العقل سر من أسرار الصنعة الإلهية


الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة




العنوان هو (العقل)، ولعلني في البدء فضيلة الدكتور! هو نعمة لا شك نتمايز بها في الوجود، لكني أريد أن أبدأ من حيث اعتدنا أن نبدأ، من حيث علاقة أو ورود هذا المصطلح في القرآن الكريم، ولعله تحديداً عن علاقة هذا المصطلح (العقل) مع القلب، وورودهما في بعض الآيات متجاورين في القرآن الكريم.

الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة:

بسم الله، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.

كم هو رائع وعظيم هذا الإنسان الذي خلقه الله واصطفاه وكرمه وميزه، وكما تفضلت: أن هذا العقل الذي هو نعمة تميز الإنسان عن بقية الحيوانات التي تعمل بمقتضى الغريزة، لكن هذا الجمال وهذا الروعة في خلق الإنسان تختفي أحياناً بسبب الغفلة، أو الاعتياد، وليس أكثر عجباً من أن هذا العقل الذي به ندرك الأشياء، وبه نحكم على الأشياء.. هذا العقل نفسه ربما لا يستطيع معرفة ذاته، ولا يزال البشر غير قادرين على التعرف عليه على وجه الدقة ، وهذا سر من أسرار الصنعة الإلهية: (العقل، الروح، النفس، القلب)، هي معانٍ متداخلة؛ ولهذا ربنا سبحانه يقول: ((وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الرُّوحِ قُلْ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً))[الإسراء:85]، فالإنسان في مجال الكون والفضاء.. في مجال التشريح العضوي.. في مجال الاقتصاد خطا خطوات هائلة ومذهلة، لكن في مجال إدراك العقل والمخ، يعني: لا يزال ما بين النظريات القديمة: نظريات أرسطو و أفلاطون وغيرهم، ثم نظريات الفلاسفة الإسلاميين، والنظريات المعاصرة كلها لا تزال تحبو، لم تستطع أن تتقدم بشكل جاد في معرفة هذا المصطلح الذي هو العقل.

هل هذا العقل هو عبارة عن جسم ومادة؟

هل هذا العقل عبارة عن جوهر كما يقولون؟

هل هذا العقل عبارة عن وصف؟

ولا شك أنه يوصف الإنسان بالعقل، وهذا فلان عاقل، وهذا أعقل من هذا، هل هذا عبارة عن وظيفة؟



منقول