الحلاج يضحك في وجه الموت :
عن ابراهيم ابن فاتك قال :
لما جيئ بالحلاج ليصلب رأى الخشبه والمسامير فضحك كثيرا حتى دمعت عيناه ثم التفت
الى القوم فرأى الشبلي بينهم فقال له :
يا ابا بكر هل معك سجادتك ؟ فقال نعم قال
افرشها لي ففرشها وصلى ركعتين
فقرأ في الركعة الاولى فاتحة الكتاب وبعدها
{ ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص
من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين
الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا اليه
راجعون اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمه
واولئك هم المهتدون }
ثم قرا في الركعة الثانية فاتحة الكتاب وبعدها
{ كل نفس ذائقة الموت وانما توفون اجوركم
يوم القيامة فمن زحزح عن النار و ادخل الجنة
فقد فاز و ما الحياة الدنيا الا متاع الغرور}
فلما سلم ذكر اشياء لم احفظها وكان
مما حفظته قوله : اللهم انت المتجلي
في كل جهه والمتخلي عن كل الجهات"
(أي المنزه عن الجهه والمكان سبحانه وتعالى)
بحق قدمك على حدثي وحق حدثي تحت ملابس
قدمك ان ترزقني شكر هذه النعمه التي
انعمت بها علي حيث غيبت اغياري ،
كما كشفت لي من مطالع أنوار وجهك ،
وحرمت غيري ما أبحت لي
من النظر إلى مكنونات سرك ,
هؤلاء عبادك قد اجتمعوا لقتلي تعصبا
لدينك وتقربا اليك ،
فأغفر لهم فأنك لو كشفت لهم ما كشفت لي
لما فعلوا ولو سترت عني ما سترت عنهم لما
ابتليت بما ابتليت , فلك الحمد فيما تفعل ولك
الحمد فيما تريد , ثم سكن وناجى ربه سرا
فتقدم ابو الحارث السياف فلطمه لطمه
هشمت انفه وسال الدم على شيبته المباركه
فصاح الشبلي ومزق ثوبه وغشي على
ابي الحسن الواسطي وعلى جماعة من
الصوفيه المشهورين وكادت الفتنه تهيج ففعل
اصحاب الحرس ما فعلوا !!!
ثم تقدم صاحب الشرطه فشده الى آلة الصلب
ثم امر الجلاد بان يضربه مئة سوط فاخذ يضربه
وهو صامت لا يتأوه ولا يضطرب ولا يستعفي
وانما يقول أحد أحد فلما اتم الجلاد ما كلف به
اخذ الحلاج يتواجد ويتبختر في مشيته وفي
قدميه ثلاثة عشر قيدا ثم راح وهو في ثمل
روحي عميق ينشد :
نديمي غير منسوب الى شيء من الحيفِ"
دعاني ثم حياني كفعل الضيف بالضيف"ِ
فلما دارت الكأس دعا بالنطع والسيفِ"
كذا من يشرب الراح مع التنين في الصيفِ"
ثم تلى قوله تعالى :
{يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين
امنوا مشفقون منها ويعلمون انها الحق الا
ان الذين يمارون في الساعة لفي ضلال بعيد}

#كتاب_طواسين_المعرفة منقول