يحتفل ملايين المسلمين في كل أصقاع الأرض اليوم الخميس بأول أيام عيد الأضحى، فتختلف العادات والتقاليد، فنكشف لكم العض منها.



تتعدد مظاهر الاحتفال بعيد الأضحى في الدول العربية والإسلامية، حيث تتفق معظمها على أن أهم مظاهر العيد هو صيام يوم عرفة وإحضار الأضاحي لذبحها عقب صلاة العيد، وهو ما يمثل لحظة الفرحة الأكبر.



الخليج...العيد عند كبير الأسرة

ففي بلدان الخليج العربي التي تتميز بعادات متشابهة يتجمع الآلاف من المواطنين والمقيمين الذين يتواجدون بأعداد كبيرة في هذه الدول لأداء صلاة العيد في مختلف المناطق بالمساجد، حيث يتفق الجميع على اجتماع الأسرة أثناء ذبح الأضحية وقضاء صباح العيد عند كبير الأسرة، ثم إعداد طبق العيد من لحم الخروف على اختلاف المسميات، أما في اليمن فيقوم عادة اليمنيون قبل قدوم العيد بترميم المنازل وطلاء القديم منها حتى تبرز بشكل جميل ومظهر لائق وكأنها ارتدت لتوها حلة من حلل العيد، وبعد الصلاة يقوم اليمنيون بزيارة أقاربهم، كما تنتشر حلقات الرقص الشعبي بالخناجر في الأسواق والساحات وضواحي بعض المدن.



ليبيا...تكحيل عين الخروف

يتشابه الاحتفال بعيد الأضحى المبارك أو "العيد الكبير" في بلدان المغرب العربي من الطقوس والمظاهر الاحتفالية والمعتقدات الشعبية في عيد الأضحى نكهة خاصة وفرحة كبيرة، بدءا باقتناء الخروف ثم بعد صلاة العيد التي، كما تحرص النساء على وضع الحناء على رأس الخروف احتفاءا به، ومن العادات المعروفة اجتماع شمل الأسر حيث يفضل أفرادها قضاء هذه المناسبة الدينية السعيدة بين الأقارب وولائم الطعام في جو من الغبطة والابتهاج، أما في ليبيا فأهم ما يميز عيد الأضحى هو تكحيل عين الخروف، إذ يسود الاعتقاد بين بعض الليبيين بأن كبش الأضحية سوف يمتطيه الشخص المسمى عليه (الذي سيطلق اسمه على الأضحية) إلى الجنة يوم القيامة، فهو هدية إلى الله، لذلك ينبغي أن يكون صحيحاً معافى وكبشاً جميلاً قوياً أقرن لا عيب فيه إطلاقاً، وتقوم السيدات في ليلة العيد عادة بتكحيل عين الخروف، وإشعال النار في المبخرة ووضع البخور فيها، ويدرن في أطراف البيت مبتهلات.



مصر...لا عيد بدون "الفتة باللحمة"

في مصر فبعد انتهاء الآلاف من أداء صلاة العيد في المساجد والساحات يتم ذبح الأضاحي وتحضير المأكولات، وأهم ما يتميز به المصريون في العيد المبارك، هو تناول وجبة "الفتة باللحمة" التي اعتادت غالبية الأسر المصرية على تناولها في عيد الأضحى المبارك، كما تشهد الحدائق العامة والمنتزهات إقبالاً كبيراً من قبل الشباب والعائلات التي تصطحب أبناءها للاحتفال بالعيد.



ويسمي العراقيون عيد الأضحى "العيد الكبير أو عيد الحجاج" ومثل كل الشعوب لهم طقوسهم الخاصة التي يتميزون بها بهذه المناسبة عن غيرها ورثوها عن أجدادهم وعن تعاليم الدين الإسلامي من الإفطار الجماعي "المطبك" وهو الرز واللحم والزيارات وتوزيع الحلوى والهدايا وهناك تقليد مهم لا يفارق العيد دأب عليه أكثر العراقيين وهو الذهاب إلى المقابر إضافة لترديدهم للأغنيات المشهورة والشعبية المميزة.



يحيي المسلمون في الهند بعيد الأضحى كجميع أنحاء العالم الإسلامي حيث باتوا يشكلون نسبة 14.2 بالمئة من سكان هذا البلد البالغين 1.2 مليار نسمة، فقبل أيام من العيد يمكنك القيام بزيارة سوق الماعز عند المسجد الجامع حيث يتدفق الناس على شراء الأضحية إحياءا لذكرى تضحية كبيرة من النبي إبراهيم عليه السلام وذلك محبةً وطاعةً لله تعالى، فيجتمع المسلمون للقيام بصلاة العيد في المسجد مبكراً في الصباح، ثم يقومون بذبح الأضحية وسط جمع من الأهل والأقارب، وتقدم الهدايا وتعد الولائم، ويقوم المسلمون بتقسيم الأضحية إلى 3 أجزاء، جزء للأسرة وآخر للأقارب والجيران والأصدقاء، والثالث للفقراء والمحتاجين، لكن أهم ما يعاني منه المسلمون في الهند هو عدم منح العديد من المؤسسات والشركات إجازة لعمالها المسلمين باعتبار العيد ليس من العطل الرسمية في البلد، كما أن ذبح البقر محظور في الهند باعتباره حيوان مقدس عند الهندوس، ما دفع بجمعيات إسلامية في الهند اللجوء إلى المحكمة العليا في البلاد للمطالبة برفع حظر ذبح الأبقار، باعتباره تمييزا في حق الجالية المسلمة.



باكستان...الكبش يزين كالعروس




ينفرد الباكستانيون بعادة تميزهم عن الشعوب الأخرى في احتفالهم بعيد الأضحى وهي عادة تزيين الأضحية قبل العيد بحوالي شهر كامل كما يصومون العشرة الأيام الأولى من شهر ذي الحجة وحتى يوم العيد ومن أهم الأكلات التي يتناولونها في العيد (لحم النحر) وهو الطبق الرئيسي في وجبة الغداء على مدار أيام العيد ولا يتناولون الحلوى في عيد الأضحى.



لعبة "خطف الخروف" في الصين







أما في الصين التي يعد الإسلام الديانة الثانية فيها من حيث عدد أتباعه الذين تقدرهم الإحصائيات الرسمية الصينية بأكثر من 25 مليون نسمة موزعين على عشر قوميات (هوى -الويغور- القازاق- القرقيز- التتار - الأوزبك - الطاجيك- دونغشيانغ- سالار- باوآن)، حيث يحتفل مسلمو الصين بعيد الأضحى المبارك، فما أن يفرغ مسلمو قومية الويغور في منطقة "شينجيانج" الشمالية الغربية الصينية من أداء صلاة عيد الأضحى المبارك، حتى يبدأون في ممارسة لعبة "خطف الخروف" التي تمثل أحد أهم مظاهر الاحتفال بعيد الأضحى في الصين، وفي هذه اللعبة يمتطى رجل جواده ثم ينطلق بأقصى سرعة صوب هدفه المنشود "الخروف" ليلتقطه بسرعة وبراعة ودون أن يسقط من فوق ظهر جواده، بعدها يفعل الأمر ذاته ثان وثالث وآخرون لتنتهي اللعبة بإعلان فوز من استغرق أقل وقت في عملية اختطاف خروف العيد من على الأرض، وبعد الفوز بالخروف يجتمع كافة ذكور الأسرة حوله ثم يشرعون في قراءة أدعية وآيات قرآنية لنحو خمس دقائق، بعدها يقوم كبير الأسرة أو إمام المسجد بذبح الخروف، ثم يتم تقسيمه بواقع ثلث للتصدق، وثلث للإهداء، والثلث الأخير لإطعام الأسرة المضحية، أما المناطق حديثة العهد بالتواجد الإسلامي كالمناطق الصناعية الحديثة وغالبيتها تقع على امتداد سواحل الصين الشرقية، فيكتفي المسلمون بإقامة صلاة العيد في المسجد وذبح الأضاحي مع الحرص على تنظيف وتزيين المنازل وارتداء الملابس الجديدة وتبادل الزيارات بين الأهل والأصدقاء والأقارب والجيران للتهنئة بالعيد، كما تتوقف الدراسة في المدارس والجامعات وتعطل الدوائر والمؤسسات الحكومية رسميا كي يتفرغ المسلمون للاحتفال بالعيد.



العيد في أوروبا لمن استطاع

وتختلف كل دولة أوروبية عن غيرها في طريقة تعاملها مع الأقليات المسلمة الموجودة بها، إلا أن هناك بعض المشاكل التي قد تكون مشتركة بين أغلب الأقليات المسلمة في القارة العجوز، بعضها يرتبط بتعامل الدولة مع توقيت المناسبات التي يفترض أن يحتفل بها المسلمون، وموقف الدولة من هذا الاحتفال، والبعض الآخر يرتبط بالأماكن التي تقام بها شعائر هذه الأعياد أو المناسبات، حيث أن أغلب الدول الأوروبية لا تعتمد توقيت الاحتفال بالشعائر الإسلامية عطلة لهما، الأمر الذي يسبب معاناة كبيرة لمسلمي هذه الدول الذين يكونون مرتبطين بمواعيد عمل أو دراسة، كما يواجه أيضاً المسلمون صعوبات كبيرة في بعض دول أوروبا في مكان إقامة شعائر صلاة العيدين أو نحر الأضاحي، وهو الأمر الذي أثير في الأعوام القليلة الماضية.



في الولايات المتحدة الأمريكية يسبب عدم اعتماد السلطات لعيد الأضحى كعطلة رسمية في البلاد الكثير من العراقيل للمسلمين الذين يرغبون في الاحتفال بهذه المناسبة ما يضيع عليهم فرصة الاحتفاء بالتقاليد التي عادة ما تميز هذه المناسبة ، كما أن شراء خروف العيد وذبحه يوم العيد هو الجزء الصعب من عملية إحياء هذه المناسبة الدينية المهمة، لكن رغم ذلك يصر المسلمون المقيمون في أميركا على الاحتفال بالعيد بالرغم من الصعوبات التي تعترضهم، حيث يطلبون يوم عطلة من وظائفهم ويحاولون اصطحاب أطفالهم إلى أماكن مخصصة للذبح أو مزارع كي يقفوا على عملية ذبح الخروف وتجهيزه، لكن أحيانا يفشل رب الأسرة في الحصول على عطلة من عمله ما يضطره لتأجيل الاحتفال حتى نهاية الأسبوع"، كما تتنافس محلات البقالة العربية المتواجدة المناطق التي تعيش فيها جالية عربية ومسلمة كبيرة، على جذب الزبائن بمناسبة العيد وتعمل على توفير خروف مذبوح على الطريقة الإسلامية يوم العيد، وحتى قبل ذلك حسب طلب الزبائن الذين يقول بعضهم إن شراء خروف العيد يتحول إلى معضلة حقيقية بسبب نقص كمية الخراف المعروضة، أو تعذر وجود مكان صالح للذبح.


منقول