القصة الكاملة وراء اضرحة السبع بنات قبلة الحالمين للانجاب


الضعف، العجز، تعليق الآمال على الغير، كلها أسباب تدفع الناس لاتخاذ أولياء لهم، يتبركون بهم ويطلبون مساعدتهم ويقدمون لهم القرابين، هذا جزء من التاريخ الإنساني فلا يتعلق الأمر بدين أو دولة أو طائفة.

وفي مصر «مهد الأولياء» تترسخ ثقافة تقديم القرابين والاستعانة بكل ما يتم اعتباره «وليًا»، بداية من أهل بيت النبي ووصولًا إلى شخصيات لم يعرف لها أي تاريخ أو ربما هو تاريخ بعيدًا عن كل البعد عن كل ولي.

أربعة أضرحة بقباب وثلاثة تم هدمها، هذا حال أضرحة «السبع بنات» في عزبة خير الله والتي تقع بمنطق القلعة أعلى جبل المقطم، وهي عبارة عن مقبرة مقامة على مساحة واسعة ببناء «مقبب» بسبع قباب على التراث الإسلامى القديم، وترمز إلى سبعة مدفونين أسفل المقبرة لكن ثلاثة أضرحة منها تم هدمها.

القصة وفق المصادر التاريخية تعود إلى عصر الدولة الفاطمية حين قرر الحاكم بأمر الله قتل سبع بنات من أسرة مغربية والتخلص من والدهم سنة 1010م، وذلك لخروجهن عن المذهب الشيعي، وعندما شعر الحاكم بأمر الله بالذنب جراء ما فعله، قرر بناء هذه القباب تكريما للقتلي وتخليدًا لذكراهن.

ومع مرور الوقت تعددت الرويات والحكايات حول هذه الأضرحة، واختفت الحقائق التاريخية وتفشت القصص والأساطير عن قدرة النساء على عمل المعجزات، يأتون الرجال والنساء من كل حدب وصوب طلبًا للتبرك والإنجاب وجواز العانس، رجال ونساء يمشون داخل الأضرحة ذهابًا وإيابًا، ويتباركون بلتطيخ أنفسهم بالرمال والحصى، وقت صلاة الجمعة، طلبًا للإنجاب.

الشائعات تقول إن أهالي المنطقة سببًا في ذلك إذ أن توافد المواطنين إلى المكان يمثل «سبوبة» جيدة وحراكا تجاريا للكثير من الأنشطة التي تجلب المال لهم.

الإهمال
وكمعظم الآثار الإسلامية يتعرض أثر السبع قباب إلى الإهمال، فأكوام القمامة حوله في كل مكان رغم روعة تصميمه المعماري الفريد، بجانب انتشار الحشرات والحيوانات الأليفة، ويتوافد عليه عمال النظافة يوميًا ليأخذون منه ما يلزمهم من المخلفات البلاستيكية والزجاجات الفارغة التي يلقيها الأهالي ليلا ونهار.

أثناء رصد المنطقة يوم الجمعة وهو اليوم الأكثر إقبالًا من المواطنين المعتقدين في قوة تلك الأضرحة، جلست إحدى السيدات التي رفعت يديها طالبة من صاحبة الضريح أن تساعدها في الإنجاب.

وبنبرات ملؤها الحزن قالت «افتقد إلى أجمل إحساس يمكن أن تعيشه أي سيدة عندما يرزقها الله بأطفال، ذهبت للعديد من الأطباء لكن بدون جدوي والجميع أخبرونا أنه لا يوجد أي موانع للحمل سواء مرض أو عقم، فجئت إلى هنا لأول مرة بعد أن نصحتني أحد أقاربي بالمجيء إلى ضريح السبع بنات والتبرك بهن والدعاء عند مقامهن ووضع بعض التراب المتواجد في الضريح على رأسي بعدما ذاع الصيت بتعدد حالات السيدات التي أنجبن بمناجتهن تلك الأضرحة».

صاحبة الـ30 عاما والتي رفضت ذكر اسمها أوضحت أنها لجأت إلى هنا بعدما فشلت كل المحاولات من الأطباء في تشخيص حالتها ومساعدتها على الإنجاب، إلى جانب إلحاح الأسرة عليها بالذهاب إلى الضريح وإقناعها بأن السحر موجود بالقرآن الكريم وأن مجيئها المكان يمكن أن يبطل مفعول السحر، خاصة وأن الأطباء أكدوا عدم وجود مانع للحمل ومرت 7 سنوات ولم تنجب».

وأمام ضريح آخر من الأضرحة السبعة، تجلس «سعاد» سيدة العقد الخامس من عمرها بجوارها فتاة تبلغ من العمر 25 عامًا للتبرك بهن من أجل ابنتها التي لم تنجب بالرغم من زواجها منذ 4 سنوات.

«سعاد» من سكان السيدة زينب جاءت هي وابنتها للحصول على «بركة السبع بنات» بعد أن أخبرتهما أحد جيرانها، أن أختها لم تنجب وجاءت إلى السبع بنات بعدما نصحها أهل زوجها للذهاب إليهن والتبرك من نفحاتهن لما يروي عنهن من صلاحهن وتقواهن وبالفعل أنجبت ولديها الآن 3 أطفال.

تابعت السيدة الخمسينية قائلة «أخبرت ابنتي أن تأتي إليّ دون علم زوجها وجئت معها لعل الله يجعلهن سبب في حمل ابنتي مع عدم اعتقادي بهن ولكن الكثير روي قصص لنا عن سيدات لم تكن تحمل ولكنهن حملن بعدما جاءوا إلى ضريح السبع بنات».

«الناس بتقول لبعضها.. ولاد الحلال كتير» جمله قالتها سارة أمجد، ربة منزل من سكان المنطقة، وأكدت أنها تأتي للتبرك من مقابر السبع بنات بعد أن علمت أن هناك سيدات حملن بفضل بركة المكان الطاهر، مضيفة أن حلم الإنجاب دفعها للأخذ بالأسباب.



منقول