مختارات من كتابات شمس الدين التبريزي 2


حان الوقت
حان الوقت لننضمَّ إلى مجانينك المكبّلين معاً بالسلاسل.
حان الوقت لنكون أحراراً تماماً، ومنبوذين.
حان الوقت لنهب أرواحنا، لنشعل النار في الهياكل ونركض في الشوارع.
حان الوقت لنتخمَّر.

كيف نتركُ حوض العالم ونذهب إلى الشفة؟
علينا أن نموت لنصير بشراً حقيقيين.
علينا أن نتغيّر رأساً على عقب كمشط في قمّة شعر امرأة جميلة.

انشرْ جناحَيك كشجرة ترتفع في الحديقة.
بذرة ملقاة على الطريق، حجر يذوب إلى شمع، شمعة تصير عثّاً.

حين تقترب كثيراً وجوهنا من مرآة العشق، علينا ألا نتنفَّس، أن ننتقل إلى مكان نقي حيث كان المبنى ونتحسّس الكنز المخبَّأ فينا.
بلا بداية أو نهاية، نحيا في العاشقين كما الحكاية التي يعرفونها.

لو أنتَ المفتاح، سنكون أوتاد القفل.
عاشقٌ أنتَ، والعشق خمّارة كلّ لحظة يصل العشق من كل جانب لا مزيد من الفرجة.
نرحل من أجل فراغ نقيّ، السفر مع الأصحاب الذين عاشرناهم ذات مرّة، ما بعد الملائكة، ما بعد الروحانية، إلى مدينة العظمة مدينتا.

حمِّل. قلْ وداعاً لهذا المكان المغبر، حظّ فتيّ يسافر أمامنا.
التنازل عن الروح أساس عمل هذه القافلة، بوجود المختار دليلاً، الذي جاء القمر يستجديه.

صبيّة متواضعة، رقيقة تتبع عطر شعره.
ينشقُّ القمر. نمرُّ عبره، طيور الماء ترتفع عالياً لتبحث عن بحيرة أخرى.
أو قل إننا نعيش في بحر العشق، حيث تعمل الثقة لسدّ قارب الجسد، لتجعله يدوم لبرهة،
إلى تحطم السفينة المحتوم، الزواج الكلّي، الموت - الاتحاد. ذُبْ في الصحبة كسكرانَين يختصمان.

لا تبحث عن العدالة هنا في الغابة تمنحك روحك الحيوانية نصيحةً خبيثةً.
اشربْ ما يكفي من الخمر حتى تتوقف عن الكلام.
عاشق أنت، والعشق خمّارة حيث لا أحد يقوم بعمل ذي معنى.
حتى لو أن الذي تقوله شِعراً سميكاً كسماكة أكياس سليمان المليئة بالذهب، لا مغزى له.

منقول