النتائج 1 إلى 6 من 6
  1. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 16-07-2019 الساعة : 06:24 PM رقم #1

    افتراضي التهذيب الأعظم للنفس



    مشرف


    الصورة الرمزية الشيخ / خالد الجعفري

    • بيانات الشيخ / خالد الجعفري
      رقم العضوية : 31839
      عضو منذ : Apr 2015
      المشاركات : 860
      بمعدل : 0.26 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 18
      التقييم : Array


  2. *بسم الله الرحمن الرحيم*
    *درر نورانية:*
    🎀 *(إليك يا عزيز الفكر والقلب والدعوة هذا التهذيب)*🎀
    *قال شيخنا حضرة الشريف سيدي الوالد الشيخ عباس السيد فاضل الحسني أطال الله تعالى في عمره ونفعنا ببركات أنفاسه وعلومه الشريفة :*
    *قال الله تعالى: {وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً}، وقال ـ جلَّ شأنه: {وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً}. فبين الحكمة والعلم، وبين القهر والتهذيب؛ تكون معالم الشخصية العليا؛ فالفكر إذا ما خلا وحده هوى؛ قال تعالى: {وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى}. وإذا ما أخذ الفكر من القلب سما؛ قال تعالى: { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} وقال ـ جلَّ ثناؤه: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا . وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}. فلابد لهذه الجنود من تربية وتهذيب ـ من نفس، وفكر، وقلب مع الروح؛ لإنهاء النفس، وإحياء القلب بالله تعالى.*
    *وإليك يا عزيز الفكر والقلب والدعوة هذا التهذيب: -*
    *فعدوك الأعظم هي نفسك التي بين جنبيك، فلا بد من تهذيبها، ولا بد من تبديلها؛ حتى لا تصدّك عن الجوارح والفكر والقلب رياحها، وتقهر حتى ينقطع خداعها وجراحها.*
    *والتهذيب الأعظم للنفس لها ثلاثة مراتب:-*
    *أولها: "المجاهدة"؛ كما قال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}. والمجاهدة: لها ثلاثة منازل:-*
    الأول: أن لا توافقها بما تريد من مخالفةٍ شرعية.
    الثاني: أن لا تنشغل بخواطرها مهما كانت الخواطر أليمة؛ لأنه من هم بسيئة ولم يعملها كتبت له حسنة؛ كما أخبرنا ـ صلى الله عليه وسلم.
    الثالث: أن نضحك على خواطرها، حتى لا يسيطر العدو بهمومنا وغفلاتنا.
    والثاني من تهذيب النفس؛ "التزكية" من المآثم الظاهرية والباطنية، كما قال ـ جلَّ شأنه: {وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ } ومنها: "الصحبة مع العارف المربي" فيعينك بتوفيق الله تعالى عليها؛ في التربية؛ والصلة بالأيادي الموصولة، وبالتوجه الروحي بنور الله في قلبه؛ كما قال ـ جلَّ ثناؤه: {وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ} فقد سبقت التزكية التعليم؛ وقال أكمل الرسل ـ صلى الله عليه وسلم: «أولياء الله الذين إذا رؤوا ذكر الله» رواه البزار.
    واعلم أن للحاسد تأثيراً في الأجساد والأطباع، بخبث نفسه، وبذنوبه المتراكمة؛ وقد سماه الحق ـ جلَّ وعلا؛ {شر} كما قال تعالى: {وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ}. فكيف بالذي وفقه الله برحمته ومحبته فملأ قلبه بنوره.
    قال مفتي الحنابلة، ومجدد المذهب الحنبلي في القرن الخامس الهجري، الشيخ الإمام عبد القادر الجيلاني ـ قدس الله روحه: كان الأوائل رحمهم الله يقطعون المشرق والمغرب على أقدامهم على أن يجدوا؛ عالماً، عارفاً بالله، متوجها.
    الثالث لتهذيب النفس: "الواردات" بما يصل إلى القلب من الأمور العظام، وهي: الطاعات؛ من أساسها التوحيد ـ وكماله التجريد والتفريد.
    وبناؤها التقوى بدين الله الكامل الصالح ـ من الأوامر؛ لقوله تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ}. وتقوى التعظيم؛ قال تعالى: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}. وتقوى الآداب؛ كما قال ـ جلَّ مجده: {إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ}.
    ومن واردات القلب العظمى: الحضور والذكر في القلب وأوراد السنة، وقراءة القرآن المجيد؛ قال تعالى: {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً}.
    ومن الواردات العظمى: المحبة الإلهية، ومراتبها ثلاثة:-
    1 - المحبة الحقيقية، وهي: محبة ذات الحق ـ جلَّ وعلا، لذاته.
    2 - محبة القبول عند الله ـ عزَّ وجلَّ، وهي: أن تحب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأمره وحبه له؛ "فيحبك لحبه"، كما قال عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا مِنْ نَفْسِي، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لاَ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ» فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: فَإِنَّهُ الآنَ، وَاللَّهِ، لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي، فَقَالَ النَّبِيُّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الآنَ يَا عُمَرُ» رواه البخاري.
    3 - المحبة الكمالية، وهي: لكمال حب ذات الله ـ عزَّ وجل؛ كما قال أكمل الرسل ـ صلى الله عليه وآله وسلم: «أسألك حبك، وحب من يحبك، وحب عمل يقربني إلى حبك» رواه الترمذي. قال أهل العلم: ومن كمال محبة ذات الحق أن تحب من أحب الله.
    4 - التشبث بعمل ومنهج أهل المعرفة بالله؛ فتذهب بحال معرفتهم، وبحب الله عليهم، فيحبك لحبه عليهم؛ قال ـ جلَّ شأنه: {وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقاً}، وقال تعالى: {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَه} وقال ـ عليه الصّلاة والسّلام: «الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ».
    5 - الأدب الظاهر والباطن ـ مع الله ـ عزَّ وجل، ومع رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، ومع خاصة المؤمنين وعامتهم؛ لقوله ـ صلى الله عليه وسلم: « إنَّ المؤمنَ ليُدركُ بحُسنِ خُلُقِهِ درجةَ الصَّائمِ القائمِ».
    6 - الخدمة لهذه الأمة المرحومة؛ من نصيحة، وإعانة، ودعاء.
    فإذا حصلت "المجاهدة، والتزكية، والواردات" هُذبت النفس، وتغيرت وأصبحت من جنود القلب، وسَلَمَ الفكر من تأثير النفس عليه وعلى القلب، ثم ازدادت أنوار القلب على الفكر والنفس، وازدادت أنوار القلب مع صلة الروح بمدد الحق؛ فأصبحت تلك الجنود تعمل عملا واحدا ربانياً؛ فتحققت الولاية الربانية بتوفيق الله ـ عزَّ وجل، وصار أثر النور الإلهي له السمو في الترقي والإقبال، وأثر النور في الهداية لهذه الأمة المرحومة خاصتها وعامتها. فتأمل جداً، والحمد لله ربّ العباد.

    الشيخ / خالد الجعفري غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  3. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 16-07-2019 الساعة : 11:40 PM رقم #2
    كاتب الموضوع : الشيخ / خالد الجعفري


    شاملى ماسى


    الصورة الرمزية بهاء الدين

    • بيانات بهاء الدين
      رقم العضوية : 18967
      عضو منذ : Sep 2012
      المشاركات : 1,293
      بمعدل : 0.30 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 24
      التقييم : Array


  4. بارك الله فيك وعليك

    بهاء الدين غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  5. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 16-07-2019 الساعة : 11:46 PM رقم #3
    كاتب الموضوع : الشيخ / خالد الجعفري


    شاملى ماسى


    الصورة الرمزية ابو حاتم

    • بيانات ابو حاتم
      رقم العضوية : 32291
      عضو منذ : Mar 2016
      المشاركات : 1,620
      بمعدل : 0.54 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 25
      التقييم : Array


  6. جزاك الله خير الجزاء

    ابو حاتم غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  7. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 16-07-2019 الساعة : 11:46 PM رقم #4
    كاتب الموضوع : الشيخ / خالد الجعفري


    شاملى فضى


    • بيانات زكريا السماحي
      رقم العضوية : 32294
      عضو منذ : Mar 2016
      المشاركات : 409
      بمعدل : 0.14 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 13
      التقييم : Array


  8. جزاك الله خيرا

    زكريا السماحي غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  9. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 17-07-2019 الساعة : 12:00 AM رقم #5
    كاتب الموضوع : الشيخ / خالد الجعفري


    شاملى مميز


    • بيانات فارس دشدوش
      رقم العضوية : 32838
      عضو منذ : May 2017
      المشاركات : 199
      بمعدل : 0.08 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 8
      التقييم : Array


  10. شكرا للمجهود والاداء المتميز

    فارس دشدوش غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  11. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 17-07-2019 الساعة : 12:31 AM رقم #6
    كاتب الموضوع : الشيخ / خالد الجعفري


    شاملى ذهبى


    الصورة الرمزية ياسر فتحى

    • بيانات ياسر فتحى
      رقم العضوية : 6106
      عضو منذ : Feb 2012
      المشاركات : 654
      بمعدل : 0.15 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 19
      التقييم : Array


  12. بارك الله فيك ونفع بك

    ياسر فتحى غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس



معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك