مختارات من كتابات شمس الدين التبريزي 1





تعددت ألقاب شمس، فسمي "قطب الصوفية" و"سيد أولياء الله" و"إمبراطور مجانين العشق" لكن الإسم الذي بقي خالدا كان "شمس الدين" أو "شمس الحق". ولعل الأفلاكي كان الوحيد الذي وافانا بالإسم الكامل: مولانا شمس الحق والدين محمد بن علي بن مالك داد. يقول الأفلاكي في مناقب العارفين:"في مدينة "تبريز"، كان الصوفية والمعلمون الروحيون يلقبون شيخنا شمس الدين ب"التبريزي" نسبة إلى المدينة، لكن الرحل ذوي القلوب المضيئة كانوا يلقبونه ب"الطائر".
غادر شمس مسقط رأسه تبريز وعاش جوالا ينتقل من مكان إلى مكان، يكسب رزقه من أي عمل أو حرفة لكي لا يكون شبيها بهؤلاء الدراويش الذين يعيشون على الهبات والصدقات مقابل بضع كلمات من الحكمة. قابل مجموعة من الشيوخ والعلماء لكنه لم يفصح لأحدهم عن شخصيته الروحية، ولعل ذلك كان السبب في أنه لم يذكر من طرف أي أحد منهم .

مختارات من كتابات شمس الدين التبريزي:


أقسم بذات الله..
لو قرأ أحدهم ألف كتاب
في غير حال التدبر
لا يفيد هذا في شيء
كمن يثقل حمارا بحمولة من الكتب!!!



يذهب بك العقل حتى عتبة الدار. ..
لكن ليس إلى عقرها..
هنا، العقل حجاب..
القلب كذلك حجاب..
والرأس أيضا.



نعم، رأيت جمعا غفيرا يرتعد من الخوف
قد بادر بالهروب
اقتربت...
حذروني...لعل الذعر يتملكني..وقالوا:
"إن ثعبانا ضخما قد ظهر. .يلتهم أي شيء في طريقه"
لم أكن خائفا...اقتربت أكثر..
رأيت بابا من حديد..
بابا ضخما يصعب وصفه
أحكم إغلاقه بقفل ضخم
قيل لي:
"إنه بالداخل، ذلك الثعبان ذي الرؤوس السبعة!
احذر!
لا تقترب من هذا الباب!"
أثار الكلام غضبي وفضولي
فكسرت المزلاج...ثم دخلت..
فلم أر سوى دودة
تقدمت خطوة..ثم ضغطت عليها
سحقتها...أرديتها قتيلة!



لا تكتف بكونك عالما ربانيا
اطلب أكثر من ذلك
ارغب في أن تتعدى كونك صوفيا
أن تكون أكبر من عرفاني
اطلب دائما أكثر مما يعرض عليك
ارغب في ما هو أكبر من السماء!




لقد كان الآخرون شيوخا
شيوخا كبارا
لكن، ياترى ما أنا فاعل بهم؟!
أريدك أنت..
أنت، كما أنت..
متشوقا...ظمآنا...جائعا..
الماء الزلال يبحث عن الظمآن!!