دراسة علمية عن أثر الموسيقى الضارة
المسببة للأمراض النفسية و العضوية
و العقل و االهوى بما أمر الله به و نهى من الغناء (1)





قيل لعبد الله بن المبارك ما أفضل ما أعطي الرجل بعد الإسلام قال غريزة عقل قيل فإن لم يكن قال أدب حسن قيل فإن لم يكن قال أخ صالح يستشيره قيل فإن لم يكن قال صمت طويل قيل فإن لم يكن قال موت عاجل وفي ذلك قيل

ما وهب الله لامرئ هبة ... أحسن من عقله ومن أدبه
هما جمال الفتى فإن فقدا ... ففقده للحياة أجمل به


اثير في الفترة الأخيرة مواضيع كثيرة عن الغناء وهل هو حرام أم حلال وفي الحقيقة اخذ الموضوع اكثر من حقه وكأن مصير الأمة والبشرية متوقف على الغناء فأما ان نغني وأما الهلاك لهذه الأمة التي وصفها الله بأنها خير أمة أخرجت للناس أيعقل هذا ياأمة محمد ؟

واني بفضل من الله اقول في هذا الموضوع بأن الغناء من الأمور التي ترتاح لها الأنفس كما ترتاح الى النساء مثلا ولكن الله صرف متعة النساء من الزنا الى الزواج وكذلك صرف حب الغناء بالمعازف والشعر الغير مباح الى ترتيل القران والتغني فيه والى الشعر المباح والكلام الطيب بدون معازف الغناء الحديثة .

وهذا الدليل من أقوال أبن القيم حيث قال: إذا كانت الدولة للعقل سالمه الهوى وكان من خدمه وأتباعه، كما أن الدولة إذا كانت للهوى صار العقل أسيرا في يديه محكوما عليه ولما كان العبد لا ينفك عن الهوى ما دام حيا فإن هواه لازم له. لذلك كان له الأمر بخروجه عن الهوى بالكلية كالممتنع يعني من الصعوبة بمكان
ولكن المقدور له والمأمور به أن يصرف هواه عن مراتع الهلكة إلى مواطن الأمن والسلامة. مثاله أن الله سبحانه وتعالى لم يأمره بصرف قلبه عن هوى النساء جملة بل أمره بصرف ذلك الهوى إلى نكاح ما طاب له منهن من واحدة إلى أربع فانصرف مجرى الهوى من محل إلى محل. وكذلك هوى الكبر والفخر والخيلاء مأذون فيه بل مستحب في محاربة أعداء الله وقد رأى النبي أبا دجانة سماك بن خرشة الأنصاري يتبختر بين الصفين فقال إنها لمشية يبغضها الله إلا في مثل هذا الموطن وقال إن من الخيلاء ما يحبها الله ومنها ما يبغض الله فالتي يحبها اختيال الرجل في الحرب وعند الصدقة وذكر الحديث.

فما حرم الله على عباده شيئا إلا عوضهم خيرا منه.
كما حرم عليهم الاستقسام بالأزلام وعوضهم منه دعاء الاستخارة.
وحرم عليهم الربا وعوضهم منه التجارة الرابحة.
وحرم عليهم القمار وأعاضهم منه أكل المال بالمسابقة النافعة في الدين بالخيل والإبل والسهام.
وحرم عليهم الحرير وأعاضهم منه أنواع الملابس الفاخرة من الصوف والكتان والقطن.
وحرم عليهم الزنا واللواط وأعاضهم منهما بالنكاح بصنوف النساء الحسان.
وحرم عليهم شرب المسكر وأعاضهم عنه بالأشربة اللذيذة النافعة للروح والبدن.
وحرم عليهم سماع آلات اللهو من المعازف والمثاني وأعاضهم عنها بسماع القرآن والسبع المثاني.
وحرم عليهم الخبائث من المطعومات وأعاضهم عنها بالمطاعم الطيبات.

ومن تلمح هذا وتأمله هان عليه ترك الهوى المردي واعتاض عنه بالنافع المجدي. وعرف حكمة الله ورحمته وتمام نعمته على عباده فيما أمرهم به ونهاهم عنه وفيما أباحه لهم وأنه لم يأمرهم بما أمرهم به حاجة منه إليهم ولا نهاهم عنه بخلا منه تعالى عليهم بل أمرهم بما أمرهم إحسانا منه ورحمة ونهاهم عما نهاهم عنه صيانة لهم وحمية. فلذلك وضع عقد الصلح بين الهوى والعقل وإذا تم عقد الصلح بينهما سهل على العبد محاربة النفس والشيطان.

أرجوا من الله أن تنتهي هذه الحوارات العقيمة ونلتفت الى ما هو خير وابقى والى منفعة هذه الامة حتى تتطور وبذلك نستطيع ان نكون قدوة حسنة ولكن ليس بالغناء والأناشيد فلم توجد حضارة قديمة او حديثة قامت على الغناء.

والله سبحانه المستعان وعليه التكلان فما كان فيه من صواب فمن الله فهو الموفق له والمعين عليه وما كان فيه من خطإ فمني ومن الشيطان والله ورسوله من ذلك بريئان.

تابع ...-----------------------------------------------------


منقول