هو البعد عن الشهوات والسلوك في حياة الزهد والتقشف، كما أنكر بوذا وجود الله وتصور أنه لا يوجد إلا روح عالم يتغلغل في كل شئ... ظل بوذا يلقى تعاليمه شفاهة، وأنتشرت البوذية دون أن يكون لها كتابا مكتوبا حتى القرن الأول الميلادي.

أنقسام البوذية:

أنقسمت البوذية منذ القرن الأول الميلادى إلى سكان الشمال وسكان الجنوب، وكل منهما أخذ بجمع عظات بوذا وكلماته وحكمته ويسجل كل منهما كتاباته عن البوذية، ومما يذكر ان بوذا قد ركز على المساوة بين الناس وإلغاء الطبقات في المجتمع. كما أنه نهى عن السرقة والكذب وشرب الخمر، وقتل أي كائن حى، وأشتهاء النساء ولاسيما نساء الأخرين. كما حض على التأمل والحكمة.

إنحراف البوذية:

انحرفت البوذية عن المبادئ التي وصفها بوذا، وأنحرف الرهبان البوذيون نحو ممارسة السحر والشعوذة وتحضير الأرواح والتنجيم والعرافة وتطوير القدرات الخارقة، ويقول أحد الرهبان البوذيين " أن تحضير الأرواح حقيقي هو علم رائع.. فمن الممكن من خلال تحضير الأرواح الاتصال بأحبائنا الذين رحلوا".
ويشترط في تلاميذ الراهب البوذى الطاعة العمياء، والاقتناع بإمكانية الاتصال بالأرواح عن طريق ألهتهم الهندوسية أو عن طريق الراهب البوذى سواء في حياته أو بعد مماته، قال "موكنانتدا" لتلاميذه أنهم سوف يلتقون بدون توقع مع كثير من الآلهة الهندوسية وارواح الموتى.... سلك الرهبان البوذيون في السحر حتى أن بعضهم مثل "راجنييش" و"موكتانينا" و"ساى بابا" و"دافرى جون" استطاعوا أن ينقلوا قوة السحر إلى تلاميذهم عن طريق اللمس أو النظر أو الفكر..

وقد ظهرت إحدى الأرواح الشريرة في شكل راهب بوذى، وكانت تشجع تلاميذه على الانتحار... كما أن بعض قادة البوذية تعرضوا للجنون خلال فترة من حياتهم مثل ما حدث مع "ماهيربابا وراماكريشنا وموكتاتندا ورود رانذا ودافرى جون".

إحدى الأشخاص ويدعى "تاك بروك" تخرج من جامعة فيرجينيا، وقرأ كثيرا عن العبادات الهندوسية ثم سافر إلى الهند 1969 م.، وتتلمذ على يد راهب الهند الأول "ساثيا ساى بابا" الذي كان يصنع المعجزات (طبعا بقوة الشيطان) فشعر براحة عظيمة حتى أنه قال "كانت هذه الفترة تبدو بالنسبة لى وكأننى أعيش في جنة عدن ولكن بدون حية"... وبعد مرور سنتين أكتشف أن كل هذه الأمور الشيطانية فأعترف قائلا:"لقد أدكت أن "ساى بابا" الذي أصبحت أراه الآن من خلال المعجزات التي يقوم بها إنما هو ضد المسيح... لذلك هربت من الهند وفي داخلى أدراك بأن هناك شر... شر أغواني وجذبنى لحافة الدمار، ولو لم أسلم حياتي إلى المسيح... لكنت الآن ميتا روحيا وكان مصيري الهلاك الأبدي".
لقد وضع 54 راهب بوذى تحت الفحص، وكانت النتيجة أن 90% (حتى المتزوجين) قد انحرفوا في علاقات جنسية مع واحدة أو أكثر من تلميذاتهم، والبعض فيهم شواذ جنسيا.... وفي تقرير اذاعته وكالة الاسوشيتدبرس في 2- 6- 1996 م. أعلنت فيه أن الراهب البوذى "برم باراما هنا" البالغ من العمر 38 عاما أدين بارتكاب ثمانية جرائم جنسية غير شرعية، وقد مارس الجنس مع فتاة عمرها ثماني سنوات لمدة سبعة عشر شهرا... وفي جريدة سان فرانسيسكوا نشر مقال عن الراهب البوذى "دافرى جون" الذي أغتصب إحدى تلميذاته وسجنها، فرفعت عليه قضية تعويض بمبلغ 45 مليون دولار...
وقالت عضوة أخرى أن المكرسات كن يؤمرن بأن تصور لهن أفلام إباحية داعرة. لقد حللوا الشر، حتى أنهم يقولون على لسان إلههم الهندوسى "أن الإنسان الذي يعرفنى كما أنا لا يفقد شيئا مهما عمل، حتى ولو قتل أمه أو أباه، حتى ولو سرق أو صلب النساء بغرض الزنا، فمهما عمل من شرور فأنه لا يخاف لأنه يعرفنى كما أنا"
وللأسف فأن الذين يؤمنون بالبوذية في العالم يصل عددهم إلى 470 مليون شخص.


12- الفيدية

تأسست العبادة الفيدية منذ زمن بعيد في الهند حيث يرجع تاريخها إلى نحو القرن الخامس عشر قبل الميلاد، وكلمة "الفيدا" تعنى المعرفة الكاملة الشاملة.
تعتقد الفيدية بتعدد الآلهة فهناك إله السماء والمناخ ويعتبر أكبر الآلهة في الفيدية يساعده إلهان آخران هما "رودرا Rudra، وأضى"، وإله الموت ويدعى "جاما"... ويعتقدون أن هذه الآلهة لها أشكال آدمية، كما يعتقدون بآلهة أخرى ليس لها شكل معين مثل الآلهة "براتيقى" التي تمثل الأرض أو الأم أو الآله "ديرس" الذي يمثل السماء أو الآب، والإله "فايو" Vayu الذي يمثل الريح والآله "آباس" Apas الذي يمثل المياه. وتشمل الأناشيد الفيدية التعبدية والسحرية أربعة مجموعات كبيرة وهى:

أ- راجافيدا..... التي تحتوى الأوراء.
ب- سافيدا... التي تحتوى الأناشيد.
ج- ياجافيدا... وتشمل الطقوس والضحايا والقرابين.
د- اثارفيدا... وتشمل التعاويذ السحرية.


13- البرهمية

نشأت البرهمية من الفيدية، اعتقدت أن جميع أعمال البشر بلا استثناء هي شر لأنها تشغل الإنسان عن التفكر في الجوهر المطلق "الآلهة"، لذلك ترى البرهمية أن الحل الوحيد هو الاعتزال النهائى عن المجتمع والأعمال البشرية. وتؤمن البرهمية بثلاث آلهة وهم الإله الخالق "براهمة"، واإله الحافظ "ميشنو" وإله الشر الذي يساعده "زمانا" أعظم أرواح الشر، وقد قسمت البرهمية المجتمع إلى أربع طبقات: الكهنة "برهمان" والجند "كشتريا"، والعمال والزارعون "فسيا" والعبيد "سودار".

وأهم كتب البرهمية:
1- البراهماس: وهو شرح مفصل للبرهمية الأولى.
2- الأرنيكاس: وهو الخاص بالنسك والاعتزال والكهنة.
3- الأوبانيشاد: وهو الخاص بالأفكار الفلسفية للديانة البرهمية.


14- الجينية Jainism

نشأت الجينية مثل البرهمية في الهند منذ نحو ستة وعشرون قرنا من الزمان.... منذ أسسها "مهافيرا" الذي ولد عام 599 ق.م. وقد نشأ في منزل ممتاز بين الرهبان البوذيين.
وعندما بلغ مهافيرا العقد الثالث من عمره نزع ملابسه ما عدا ما يستر عورته وحلق شعر رأسه ولحيته وسار حافيا، مارس الجوع والزهد والتقشف والتأمل النفسى.
بعد ذلك خلع ملابسه نازعا عنه كل خجل أو حياء متمثلا بآدم وحواء قبل السقوط، ويقول الجينى:
"أن الحياء الآن ضد الشيطان، لكن في الماضى السحيق كان العرى ضد الشيطان. لذلك فلا حياء أبدا، وعدم الشعور بالحياء أفضل لأن الشعور بالحياء يتضمن تصور الإثم عندئذ يتدخل الشيطان في حياة الإنسان ولا يمكن للشيطان التدخل إذا كانت حالة النفس نقية بالجوع والتقشف واعتزال النساء والصدق والاستقامة والتواضع".


15- السامكيهية

نشأت العبادة السامكيهية في القرن السادس عشر الميلادى حيث أنها انبثقت من العبادة البراهمية.. ويعتبر "كابيلا" مؤسس العبادة السامكيهية وقد نادى بأن لا يوجد إله ضابط كل الكون ولكنه يوجد عام أو غير محدود من الأرواح التي تحكم العالم، وتؤمن السامكيهية بوجود الأرواح الشريرة وترى أن الخلاص منها يتم بالتقشف والزهد وعمل الخير والتأمل.
كما تؤمن السامكيهية قبل سائر العبادات الهندوسية بتناسخ الأرواح، فأن كانت النفس خيرة تصير كأحد الملائكة تخالط المجامع الروحانية، أما ان كانت هذه النفس شريرة فأنها تصير حيواناً أو نباتًا إلى أن تفعل خيرا فتعود إلى نفس بشرية.



يتبع