أكو من چلمة ... وأكو من سطرة ....

يُحكى أن أحدَ الحلاقين كان يَحلِقُ يوماً لأحدِ زبائنهِ بموسٍ ماضية ، فزلّت يدهُ فأصابَ وجه الزبون بجرحٍ غائرٍ ، فبدأ الدم يسيلُ منهُ غزيرا فما كانَ من الحلاقِ إلاّ أن مالَّ على أذنِ الزبون وقال له : " تره أكو بعكالك وسخ " وتلك كناية عن تعرّض سمعته لكلام الناس ،، فثارت ثائرة الرجل وأحمّر وجهه غضبا وقفز من مكانه وصاح :

" أتخَسه ! .. انا أخو خيته " !!!

وسرعان ماتوقف نزيف الدم في الحال ( تماما كما يفعل اهلنا مع " الشهيگه" أو ما تسمى الشهقة - الحشرجه- فتتوقف ) لذلك إعتذر الحلاق إليه ، وأخبره بأنه قد قال ما قال حتى يثير غضبه ، ويهّز أعصابه ، فينقطع نزيف الدم . فسامحه الرجل وقبل عذره .. .

وكانَ للحلاقِ صبيُ ذكيٌ مُجدّ ، وكان قد سمع ورأى ما دار بين أستاده الحلاق والزبون ، وبينما كان يَحلقُ لأحد الزبائن ذات يوم أصاب الزبون بجرح في وجهه سال منه الدم غزيرا ، فَمالَّ الصبي على الزبون وهتفَ في أذُنهِ : " تره أكو بعگالك وسخ " فلم يتحرك الزبون ، ولم ينقطع نزف الدم ، فقال الصبي : " تره سُمعة بنتك موزينة بالمحلة " فلم تؤثر كلمته في الزبون شيئا.

فقال : " ترى الناس يحچون على بنتك " فلم يتحرك الزبون كذلك .

وكان الحلاق يسمع ويرى مايجري من الصبي والزبون ، فأسرع إلى الزبون ورفع كفه وضربه سطرة شديدة بكفهِ على رقبته . فارتاع الزبون لذلك وانتابه الغضب وقام من مقعده ثائرا ، وسأل الحلاق : " هاي شنو ؟ . ليش تضربني ؟ ". وقبل أن يجيبه الحلاق انقطع نزف الدم وتوقف .. فاعتذر الحلاق إلى الزبون ، وأطلعه على حقيقة الأمر ، وأن السطرة ماكانت إلاّ لتوقف النزيف ..

ثم التفت الحلاق إلى صانعه وقال له : " شوف ابني .. الناس مو كلهم سوّه .. أكو من چلمة ... وأكو من سطرة " . فتعجّب الصبي من كلام الحلاق ، وسِعة أطلاعه ، وشدة ذكائه .. وذهب ذلك القول مثلا ..